تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ولا بد من الإيمان بالشرع وهو الإيمان بالأمر والنهي والوعد والوعيد كما بعث الله بذلك رسله وأنزل كتبه والإنسان مضطر إلى شرع في حياته الدنيا فإنه لا بد له من حركة يجلب بها منفعته , وحركة يدفع بها مضرته ; والشرع هو الذي يميز بين الأفعال التي تنفعه والأفعال التي تضره وهو عدل الله في خلقه , ونوره بين عباده ; فلا يمكن للآدميين أن يعيشوا بلا شرع يميزون به بين ما يفعلونه ويتركونه . وليس المراد بالشرع مجرد العدل بين الناس في معاملاتهم بل الإنسان المنفرد لا بد له من فعل وترك ; فإن الإنسان همام حارث كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أصدق الأسماء حارث وهمام ) وهو معنى قولهم متحرك بالإرادات فإذا كان له إرادة فهو متحرك بها ولا بد أن يعرف ما يريده هل هو نافع له أو ضار ؟ وهل يصلحه أو يفسده ؟ وهذا قد يعرف بعضه الناس بفطرتهم كما يعرفون انتفاعهم بالأكل والشرب وكما يعرفون ما يعرفون من العلوم الضرورية بفطرتهم وبعضهم يعرفونه بالاستدلال كالذي يهتدون به بعقولهم وبعضه لا يعرفونه إلا بتعريف الرسل وبيانهم لهم وهدايتهم لهم .". حفظ
الطالب : " وَلَا بُدَّ مِنْ الْإِيمَانِ بِالشَّرْعِ وَهُوَ الْإِيمَانُ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ كَمَا بَعَثَ اللَّهُ بِذَلِكَ رُسُلَهُ وَأَنْزَلَ كُتُبَهُ ، وَالْإِنْسَانُ مُضْطَرٌّ إلَى شَرْعٍ فِي حَيَاتِهِ الدُّنْيَا فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ حَرَكَةٍ يَجْلِبُ بِهَا مَنْفَعَتَهُ ، وَحَرَكَةٍ يَدْفَعُ بِهَا مَضَرَّتَهُ ، وَالشَّرْعُ هُوَ الَّذِي يُمَيِّزُ له بَيْنَ الْأَفْعَالِ الَّتِي تَنْفَعُهُ وَالْأَفْعَالِ الَّتِي تَضُرُّهُ ، وَهُوَ عَدْلُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ ، وَنُورُهُ بَيْنَ عِبَادِهِ ، فَلَا يُمْكِنُ لِلْآدَمِيِّينَ أَنْ يَعِيشُوا بِلَا شَرْعٍ يُمَيِّزُونَ بِهِ بَيْنَ مَا يَفْعَلُونَهُ وَيَتْرُكُونَهُ ".
الشيخ : صحيح ، يعني ما من أمة إلا ولها شرع ، هذا الشرع إما أن يكون شرعاً منزلاً أو شرعاً مبدلاً أو شرعاً مؤولا ، فلابد من شريعة ، المسلمين شريعتهم منزلة من عند الله ، وأهل التأويل والبدع شرعهم مؤول ، وأهل الانحراف شرعهم مبدل ، استبدلوا شريعة الله بغيرها ، يعني لا يمكن لأمة إلا وتمشي على نظام ، إما نظام من عند الله وهو الشرع المنزل أو نظام من عندها وهو الشرع المبدل أو شرع مؤول بالتحريف أو لا ، الشيوعيين عندهم أنظمة يمشون عليها ، النصارى والرأسماليون عندهم أنظمة يمشون عليها ، كل أمة لابد لها من نظام تمشي عليه ، وإلا أصبح الناس فوضى وهذا لا ينتفع به الناس .
لكن ما هو النظام الذي يقوم به صلاح الخلق على الإطلاق .؟ هو نظام الله عزّ وجل ، لأنه نظام من علم بأحوال الخلق وما ينفعهم وما يضرهم ، نظام من هو أرحم بالخلق من أنفسهم، الله يقول : (( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً )) إذا فالله أرحم بي من نفسي ، ولهذا نهاني أن أقتل نفسي لأنه رحيم ، فالحاصل أننا نقول كما قال الشيخ رحمه الله تعالى أنه لا بد من شرع ، ولكن لا شرع يصلح الخلق إلا شرع الله لأنه العدل والنور نعم .
