تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكثير من أهل الكلام يسمي هذه الأصول العقلية لاعتقاده أنها لا تعلم إلا بالعقل فقط فإن السمع هو مجرد إخبار الصادق وخبر الصادق الذي هو النبي لا يعلم صدقه إلا بعد العلم بهذه الأصول بالعقل ثم إنهم قد يتنازعون في الأصول التي تتوقف إثبات النبوة عليها . فطائفة تزعم أن تحسين العقل وتقبيحه داخل في هذه الأصول وأنه لا يمكن إثبات النبوة بدون ذلك ويجعلون التكذيب بالقدر مما ينفيه العقل . و طائفة تزعم أن حدوث العالم من هذه الأصول وأن العلم بالصانع لا يمكن إلا بإثبات حدوثه وإثبات حدوثه لا يمكن إلا بحدوث الأجسام , وحدوثها يعلم إما بحدوث الصفات , وإما بحدوث الأفعال القائمة بها فيجعلون نفي أفعال الرب ونفي صفاته من الأصول التي لا يمكن إثبات النبوة إلا بها .". حفظ
الشيخ : ثم استمر المؤلف : " وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ يُسَمِّي هَذِهِ الْأُصُولُ الْعَقْلِيَّةُ لِاعْتِقَادِهِ أَنَّهَا لَا تُعْلَمُ إلَّا بِالْعَقْلِ فَقَطْ " الأصول العقلية يعني ما يجب إثباتها أو نفيها عن الله يسميه بالأصول العقلية ، لأنه يزعم أنها لا تثبت إلا بالعقل لا تعلم إلا بالعقل فقط .
" فَإِنَّ السَّمْعَ هُوَ مُجَرَّدُ إخْبَارِ الصَّادِقِ وَخَبَرُ الصَّادِقِ الَّذِي هُوَ النَّبِيُّ لَا يُعْلَمُ صِدْقُهُ إلَّا بَعْدَ الْعِلْمِ بِهَذِهِ الْأُصُولِ بِالْعَقْلِ " وسيبين المؤلف خطأ هذه الطريقة ، وأن القول بأن هذا لا يعلم إلا بالعقل ، ووجه أن ذلك لا يعلم إلا بالعقل .؟
يقولون : لأن هذه ثبتت بخبر النبي ، فصفات الله المثبتة والمنفية ثبتت بأخبار الأنبياء ، الأنبياء لا نعلم أنهم أنبياء إلا بعد دلالة العقل على نبوتهم ، ولهذا ما أرسل الله نبياً إلا جعل له آيات يستدل بها الناس على نبوته ، وطبعا الاستدلال بالعقل ، فهم يقولون هذه عقلية لأنها جاءت من طريق النبي ، والنبي لا يعلم أنه نبي إلا بطريق العقل ، وسيتبين ضعف قولهم هذا .
" ثُمَّ إنَّهُمْ قَدْ يَتَنَازَعُونَ فِي الْأُصُولِ الَّتِي تَتَوَقَّفُ إثْبَاتُ " يتوقف هذا الصواب ، لأن إثبات مذكر " الَّتِي يَتَوَقَّفُ إثْبَاتُ النُّبُوَّةِ عَلَيْهَا . فَطَائِفَةٌ تَزْعُمُ : أَنَّ تَحْسِينَ الْعَقْلِ وَتَقْبِيحَهُ دَاخِلٌ فِي هَذِهِ الْأُصُولِ ، وَأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ إثْبَاتُ النُّبُوَّةِ بِدُونِ ذَلِكَ ، وَيَجْعَلُونَ التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ مِمَّا يَنْفِيهِ الْعَقْلُ . وطَائِفَةٌ تَزْعُمُ أَنَّ حُدُوثَ الْعَالَمِ مِنْ هَذِهِ الْأُصُولِ وَأَنَّ الْعِلْمَ بِالصَّانِعِ لَا يُمْكِنُ إلَّا بِإِثْبَاتِ حُدُوثِهِ ، وَإِثْبَاتِ حُدُوثِهِ لَا يُمْكِنُ إلَّا بِحُدُوثِ الْأَجْسَامِ ، وَحُدُوثُهَا يُعْلَمُ إمَّا بِحُدُوثِ الصِّفَاتِ ، وَإِمَّا بِحُدُوثِ الْأَفْعَالِ الْقَائِمَةِ بِهَا فَيَجْعَلُونَ نَفْيَ أَفْعَالِ الرَّبِّ وَنَفْيَ صِفَاتِهِ مِنْ الْأُصُولِ الَّتِي لَا يُمْكِنُ إثْبَاتُ النُّبُوَّةِ إلَّا بِهَا " .
