تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وجماع ذلك أنه لا بد له في الأمر من أصلين ولا بد له في القدر من أصلين . ففي الأمر عليه الاجتهاد في الامتثال علما وعملا فلا تزال تجتهد في العلم بما أمر الله به والعمل بذلك . ثم عليه أن يستغفر ويتوب من تفريطه في المأمور وتعديه الحدود ولهذا كان من المشروع أن يختم جميع الأعمال بالاستغفار فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقد قال الله تعالى : (( والمستغفرين بالأسحار )) فقاموا بالليل وختموه بالاستغفار , وآخر سورة نزلت قول الله تعالى : (( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )) وفي الصحيح أنه كان صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) يتأول القرآن . وأما في القدر فعليه أن يستعين بالله في فعل ما أمر به ويتوكل عليه ويدعوه ; ويرغب إليه ويستعيذ به ويكون مفتقرا إليه في طلب الخير وترك الشر وعليه أن يصبر على المقدور ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ; وإذا آذاه الناس علم أن ذلك مقدر عليه .". حفظ
الشيخ : " وَجِمَاعُ ذَلِكَ ... ".
الطالب : " وَجِمَاعُ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ فِي الْأَمْرِ مَنْ أَصْلَيْنِ وَلَا بُدَّ لَهُ فِي الْقَدَرِ مِنْ أَصْلَيْنِ . فَفِي الْأَمْرِ عَلَيْهِ الِاجْتِهَادُ فِي الِامْتِثَالِ عِلْمًا وَعَمَلًا ، فَلَا يزَالُ يجْتَهِدُ فِي الْعِلْمِ " .
الشيخ : عندنا : فلا تزال تجتهد ، والصواب : فلا يزال يجتهد .
الطالب : " فَلَا يزَالُ يجْتَهِدُ فِي الْعِلْمِ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَالْعَمَلِ بِذَلِكَ . ثُمَّ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ وَيَتُوبَ مِنْ تَفْرِيطِهِ فِي الأْوامرِ وَتَعَدِّيهِ الْحُدُودَ " .
الشيخ : عندنا : فِي الْمَأْمُورِ ، يصح .
الطالب : " وَلِهَذَا كَانَ مِنْ الْمَشْرُوعِ أَنْ يَخْتِمَ جَمِيعَ الْأَعْمَالِ بِالِاسْتِغْفَارِ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا صلى اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا ".
الشيخ : عندنا : إذا انْصَرَفَ مِنْ صِلَاتِهِ ، والمعنى واحد .
الطالب : " وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (( وَالْمُسْتَغْفِرِين بِالْأَسْحَارِ )) فَقَامُوا بِاللَّيْلِ وَخَتَمُوهُ بِالِاسْتِغْفَارِ ، وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : (( إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّابًا )) وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : ( سُبْحَانَك اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِك اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ) يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ .".
الشيخ : إذا هذان الأصلان في الأمر ، الأصلان في الأمر هما :
1. الاجتهاد في المأمور علماً وعملاً . يجتهد في معرفة الشرع ثم يجتهد في العمل به .
2. وأما الأصل الثاني هو الاستغفار ، لأنه ما من إنسان إلا ويتعدى ، يفرط في الواجب ويتعدى بالحرام ، فعليه الاستغفار عن نقص حصل أو عن تجاوز حصل .
حطوا بالكم هذان الأصلان : الاجتهاد في المأمور علما وعملا . والثاني الاستغفار من الخلل والنقص .
الطالب : " وَأَمَّا فِي الْقَدَرِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِاَللَّهِ فِي فِعْلِ مَا أَمَرَ بِهِ وَيَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ وَيَدْعُوَهُ ، وَيَرْغَبَ إلَيْهِ وَيَسْتَعِيذَ بِهِ ، وَيَكُونَ مُفْتَقِرًا إلَيْهِ فِي طَلَبِ الْخَيْرِ وَتَرْكِ الشَّرِّ ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى الْمَقْدُورِ وَيَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ " .
الشيخ : ... " لِيُصِيبَهُ " من يعرف إعرابها .؟
الطالب : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد اللام .
الشيخ : يسمونها لام الجحود . لأن لام الجحود يتقدمها كون منفي ماض أو مضارع ، (( لم يكن الله ليغفر لهم )) ( لم يكن ليخطئك ) (( وما كان الله ليعذبهم )) .
الطالب : " وَإِذَا آذَاهُ النَّاسُ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مُقَدَّرٌ عَلَيْهِ ".
الشيخ : إذا فالمقدور أصلان : ما هما .؟
أن يستعين بالله على فعل المأمور وترك المحظور ، لأن الله إذا لم يعنه ما استطاع ذلك ، ولهذا جمع الله بين الاستعانة والعبادة في قوله تعالى : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) (( إياك نعبد )) وهذا مقصود (( وإياك نستعين )) وهذه وسيلة ، لا يمكن تحقيق العبادة إلا بمعونة الله .
