تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإذا ثبت هذا : فمن المعلوم أنه يجب الإيمان بخلق الله وأمره : بقضائه وشرعه . وأهل الضلال الخائضون في القدر انقسموا إلى ثلاث فرق : مجوسية ومشركية وإبليسية فالمجوسية : الذين كذبوا بقدر الله وإن آمنوا بأمره ونهيه ; فغلاتهم أنكروا العلم والكتاب ومقتصدوهم أنكروا عموم مشيئته وخلقه وقدرته وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم والفرقة الثانية : المشركية الذين أقروا بالقضاء والقدر وأنكروا الأمر والنهي ; قال تعالى : (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء )) فمن احتج على تعطيل الأمر والنهي بالقدر فهو من هؤلاء وهذا قد كثر فيمن يدعي الحقيقة من المتصوفة .". حفظ
الطالب : " وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا : فَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِخَلْقِ اللَّهِ وَأَمْرِهِ بِقَضَائِهِ وَشَرْعِهِ " .
الشيخ : كذا عندك .؟ " وبِقَضَائِهِ ".
الطالب : " وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا : فَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِخَلْقِ اللَّهِ وَأَمْرِهِ وبِقَضَائِهِ وَشَرْعِهِ ، وَأَهْلُ الضَّلَالِ الْخَائِضُونَ فِي الْقَدَرِ انْقَسَمُوا إلَى ثَلَاثِ فِرَقٍ : مَجُوسِيَّةٍ ومشركية وإبليسية .
فَالْمَجُوسِيَّةُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِقَدَرِ اللَّهِ وَإِنْ آمَنُوا بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ، فَغُلَاتُهُمْ أَنْكَرُوا الْعِلْمَ وَالْكِتَابَ ، وَمُقْتَصِدُوهُمْ أَنْكَرُوا عُمُومَ مَشِيئَتِهِ وَخَلْقِهِ وَقُدْرَتِهِ ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ الْمُعْتَزِلَةُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ ".
الشيخ : ... أنتم فاهمين أظن هذا البحث ، فاهمين أن القدرية وهم المعتزلة هم مجوس هذه الأمة ، لأنهم أنكروا قدر الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بأفعال العبد ، ولكنهم عظموا الأمر والشرع ، ولكنهم ... في الخلق والقضاء والقدر ، غلاتهم أنكروا العلم والكتاب ، ومقتصدوهم أنكروا المشيئة والخلق ، وقد مر علينا أن القضاء والقدر يتضمن أربع مراتب وهي :
الإيمان بالعلم ، ثم الكتابة ، ثم المشيئة ، ثم الخلق . وأنشدناكم في ذلك بيتا ، ما أدري هو على أذهانكم الآن أو لا .؟
الطالب : " علم كتابة تقديره مشيئته *** وخلقه وهو إيجاد وتكوين " .
طيب القدرية انقسموا إلى فريقين :
غلاتهم السابقون أنكروا العلم والكتابة ومن باب أولى أن ينكروا المشيئة والخلق ، يقولون : إن الله لا يعلم عن العباد إلا إذا وقعت ، ولا كتبها في اللوح المحفوظ ، وإنما الأمر أنف أي مستأنف . ما يعلم الله عن أفعالنا شيئا أبدا .
ولكن المقتصدين منهم الذين استقر رأي المعتزلة عليه ، هم الذين يقولون إن الله تعالى يعلم وكتب لكن لا يشاء ولا يخلق ، فالعبد مستقل بعمله ، لا لله فيه مشيئة ولا خلق ، هؤلاء وش وصفهم .؟ مجوسية ، ولهذا جاء في الحديث وإن كان ضعيفاً : ( القدرية مجوسية هذه الأمة ) .
الطالب : موجودين القدرية .؟
الشيخ : لا ، ليسوا موجودين ، لكن هذا مما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب .
الطالب : ... .
الشيخ : المقتصدين الذين ليسوا من الغلاة ، المقتصد يعني المعتدل .
الطالب : " وَالْفِرْقَةُ الثَّانِيَةُ : المشركية الَّذِينَ أَقَرُّوا بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ وَأَنْكَرُوا الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ ، قَالَ تَعَالَى : (( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ )) فَمَنْ احْتَجَّ عَلَى تَعْطِيلِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ بِالْقَدَرِ فَهُوَ مِنْ هَؤُلَاءِ ، وَهَذَا قَدْ كَثُرَ فِيمَنْ يَدَّعِي الْحَقِيقَةَ مِنْ الْمُتَصَوِّفَةِ ".
الشيخ : هذا مذهب من .؟
الطالب : المشركية .
الشيخ : لكن من أي طوائف المبتدعة .؟
الطالب : الجهمية .
الشيخ : الجبرية الجهمية ، لأن الجهمية جبرية كما مر علينا ، ومرجئة كما مر علينا ، فيهم ثلاث جيمات .
