تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكان جهم ينفي الصفات ويقول بالجبر فهذا تحقيق قول جهم لكنه إذا أثبت الأمر والنهي والثواب والعقاب : فارق المشركين من هذا الوجه لكن جهما ومن اتبعه يقول بالإرجاء ; فيضعف الأمر والنهي والثواب والعقاب عنده والنجارية والضرارية وغيرهم : يقربون من جهم في مسائل القدر والإيمان مع مقاربتهم له أيضا في نفي الصفات .والكلابية والأشعرية : خير من هؤلاء في باب الصفات فإنهم يثبتون لله الصفات العقلية , وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة كما فصلت أقوالهم في غير هذا الموضع وأما في باب القدر ومسائل الأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة . والكلابية هم أتباع أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب الذي سلك الأشعري خطته وأصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبي , وأبي العباس القلانسي ونحوهما . خير من الأشعرية في هذا وهذا فكلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل والكرامية قولهم في الإيمان قول منكر لم يسبقهم إليه أحد حيث جعلوا الإيمان قول اللسان وإن كان مع عدم تصديق القلب فيجعلون المنافق مؤمنا ; لكنه يخلد في النار فخالفوا الجماعة في الاسم دون الحكم , وأما في الصفات والقدر والوعيد فهم أشبه من أكثر طوائف الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة " . حفظ
الطالب : " وَكَانَ جَهْمٌ يَنْفِي الصِّفَاتِ وَيَقُولُ بِالْجَبْرِ فَهَذَا تَحْقِيقُ قَوْلِ جَهْمٍ لَكِنَّهُ إذَا أَثْبَتَ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ وَالثَّوَابَ وَالْعِقَابَ فَارَقَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، لَكِنَّ جَهْمًا وَمَنْ اتَّبَعَهُ يَقُولُ بِالْإِرْجَاءِ ، فَيَضْعُفُ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ عِنْدَهُ ".
الشيخ : صحيح ... أولا تعرفون أن الجهمية يقولون بالجبر ، معناه أن الإنسان مجبر على عمله ما له إرادة ولا اختيار ، هذا يكون فيه تعظيم للأمر والنهي ، لكنه يقول بالإرجاء ، والقول بالإرجاء يضعف الأمر والنهي ، الإرجاء معناه أن الطاعات ليست داخلة في الإيمان ، وأن الإيمان هو الإقرار بالقلب ، وعلى هذا فالأعمال لا تدخل في الإيمان ، فلا ينقص الإيمان معصية ولا يزيده طاعة ، يقول أفجر الناس وأتقى الناس في الإيمان سواء
ولذلك عند جهم ومن تابعه : الزاني والسارق وشارب الخمر واللائط ، كل هؤلاء ليسوا فساقاً ، هؤلاء مؤمنون كاملوا الإيمان ، إيمانهم مثل إيمان جبريل وميكائيل ومحمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان الإنسان يعتقد هذه العقيدة هل يضعف الأمر والنهي في حقه .؟ بمعنى هل يتهاون بالأمر والنهي أم لا .؟ يتهاون ، ما دام يقول الرجل إنه سيكون مؤمنا كامل الإيمان لو زنا ولو سرق ولو شرب الخمر ولو قتل النفس ، الإيمان يكون الأمر والنهي لديه ضعيفا ولذلك يقول : إن الإرجاء يضعف الأمر والنهي والعقاب والثواب ، عنده الزاني والسارق وقاتل النفس وما أشبه ذلك لا يدخلون النار ، لأن عنده هذا ما له تعلق بالإيمان ، وكل مؤمن فهو بالجنة ، وعلى هذا فكل من عمل هذه الكبائر فإنها لا تنقص إيمانه ولا تحول بينه وبين دخول الجنة بدون أن يدخل النار . رجل يعتقد هذه العقيدة ، ماذا يكون ميزان الأمر والنهي والعقاب والثواب عنده .؟ لا شيء ، ولا يهمه .