الطالب : " وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالشَّرْعِ مُجَرَّدَ الْعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ فِي مُعَامَلَاتِهِمْ ، بَلْ الْإِنْسَانُ الْمُنْفَرِدُ لَا بُدَّ لَهُ مَنْ فِعْلٍ وَتَرْكٍ ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ هَمَّامٌ حَارِثٌ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ حَارِثٌ وَهَمَّامٌ ) وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِمْ مُتَحَرِّكٌ بِالْإِرَادَاتِ ، فَإِذَا كَانَ لَهُ إرَادَةٌ فَهُوَ مُتَحَرِّكٌ بِهَا وَلَا بُدَّ أَنْ يَعْرِفَ مَا يُرِيدُهُ هَلْ هُوَ نَافِعٌ لَهُ أَوْ ضَارٌّ ؟ وَهَلْ يُصْلِحُهُ أَوْ يُفْسِدُهُ ؟ ".
الشيخ : طيب وش معنى حارث وهمام .؟ حارث يعني فاعل بالحرك يتحرك ويفعل ، همام من الهمة وهي الإرادة ، كل إنسان عنده إرادة وعنده حركة ، لكن هل هذه الإرادة والحركة تنفعه أو لا تنفعه .؟ من أين يعرف أنها تنفعه أو لا تنفعه .؟ من الشرع .
الطالب : " وَهَذَا قَدْ يَعْرِفُ بَعْضَهُ النَّاسُ بِفِطْرَتِهِمْ كَمَا يَعْرِفُونَ انْتِفَاعَهُمْ بِالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَكَمَا يَعْرِفُونَ مَا يَعْرِفُونَ مِنْ الْعُلُومِ الضَّرُورِيَّةِ بِفِطْرَتِهِمْ ، وَبَعْضُهُمْ يَعْرِفُونَهُ بِالِاسْتِدْلَالِ كَاَلَّذِي يَهْتَدُونَ بِهِ بِعُقُولِهِمْ ، وَبَعْضُهُ لَا يَعْرِفُونَهُ إلَّا بِتَعْرِيفِ الرُّسُلِ وَبَيَانِهِمْ وَهِدَايَتِهِمْ لَهُمْ ".
الشيخ : اصبر ، الظاهر أن عندنا خطأ : " وَهَذَا قَدْ يَعْرِفُ بَعْضَهُ النَّاسُ بِفِطْرَتِهِمْ كَمَا يَعْرِفُونَ انْتِفَاعَهُمْ بِالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَكَمَا يَعْرِفُونَ مَا يَعْرِفُونَ مِنْ الْعُلُومِ الضَّرُورِيَّةِ بِفِطْرَتِهِمْ ، وَبَعْضُهُمْ " أو : وبعضه .؟ الظاهر أنه : وبعضه ، اكتبوا لعلها : وبعضه .
الطالب : ... .
الشيخ : إيه " لَا يَعْرِفُونَهُ إلَّا بِتَعْرِيفِ الرُّسُلِ " إذا : بعضه ، يعني قسم الأشياء المعروفة ثلاثة أقسام : معروفة بالفطرة و ومعروفة بالاستدلال بالعقل ، ومعروفة بالوحي من طريق الرسل .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، بعضه يعني بعض هذا المعروف يعرف بالفطرة ، وبعضه بالعقل وبعضه من طريق الرسل ، وهذا صحيح ، المعلومات التي نتعلمها إما بالفطرة مثل أنك تعرف إذا أكلت شبعت ، وإما بالعقل والاستنتاج مثل أن تعرف أن الأثر لا بد له من مأثر ، وبعضه تعرفه عن طريق الرسل وهو الوحي الذي جاءت به الرسل ، فأنتم أكتبوا : لعله " وبعضه يعرفونه ".
الطالب : شيخ : " وبعضهم يعرفه "
الشيخ : لا ، الصواب أن الذي عندنا أحسن ، نحن قلنا : " وبعضه يعرفونه " . أنت عندك : " وبعضهم يعرفه " لا ما يصلح . حطوا : وبعضه " وبعضه يعرفونه بالاستدلال الذي يهتدون إليه بعقولهم " نعم .
الطالب : " وَبَعْضُهُ لَا يَعْرِفُونَهُ إلَّا بِتَعْرِيفِ الرُّسُلِ وَبَيَانِهِمْ وَهِدَايَتِهِمْ لَهُمْ " .