تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وعلم أيضا بالعقل أن كل موجودين قائمين بأنفسهما فلا بد بينهما من قدر مشترك كاتفاقهما في مسمى الوجود والقيام بالنفس والذات ونحو ذلك فإن نفي ذلك يقتضي التعطيل المحض وإنه لا بد من إثبات خصائص الربوبية وقد تقدم الكلام على ذلك . ثم إن الجهمية من المعتزلة وغيرهم أدرجوا نفي الصفات في مسمى التوحيد فصار من قال : إن لله علما أو قدرة أو إنه يرى في الآخرة أو إن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق يقولون : إنه مشبه ليس بموحد . ". حفظ
الشيخ : ... " وَعُلِمَ أَيْضًا بِالْعَقْلِ أَنَّ كُلَّ مَوْجُودَيْنِ قَائِمَيْنِ بِأَنْفُسِهِمَا فَلَا بُدَّ بَيْنَهُمَا مِنْ قَدْرٍ مُشْتَرَكٍ " صحيح هذا .؟ " كُلَّ مَوْجُودَيْنِ قَائِمَيْنِ بِأَنْفُسِهِمَا فَلَا بُدَّ بَيْنَهُمَا مِنْ قَدْرٍ مُشْتَرَكٍ " صحيح .؟
الطالب : نعم .
الشيخ : أي نعم ، ما هو القدر المشترك .؟
" كاتفاقهما في مسمّى الوجود والقيام بالنفس " أليس موجودين .؟ إذا اشتركا في الوجود ، لكن هل يلزم من اشتراكهما في الوجود تساويهما فيه .؟ لا ، قد يكون هذا موجوداً واجب الوجود والثاني موجودا جائز الوجود .
طيب اشتركا أيضاً في القيام بالنفس أليس كذلك ، كل منهما قائم بنفسه ، لكن بينهما فرق : أحدهما قائم بنفسه استقلالاً ، والثاني قائم بنفسه بإقامة غيره له .
" كاتفاقهما في مسمى الوجود والقيام بالنفس وَالذَّاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ " ما معنى الذات .؟ يعني كل شيئين قائمين بأنفسهما ، كل منهما ذات . إذاً لابد في ضرورة العقل من تساوي كل شيئين موجودين في الأصل المشترك بينهما ، وهو الوجود والقيام بالنفس والذات والاتفاق في الصفات وما أشبه ذلك .
" فَإِنَّ نَفْيَ ذَلِكَ يَقْتَضِي التَّعْطِيلَ الْمَحْضَ وَأنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ إثْبَاتِ خَصَائِصِ الرُّبُوبِيَّةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ " .
" فَإِنَّ نَفْيَ ذَلِكَ يَقْتَضِي التَّعْطِيلَ الْمَحْضَ وَأنَّهُ ... " كذا عندك أنت .؟
الطالب : الأولى : وأن نفي ذلك .
الشيخ : يعني : وعلم أن نفي ذلك يَقْتَضِي التَّعْطِيلَ الْمَحْضَ ، ما يخالف .
الشيخ : " ثُمَّ إنَّ الجهمية مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ أَدْرَجُوا نَفْيَ الصِّفَاتِ فِي مُسَمَّى التَّوْحِيدِ فَصَارَ مَنْ قَالَ : إنَّ لِلَّهِ عِلْمًا أَوْ قُدْرَةً أَوْ إنَّهُ يُرَى فِي الْآخِرَةِ أَوْ إنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ يَقُولُونَ : إنَّهُ مُشَبَّهٌ لَيْسَ بِمُوَحَّدٍ " .
شف والعياذ بالله يقولون نفي الصفات من توحيد الله ، ولا يتم التوحيد إلا بنفي الصفات ، لأنه مر علينا مقالة الجهمية والمعتزلة أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه ، والتشبيه تشريك بين الخالق والمخلوق في هذه الصفة ، فليزم على قولهم أن من شرط التوحيد نفي الصفات ، ولذلك هم قالوا نحن أهل التوحيد ، نحن الذين وحدنا الله . وأنتم إذا قلتم أن لله علماً معناه أثبتم مع الله شيئاً وهو العلم ، إذا قلتم لله قدرة أثبتم أن مع الله شيئاً وهو القدرة ، وهذا ليس بتوحيد .