أولا نقول يتنازعون في الأصول التي يتوقف إثبات النبوة عليها ، شف الاختلاف ، أولا : طائفة تقول بتحسن العقل وتقبيحه ، وأن من الأصول التي يعلم بها ثبوت النبوة تحسين العقل وتقبيحه ، فمعنى ذلك أن العقل مثلاً يحسن أن الله تبارك وتعالى يرسل الرسل حتى يبين للناس ، ويقبح أن يجعل الله الناس بدون رسل ، فيقولون إذا إثبات النبوة أو إثبات صحة النبوة مبنية على تحسين العقل وتقبيحه . لأن العقل يحسن أن يبعث الله الرسل ، ويقبح ألا يبعث الله الرسل ، يلزم بذلك إثبات رسالة الرسل بناء على تحسين العقل وتقبيحه . ومسألة التحسين والتقبيح من المسائل التي كثر فيها النزاع والجدال ، هل العقل يحسن ويقبح أو لا يحسن ولا يقبح ، أو يحسن ويقبح ولكن لا يوجب ولا يحرم ، وهذه المسألة لا ندخل فيها لأنها طويلة ، ويمكن تشوش عليكم ، المهم أن طائفة من هؤلاء يثبتون النبوة بطريق العقل ، بناء على تحسين العقل وتقبيحه ، وتقول إن العقل يحسن بعث الرسل فيجب بعثهم ، يقبح عدم إرسالهم فيمنع عدم إرسالهم . هذه طائفة .
طائفة أخرى تقول : حدوث العالم من هذه الأصول ، وأن العالم بالصانع لا يمكن إلا بإثبات حدوثه ، حدوث الصانع أو حدوث العالم .؟
اقرؤوا معي العبارة : " تَزْعُمُ أَنَّ حُدُوثَ الْعَالَمِ مِنْ هَذِهِ الْأُصُولِ وَأَنَّ الْعِلْمَ بِالصَّانِعِ " والمراد بالصانع الله ، ولكن المؤلف رحمه الله تعالى يقوله من باب الخبر لا من باب التسمية " وَأَنَّ الْعِلْمَ بِالصَّانِعِ لَا يُمْكِنُ إلَّا بِإِثْبَاتِ حُدُوثِهِ " حدوث إيش .؟
الطالب : الصانع .
الشيخ : لا ، حدوث العالم ، الصانع ليس بحادث لأنه خالق . " لَا يُمْكِنُ إلَّا بِإِثْبَاتِ حُدُوثِهِ " أي : حدوث العالم " وَإِثْبَاتِ حُدُوثِهِ " حدوث العالم " لَا يُمْكِنُ إلَّا بِحُدُوثِ الْأَجْسَامِ " يعني لا نعرف أن العالم حادث إلا بحدوث الأجسام ، فجسمي وجسمك وجسم الثاني والثالث هذا حادث ، كنا قبل لسنا بشيء (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )) .
طيب بأي شيء نعرف حدوث الأجسام ؟!
يقول : يعلم بحدوث الصفات وإما بحدوث الأفعال القائمة بها ، سبحان الله ! ما يقولون العلم بحدوثها وجودها ، لا، العلم بحدوثها إما بحدوث الصفات وإما بحدوث الأفعال القائمة بها ، وش مثال حدوث الصفات .؟
كأن يكون طويلاً بعد أن كان قصيراً . ويكون ذكيا بعد أن كان بليد . ويغضب بعد أن يكون هادئاً وهكذا ، هذا حدوث الصفات . حدوث الصفات في هذا الجسم تدل على أن الجسم حادث ، وطبعا هذه القاعدة ليست بصحيحة . لأننا لو قلنا بهذا لزم أن نقول بنفي الفرح عن الله ونفي الغضب ، وإلا لزم أن تقول إن الله حادث ، وهذا ليس بصحيح .
وبعضهم يقول : نعلم حدوث الأجسام بحدوث الأفعال القائمة بها ، مثال إيش حدوث الأفعال .؟
كشخص ذهب إلى الصلاة فيفعل . يأتي إلى المدرسة فيفعل ، يقول حدوث هذا الفعل لما قمت من النوم وصليت هذا حدث ، حدوث هذا الفعل من هذا الجسم يدل على حدوث الجسم ، وهذا أيضاً في الحقيقة ليس بدليل صحيح . لأننا لو قلنا بهذا لزم إذا قلنا : إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ويستوي على العرش ، يلزم أن نقول أن الله تعالى حادث ، إذا قلنا أن حدوث الأفعال يدل على حدوث الأجسام ، وهذا ليس بصحيح ، لكن هم قالوا هذا. المؤلف الأن يحكي قول غيره ، وليس يقره .
