تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقال تعالى : (( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام )) وقال تعالى : (( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا )) فأخبر أنه يفعل بالأسباب ومن قال : إنه يفعل عندها لا بها فقد خالف ما جاء به القرآن وأنكر ما خلقه الله من القوى والطبائع وهو شبيه بإنكار ما خلقه الله من القوى التي في الحيوان التي يفعل الحيوان بها مثل قدرة العبد كما أن من جعلها هي المبدعة لذلك فقد أشرك بالله وأضاف فعله إلى غيره .". حفظ
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم ، قال رحمه الله تعالى : " وقال تعالى : (( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام )) وقال تعالى : (( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا )) فأخبر أنه يفعل بالأسباب . وَمَنْ قَالَ : إنَّهُ يَفْعَلُ عِنْدَهَا لَا بِهَا فَقَدْ خَالَفَ مَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآنُ ، وَأَنْكَرَ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ الْقُوَى وَالطَّبَائِعِ ، وَهُوَ شَبِيهٌ بِإِنْكَارِ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ الْقُوَى الَّتِي فِي الْحَيَوَانِ الَّتِي يَفْعَلُ الْحَيَوَانُ بِهَا مِثْلَ قُدْرَةِ الْعَبْدِ ، كَمَا أَنَّ مَنْ جَعَلَهَا هِيَ الْمُبْدِعَةَ لِذَلِكَ فَقَدْ أَشْرَكَ بِاَللَّهِ وَأَضَافَ فِعْلَهُ إلَى غَيْرِهِ ".
الشيخ : الآن في هذه الأسطر الأربعة المؤلف أشار إلى ثلاثة أراء بدعية :
أولا : من يقول إنه يفعل عند الأسباب لا بها ، وهذا مذهب الأشاعرة الذين ينكرون تأثير الأسباب بالمسببات ، ويقولون أن المسببات تحصل عند السبب لا به ، فمثلاً إذا كسرت الزجاج وانكسرت لا يقولون إن الانكسار حصل بالكسر ، ولكن حصل عند الكسر لا به ، عندما توقد النار وتفور الماء يقولون : إن الماء لا يفور بالنار ولكنه يفور عند النار لا بها ، عندما تغلق الفرجة وتنغلق يقولون إن هذا الانغلاق ما حصل بفعلك وإنما عند فعلك لا بد ، ينكرون أن يكون للأسباب تأثير في مسبباتها ، ويقولون : إن تأثير الأسباب ليس مباشر للمسببات ، ولكنه يحصل عند الأسباب لا بالأسباب ، عندما يأكل الإنسان حتى يملأ بطنه ويشبع يقولون شبع عند الطعام أو بالطعام .؟ عند الطعام ما شبع بالطعام ، مع أن الإنسان لو بقي سنين عديدة والطعام أمامه وهو ما أكله ، يشبع أو ما يشبع .؟ فليس عنده بل هو شبع به ، عندما يكوي الإنسان شيئا من جسمه فيحترق ، يقولون : احترق بالنار أو عند النار .؟ عند النار لا به ، ليش يا جماعة .؟
قالوا : لأننا لو قلنا أن الأسباب مؤثرة بنفسها شابهنا القدرية الذين يقولون إنه ثم خالق غير الله ، وفي الحقيقة أنهم كما قال الشيخ : أولا : خالفوا ما جاء به القران الكريم فإن الله أثبت أن للأشياء أسبابا ، وخالفوا أيضا أنكروا ما خلقه الله من القوى والطبائع ، النار عندما تحتمي الحديدة بالنار هل هي احتمت بالنار أو عند النار .؟ بالنار ، عندهم عند النار ، مع أنك لو تحط حديدة عند النار ساعتين ما احتمت ، لكن حطها وسط النار تنقلب إلى حمراء ... فخطأ هذا أنكروا ما أودع الله تعالى من القوى والطبائع في هذه الأشياء .
يقول : " شَبِيهٌ بِإِنْكَارِ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ الْقُوَى الَّتِي فِي الْحَيَوَانِ الَّتِي يَفْعَلُ الْحَيَوَانُ بِهَا " وهذا مذهب من .؟
الطالب : الأشاعرة .
الشيخ : لا ، مذهب الأشاعرة الذين يقولون أن الأسباب ما تأثر ، تحصل عندها لا بها ، لكن الأخير : " وهو شَبِيهٌ بِإِنْكَارِ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ الْقُوَى الَّتِي فِي الْحَيَوَانِ الَّتِي يَفْعَلُ الْحَيَوَانُ بِهَا مثل قدرة العبد " مذهب من .؟ مذهب الجبرية الذين ينكرون أن يكون للعبد قدرة على عمل ، يقولون العبد يفعل بدون اختيار وبدون قدرة ، وأنه مسلوب القدرة عن فعله ،فهؤلاء أشبهوا الجبرية من هذه الناحية .
