تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " والفرقة الثالثة : وهم الإبليسية الذين أقروا بالأمرين لكن جعلوا هذا متناقضا من الرب - سبحانه وتعالى - وطعنوا في حكمته وعدله كما يذكر ذلك عن إبليس مقدمهم ; كما نقله أهل المقالات ونقل عن أهل الكتاب .". حفظ
الطالب : " وَالْفِرْقَةُ الثَّالِثَةُ : وَهُمْ الإبليسية الَّذِينَ أَقَرُّوا بِالْأَمْرَيْنِ لَكِنْ جَعَلُوا هَذَا مُتَنَاقِضًا مِنْ الرَّبِّ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - وَطَعَنُوا فِي حِكْمَتِهِ وَعَدْلِهِ كَمَا يُذْكَرُ ذَلِكَ عَنْ إبْلِيسَ مُقَدِّمِهِمْ ، كَمَا نَقَلَهُ أَهْل الْمَقَالَاتِ وَنُقِلَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ " .
الشيخ : الإبليسية الآن يحتجون على الله تعالى بالشرع ، يقولون كيف تأمرنا وتنهانا وأنت الذي تجبرنا ، مثل ما قال إبليس عندما أمره الله أن يسجد لآدم قال : أنا خير منه ، كيف تأمرني أن أسجد له وأنا خير منه ، فاحتج على شرع الله بقدر الله ، هم أيضا يحتجون بالشرع على القدر وبالعكس ، يرون أن هذا تناقض ، ويقول لقائل منهم :
" ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له *** إياك إياك أن تبتل بالماء "
اليم معروف عندنا وهو .؟ البحر ، كتف واحدا وادفعه بالبحر ، وقال إياك أن تبتل بالماء ، يمكن هذا أو لا .؟ لا يمكن .
هم يقولون الله أمرنا ونهانا افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا ، ثم يجبرنا على أن نعصي الله ، فيصير هذا تناقضا ، فهم يحتجون على شرع الله بقدر الله ، يقولون كيف أن الله أمرنا ونهانا وهو يجبرنا على ما نريد ، ومعلوم أن هذا ليس بصحيح .
فالذين عطلوا الأمر والنهي هؤلاء مشركون ، والذين أقروا بالأمر والنهي وبالقدر لكن جعلوا ذلك تناقضاً هؤلاء إبليسية ، ووجه المشابهة بينهم وبين إبليس .؟ أنهم احتجوا على الشرع بالقدر مثل ما احتج إبليس بالشرع على القدر ، أمر أن يسجد فقال : أنا خير منه ، والأولون مجوسية لأنهم زعموا أن العبد خالق مع الله عزّ وجل وأنه مستقل بفعله .