هؤلاء يقولون ليس لكم حق تلومننا على المعاصي ، لأن الله كتبها وأجبرنا عليها : (( لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا )) الآية فقالوا : نحن ما علينا لا أمر ولا نهي ولا شيء ، نحن أناس نتحرك بغير إرادة ونفعل بغير إرادة ، إذا يقتل ويزني ويسرق ويقول أنا لست ملوم على هذا ، لماذا .؟ لأنه مقدر عليّ ، وقد قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد جيء إليه بسارق يسرق ، فأمر بقطع يده ، فقال الرجل : مهلاً يا أمير المؤمنين والله ما سرقت إلا بقدر الله ، فقال أمير المؤمنين : نعم ، ونحن لا نقطعك إلا بقدر الله ، فقابل الحجة بالحجة ، مع أن أمير المؤمنين معه حجتان :
حجة شرعية لأنه مأمور بقطع يد السارق .
وحجة قدرية وهو أنه سيقطع يد هذا السارق بقدر الله .
والسارق ليس معه إلا حجة قدرية ، وليس مأمورا بالشرع أن يسرق . مع أن الحجة القدرية باطلة أو لا .؟ باطلة ، لأنها لو كانت صحيحة لما كان لله على الناس حجة بعد الرسل ، لصار الرسل ليسوا بحجة . لأن القدر باق مع إرسال الرسل .
طيب : " من يدعي الحقيقة من المتصوفة " تعرفون المتصوفة .؟ هم قوم لهم منهاج معين في العبادة ، وهم يغلون في العبادة ، وسموا متصوفة : قيل إنه من الصفا ، وقيل إنهم من الصوف ، وقيل من الصفة ، ثلاثة أقوال في الاشتقاق :
من الصفا زعموا أن قلوبهم مع الله صافية ، ولكن هذا ليس بصحيح ، لأنه لو كانت من الصفا ما سميناهم صوفية ، وش سميناهم .؟ الصفوية ، وهو لا يسمون الصفوية .
قالوا من الصفة تشبيها بأهل الصفة الذين قدموا مهاجرين إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ليس لهم أهل ولا مال ، فيأوون في الصفاة في المسجد ، وهذا أيضا ليس بصحيح ، السبب .؟ لكن نسميهم الصفية ، نسبة للصفة .
إذا ما بقس علينا الصوف والصوفية تماما ، وسموا بذلك لأن شعارهم لبس الصوف تزهدا ، يقولون ما نلبس الكتان نلبس الصوف ، لكن ليس صوفا ناعما ، الذي يلبس الآن الغالي هذا ، أنتم تعرفون العدول التي تجعل بها العيش البر .؟ خشنة جدا ، هم يلبسون من هذا ، صوف ينسج باليد ، حباله غليظة فيلبسون ذلك تزهدا ، يقولون ما نلبس الكتان وذوات الخيوط الدقيقة ، نلبس هذا الخيش لأننا لا نريد أن نتمتع بالدنيا ، فلذلك يسمون صوفية .
الشيخ : كذا عندك .؟ " وبِقَضَائِهِ ".
الطالب : " وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا : فَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِخَلْقِ اللَّهِ وَأَمْرِهِ وبِقَضَائِهِ وَشَرْعِهِ ، وَأَهْلُ الضَّلَالِ الْخَائِضُونَ فِي الْقَدَرِ انْقَسَمُوا إلَى ثَلَاثِ فِرَقٍ : مَجُوسِيَّةٍ ومشركية وإبليسية .
فَالْمَجُوسِيَّةُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِقَدَرِ اللَّهِ وَإِنْ آمَنُوا بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ، فَغُلَاتُهُمْ أَنْكَرُوا الْعِلْمَ وَالْكِتَابَ ، وَمُقْتَصِدُوهُمْ أَنْكَرُوا عُمُومَ مَشِيئَتِهِ وَخَلْقِهِ وَقُدْرَتِهِ ، وَهَؤُلَاءِ هُمْ الْمُعْتَزِلَةُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ ".
الشيخ : ... أنتم فاهمين أظن هذا البحث ، فاهمين أن القدرية وهم المعتزلة هم مجوس هذه الأمة ، لأنهم أنكروا قدر الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بأفعال العبد ، ولكنهم عظموا الأمر والشرع ، ولكنهم ... في الخلق والقضاء والقدر ، غلاتهم أنكروا العلم والكتاب ، ومقتصدوهم أنكروا المشيئة والخلق ، وقد مر علينا أن القضاء والقدر يتضمن أربع مراتب وهي :
الإيمان بالعلم ، ثم الكتابة ، ثم المشيئة ، ثم الخلق . وأنشدناكم في ذلك بيتا ، ما أدري هو على أذهانكم الآن أو لا .؟
الطالب : " علم كتابة تقديره مشيئته *** وخلقه وهو إيجاد وتكوين " .