ولذلك يقول : كذلك إذا قالوا إن الله يرى في الآخرة ، قال ما هذا توحيد ، لأن الإنسان يرى ، فقد جعلت لله تعالى شريكاً بالرؤية وهكذا ، وقد تقدم أن هذا أمر ليس بصحيح وأنه لا يلزم التشبيه .
الطالب : نعم .
الشيخ : أي نعم ، ما هو القدر المشترك .؟
" كاتفاقهما في مسمّى الوجود والقيام بالنفس " أليس موجودين .؟ إذا اشتركا في الوجود ، لكن هل يلزم من اشتراكهما في الوجود تساويهما فيه .؟ لا ، قد يكون هذا موجوداً واجب الوجود والثاني موجودا جائز الوجود .
طيب اشتركا أيضاً في القيام بالنفس أليس كذلك ، كل منهما قائم بنفسه ، لكن بينهما فرق : أحدهما قائم بنفسه استقلالاً ، والثاني قائم بنفسه بإقامة غيره له .
" كاتفاقهما في مسمى الوجود والقيام بالنفس وَالذَّاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ " ما معنى الذات .؟ يعني كل شيئين قائمين بأنفسهما ، كل منهما ذات . إذاً لابد في ضرورة العقل من تساوي كل شيئين موجودين في الأصل المشترك بينهما ، وهو الوجود والقيام بالنفس والذات والاتفاق في الصفات وما أشبه ذلك .
" فَإِنَّ نَفْيَ ذَلِكَ يَقْتَضِي التَّعْطِيلَ الْمَحْضَ وَأنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ إثْبَاتِ خَصَائِصِ الرُّبُوبِيَّةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ " .
" فَإِنَّ نَفْيَ ذَلِكَ يَقْتَضِي التَّعْطِيلَ الْمَحْضَ وَأنَّهُ ... " كذا عندك أنت .؟
الطالب : الأولى : وأن نفي ذلك .
الشيخ : يعني : وعلم أن نفي ذلك يَقْتَضِي التَّعْطِيلَ الْمَحْضَ ، ما يخالف .
الشيخ : " ثُمَّ إنَّ الجهمية مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ أَدْرَجُوا نَفْيَ الصِّفَاتِ فِي مُسَمَّى التَّوْحِيدِ فَصَارَ مَنْ قَالَ : إنَّ لِلَّهِ عِلْمًا أَوْ قُدْرَةً أَوْ إنَّهُ يُرَى فِي الْآخِرَةِ أَوْ إنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ يَقُولُونَ : إنَّهُ مُشَبَّهٌ لَيْسَ بِمُوَحَّدٍ " .
شف والعياذ بالله يقولون نفي الصفات من توحيد الله ، ولا يتم التوحيد إلا بنفي الصفات ، لأنه مر علينا مقالة الجهمية والمعتزلة أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه ، والتشبيه تشريك بين الخالق والمخلوق في هذه الصفة ، فليزم على قولهم أن من شرط التوحيد نفي الصفات ، ولذلك هم قالوا نحن أهل التوحيد ، نحن الذين وحدنا الله . وأنتم إذا قلتم أن لله علماً معناه أثبتم مع الله شيئاً وهو العلم ، إذا قلتم لله قدرة أثبتم أن مع الله شيئاً وهو القدرة ، وهذا ليس بتوحيد .
ولذلك يقول : كذلك إذا قالوا إن الله يرى في الآخرة ، قال ما هذا توحيد ، لأن الإنسان يرى ، فقد جعلت لله تعالى شريكاً بالرؤية وهكذا ، وقد تقدم أن هذا أمر ليس بصحيح وأنه لا يلزم التشبيه .