تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وفي هذا المقام تكلم الناس في أن الأفعال هل يعرف حسنها وقبيحها بالعقل أم ليس لها حسن ولا قبيح يعرف بالعقل ؟ كما قد بسط في غير هذا الموضع وبينا ما وقع في هذا الموضع من الاشتباه . فإنهم اتفقوا على أن كون الفعل يلائم الفاعل أو ينافره يعلم بالعقل وهو أن يكون الفاعل سببا لما يحبه الفاعل ويلتذ به وسببا لما يبغضه ويؤذيه وهذا القدر يعلم بالعقل تارة وبالشرع أخرى وبهما جميعا أخرى ; لكن معرفة ذلك على وجه التفصيل ومعرفة الغاية التي تكون عاقبة الأفعال : من السعادة والشقاوة في الدار الآخرة لا تعرف إلا بالشرع فما أخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الآخر وأمرت به من تفاصيل الشرائع لا يعلمه الناس بعقولهم كما أن ما أخبرت به الرسل من تفصيل أسماء الله وصفاته لا يعلمه الناس بعقولهم وإن كانوا قد يعلمون بعقولهم جمل ذلك وهذا التفصيل الذي يحصل به الإيمان وجاء به الكتاب هو ما دل عليه قوله تعالى : (( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا )) وقوله تعالى : (( قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب )) وقوله تعالى : (( قل إنما أنذركم بالوحي )) .". حفظ
الطالب : " وَفِي هَذَا الْمَقَامِ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي أَنَّ الْأَفْعَالَ هَلْ يُعْرَفُ حُسْنُهَا وَقَبِيحُهَا بِالْعَقْلِ ، أَمْ لَيْسَ لَهَا حَسَنٌ وَلَا قَبِيحٌ يُعْرَفُ بِالْعَقْلِ ؟ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَبَيَّنَّا مَا وَقَعَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ الِاشْتِبَاهِ . فَإِنَّهُمْ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ كَوْنَ الْفِعْلِ يُلَائِمُ الْفَاعِلَ أَوْ يُنَافِرُهُ يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ سَبَبًا لِمَا يُحِبُّهُ الْفَاعِلُ وَيَلْتَذُّ بِهِ وَسَبَبًا لِمَا يُبْغِضُهُ وَيُؤْذِيه " .
الطالب : أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ سَبَبًا لِمَا يُحِبُّهُ ... أو سببا . أحسن : أو سببا.
الشيخ : " وَهَذَا الْقَدْرُ يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ تَارَةً وَبِالشَّرْعِ أُخْرَى وَبِهِمَا جَمِيعًا أُخْرَى ، لَكِنَّ مَعْرِفَةَ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ التَّفْصِيلِ وَمَعْرِفَةَ الْغَايَةِ الَّتِي تَكُونُ عَاقِبَةُ الْأَفْعَالِ مِنْ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ لَا تُعْرَفُ إلَّا بِالشَّرْعِ " .
الشيخ : أنتم فاهمين هذه المسألة : مسألة الحسن والقبيح ، هل يعلم حسن الشيء وقبحه بالشرع ، أو يعلم حسنه وقبحه بالعقل .؟ الصواب أن بعضه يعرف بالعقل وبعضه بالشرع ، وبعضه بهما جميعاً ، بمعنى أن بعض الأشياء نعرف أنه حسن أو قبيح وإن لم يرد به الشرع ، وليس معناه أننا إذا حسنا شيئا أو قبحناه أن الشرع لا يحسنه ولا يقبحه ، وبعضه لا نعرف أنه حسن أو قبيح إلا بطريق الشرع ، وبعضه نعلم أنه حسن أو قبيح بالعقل والشرع أيضا ورد به ، فبعض الأشياء من الأمور لا نعرف نحن عنها جيداً الحكمة في التشريع ، إذا قبحها إن كانت منهي عنها أو حسنها إن كانت واجبة هذا معلوم بالشرع .
