تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ثم إن الناس في عبادته واستعانته على أربعة أقسام : فالمؤمنون المتقون هم له وبه يعبدونه ويستعينونه . وطائفة تعبده من غير استعانة ولا صبر فتجد عند أحدهم تحريا للطاعة والورع ولزوم السنة ; لكن ليس لهم توكل واستعانة وصبر ; بل فيهم عجز وجزع . وطائفة فيهم استعانة وتوكل وصبر من غير استقامة على الأمر ولا متابعة للسنة فقد يمكن أحدهم ويكون له نوع من الحال باطنا وظاهرا ويعطى من المكاشفات والتأثيرات ما لم يعطه الصنف الأول ولكن لا عاقبة له فإنه ليس من المتقين والعاقبة للتقوى ; فالأولون لهم دين ضعيف ولكنه مستمر باق ; إن لم يفسده صاحبه بالجزع والعجز ; وهؤلاء لأحدهم حال وقوة ولكن لا يبقى له إلا ما وافق فيه الأمر واتبع فيه السنة وشر الأقسام من لا يعبده ولا يستعينه ; فهو لا يشهد أن علمه لله ولا أنه بالله فالمعتزلة ونحوهم - من القدرية الذين أنكروا القدر - هم في تعظيم الأمر والنهي والوعد والوعيد خير من هؤلاء الجبرية القدرية الذين يعرضون عن الشرع والأمر والنهي والصوفية هم في القدر ومشاهدة توحيد الربوبية : خير من المعتزلة ولكن فيهم من فيه نوع بدع مع إعراض عن بعض الأمر والنهي . والوعد والوعيد حتى يجعلوا الغاية هي مشاهدة توحيد الربوبية والفناء في ذلك ويصيرون أيضا معتزلين لجماعة المسلمين وسنتهم فهم معتزلة من هذا الوجه وقد يكون ما وقعوا فيه من البدعة شرا من بدعة أولئك المعتزلة وكلتا الطائفتين نشأت من البصرة .". حفظ
الطالب : " ... فَتَجِدُ عِنْدَ أَحَدِهِمْ تَحَرِّيًا لِلطَّاعَةِ وَالْوَرَعِ وَلُزُومِ السُّنَّةِ ، ولَكِنْ لَيْسَ لَهُمْ تَوَكُّلٌ وَاسْتِعَانَةٌ وَلا صَبْرٌ ، بَلْ فِيهِمْ عَجْزٌ وَجَزَعٌ . وَطَائِفَةٌ فِيهِمْ اسْتِعَانَةٌ وَتَوَكُّلٌ وَصَبْرٌ مِنْ غَيْرِ اسْتِقَامَةٍ عَلَى الْأَمْرِ وَلَا مُتَابَعَةٍ لِلسُّنَّةِ ، فَقَدْ يُمَكَّنُ أَحَدُهُمْ وَيَكُونُ لَهُ نَوْعٌ مِنْ الْحَالِ بَاطِنًا وَظَاهِرًا ، وَيُعْطَى مِنْ الْمُكَاشَفَاتِ وَالتَّأْثِيرَاتِ مَا لَمْ يُعْطَهُ الصِّنْفُ الْأَوَّلُ ، وَلَكِنْ لَا عَاقِبَةَ لَهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْمُتَّقِينَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ، فَالْأَوَّلُونَ لَهُمْ دِينٌ ضَعِيفٌ وَلَكِنَّهُ مُسْتَمِرٌّ بَاقٍ ، إنْ لَمْ يُفْسِدْهُ صَاحِبُهُ بِالْجَزَعِ وَالْعَجْزِ ، وَهَؤُلَاءِ لِأَحَدِهِمْ حَالٌ وَقُوَّةٌ وَلَكِنْ لَم يَبْقَ لَهُ " .
الشيخ : لا يبقى له . عند لم .؟ طيب ما يخالف .
الطالب : " وَلَكِنْ لَم يَبْقَى لَهُ إلَّا مَا وَافَقَ فِيهِ الْأَمْرَ وَاتَّبَعَ فِيهِ السُّنَّةَ ".