طيب القدرية انقسموا إلى فريقين :
غلاتهم السابقون أنكروا العلم والكتابة ومن باب أولى أن ينكروا المشيئة والخلق ، يقولون : إن الله لا يعلم عن العباد إلا إذا وقعت ، ولا كتبها في اللوح المحفوظ ، وإنما الأمر أنف أي مستأنف . ما يعلم الله عن أفعالنا شيئا أبدا .
ولكن المقتصدين منهم الذين استقر رأي المعتزلة عليه ، هم الذين يقولون إن الله تعالى يعلم وكتب لكن لا يشاء ولا يخلق ، فالعبد مستقل بعمله ، لا لله فيه مشيئة ولا خلق ، هؤلاء وش وصفهم .؟ مجوسية ، ولهذا جاء في الحديث وإن كان ضعيفاً : ( القدرية مجوسية هذه الأمة ) .
الطالب : موجودين القدرية .؟
الشيخ : لا ، ليسوا موجودين ، لكن هذا مما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب .
الطالب : ... .
الشيخ : المقتصدين الذين ليسوا من الغلاة ، المقتصد يعني المعتدل .
الطالب : " وَالْفِرْقَةُ الثَّانِيَةُ : المشركية الَّذِينَ أَقَرُّوا بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ وَأَنْكَرُوا الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ ، قَالَ تَعَالَى : (( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ )) فَمَنْ احْتَجَّ عَلَى تَعْطِيلِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ بِالْقَدَرِ فَهُوَ مِنْ هَؤُلَاءِ ، وَهَذَا قَدْ كَثُرَ فِيمَنْ يَدَّعِي الْحَقِيقَةَ مِنْ الْمُتَصَوِّفَةِ ".
الشيخ : هذا مذهب من .؟
الطالب : المشركية .
الشيخ : لكن من أي طوائف المبتدعة .؟
الطالب : الجهمية .
الشيخ : الجبرية الجهمية ، لأن الجهمية جبرية كما مر علينا ، ومرجئة كما مر علينا ، فيهم ثلاث جيمات .
هؤلاء يقولون ليس لكم حق تلومننا على المعاصي ، لأن الله كتبها وأجبرنا عليها : (( لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا )) الآية فقالوا : نحن ما علينا لا أمر ولا نهي ولا شيء ، نحن أناس نتحرك بغير إرادة ونفعل بغير إرادة ، إذا يقتل ويزني ويسرق ويقول أنا لست ملوم على هذا ، لماذا .؟ لأنه مقدر عليّ ، وقد قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد جيء إليه بسارق يسرق ، فأمر بقطع يده ، فقال الرجل : مهلاً يا أمير المؤمنين والله ما سرقت إلا بقدر الله ، فقال أمير المؤمنين : نعم ، ونحن لا نقطعك إلا بقدر الله ، فقابل الحجة بالحجة ، مع أن أمير المؤمنين معه حجتان :
حجة شرعية لأنه مأمور بقطع يد السارق .
وحجة قدرية وهو أنه سيقطع يد هذا السارق بقدر الله .
والسارق ليس معه إلا حجة قدرية ، وليس مأمورا بالشرع أن يسرق . مع أن الحجة القدرية باطلة أو لا .؟ باطلة ، لأنها لو كانت صحيحة لما كان لله على الناس حجة بعد الرسل ، لصار الرسل ليسوا بحجة . لأن القدر باق مع إرسال الرسل .
طيب : " من يدعي الحقيقة من المتصوفة " تعرفون المتصوفة .؟ هم قوم لهم منهاج معين في العبادة ، وهم يغلون في العبادة ، وسموا متصوفة : قيل إنه من الصفا ، وقيل إنهم من الصوف ، وقيل من الصفة ، ثلاثة أقوال في الاشتقاق :
من الصفا زعموا أن قلوبهم مع الله صافية ، ولكن هذا ليس بصحيح ، لأنه لو كانت من الصفا ما سميناهم صوفية ، وش سميناهم .؟ الصفوية ، وهو لا يسمون الصفوية .
قالوا من الصفة تشبيها بأهل الصفة الذين قدموا مهاجرين إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ليس لهم أهل ولا مال ، فيأوون في الصفاة في المسجد ، وهذا أيضا ليس بصحيح ، السبب .؟ لكن نسميهم الصفية ، نسبة للصفة .
إذا ما بقس علينا الصوف والصوفية تماما ، وسموا بذلك لأن شعارهم لبس الصوف تزهدا ، يقولون ما نلبس الكتان نلبس الصوف ، لكن ليس صوفا ناعما ، الذي يلبس الآن الغالي هذا ، أنتم تعرفون العدول التي تجعل بها العيش البر .؟ خشنة جدا ، هم يلبسون من هذا ، صوف ينسج باليد ، حباله غليظة فيلبسون ذلك تزهدا ، يقولون ما نلبس الكتان وذوات الخيوط الدقيقة ، نلبس هذا الخيش لأننا لا نريد أن نتمتع بالدنيا ، فلذلك يسمون صوفية .