مراجعة الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وبهذا وغيره يعرف ما وقع من الغلط في مسمى التوحيد فإن عامة المتكلمين الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر : غايتهم أن يجعلوا التوحيد ثلاثة أنواع . فيقولون : هو واحد في ذاته لا قسيم له , وواحد في صفاته لا شبيه له , وواحد في أفعاله لا شريك له وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث وهو توحيد الأفعال . وهو أن خالق العالم واحد وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها ويظنون أن هذا هو التوحيد المطلوب , وأن هذا هو معنى قولنا لا إله إلا الله حتى قد يجعلوا معنى الإلهية القدرة على الاختراع ومعلوم أن المشركين من العرب الذين بعث إليهم محمد صلى الله عليه وسلم أولا : لم يكونوا يخالفونه في هذا بل كانوا يقرون بأن الله خالق كل شيء حتى إنهم كانوا يقرون بالقدر أيضا وهم مع هذا مشركون فقد تبين أن ليس في العالم من ينازع في أصل هذا الشرك ; ولكن غاية ما يقال : إن من الناس من جعل بعض الموجودات خلقا لغير الله كالقدرية وغيرهم ; لكن هؤلاء يقرون بأن الله خالق العباد وخالق قدرتهم وإن قالوا إنهم خلقوا أفعالهم ... ". حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين :
تقدم أن المؤلف رحمه الله قال : إنه لا يوجد في مقالات أحد من الناس إثبات خالقين للعالم متساويين في جميع الصفات .
وسبق أنه يقول : إن النظار من المتكلمين وغيرهم يرون أن التوحيد هو :
أولاً أن الله تعالى واحد في ذاته لا قسيم له ، بمعنى أنه لا ينقسم ، وواحد في صفاته لا شبيه له ، وواحد في أفعاله لا شريك له ، ويرون أن هذا هو غاية التوحيد ، وقال المؤلف عنهم : إن أشهر أنواع التوحيد عندهم هو النوع الثالث أنه واحد في أفعاله لا شريك له .
وبين المؤلف رحمه الله أنه لم يقل أحد من الخلق أن الله تعالى له مشارك في أفعاله مساو له من كل وجه أبدا ، وأن هذا التوحيد الذي قالوه هو التوحيد الذي قاله المشركون على حد سواء ، فإن المشركين الذين يعبدون معه غيره لا ينازعون هؤلاء في قولهم إن الله واحد في أفعاله لا شريك له ، بل هم يقولون أي المشركون إن الله واحد في أفعاله لا شريك له .
وبيّنا أن هذه الأنواع الثلاثة عندهم قد نقصها نوع مهم وهو توحيد الألوهية ، لأنهم لم يقولوا واحد في ألوهيته لا شريك له ، ما قالوا هكذا وإنما معنى الإله عندهم هو القادر على الاختراع ، فيجعلون إله بمعنى آله ، والحقيقة أن إله بمعنى مألوه وليس بمعنى آله ، أي معبود كما سيذكر المؤلف فيما بعد .
ثم ذكر المؤلف رحمه الله بعد هذا أن هذا التوحيد بجميع أنواعه فيه نقص ، فسيأتي أن قولهم واحد في ذاته لا قسيم له ، أنهم يريدون بذلك نفي الصفات الخبرية ، بأن الله ليس له يد ولا وجه ولا عين ولا رجل . وما أشبه ذلك ، يقولون لو كان له هكذا لكان له قسيم، وكان يتجزأ ويتقسم من أقسام وأجزاء ، فجعلوا هذا التوحيد يتضمن إنكار الصفات التي وصف الله بها نفسه ، كذلك واحد في صفاته لا شبيه له ، هذا أيضاً قاصر ، لأن كلمة لا شبيه له ، المعتزلة ينكرون الصفات ويقولون إن هذا توحيد ، لأننا لو أثبتنا الصفات لشبهنا الله بخلقه ، والله تعالى واحد في صفاته لا شبيه له .
فتبين أيضاً أن هذا التوحيد مجمل فيه حق وباطل ، لأنهم إن أرادوا لا شبيه مطلق المشابهة فهذا ليس بصحيح ، كما قال المؤلف أمس : ما من موجدين إلا وبينهما اشتراك في مطلق الصفة كالوجود والذات والقيام بالنفس وما أشبه ذلك ...
لو أرادوا لا شبيه له المشابهة المطلقة هذا أيضاً خطأ ، لأنه ما من أحد يقول إن الله تعالى له شبيه مشابهة مطلقة فتبين أيضاً أن هذا التعريف للتوحيد ناقص .
واحد في أفعاله لا شريك له ، المؤلف أيضا سينتقدهم على هذا الإطلاق والإجمال ، لأنه يقول : ما من أحد يقول أن لله مشارك في أفعاله مساوٍ له من كل وجه أبداً ، حتى القدرية الذين يقولون أن العبد يخلق فعله وأن الله ما خلق فعل العبد لا يرون أن العبد مستقل ومشارك ، يرون أن الله خالق للعبد وخالق لقدرته التي مكنته من الفعل . كل هذا أظنه متضح في درس أمس .؟
إذا نريد أن نناقش هذا الكلام أو هذا التوحيد الذي زعم هؤلاء النظار أنه هو التوحيد ، فصار مناقشتنا له :
بيان أن هذه الكلمات الرنانة الظنانة التي من سمعها قال هذا هو الغاية ، عليها مؤاخذات أولا عليها مؤاخذات ، كما أنه ناقص هذا التعريف أيضاً ، ناقص من جهة أنهم أسقطوا توحيد الإلهية ، وتعرفون أن الكتاب هذا يتضمن أمرين توحيد الصفات وقد سبق ، والثاني توحيد العباد وهذا هو الأصل الثاني كما مر علينا ، والمؤلف رحمه الله يناقشهم مناقشة دقيقة ، ويأخذ بأنفاسهم في كل ما يقولون نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : كل الكلام الآن المقبل علينا في تقرير إبطال هذا التنويع ثم الإتيان بتوحيد الألوهية .