كما لو قيل مثلا : لماذا لا تصح الصلاة في أعطان الإبل ؟ عند الذين يقولون إن العلة تعبديه يعلم قبح الصلاة في أعطان الإبل بالشرع لا بالعقل ، عندما نقول : لماذا يجب الوضوء من لحم الإبل ؟ الذين يقولون إن الوضوء من لحم الإبل تعبدي لا نعرف علته ، يعلم حسنه بالشرع لا بالعقل .
مثلاً الاعتداء على الناس والأذية للناس معلوم قبحه بالشرع وبالعقل ، وبالشرع لأنه نهى عنه ، وبالعقل لأن كل إنسان يعرف أن العدوان على الغير أمر مكروه عند الناس ومبغوض عندهم فهو قبيح .
يوجد أشياء العقل يهتدي إلى حسنها وقبحها وإن لم يرد بها الشرع ، حتى لو فرض أن الشرع سكت عنها فإن الإنسان يعلم قبحها أو حسنها بعقله ، مثل ما يتعارفه الناس في عاداتهم من الأمور التي ما جرى بها الشرع ، لكن الناس يرون أنها قبيحة أو أنها حسنة ، فهذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله تعالى هو الصواب ، أن نقول : الأشياء الحسنة والقبيحة منها ما يعلم قبحه بالشرع أو حسنة و ومنها ما يعلم بالشرع والعقل و ومنها ما يعلم بالعقل وحده .
الطالب : ... .
الشيخ : يعني أشياء مثلا ما نص عليها الشرع لكن عقلنا يهدينا إلى أن هذا أمر قبيح ، مثل ما قلت لك في أمور العادات التي ما ورد الشرع بها وإن كان عمومات الشرع تشهد له ، ما نصت عليه بعينه حتى لا يمكن النزاع فيه ، لأن ما كان يدخل في العمومات قد ينازع فيه ، وأما ما نص عليه فليس فيه منازعة .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، إذا كان ما عينه الشرع فلا يدخل في الشرع ، لأنه داخل في العمومات قد ينازع فيه من ينازع ، ويقول هذا ما يدخل في العموم مثلا . ولهذا يقول المؤلف : " وَهَذَا الْقَدْرُ يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ تَارَةً وَبِالشَّرْعِ أُخْرَى وَبِهِمَا جَمِيعًا ".
الطالب : الدخان بالعقل والشرع .؟
الشيخ : إيه هذا يعلم بالعقل والشرع ، لأن الشرع نهى عن كل ما فيه مضرة ، والعقل يقبح كل ما فيه مضرة .
لكن طيب إذا استحسن العقل شيئا قبحه الشرع .؟ كما لو استحسن حلق اللحية أو تحسين تسويد شعرها إذا ابيض ، ويقول : أبقى شابا أحسن من أن أصير شايبا ، ربما يستحسن ، نقول : هذا العقل ليس بعقل ، هو عقل منحرف في الواقع ، لأن تحسين العقل أن ينزل كل إنسان في منزلته الشايب يجب أن يكون شايبا ، والشاب يجب أن يكون شابا ، أما نكذب على أنفسنا ونخدع أنفسنا ، ونقول احلق لحيتك ما وصلت بعد إلى ثلاثين سنة ، هذه مخادعة في الحقيقة ، والخداع العقل يقبحه .
الطالب : " فَمَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنْ تَفَاصِيلِ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَمَرَتْ بِهِ مِنْ تَفَاصِيلِ الشَّرَائِعِ لَا يَعْلَمُهُ النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ ، كَمَا أَنَّ مَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنْ تَفْصِيلِ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ لَا يَعْلَمُهُ النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَعْلَمُونَ بِعُقُولِهِمْ جُمَلَ ذَلِكَ ، وَهَذَا التَّفْصِيلُ الَّذِي يَحْصُلُ بِهِ الْإِيمَانُ وَجَاءَ بِهِ الْكِتَابُ هُوَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا )) وقَوْله تَعَالَى : (( قُلْ إنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إلَيَّ رَبِّي إنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ )) وقَوْله تَعَالَى : (( قُلْ إنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ )) "
الشيخ : طيب هنا : (( إنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ )) هل هذه المسألة فرضية أو واقعية يمكن وقوعها .؟ فرضيه ، هذا من باب التنزل مع الخصم : (( إنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ على نفسي )) مثل قول المؤمن من آل فرعون : (( إِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ )) وهذا المؤمن يعتقد أنه صادق ، لكن قاله على سبيل التنزل مع الخصم .
(( آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ )) كيف هذا آلله خير أما يشركون ، هل بينهما مفاضلة .؟ معلوم أن الله جل وعلا خير ، لكن لماذا قال ذلك .؟ دليل التنزل مع الخلق .
(( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )) نحن أو أنتم ، والجواب .؟ نحن على الهدى ، لكن هذا من باب التنزل مع الخصم والإنصاف معه ، يعني يقول : (( وَإِنَّا )) المسلمون (( أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )) صحيح هذا نحن أو أنتم ، لكن من المعلوم أن المسلمين على هدى وأن الكفار على ضلال مبين .
الطالب : على أي شيء ... قوله : (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا )) .؟
الشيخ : على أساس أن العقل ما يستقل بالتحسين والتقبيح وأنه لا بد له من الشرع .
الطالب : أَنْ يَكُونَ الْفَاعِلُ سَبَبًا لِمَا يُحِبُّهُ ... أو سببا . أحسن : أو سببا.
الشيخ : " وَهَذَا الْقَدْرُ يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ تَارَةً وَبِالشَّرْعِ أُخْرَى وَبِهِمَا جَمِيعًا أُخْرَى ، لَكِنَّ مَعْرِفَةَ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ التَّفْصِيلِ وَمَعْرِفَةَ الْغَايَةِ الَّتِي تَكُونُ عَاقِبَةُ الْأَفْعَالِ مِنْ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ لَا تُعْرَفُ إلَّا بِالشَّرْعِ " .
الشيخ : أنتم فاهمين هذه المسألة : مسألة الحسن والقبيح ، هل يعلم حسن الشيء وقبحه بالشرع ، أو يعلم حسنه وقبحه بالعقل .؟ الصواب أن بعضه يعرف بالعقل وبعضه بالشرع ، وبعضه بهما جميعاً ، بمعنى أن بعض الأشياء نعرف أنه حسن أو قبيح وإن لم يرد به الشرع ، وليس معناه أننا إذا حسنا شيئا أو قبحناه أن الشرع لا يحسنه ولا يقبحه ، وبعضه لا نعرف أنه حسن أو قبيح إلا بطريق الشرع ، وبعضه نعلم أنه حسن أو قبيح بالعقل والشرع أيضا ورد به ، فبعض الأشياء من الأمور لا نعرف نحن عنها جيداً الحكمة في التشريع ، إذا قبحها إن كانت منهي عنها أو حسنها إن كانت واجبة هذا معلوم بالشرع .
كما لو قيل مثلا : لماذا لا تصح الصلاة في أعطان الإبل ؟ عند الذين يقولون إن العلة تعبديه يعلم قبح الصلاة في أعطان الإبل بالشرع لا بالعقل ، عندما نقول : لماذا يجب الوضوء من لحم الإبل ؟ الذين يقولون إن الوضوء من لحم الإبل تعبدي لا نعرف علته ، يعلم حسنه بالشرع لا بالعقل .
مثلاً الاعتداء على الناس والأذية للناس معلوم قبحه بالشرع وبالعقل ، وبالشرع لأنه نهى عنه ، وبالعقل لأن كل إنسان يعرف أن العدوان على الغير أمر مكروه عند الناس ومبغوض عندهم فهو قبيح .
يوجد أشياء العقل يهتدي إلى حسنها وقبحها وإن لم يرد بها الشرع ، حتى لو فرض أن الشرع سكت عنها فإن الإنسان يعلم قبحها أو حسنها بعقله ، مثل ما يتعارفه الناس في عاداتهم من الأمور التي ما جرى بها الشرع ، لكن الناس يرون أنها قبيحة أو أنها حسنة ، فهذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله تعالى هو الصواب ، أن نقول : الأشياء الحسنة والقبيحة منها ما يعلم قبحه بالشرع أو حسنة و ومنها ما يعلم بالشرع والعقل و ومنها ما يعلم بالعقل وحده .