فعلينا أن نستعين بالله ونلجأ إليه على فعل المأمور وترك المحظور
وأما الأصل الثاني : فهو الصبر على المقدور ، لأن الله تعالى قد يقدر على الإنسان ما لا يلائمه من فوات المحبوب وحصول المكروه ، فعليه أن يصبر على ذلك ، ومن هذا إيذاء الناس له بالقول أو بالفعل هو من المقدور الذي قدره الله عليه ، وسواء آذوه في ماله أو في دينه أو في بدنه .
حتى لو كانت الأذية في الدين ، وهي من الأمور التي يجب أن يصبر عليها ويتحملها أكثر ، قد يؤذى الإنسان في دينه يسخر به إذا ذهب يصلي ، يستهزأ به إذا عفى لحيته ، كذلك أيضا ينكر عليه إذا أمر بفعل المعروف وترك عن المنكر ، كل هذا يجب عليه أن يصبر ، لأنه لابد من هذا ، وإذا أردت أن تعرف قدر هذه المسألة فانظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا حصل له من الأذى ، حصل له ما لا يصبر عليه إلا أمثاله صلى الله عليه وسلم (( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ )) .
وكذلك أيضا لا تيأس وتقول مثلا : زال أهل الخير وانتهى الخير من الناس ، لا ، لأننا نقول : كم من إنسان صبر وكانت العاقبة له ، ثم إن صاحب الخير الذي يدعو إليه ليس يدعو لنفسه شخصياً ، وإنما يدعو للخير نفسه ، فلنفرض أنك أنت مثلا بليت وحبست وربما تقتل أو تموت لكن الدعوة التي تريدها باقية ، وهذا هو المهم ، ولهذا الذي يدعو إلى الخير ليس يدعو لنفسه في الحقيقة ، بل الذي يدعو لنفسه ينكر عليه ذلك ، الذي يدعو الناس لأجل أن يكون رئيسا فيهم أو قدوة فيهم هذا لا يجوز ، نقص في الإخلاص ، لكن الذي يدعو الناس لدين الله ، ولهذا قال : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ )) يقوله لمن .؟ للرسول صلى الله عليه وسلم ، الرسول وهو رسول يقال له : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ )) ولم يقل : ادع لنفسك .
فالإنسان الذي يتصور أنه بدعوته إلى الله يدعو الناس لنفسه ، هذا ناقص الإخلاص ، والغالب أنه لا يوفق ، وأما الإنسان الذي يريد الحق فهو يدعو إلى الله ، ولا يبالي سواء الناس رأسوه أو جعلوه قدوة أم لا ، المهم أنه يدعو إلى الله ، فإذا شعرت بهذا الشعور فإنك لابد أن تصبر على الأذية ولا تيأس .
الطالب : " وَجِمَاعُ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ فِي الْأَمْرِ مَنْ أَصْلَيْنِ وَلَا بُدَّ لَهُ فِي الْقَدَرِ مِنْ أَصْلَيْنِ . فَفِي الْأَمْرِ عَلَيْهِ الِاجْتِهَادُ فِي الِامْتِثَالِ عِلْمًا وَعَمَلًا ، فَلَا يزَالُ يجْتَهِدُ فِي الْعِلْمِ " .
الشيخ : عندنا : فلا تزال تجتهد ، والصواب : فلا يزال يجتهد .
الطالب : " فَلَا يزَالُ يجْتَهِدُ فِي الْعِلْمِ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَالْعَمَلِ بِذَلِكَ . ثُمَّ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ وَيَتُوبَ مِنْ تَفْرِيطِهِ فِي الأْوامرِ وَتَعَدِّيهِ الْحُدُودَ " .
الشيخ : عندنا : فِي الْمَأْمُورِ ، يصح .
الطالب : " وَلِهَذَا كَانَ مِنْ الْمَشْرُوعِ أَنْ يَخْتِمَ جَمِيعَ الْأَعْمَالِ بِالِاسْتِغْفَارِ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا صلى اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا ".
الشيخ : عندنا : إذا انْصَرَفَ مِنْ صِلَاتِهِ ، والمعنى واحد .
الطالب : " وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (( وَالْمُسْتَغْفِرِين بِالْأَسْحَارِ )) فَقَامُوا بِاللَّيْلِ وَخَتَمُوهُ بِالِاسْتِغْفَارِ ، وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : (( إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّابًا )) وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : ( سُبْحَانَك اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِك اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ) يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ .".