الشيخ : إذا المؤلف فرق بين الثاني والثالث ، لأن الأول عاقبته أحسن من الثاني ، لأن الأول عنده عبادة وتقوى لكن عنده جزع وعجز ، والثاني أحسن حالاً وليس أحسن عاقبة ، والذي أحسن حالاً الذي عنده استعانة وصبر تجد عنده من الجلد والاعتماد على الله ما ليس عند الأول ، لكن عنده ضعف في دينه ، وقلة فعل للأوامر وعدم اجتناب النواهي ، ولهذا تكون عاقبته أقل من عاقبة الأول ، فإذا الفرق بينهما من حيث العاقبة والحاضر ، أيهما أحسن حالا ؟ الثاني الذي عنده استعانة وصبر ، لكن الأول أحسن عاقبة .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم ، لأن هذا عنده عبادة وهذا ما عنده عبادة ، لكن هذا لصبره وقوته وجلده يكون في الحال وممارسة الأمور أحسن من الأول . فالفرق بينهما من حيث الحال والمآل ، الأول أحسن مآلا وهذا أحسن حالا .
يعني مثلاً إنسان في الصنف الثالث على تقدير المؤلف عنده مثلا إقدام وقوة في الحرب وغيره وفي الدفاع لكن ليس عنده العبادة التامة . فهو من حيث الحال أحسن من الأول ، لأن الأول عاجز ضعيف لكن عنده قوة في الطاعة .
الطالب : " وَشَرُّ الْأَقْسَامِ مَنْ لَا يَعْبُدُهُ وَلَا يَسْتَعِينُهُ ، فَهُوَ لَا يَشْهَدُ أَنَّ عِلْمَهُ لِلَّهِ وَلَا أَنَّهُ بِاَللَّهِ ، فَالْمُعْتَزِلَةُ وَنَحْوُهُمْ - مِنْ الْقَدَرِيَّةِ والَّذِينَ " .
الشيخ : ... الذين ، اشطب على الواو .
الطالب : " الذين أَنْكَرُوا الْقَدَرَ - هُمْ فِي تَعْظِيمِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْجَبْرِيَّةِ الْقَدَرِيَّةِ الَّذِينَ يُعْرِضُونَ عَنْ الشَّرْعِ وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، وَالصُّوفِيَّةُ هُمْ فِي الْقَدَرِ وَمُشَاهَدَةِ تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ خَيْرٌ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ ، وَلَكِنْ فِيهِمْ مَنْ فِيهِ نَوْعُ بِدَعٍ مَعَ إعْرَاضٍ عَنْ بَعْضِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ حَتَّى يَجْعَلُوا الْغَايَةَ هِيَ مُشَاهَدَةُ تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ وَالْفَنَاءِ فِي ذَلِكَ ، وَيَصِيرُونَ أَيْضًا مُعْتَزِلِينَ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ وَسُنَّتِهِمْ ، فَهُمْ مُعْتَزِلَةٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَقَدْ يَكُونُ مَا وَقَعُوا فِيهِ مِنْ الْبِدْعَةِ شَرًّا مِنْ بِدْعَةِ أُولَئِكَ الْمُعْتَزِلَةِ وَكِلْتَا الطَّائِفَتَيْنِ نَشَأَتْ مِنْ الْبَصْرَةِ ".
الشيخ : طيب المعتزلة هم في تعظيم الأمر والنهي والوعد والوعيد خير من الجبرية ، وش وجه ذلك أنهم خير من الجبرية .؟ نريد وجه ذلك .؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب المعتزلة القدرية يرون أن الإنسان يفعل باختياره ، وإذا كان يفعل باختياره فإنه يلحقه اللوم إذا فعل ما لا ينبغي ، ويدرك الثواب إذا فعل ما ينبغي ، والإنسان الذي يشعر بأن الثواب والعقاب على حسب فعله لابد أن يكون قائماً بالأوامر تاركاً للنواهي ، فهو معظم لها لأنه يعرف أنه ملام على المعصية ، ومثاب على الطاعة ، وأما الجبرية فيقولون إن الإنسان مجبر على عمله فلا يلام على مكروه ولا يحمد على محبوب ، فعلى هذا إذا شعر الإنسان أنه لا لوم عليه بالمعصية ، وأنه لا مدح له بالطاعة ، فإنه لا يعظم الأمر والنهي لأنه لا يهمه ، يقول : أنا العاصي والمطيع سواء ، كل منهما لا اختيار له في مراده وفعله ، فلا يستحق هذا اللوم ولا هذا المدح ، فلهذا لا يعظمون الأمر والنهي لأنهم يرون أن الإنسان مجبور على عمله .