طيب : " كما أن من جعلها " أي : القوى التي في الحيوان يفعل بها الحيوان " هي المبدعة لذلك فقد أشرك بالله " هذا مذهب من .؟ مذهب القدرية . فعندنا الآن المؤلف أشار إلى ثلاثة مذاهب ، مذهب الأشاعرة ومذهب الجبرية ومذهب القدرية ، بقي مذهب أهل السنة والجماعة .
مذهب أهل السنة والجماعة خلاف هذه المذاهب ، وش يقولون .؟ يقولون : إن الأسباب مؤثرة في مسبباتها مباشرة ، والذي جعل الأسباب مؤثرة هو الله سبحانه وتعالى ، ولهذا ألقي إبراهيم عليه السلام في النار وهي تتأجج تحرق ما حولها فضلا عمن فيها ، وصارت برداً وسلاما عليه ، فعلم الآن أن خالق هذه الأسباب التي أودع فيها القوة الفاعلة هو الله عزّ وجل ، ونحن إذا قلنا هذا الشيء يحرق ، هذا الشيء يتلف ، هذا الشيء يفعل كذا وكذا ، فلسنا نعني أنه ينفرد بذلك عن الله ، بل نعني أن الله خلق فيه هذه القوة المؤثرة ، وهل هذا فيه شيء .؟ فيه إشراك بالله .؟ فيه تشريك مع الله .؟
لا ، ما دمنا نؤمن بأن هذا الطبيعة الفاعلة أنها خلقها الله عز وجل ، فهذا مذهب أهل السنة والجماعة ، يؤمنون بأن الأسباب مؤثرة في مسبباتها ، وأن المسببات تحصل بالأسباب لا عند الأسباب ، طيب هذه واحدة .
مذهب الأشاعرة ماذا يقولون .؟ يقولون الأسباب لا تأثر وإنما يحصل الشيء عندها لا بها ، شف عندما يصلي الواحد ، صلاته هل حصلت بقدرته .؟ ولكن عند قدرته ، مع أن الله يقول : (( فاتقوا الله ما استطعتم )) ويقول الرسول : ( وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) ويقول : ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا ) إذا القيام في الصلاة والركوع والسجود حصل بالقدرة .
طيب المذهب الثالث : مذهب الجبرية الذين ينكرون أن يكون للعبد قدرة يفعل بها ، ويقولون الإنسان يفعل أفعاله بلا قدرة وبغير اختيار ، وأنه يجبر عليها .
والرابع من يقولون إن للعبد قدرة مؤثرة بنفسها ، وليس لله تعالى فيها أي شيء ، وهذا مذهب من .؟ القدرية ، وهو إشراك مع الله سبحانه وتعالى نعم .
الطالب : أهل السنة ...
الشيخ : أي الأول ، لكن ما أشار إليه المؤلف لأنه مفهوم من كونه ذكر الرأي السديد للرد . معروف : " ومع هذا فلا ينكرون ما خلقه الله من الأسباب " ذكره المؤلف " ومن قال ... " هذا ضد مذهب أهل السنة والجماعة . ما موجودة عندكم هذه .؟ أمس درسناها : " ومع هذا فلا ينكرون ما خلقه الله من الأسباب التي يخلق بها المسببات " هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة . نعم .
الشيخ : الآن في هذه الأسطر الأربعة المؤلف أشار إلى ثلاثة أراء بدعية :
أولا : من يقول إنه يفعل عند الأسباب لا بها ، وهذا مذهب الأشاعرة الذين ينكرون تأثير الأسباب بالمسببات ، ويقولون أن المسببات تحصل عند السبب لا به ، فمثلاً إذا كسرت الزجاج وانكسرت لا يقولون إن الانكسار حصل بالكسر ، ولكن حصل عند الكسر لا به ، عندما توقد النار وتفور الماء يقولون : إن الماء لا يفور بالنار ولكنه يفور عند النار لا بها ، عندما تغلق الفرجة وتنغلق يقولون إن هذا الانغلاق ما حصل بفعلك وإنما عند فعلك لا بد ، ينكرون أن يكون للأسباب تأثير في مسبباتها ، ويقولون : إن تأثير الأسباب ليس مباشر للمسببات ، ولكنه يحصل عند الأسباب لا بالأسباب ، عندما يأكل الإنسان حتى يملأ بطنه ويشبع يقولون شبع عند الطعام أو بالطعام .؟ عند الطعام ما شبع بالطعام ، مع أن الإنسان لو بقي سنين عديدة والطعام أمامه وهو ما أكله ، يشبع أو ما يشبع .؟ فليس عنده بل هو شبع به ، عندما يكوي الإنسان شيئا من جسمه فيحترق ، يقولون : احترق بالنار أو عند النار .؟ عند النار لا به ، ليش يا جماعة .؟
قالوا : لأننا لو قلنا أن الأسباب مؤثرة بنفسها شابهنا القدرية الذين يقولون إنه ثم خالق غير الله ، وفي الحقيقة أنهم كما قال الشيخ : أولا : خالفوا ما جاء به القران الكريم فإن الله أثبت أن للأشياء أسبابا ، وخالفوا أيضا أنكروا ما خلقه الله من القوى والطبائع ، النار عندما تحتمي الحديدة بالنار هل هي احتمت بالنار أو عند النار .؟ بالنار ، عندهم عند النار ، مع أنك لو تحط حديدة عند النار ساعتين ما احتمت ، لكن حطها وسط النار تنقلب إلى حمراء ... فخطأ هذا أنكروا ما أودع الله تعالى من القوى والطبائع في هذه الأشياء .
