تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ويجب الإيمان بأن الله أمر بعبادته وحده لا شريك له كما خلق الجن والإنس لعبادته وبذلك أرسل رسله وأنزل كتبه وعبادته تتضمن كمال الذل والحب له وذلك يتضمن كمال طاعته (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) وقد قال تعالى : (( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله )) وقال تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) وقال تعالى : ((واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون )) (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) وقال تعالى : (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه )) وقال تعالى : (( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم * وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون )) فأمر الرسل بإقامة الدين وأن لا يتفرقوا فيه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد والأنبياء إخوة لعلات وإن أولى الناس بابن مريم لأنا ; إنه ليس بيني وبينه نبي ) .". حفظ
الشيخ : " وَيَجِبُ الْإِيمَانُ بِأَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ كَمَا خَلَقَ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ لِعِبَادَتِهِ وَبِذَلِكَ أَرْسَلَ رُسُلَهُ وَأَنْزَلَ كُتُبَهُ ، وَعِبَادَتُهُ تَتَضَمَّنُ كَمَالُ الذُّلِّ وَالْحُبِّ لَهُ وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ كَمَالَ طَاعَتِهِ : (( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ )) .".
هذه الجملة تتعلق بالشرع ، تؤمن بأمر الله سبحانه وتعالى ، وأن الأمر له والتشريع إليه وعلى هذا فتعبده ، والعبادة كما يقول المؤلف ــ رحمه الله ـ تتضمن كمال الذل والحب له . لأن العبادة في الحقيقة من الذل ومن القصد ، ففيها إذا حب وذل ، فبالحب يفعل الإنسان الأوامر وبالذل يتجنب النواهي . لأن المحبوب مطلوب والمطلوب يفعل الإنسان الطرق التي توصل إليه . والمتذلل له مخوف فيهرب الإنسان من مخالفته ، ولهذا نقول العبادة مبنية على هذين الأمرين :
وهما كما قال المؤلف : كمال الحب والذل ، فبكمال الحب يحصل فعل الأوامر ، لأن الأوامر هذه سلم يوصلك إلى الله عز وجل ، الصلاة والصيام والزكاة والحج وبر الوالدين ... إلى آخره ، هذه عبارة عن سلم تصل به إلى الله .
وبكمال الذل يحصل اجتناب المحذور ، لأنك تذل فتخاف ، والخائف لا يخالف .
يقول : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) الرسول المراد به هنا محمد صلى الله عليه وسلم . ولكن مع ذلك من أطاع غيره من الرسل في زمن قيام رسالته فقد أطاع الله .
" وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ )) ".
إلا ليطاع ، لكن حتما أو لا .؟ لا ، بإذن الله ، كم من رسول أرسل فلم يطع ، لأن الله لم يأذن بذلك .
" وَقَالَ تَعَالَى : (( قل إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) ." . هذه نزلت في قوم ادّعوا أنهم يحبون الله فأنزل الله تعالى : (( قل إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي )) فأي إنسان يزعم بأنه يحب الله ، بماذا نزن قوله هذا .؟ بإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم . إن كان متبعاً له فقوله حق . وإن كان مخالف له فقوله باطل. ولهذا هؤلاء المبتدعة الذين يبتدعون الموالد للرسول صلى الله عليه وسلم وغيرها من مناسبات كمسألة المعراج وما أشابهه ، إذا قالوا نفعل ذلك محبة للرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له .
نقول : كذبتم في هذا . لو كان عندكم محبة وتعظيم للرسول عليه الصلاة والسلام للزمتم طريقه وسنته ، وليست المسألة دعوى ، ( لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء قوم وأموالهم ) . ولكان المشرك يدعي أنه يحب الله ويتوسل إليه تعالى بالصنم ، ولكننا نقول كل إنسان يدعي أنه يحب الله ورسوله فلنقس هذا بعمله ، إذا كان عمله متابع للرسول عليه الصلاة والسلام فهو حق وإلا فهو كاذب .
" وَقَالَ تَعَالَى : (( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ )) ".
الرسول يقول له الله اسأل ، طيب هل أدرك أحدا من الرسل ؟! كيف يؤمر بأمر لا يطيقه ؟!
الجواب : أن المعنى أن كتبهم موجودة ورسالتهم موجودة وأخبارهم موجودة فابحث ، اسأل من أرسلنا من قبلك ومن ذلك أحبارهم المنصفون ، فالعلماء ورثة الأنبياء ، فعندما نقول اسأل نبيا يعني اسأل أتباعه ، ولكن المراد المنصفون المعتدلون ، وأما المحرفون فلا.
طيب سألنا هل جعل الله من دون الرحمن آلهة يعبدون ؟! وش الجواب .؟ لا .
" وقال تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلَّا نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى )) " ما هو هذا المشروع والموصى به .؟ " (( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إلَيْهِ )) ".
هذه الآية وآية أخرى في سورة الأحزاب : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ )) قال أهل العلم : في هاتين الآيتين ذكر أولي العزم من الرسل ، لأن أولي العزم من الرسل خمسة : الرسول صلى الله عليه وسلم وإبراهيم وموسى ونوح وعيسى ، هؤلاء هم ألوا العزم وهم مذكورون في هذه الآية كما أنهم مذكورون في آية الأحزاب .
" وَقَالَ تَعَالَى : (( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ )) فَأَمَرَ الرُّسُلَ بِإِقَامَةِ الدِّينِ وَأَنْ لَا يَتَفَرَّقُوا فِيهِ ، وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : ( إنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ دِينُنَا وَاحِدٌ وَالْأَنْبِيَاءُ إخْوَةٌ لِعَلَّاتِ وَإِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ لَأَنَا ، إنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ ) ".