قال : " فيجعلوا نفي أفعال الرب ونفي صفاته من الأصول التي لا يمكن إثبات النبوة إلا بها " أعوذ بالله ! هل هذا صحيح .؟ طبعا هذا ليس بصحيح ، يعني نقول ما يمكن أن تثبت النبوة إلا إذا نفيتها عن الرب وصفات الرب .؟! لا يمكن ، وهذا تناقض أيضا ، وسيأتي إن شاء الله بقية البحث .
" فَإِنَّ السَّمْعَ هُوَ مُجَرَّدُ إخْبَارِ الصَّادِقِ وَخَبَرُ الصَّادِقِ الَّذِي هُوَ النَّبِيُّ لَا يُعْلَمُ صِدْقُهُ إلَّا بَعْدَ الْعِلْمِ بِهَذِهِ الْأُصُولِ بِالْعَقْلِ " وسيبين المؤلف خطأ هذه الطريقة ، وأن القول بأن هذا لا يعلم إلا بالعقل ، ووجه أن ذلك لا يعلم إلا بالعقل .؟
يقولون : لأن هذه ثبتت بخبر النبي ، فصفات الله المثبتة والمنفية ثبتت بأخبار الأنبياء ، الأنبياء لا نعلم أنهم أنبياء إلا بعد دلالة العقل على نبوتهم ، ولهذا ما أرسل الله نبياً إلا جعل له آيات يستدل بها الناس على نبوته ، وطبعا الاستدلال بالعقل ، فهم يقولون هذه عقلية لأنها جاءت من طريق النبي ، والنبي لا يعلم أنه نبي إلا بطريق العقل ، وسيتبين ضعف قولهم هذا .
" ثُمَّ إنَّهُمْ قَدْ يَتَنَازَعُونَ فِي الْأُصُولِ الَّتِي تَتَوَقَّفُ إثْبَاتُ " يتوقف هذا الصواب ، لأن إثبات مذكر " الَّتِي يَتَوَقَّفُ إثْبَاتُ النُّبُوَّةِ عَلَيْهَا . فَطَائِفَةٌ تَزْعُمُ : أَنَّ تَحْسِينَ الْعَقْلِ وَتَقْبِيحَهُ دَاخِلٌ فِي هَذِهِ الْأُصُولِ ، وَأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ إثْبَاتُ النُّبُوَّةِ بِدُونِ ذَلِكَ ، وَيَجْعَلُونَ التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ مِمَّا يَنْفِيهِ الْعَقْلُ . وطَائِفَةٌ تَزْعُمُ أَنَّ حُدُوثَ الْعَالَمِ مِنْ هَذِهِ الْأُصُولِ وَأَنَّ الْعِلْمَ بِالصَّانِعِ لَا يُمْكِنُ إلَّا بِإِثْبَاتِ حُدُوثِهِ ، وَإِثْبَاتِ حُدُوثِهِ لَا يُمْكِنُ إلَّا بِحُدُوثِ الْأَجْسَامِ ، وَحُدُوثُهَا يُعْلَمُ إمَّا بِحُدُوثِ الصِّفَاتِ ، وَإِمَّا بِحُدُوثِ الْأَفْعَالِ الْقَائِمَةِ بِهَا فَيَجْعَلُونَ نَفْيَ أَفْعَالِ الرَّبِّ وَنَفْيَ صِفَاتِهِ مِنْ الْأُصُولِ الَّتِي لَا يُمْكِنُ إثْبَاتُ النُّبُوَّةِ إلَّا بِهَا " .