فحقيقة مذهب جهم الذي هو الإرجاء ، الحقيقة أنه يصلح لفساق هذا الزمان ، يقولون : ما دام أن الواحد يزني ويسرق ويشرب الخمر وكل شيء وهو مؤمن كإيمان جبريل وميكائيل ومحمد ، هذا طيب خلونا نسرق ونزني ونفعل الأشياء التي نريد ، والحمد لله ، ونرفع الرايات على أننا مؤمنون كإيمان محمد وجبريل وميكائيل ، ولا شك أن هذا قول من أبطل الأقوال .
يقولون أن الجهمية فيهم ثلاث جيمات ـ أعاذك الله من الجيمات ـ: الجهم والجبر والإرجاء ، وبئس الجيمات الثلاث .
الطالب : المرجئة هم الجهمية .؟
الشيخ : لا ، غلاة المرجئة هم الجهمية ، وإلا فيه مرجئة آخرون ـ كما سيذكره المؤلف إن شاء الله قريبا ـ فيهم مرجئة آخرون أقل منهم ، أقل من وجه وأرجأ من وجه آخر . نعم .
الطالب : " والنجارية والضرارية وَغَيْرُهُمْ يَقْرَبُونَ مِنْ جَهْمٍ فِي مَسَائِلِ الْقَدَرِ وَالْإِيمَانِ مَعَ مُقَارَبَتِهِمْ لَهُ أَيْضًا فِي نَفْيِ الصِّفَاتِ . والكلابية وَالْأَشْعَرِيَّةُ : خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي بَابِ الصِّفَاتِ فَإِنَّهُمْ يُثْبِتُونَ لِلَّهِ الصِّفَاتِ الْعَقْلِيَّةَ ، وَأَئِمَّتُهُمْ يُثْبِتُونَ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةَ فِي الْجُمْلَةِ كَمَا فُصِّلَتْ أَقْوَالُهُمْ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَأَمَّا فِي بَابِ الْقَدَرِ وَمَسَائِلِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَحْكَامِ فَأَقْوَالُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ . والكلابية هُمْ أَتْبَاعُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كِلَابٍ الَّذِي سَلَكَ الْأَشْعَرِيُّ خُطَّتَهُ " .
الشيخ : يعني صار الكلابية متقدمين على الأشعرية . الكلابية هم أتباع هذا الرجل أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ .
الطالب : " وَأَصْحَابُ ابْنُ كِلَابٍ كَالْحَارِثِ الْمُحَاسَبِيِّ ، وَأَبِي الْعَبَّاسِ القلانسي وَنَحْوِهِمَا . خَيْرٌ مِنْ الْأَشْعَرِيَّةِ فِي هَذَا وَهَذَا ، فَكُلَّمَا كَانَ الرَّجُلُ إلَى السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ أَقْرَبَ كَانَ قَوْلُهُ أَعْلَى وَأَفْضَلَ ".
الطالب : بالنسبة للأشعرية هل يحكم بكفرهم .؟
الشيخ : لا ، ما يحكم بكفرهم ، ومسألة التكفير ما علينا ، نحن الآن ما نتكلم بالتكفير وغير التكفير ، نتكلم بالمقالات ، هذه المقالة خاطئة وهذه خاطئة ، لأن مسألة التكفير مسألتها دقيقة جداً ولا تعنينا .
الطالب : ... .
الشيخ : في الحقيقة ما نستطيع أن نحكم حكماً عاماً ، لأن بعضهم يكون أقرب إلى أهل السنة والجماعة في باب ، وأبعد في باب آخر .
فمثلاً الأشاعرة بالنسبة للمعتزلة لا شك أنهم أقرب إلى أهل السنة والجماعة في باب الصفات .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، ... فلا يمكن أن تفضل بعضا على بعضا على سبيل الإطلاق ، نقول في الصفات لا شك أن أقربهم الأشعرية بل الماتوريدية أقرب منهم ، لأنهم يزيدون على الأشعرية بعض الصفات التي ينكرها الأشاعرة .
الطالب : هل يجوز موالاتهم .؟
الشيخ : ما أتكلم عن هذا ، هذه مسألة تعود إلى مسألة أخرى ، موالاتهم مناصرتهم والحكم بفسقهم أو كفرهم هذا باب آخر ، نتكلم عن مقالاتهم وهل هي توحيد على زعمهم أو غير توحيد .