أولاد العلات هم الأخوة من الأم وأبوهم متفرق . يعني الأصل واحد والفروع مختلفة ، هذه أولاد العلات .
وقوله : ( إنه ليس بيني وبينه نبي ) في هذا دليل على بطلان قول المؤرخين الذين يقولون إن أناس من الجاهلية كانوا أنبياء . مثل خالد بن سنان وغيره . هؤلاء كذبوا في ذلك . فليس بين عيسى بن مريم ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي لا من العرب ولا من غيرهم.
هذه الجملة تتعلق بالشرع ، تؤمن بأمر الله سبحانه وتعالى ، وأن الأمر له والتشريع إليه وعلى هذا فتعبده ، والعبادة كما يقول المؤلف ــ رحمه الله ـ تتضمن كمال الذل والحب له . لأن العبادة في الحقيقة من الذل ومن القصد ، ففيها إذا حب وذل ، فبالحب يفعل الإنسان الأوامر وبالذل يتجنب النواهي . لأن المحبوب مطلوب والمطلوب يفعل الإنسان الطرق التي توصل إليه . والمتذلل له مخوف فيهرب الإنسان من مخالفته ، ولهذا نقول العبادة مبنية على هذين الأمرين :
وهما كما قال المؤلف : كمال الحب والذل ، فبكمال الحب يحصل فعل الأوامر ، لأن الأوامر هذه سلم يوصلك إلى الله عز وجل ، الصلاة والصيام والزكاة والحج وبر الوالدين ... إلى آخره ، هذه عبارة عن سلم تصل به إلى الله .
وبكمال الذل يحصل اجتناب المحذور ، لأنك تذل فتخاف ، والخائف لا يخالف .
يقول : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) الرسول المراد به هنا محمد صلى الله عليه وسلم . ولكن مع ذلك من أطاع غيره من الرسل في زمن قيام رسالته فقد أطاع الله .
" وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ )) ".
إلا ليطاع ، لكن حتما أو لا .؟ لا ، بإذن الله ، كم من رسول أرسل فلم يطع ، لأن الله لم يأذن بذلك .
" وَقَالَ تَعَالَى : (( قل إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) ." . هذه نزلت في قوم ادّعوا أنهم يحبون الله فأنزل الله تعالى : (( قل إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي )) فأي إنسان يزعم بأنه يحب الله ، بماذا نزن قوله هذا .؟ بإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم . إن كان متبعاً له فقوله حق . وإن كان مخالف له فقوله باطل. ولهذا هؤلاء المبتدعة الذين يبتدعون الموالد للرسول صلى الله عليه وسلم وغيرها من مناسبات كمسألة المعراج وما أشابهه ، إذا قالوا نفعل ذلك محبة للرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له .
نقول : كذبتم في هذا . لو كان عندكم محبة وتعظيم للرسول عليه الصلاة والسلام للزمتم طريقه وسنته ، وليست المسألة دعوى ، ( لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء قوم وأموالهم ) . ولكان المشرك يدعي أنه يحب الله ويتوسل إليه تعالى بالصنم ، ولكننا نقول كل إنسان يدعي أنه يحب الله ورسوله فلنقس هذا بعمله ، إذا كان عمله متابع للرسول عليه الصلاة والسلام فهو حق وإلا فهو كاذب .
" وَقَالَ تَعَالَى : (( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ )) ".
الرسول يقول له الله اسأل ، طيب هل أدرك أحدا من الرسل ؟! كيف يؤمر بأمر لا يطيقه ؟!
الجواب : أن المعنى أن كتبهم موجودة ورسالتهم موجودة وأخبارهم موجودة فابحث ، اسأل من أرسلنا من قبلك ومن ذلك أحبارهم المنصفون ، فالعلماء ورثة الأنبياء ، فعندما نقول اسأل نبيا يعني اسأل أتباعه ، ولكن المراد المنصفون المعتدلون ، وأما المحرفون فلا.
طيب سألنا هل جعل الله من دون الرحمن آلهة يعبدون ؟! وش الجواب .؟ لا .
" وقال تعالى : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إلَّا نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ )) وَقَالَ تَعَالَى : (( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى )) " ما هو هذا المشروع والموصى به .؟ " (( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إلَيْهِ )) ".
هذه الآية وآية أخرى في سورة الأحزاب : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ )) قال أهل العلم : في هاتين الآيتين ذكر أولي العزم من الرسل ، لأن أولي العزم من الرسل خمسة : الرسول صلى الله عليه وسلم وإبراهيم وموسى ونوح وعيسى ، هؤلاء هم ألوا العزم وهم مذكورون في هذه الآية كما أنهم مذكورون في آية الأحزاب .
" وَقَالَ تَعَالَى : (( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ )) فَأَمَرَ الرُّسُلَ بِإِقَامَةِ الدِّينِ وَأَنْ لَا يَتَفَرَّقُوا فِيهِ ، وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : ( إنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ دِينُنَا وَاحِدٌ وَالْأَنْبِيَاءُ إخْوَةٌ لِعَلَّاتِ وَإِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ لَأَنَا ، إنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ ) ".
أولاد العلات هم الأخوة من الأم وأبوهم متفرق . يعني الأصل واحد والفروع مختلفة ، هذه أولاد العلات .
وقوله : ( إنه ليس بيني وبينه نبي ) في هذا دليل على بطلان قول المؤرخين الذين يقولون إن أناس من الجاهلية كانوا أنبياء . مثل خالد بن سنان وغيره . هؤلاء كذبوا في ذلك . فليس بين عيسى بن مريم ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي لا من العرب ولا من غيرهم.