أولا نقول يتنازعون في الأصول التي يتوقف إثبات النبوة عليها ، شف الاختلاف ، أولا : طائفة تقول بتحسن العقل وتقبيحه ، وأن من الأصول التي يعلم بها ثبوت النبوة تحسين العقل وتقبيحه ، فمعنى ذلك أن العقل مثلاً يحسن أن الله تبارك وتعالى يرسل الرسل حتى يبين للناس ، ويقبح أن يجعل الله الناس بدون رسل ، فيقولون إذا إثبات النبوة أو إثبات صحة النبوة مبنية على تحسين العقل وتقبيحه . لأن العقل يحسن أن يبعث الله الرسل ، ويقبح ألا يبعث الله الرسل ، يلزم بذلك إثبات رسالة الرسل بناء على تحسين العقل وتقبيحه . ومسألة التحسين والتقبيح من المسائل التي كثر فيها النزاع والجدال ، هل العقل يحسن ويقبح أو لا يحسن ولا يقبح ، أو يحسن ويقبح ولكن لا يوجب ولا يحرم ، وهذه المسألة لا ندخل فيها لأنها طويلة ، ويمكن تشوش عليكم ، المهم أن طائفة من هؤلاء يثبتون النبوة بطريق العقل ، بناء على تحسين العقل وتقبيحه ، وتقول إن العقل يحسن بعث الرسل فيجب بعثهم ، يقبح عدم إرسالهم فيمنع عدم إرسالهم . هذه طائفة .
طائفة أخرى تقول : حدوث العالم من هذه الأصول ، وأن العالم بالصانع لا يمكن إلا بإثبات حدوثه ، حدوث الصانع أو حدوث العالم .؟
اقرؤوا معي العبارة : " تَزْعُمُ أَنَّ حُدُوثَ الْعَالَمِ مِنْ هَذِهِ الْأُصُولِ وَأَنَّ الْعِلْمَ بِالصَّانِعِ " والمراد بالصانع الله ، ولكن المؤلف رحمه الله تعالى يقوله من باب الخبر لا من باب التسمية " وَأَنَّ الْعِلْمَ بِالصَّانِعِ لَا يُمْكِنُ إلَّا بِإِثْبَاتِ حُدُوثِهِ " حدوث إيش .؟
الطالب : الصانع .
الشيخ : لا ، حدوث العالم ، الصانع ليس بحادث لأنه خالق . " لَا يُمْكِنُ إلَّا بِإِثْبَاتِ حُدُوثِهِ " أي : حدوث العالم " وَإِثْبَاتِ حُدُوثِهِ " حدوث العالم " لَا يُمْكِنُ إلَّا بِحُدُوثِ الْأَجْسَامِ " يعني لا نعرف أن العالم حادث إلا بحدوث الأجسام ، فجسمي وجسمك وجسم الثاني والثالث هذا حادث ، كنا قبل لسنا بشيء (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )) .
طيب بأي شيء نعرف حدوث الأجسام ؟!
يقول : يعلم بحدوث الصفات وإما بحدوث الأفعال القائمة بها ، سبحان الله ! ما يقولون العلم بحدوثها وجودها ، لا، العلم بحدوثها إما بحدوث الصفات وإما بحدوث الأفعال القائمة بها ، وش مثال حدوث الصفات .؟
كأن يكون طويلاً بعد أن كان قصيراً . ويكون ذكيا بعد أن كان بليد . ويغضب بعد أن يكون هادئاً وهكذا ، هذا حدوث الصفات . حدوث الصفات في هذا الجسم تدل على أن الجسم حادث ، وطبعا هذه القاعدة ليست بصحيحة . لأننا لو قلنا بهذا لزم أن نقول بنفي الفرح عن الله ونفي الغضب ، وإلا لزم أن تقول إن الله حادث ، وهذا ليس بصحيح .
وبعضهم يقول : نعلم حدوث الأجسام بحدوث الأفعال القائمة بها ، مثال إيش حدوث الأفعال .؟
كشخص ذهب إلى الصلاة فيفعل . يأتي إلى المدرسة فيفعل ، يقول حدوث هذا الفعل لما قمت من النوم وصليت هذا حدث ، حدوث هذا الفعل من هذا الجسم يدل على حدوث الجسم ، وهذا أيضاً في الحقيقة ليس بدليل صحيح . لأننا لو قلنا بهذا لزم إذا قلنا : إن الله ينزل إلى السماء الدنيا ويستوي على العرش ، يلزم أن نقول أن الله تعالى حادث ، إذا قلنا أن حدوث الأفعال يدل على حدوث الأجسام ، وهذا ليس بصحيح ، لكن هم قالوا هذا. المؤلف الأن يحكي قول غيره ، وليس يقره .
قال : " فيجعلوا نفي أفعال الرب ونفي صفاته من الأصول التي لا يمكن إثبات النبوة إلا بها " أعوذ بالله ! هل هذا صحيح .؟ طبعا هذا ليس بصحيح ، يعني نقول ما يمكن أن تثبت النبوة إلا إذا نفيتها عن الرب وصفات الرب .؟! لا يمكن ، وهذا تناقض أيضا ، وسيأتي إن شاء الله بقية البحث .