الطالب : ... كتاب في الحكم على الطوائف .؟
الشيخ : هذا يتكلم عليه شيخ الإسلام بالفتاوى ، يتكلم عليه يقينا لكن مشتت ليس في مقام واحد .
الطالب : " والكرامية قَوْلُهُمْ فِي الْإِيمَانِ قَوْلٌ مُنْكَرٌ لَمْ يَسْبِقْهُمْ إلَيْهِ أَحَدٌ حَيْثُ جَعَلُوا الْإِيمَانَ قَوْلَ اللِّسَانِ وَإِنْ كَانَ مَعَ عَدَمِ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ فَيَجْعَلُونَ الْمُنَافِقَ مُؤْمِنًا ، لَكِنَّهُ يَخْلُدُ فِي النَّارِ فَخَالَفُوا الْجَمَاعَةَ فِي الِاسْمِ دُونَ الْحُكْمِ ، وَأَمَّا فِي الصِّفَاتِ وَالْقَدَرِ وَالْوَعِيدِ فَهُمْ أَشْبَهُ مِنْ أَكْثَرِ طَوَائِفِ الْكَلَامِ الَّتِي فِي أَقْوَالِهَا مُخَالَفَةٌ لِلسُّنَّةِ ".
الشيخ : هؤلاء أيضا من المرجئة ، المرجئة الأولون الجهمية يقولون : الإيمان مجرد إقرار القلب ، إذا أقررت أن الله موجود خلاص هذا الإيمان ، القول لا يدخل في الإيمان الفعل لا يدخل في الإيمان ، الكرامية يقولون : العقيدة ما لها دخل في الإيمان ، الإيمان قول اللسان فقط ، وإن كان مع عدم تصديق القلب ، طيب على رأي هؤلاء يكون المنافقون مؤمنين ، أو لا طيب لكن مع ذلك يقولون المنافقين مؤمنين مخلدين في النار ، وافقوا أهل السنة والجماعة في الحكم دون الاسم، الحكم واحد ، يقول : فخالفوا الجماعة في الاسم دون الحكم ، إذا وافقوهم في الحكم دون الاسم ، يعني المنافق نحن نقول مخلد في النار ، وهم يقولون مخلد في النار ، لكن نحن نقول منافق ليس بمؤمن ، وهم يقولون مؤمن .
فصار عندنا الآن طائفة المرجئة الذين يجعلون الإيمان مجرد الاعتقاد بالقلب ، الثاني : الكرامية ، يقولون : الإيمان هو قول اللسان ، أهل السنة والجماعة يقولون الإيمان هو إقرار القلب وقول اللسان وعمل الأركان ، كلها من الإيمان . والله الموفق .
الطالب : الكرامية .؟
الشيخ : أتباع عبد الله بن كرام ، في هذا كتاب للشهرستاني الملل والنحل ... .
الطالب : منشأ هذه الطوائف .؟
الشيخ : منشأهم من أمتنا ، يضل الواحد ، ولهذا زلة العالم ليست هينة .
الشيخ : صحيح ... أولا تعرفون أن الجهمية يقولون بالجبر ، معناه أن الإنسان مجبر على عمله ما له إرادة ولا اختيار ، هذا يكون فيه تعظيم للأمر والنهي ، لكنه يقول بالإرجاء ، والقول بالإرجاء يضعف الأمر والنهي ، الإرجاء معناه أن الطاعات ليست داخلة في الإيمان ، وأن الإيمان هو الإقرار بالقلب ، وعلى هذا فالأعمال لا تدخل في الإيمان ، فلا ينقص الإيمان معصية ولا يزيده طاعة ، يقول أفجر الناس وأتقى الناس في الإيمان سواء
ولذلك عند جهم ومن تابعه : الزاني والسارق وشارب الخمر واللائط ، كل هؤلاء ليسوا فساقاً ، هؤلاء مؤمنون كاملوا الإيمان ، إيمانهم مثل إيمان جبريل وميكائيل ومحمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان الإنسان يعتقد هذه العقيدة هل يضعف الأمر والنهي في حقه .؟ بمعنى هل يتهاون بالأمر والنهي أم لا .؟ يتهاون ، ما دام يقول الرجل إنه سيكون مؤمنا كامل الإيمان لو زنا ولو سرق ولو شرب الخمر ولو قتل النفس ، الإيمان يكون الأمر والنهي لديه ضعيفا ولذلك يقول : إن الإرجاء يضعف الأمر والنهي والعقاب والثواب ، عنده الزاني والسارق وقاتل النفس وما أشبه ذلك لا يدخلون النار ، لأن عنده هذا ما له تعلق بالإيمان ، وكل مؤمن فهو بالجنة ، وعلى هذا فكل من عمل هذه الكبائر فإنها لا تنقص إيمانه ولا تحول بينه وبين دخول الجنة بدون أن يدخل النار . رجل يعتقد هذه العقيدة ، ماذا يكون ميزان الأمر والنهي والعقاب والثواب عنده .؟ لا شيء ، ولا يهمه .