يقول : " شَبِيهٌ بِإِنْكَارِ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ الْقُوَى الَّتِي فِي الْحَيَوَانِ الَّتِي يَفْعَلُ الْحَيَوَانُ بِهَا " وهذا مذهب من .؟
الطالب : الأشاعرة .
الشيخ : لا ، مذهب الأشاعرة الذين يقولون أن الأسباب ما تأثر ، تحصل عندها لا بها ، لكن الأخير : " وهو شَبِيهٌ بِإِنْكَارِ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ الْقُوَى الَّتِي فِي الْحَيَوَانِ الَّتِي يَفْعَلُ الْحَيَوَانُ بِهَا مثل قدرة العبد " مذهب من .؟ مذهب الجبرية الذين ينكرون أن يكون للعبد قدرة على عمل ، يقولون العبد يفعل بدون اختيار وبدون قدرة ، وأنه مسلوب القدرة عن فعله ،فهؤلاء أشبهوا الجبرية من هذه الناحية .
طيب : " كما أن من جعلها " أي : القوى التي في الحيوان يفعل بها الحيوان " هي المبدعة لذلك فقد أشرك بالله " هذا مذهب من .؟ مذهب القدرية . فعندنا الآن المؤلف أشار إلى ثلاثة مذاهب ، مذهب الأشاعرة ومذهب الجبرية ومذهب القدرية ، بقي مذهب أهل السنة والجماعة .
مذهب أهل السنة والجماعة خلاف هذه المذاهب ، وش يقولون .؟ يقولون : إن الأسباب مؤثرة في مسبباتها مباشرة ، والذي جعل الأسباب مؤثرة هو الله سبحانه وتعالى ، ولهذا ألقي إبراهيم عليه السلام في النار وهي تتأجج تحرق ما حولها فضلا عمن فيها ، وصارت برداً وسلاما عليه ، فعلم الآن أن خالق هذه الأسباب التي أودع فيها القوة الفاعلة هو الله عزّ وجل ، ونحن إذا قلنا هذا الشيء يحرق ، هذا الشيء يتلف ، هذا الشيء يفعل كذا وكذا ، فلسنا نعني أنه ينفرد بذلك عن الله ، بل نعني أن الله خلق فيه هذه القوة المؤثرة ، وهل هذا فيه شيء .؟ فيه إشراك بالله .؟ فيه تشريك مع الله .؟
لا ، ما دمنا نؤمن بأن هذا الطبيعة الفاعلة أنها خلقها الله عز وجل ، فهذا مذهب أهل السنة والجماعة ، يؤمنون بأن الأسباب مؤثرة في مسبباتها ، وأن المسببات تحصل بالأسباب لا عند الأسباب ، طيب هذه واحدة .
مذهب الأشاعرة ماذا يقولون .؟ يقولون الأسباب لا تأثر وإنما يحصل الشيء عندها لا بها ، شف عندما يصلي الواحد ، صلاته هل حصلت بقدرته .؟ ولكن عند قدرته ، مع أن الله يقول : (( فاتقوا الله ما استطعتم )) ويقول الرسول : ( وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) ويقول : ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا ) إذا القيام في الصلاة والركوع والسجود حصل بالقدرة .
طيب المذهب الثالث : مذهب الجبرية الذين ينكرون أن يكون للعبد قدرة يفعل بها ، ويقولون الإنسان يفعل أفعاله بلا قدرة وبغير اختيار ، وأنه يجبر عليها .
والرابع من يقولون إن للعبد قدرة مؤثرة بنفسها ، وليس لله تعالى فيها أي شيء ، وهذا مذهب من .؟ القدرية ، وهو إشراك مع الله سبحانه وتعالى نعم .
الطالب : أهل السنة ...
الشيخ : أي الأول ، لكن ما أشار إليه المؤلف لأنه مفهوم من كونه ذكر الرأي السديد للرد . معروف : " ومع هذا فلا ينكرون ما خلقه الله من الأسباب " ذكره المؤلف " ومن قال ... " هذا ضد مذهب أهل السنة والجماعة . ما موجودة عندكم هذه .؟ أمس درسناها : " ومع هذا فلا ينكرون ما خلقه الله من الأسباب التي يخلق بها المسببات " هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة . نعم .