الشيخ : إذا هذان الأصلان في الأمر ، الأصلان في الأمر هما :
1. الاجتهاد في المأمور علماً وعملاً . يجتهد في معرفة الشرع ثم يجتهد في العمل به .
2. وأما الأصل الثاني هو الاستغفار ، لأنه ما من إنسان إلا ويتعدى ، يفرط في الواجب ويتعدى بالحرام ، فعليه الاستغفار عن نقص حصل أو عن تجاوز حصل .
حطوا بالكم هذان الأصلان : الاجتهاد في المأمور علما وعملا . والثاني الاستغفار من الخلل والنقص .
الطالب : " وَأَمَّا فِي الْقَدَرِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِاَللَّهِ فِي فِعْلِ مَا أَمَرَ بِهِ وَيَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ وَيَدْعُوَهُ ، وَيَرْغَبَ إلَيْهِ وَيَسْتَعِيذَ بِهِ ، وَيَكُونَ مُفْتَقِرًا إلَيْهِ فِي طَلَبِ الْخَيْرِ وَتَرْكِ الشَّرِّ ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى الْمَقْدُورِ وَيَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ " .
الشيخ : ... " لِيُصِيبَهُ " من يعرف إعرابها .؟
الطالب : فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد اللام .
الشيخ : يسمونها لام الجحود . لأن لام الجحود يتقدمها كون منفي ماض أو مضارع ، (( لم يكن الله ليغفر لهم )) ( لم يكن ليخطئك ) (( وما كان الله ليعذبهم )) .
الطالب : " وَإِذَا آذَاهُ النَّاسُ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مُقَدَّرٌ عَلَيْهِ ".
الشيخ : إذا فالمقدور أصلان : ما هما .؟
أن يستعين بالله على فعل المأمور وترك المحظور ، لأن الله إذا لم يعنه ما استطاع ذلك ، ولهذا جمع الله بين الاستعانة والعبادة في قوله تعالى : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) (( إياك نعبد )) وهذا مقصود (( وإياك نستعين )) وهذه وسيلة ، لا يمكن تحقيق العبادة إلا بمعونة الله .
فعلينا أن نستعين بالله ونلجأ إليه على فعل المأمور وترك المحظور
وأما الأصل الثاني : فهو الصبر على المقدور ، لأن الله تعالى قد يقدر على الإنسان ما لا يلائمه من فوات المحبوب وحصول المكروه ، فعليه أن يصبر على ذلك ، ومن هذا إيذاء الناس له بالقول أو بالفعل هو من المقدور الذي قدره الله عليه ، وسواء آذوه في ماله أو في دينه أو في بدنه .
حتى لو كانت الأذية في الدين ، وهي من الأمور التي يجب أن يصبر عليها ويتحملها أكثر ، قد يؤذى الإنسان في دينه يسخر به إذا ذهب يصلي ، يستهزأ به إذا عفى لحيته ، كذلك أيضا ينكر عليه إذا أمر بفعل المعروف وترك عن المنكر ، كل هذا يجب عليه أن يصبر ، لأنه لابد من هذا ، وإذا أردت أن تعرف قدر هذه المسألة فانظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ماذا حصل له من الأذى ، حصل له ما لا يصبر عليه إلا أمثاله صلى الله عليه وسلم (( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ )) .
وكذلك أيضا لا تيأس وتقول مثلا : زال أهل الخير وانتهى الخير من الناس ، لا ، لأننا نقول : كم من إنسان صبر وكانت العاقبة له ، ثم إن صاحب الخير الذي يدعو إليه ليس يدعو لنفسه شخصياً ، وإنما يدعو للخير نفسه ، فلنفرض أنك أنت مثلا بليت وحبست وربما تقتل أو تموت لكن الدعوة التي تريدها باقية ، وهذا هو المهم ، ولهذا الذي يدعو إلى الخير ليس يدعو لنفسه في الحقيقة ، بل الذي يدعو لنفسه ينكر عليه ذلك ، الذي يدعو الناس لأجل أن يكون رئيسا فيهم أو قدوة فيهم هذا لا يجوز ، نقص في الإخلاص ، لكن الذي يدعو الناس لدين الله ، ولهذا قال : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ )) يقوله لمن .؟ للرسول صلى الله عليه وسلم ، الرسول وهو رسول يقال له : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ )) ولم يقل : ادع لنفسك .
فالإنسان الذي يتصور أنه بدعوته إلى الله يدعو الناس لنفسه ، هذا ناقص الإخلاص ، والغالب أنه لا يوفق ، وأما الإنسان الذي يريد الحق فهو يدعو إلى الله ، ولا يبالي سواء الناس رأسوه أو جعلوه قدوة أم لا ، المهم أنه يدعو إلى الله ، فإذا شعرت بهذا الشعور فإنك لابد أن تصبر على الأذية ولا تيأس .