فحقيقة مذهب جهم الذي هو الإرجاء ، الحقيقة أنه يصلح لفساق هذا الزمان ، يقولون : ما دام أن الواحد يزني ويسرق ويشرب الخمر وكل شيء وهو مؤمن كإيمان جبريل وميكائيل ومحمد ، هذا طيب خلونا نسرق ونزني ونفعل الأشياء التي نريد ، والحمد لله ، ونرفع الرايات على أننا مؤمنون كإيمان محمد وجبريل وميكائيل ، ولا شك أن هذا قول من أبطل الأقوال .
يقولون أن الجهمية فيهم ثلاث جيمات ـ أعاذك الله من الجيمات ـ: الجهم والجبر والإرجاء ، وبئس الجيمات الثلاث .
الطالب : المرجئة هم الجهمية .؟
الشيخ : لا ، غلاة المرجئة هم الجهمية ، وإلا فيه مرجئة آخرون ـ كما سيذكره المؤلف إن شاء الله قريبا ـ فيهم مرجئة آخرون أقل منهم ، أقل من وجه وأرجأ من وجه آخر . نعم .
الطالب : " والنجارية والضرارية وَغَيْرُهُمْ يَقْرَبُونَ مِنْ جَهْمٍ فِي مَسَائِلِ الْقَدَرِ وَالْإِيمَانِ مَعَ مُقَارَبَتِهِمْ لَهُ أَيْضًا فِي نَفْيِ الصِّفَاتِ . والكلابية وَالْأَشْعَرِيَّةُ : خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي بَابِ الصِّفَاتِ فَإِنَّهُمْ يُثْبِتُونَ لِلَّهِ الصِّفَاتِ الْعَقْلِيَّةَ ، وَأَئِمَّتُهُمْ يُثْبِتُونَ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةَ فِي الْجُمْلَةِ كَمَا فُصِّلَتْ أَقْوَالُهُمْ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَأَمَّا فِي بَابِ الْقَدَرِ وَمَسَائِلِ الْأَسْمَاءِ وَالْأَحْكَامِ فَأَقْوَالُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ . والكلابية هُمْ أَتْبَاعُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كِلَابٍ الَّذِي سَلَكَ الْأَشْعَرِيُّ خُطَّتَهُ " .
الشيخ : يعني صار الكلابية متقدمين على الأشعرية . الكلابية هم أتباع هذا الرجل أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ .
الطالب : " وَأَصْحَابُ ابْنُ كِلَابٍ كَالْحَارِثِ الْمُحَاسَبِيِّ ، وَأَبِي الْعَبَّاسِ القلانسي وَنَحْوِهِمَا . خَيْرٌ مِنْ الْأَشْعَرِيَّةِ فِي هَذَا وَهَذَا ، فَكُلَّمَا كَانَ الرَّجُلُ إلَى السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ أَقْرَبَ كَانَ قَوْلُهُ أَعْلَى وَأَفْضَلَ ".
الطالب : بالنسبة للأشعرية هل يحكم بكفرهم .؟
الشيخ : لا ، ما يحكم بكفرهم ، ومسألة التكفير ما علينا ، نحن الآن ما نتكلم بالتكفير وغير التكفير ، نتكلم بالمقالات ، هذه المقالة خاطئة وهذه خاطئة ، لأن مسألة التكفير مسألتها دقيقة جداً ولا تعنينا .