الطالب : ... .
الشيخ : يعني أشياء مثلا ما نص عليها الشرع لكن عقلنا يهدينا إلى أن هذا أمر قبيح ، مثل ما قلت لك في أمور العادات التي ما ورد الشرع بها وإن كان عمومات الشرع تشهد له ، ما نصت عليه بعينه حتى لا يمكن النزاع فيه ، لأن ما كان يدخل في العمومات قد ينازع فيه ، وأما ما نص عليه فليس فيه منازعة .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، إذا كان ما عينه الشرع فلا يدخل في الشرع ، لأنه داخل في العمومات قد ينازع فيه من ينازع ، ويقول هذا ما يدخل في العموم مثلا . ولهذا يقول المؤلف : " وَهَذَا الْقَدْرُ يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ تَارَةً وَبِالشَّرْعِ أُخْرَى وَبِهِمَا جَمِيعًا ".
الطالب : الدخان بالعقل والشرع .؟
الشيخ : إيه هذا يعلم بالعقل والشرع ، لأن الشرع نهى عن كل ما فيه مضرة ، والعقل يقبح كل ما فيه مضرة .
لكن طيب إذا استحسن العقل شيئا قبحه الشرع .؟ كما لو استحسن حلق اللحية أو تحسين تسويد شعرها إذا ابيض ، ويقول : أبقى شابا أحسن من أن أصير شايبا ، ربما يستحسن ، نقول : هذا العقل ليس بعقل ، هو عقل منحرف في الواقع ، لأن تحسين العقل أن ينزل كل إنسان في منزلته الشايب يجب أن يكون شايبا ، والشاب يجب أن يكون شابا ، أما نكذب على أنفسنا ونخدع أنفسنا ، ونقول احلق لحيتك ما وصلت بعد إلى ثلاثين سنة ، هذه مخادعة في الحقيقة ، والخداع العقل يقبحه .
الطالب : " فَمَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنْ تَفَاصِيلِ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَمَرَتْ بِهِ مِنْ تَفَاصِيلِ الشَّرَائِعِ لَا يَعْلَمُهُ النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ ، كَمَا أَنَّ مَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنْ تَفْصِيلِ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ لَا يَعْلَمُهُ النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَعْلَمُونَ بِعُقُولِهِمْ جُمَلَ ذَلِكَ ، وَهَذَا التَّفْصِيلُ الَّذِي يَحْصُلُ بِهِ الْإِيمَانُ وَجَاءَ بِهِ الْكِتَابُ هُوَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا )) وقَوْله تَعَالَى : (( قُلْ إنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إلَيَّ رَبِّي إنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ )) وقَوْله تَعَالَى : (( قُلْ إنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ )) "
الشيخ : طيب هنا : (( إنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ )) هل هذه المسألة فرضية أو واقعية يمكن وقوعها .؟ فرضيه ، هذا من باب التنزل مع الخصم : (( إنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ على نفسي )) مثل قول المؤمن من آل فرعون : (( إِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ )) وهذا المؤمن يعتقد أنه صادق ، لكن قاله على سبيل التنزل مع الخصم .
(( آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ )) كيف هذا آلله خير أما يشركون ، هل بينهما مفاضلة .؟ معلوم أن الله جل وعلا خير ، لكن لماذا قال ذلك .؟ دليل التنزل مع الخلق .
(( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )) نحن أو أنتم ، والجواب .؟ نحن على الهدى ، لكن هذا من باب التنزل مع الخصم والإنصاف معه ، يعني يقول : (( وَإِنَّا )) المسلمون (( أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )) صحيح هذا نحن أو أنتم ، لكن من المعلوم أن المسلمين على هدى وأن الكفار على ضلال مبين .
الطالب : على أي شيء ... قوله : (( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا )) .؟
الشيخ : على أساس أن العقل ما يستقل بالتحسين والتقبيح وأنه لا بد له من الشرع .