الشيخ : اقرأ يا محمد .
تقدم أن المؤلف رحمه الله قال : إنه لا يوجد في مقالات أحد من الناس إثبات خالقين للعالم متساويين في جميع الصفات .
وسبق أنه يقول : إن النظار من المتكلمين وغيرهم يرون أن التوحيد هو :
أولاً أن الله تعالى واحد في ذاته لا قسيم له ، بمعنى أنه لا ينقسم ، وواحد في صفاته لا شبيه له ، وواحد في أفعاله لا شريك له ، ويرون أن هذا هو غاية التوحيد ، وقال المؤلف عنهم : إن أشهر أنواع التوحيد عندهم هو النوع الثالث أنه واحد في أفعاله لا شريك له .
وبين المؤلف رحمه الله أنه لم يقل أحد من الخلق أن الله تعالى له مشارك في أفعاله مساو له من كل وجه أبدا ، وأن هذا التوحيد الذي قالوه هو التوحيد الذي قاله المشركون على حد سواء ، فإن المشركين الذين يعبدون معه غيره لا ينازعون هؤلاء في قولهم إن الله واحد في أفعاله لا شريك له ، بل هم يقولون أي المشركون إن الله واحد في أفعاله لا شريك له .
وبيّنا أن هذه الأنواع الثلاثة عندهم قد نقصها نوع مهم وهو توحيد الألوهية ، لأنهم لم يقولوا واحد في ألوهيته لا شريك له ، ما قالوا هكذا وإنما معنى الإله عندهم هو القادر على الاختراع ، فيجعلون إله بمعنى آله ، والحقيقة أن إله بمعنى مألوه وليس بمعنى آله ، أي معبود كما سيذكر المؤلف فيما بعد .
ثم ذكر المؤلف رحمه الله بعد هذا أن هذا التوحيد بجميع أنواعه فيه نقص ، فسيأتي أن قولهم واحد في ذاته لا قسيم له ، أنهم يريدون بذلك نفي الصفات الخبرية ، بأن الله ليس له يد ولا وجه ولا عين ولا رجل . وما أشبه ذلك ، يقولون لو كان له هكذا لكان له قسيم، وكان يتجزأ ويتقسم من أقسام وأجزاء ، فجعلوا هذا التوحيد يتضمن إنكار الصفات التي وصف الله بها نفسه ، كذلك واحد في صفاته لا شبيه له ، هذا أيضاً قاصر ، لأن كلمة لا شبيه له ، المعتزلة ينكرون الصفات ويقولون إن هذا توحيد ، لأننا لو أثبتنا الصفات لشبهنا الله بخلقه ، والله تعالى واحد في صفاته لا شبيه له .
فتبين أيضاً أن هذا التوحيد مجمل فيه حق وباطل ، لأنهم إن أرادوا لا شبيه مطلق المشابهة فهذا ليس بصحيح ، كما قال المؤلف أمس : ما من موجدين إلا وبينهما اشتراك في مطلق الصفة كالوجود والذات والقيام بالنفس وما أشبه ذلك ...
لو أرادوا لا شبيه له المشابهة المطلقة هذا أيضاً خطأ ، لأنه ما من أحد يقول إن الله تعالى له شبيه مشابهة مطلقة فتبين أيضاً أن هذا التعريف للتوحيد ناقص .
واحد في أفعاله لا شريك له ، المؤلف أيضا سينتقدهم على هذا الإطلاق والإجمال ، لأنه يقول : ما من أحد يقول أن لله مشارك في أفعاله مساوٍ له من كل وجه أبداً ، حتى القدرية الذين يقولون أن العبد يخلق فعله وأن الله ما خلق فعل العبد لا يرون أن العبد مستقل ومشارك ، يرون أن الله خالق للعبد وخالق لقدرته التي مكنته من الفعل . كل هذا أظنه متضح في درس أمس .؟
إذا نريد أن نناقش هذا الكلام أو هذا التوحيد الذي زعم هؤلاء النظار أنه هو التوحيد ، فصار مناقشتنا له :
بيان أن هذه الكلمات الرنانة الظنانة التي من سمعها قال هذا هو الغاية ، عليها مؤاخذات أولا عليها مؤاخذات ، كما أنه ناقص هذا التعريف أيضاً ، ناقص من جهة أنهم أسقطوا توحيد الإلهية ، وتعرفون أن الكتاب هذا يتضمن أمرين توحيد الصفات وقد سبق ، والثاني توحيد العباد وهذا هو الأصل الثاني كما مر علينا ، والمؤلف رحمه الله يناقشهم مناقشة دقيقة ، ويأخذ بأنفاسهم في كل ما يقولون نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : كل الكلام الآن المقبل علينا في تقرير إبطال هذا التنويع ثم الإتيان بتوحيد الألوهية .
الشيخ : اقرأ يا محمد .