الطالب : ... .
الشيخ : في الحقيقة ما نستطيع أن نحكم حكماً عاماً ، لأن بعضهم يكون أقرب إلى أهل السنة والجماعة في باب ، وأبعد في باب آخر .
فمثلاً الأشاعرة بالنسبة للمعتزلة لا شك أنهم أقرب إلى أهل السنة والجماعة في باب الصفات .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، ... فلا يمكن أن تفضل بعضا على بعضا على سبيل الإطلاق ، نقول في الصفات لا شك أن أقربهم الأشعرية بل الماتوريدية أقرب منهم ، لأنهم يزيدون على الأشعرية بعض الصفات التي ينكرها الأشاعرة .
الطالب : هل يجوز موالاتهم .؟
الشيخ : ما أتكلم عن هذا ، هذه مسألة تعود إلى مسألة أخرى ، موالاتهم مناصرتهم والحكم بفسقهم أو كفرهم هذا باب آخر ، نتكلم عن مقالاتهم وهل هي توحيد على زعمهم أو غير توحيد .
الطالب : ... كتاب في الحكم على الطوائف .؟
الشيخ : هذا يتكلم عليه شيخ الإسلام بالفتاوى ، يتكلم عليه يقينا لكن مشتت ليس في مقام واحد .
الطالب : " والكرامية قَوْلُهُمْ فِي الْإِيمَانِ قَوْلٌ مُنْكَرٌ لَمْ يَسْبِقْهُمْ إلَيْهِ أَحَدٌ حَيْثُ جَعَلُوا الْإِيمَانَ قَوْلَ اللِّسَانِ وَإِنْ كَانَ مَعَ عَدَمِ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ فَيَجْعَلُونَ الْمُنَافِقَ مُؤْمِنًا ، لَكِنَّهُ يَخْلُدُ فِي النَّارِ فَخَالَفُوا الْجَمَاعَةَ فِي الِاسْمِ دُونَ الْحُكْمِ ، وَأَمَّا فِي الصِّفَاتِ وَالْقَدَرِ وَالْوَعِيدِ فَهُمْ أَشْبَهُ مِنْ أَكْثَرِ طَوَائِفِ الْكَلَامِ الَّتِي فِي أَقْوَالِهَا مُخَالَفَةٌ لِلسُّنَّةِ ".
الشيخ : هؤلاء أيضا من المرجئة ، المرجئة الأولون الجهمية يقولون : الإيمان مجرد إقرار القلب ، إذا أقررت أن الله موجود خلاص هذا الإيمان ، القول لا يدخل في الإيمان الفعل لا يدخل في الإيمان ، الكرامية يقولون : العقيدة ما لها دخل في الإيمان ، الإيمان قول اللسان فقط ، وإن كان مع عدم تصديق القلب ، طيب على رأي هؤلاء يكون المنافقون مؤمنين ، أو لا طيب لكن مع ذلك يقولون المنافقين مؤمنين مخلدين في النار ، وافقوا أهل السنة والجماعة في الحكم دون الاسم، الحكم واحد ، يقول : فخالفوا الجماعة في الاسم دون الحكم ، إذا وافقوهم في الحكم دون الاسم ، يعني المنافق نحن نقول مخلد في النار ، وهم يقولون مخلد في النار ، لكن نحن نقول منافق ليس بمؤمن ، وهم يقولون مؤمن .
فصار عندنا الآن طائفة المرجئة الذين يجعلون الإيمان مجرد الاعتقاد بالقلب ، الثاني : الكرامية ، يقولون : الإيمان هو قول اللسان ، أهل السنة والجماعة يقولون الإيمان هو إقرار القلب وقول اللسان وعمل الأركان ، كلها من الإيمان . والله الموفق .
الطالب : الكرامية .؟
الشيخ : أتباع عبد الله بن كرام ، في هذا كتاب للشهرستاني الملل والنحل ... .
الطالب : منشأ هذه الطوائف .؟
الشيخ : منشأهم من أمتنا ، يضل الواحد ، ولهذا زلة العالم ليست هينة .