طيب عندنا الصوفية يقول : " هم في القدر خير من المعتزلة ، لكن فيه من فيه نوع بدع ... " إلى آخره ، لأن هؤلاء المعتزلة يرون أن الإنسان مستقل في عمله فلا يستعينون بالله ، الذي يرى أن الإنسان مستقل بعمله ليس لله فيه تعلق ، طبعا لا يستعين بالله ولا يتوكل عليه ، لأنه يرى نفسه مستغن عن ربه ، لكن الصوفية لا يرون ربهم كذلك ، يرون أن الإنسان محتاج إلى ربه تبارك وتعالى إلا أنهم يخطئون في المبالغة في مشاهدة الربوبية ، وقد سبق أن الواحد منهم يفنى بمشهوده عن شهوده وبمعبوده عن عبادته ... إلى آخره .
الطالب : القسم الرابع ما ذكر ... .
الشيخ : لا ، ليس قصده التمثيل لكل قسم ، لأن القسم الرابع وهم أهل السنة والجماعة الذين يعبدوه الله تعالى ويستعينونه .
الطالب : القدرية ... .
الشيخ : لا القدرية يراد بهم المعتزلة فقط ، بين القدرية في الأخير الغالون في القدر ، والقدرية بالأول الذي هو الإطلاق عليهم هم النافون للقدر ، لأن القدرية يطلق على النافي للقدر وهو الأصل ، إذا قال القدرية يعني الذين ينفون القدر بالنسبة لفعل العبد ، ويطلق على القدرية المثبتة للقدر لكنه لا يقال إلا مقيدة ، ولهذا شف قال : الجبرية القدرية ، لو قال خير من هؤلاء القدرية ما صح .
الشيخ : لا يبقى له . عند لم .؟ طيب ما يخالف .
الطالب : " وَلَكِنْ لَم يَبْقَى لَهُ إلَّا مَا وَافَقَ فِيهِ الْأَمْرَ وَاتَّبَعَ فِيهِ السُّنَّةَ ".
الشيخ : إذا المؤلف فرق بين الثاني والثالث ، لأن الأول عاقبته أحسن من الثاني ، لأن الأول عنده عبادة وتقوى لكن عنده جزع وعجز ، والثاني أحسن حالاً وليس أحسن عاقبة ، والذي أحسن حالاً الذي عنده استعانة وصبر تجد عنده من الجلد والاعتماد على الله ما ليس عند الأول ، لكن عنده ضعف في دينه ، وقلة فعل للأوامر وعدم اجتناب النواهي ، ولهذا تكون عاقبته أقل من عاقبة الأول ، فإذا الفرق بينهما من حيث العاقبة والحاضر ، أيهما أحسن حالا ؟ الثاني الذي عنده استعانة وصبر ، لكن الأول أحسن عاقبة .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم ، لأن هذا عنده عبادة وهذا ما عنده عبادة ، لكن هذا لصبره وقوته وجلده يكون في الحال وممارسة الأمور أحسن من الأول . فالفرق بينهما من حيث الحال والمآل ، الأول أحسن مآلا وهذا أحسن حالا .
يعني مثلاً إنسان في الصنف الثالث على تقدير المؤلف عنده مثلا إقدام وقوة في الحرب وغيره وفي الدفاع لكن ليس عنده العبادة التامة . فهو من حيث الحال أحسن من الأول ، لأن الأول عاجز ضعيف لكن عنده قوة في الطاعة .
الطالب : " وَشَرُّ الْأَقْسَامِ مَنْ لَا يَعْبُدُهُ وَلَا يَسْتَعِينُهُ ، فَهُوَ لَا يَشْهَدُ أَنَّ عِلْمَهُ لِلَّهِ وَلَا أَنَّهُ بِاَللَّهِ ، فَالْمُعْتَزِلَةُ وَنَحْوُهُمْ - مِنْ الْقَدَرِيَّةِ والَّذِينَ " .
الشيخ : ... الذين ، اشطب على الواو .
الطالب : " الذين أَنْكَرُوا الْقَدَرَ - هُمْ فِي تَعْظِيمِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْجَبْرِيَّةِ الْقَدَرِيَّةِ الَّذِينَ يُعْرِضُونَ عَنْ الشَّرْعِ وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، وَالصُّوفِيَّةُ هُمْ فِي الْقَدَرِ وَمُشَاهَدَةِ تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ خَيْرٌ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ ، وَلَكِنْ فِيهِمْ مَنْ فِيهِ نَوْعُ بِدَعٍ مَعَ إعْرَاضٍ عَنْ بَعْضِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ حَتَّى يَجْعَلُوا الْغَايَةَ هِيَ مُشَاهَدَةُ تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ وَالْفَنَاءِ فِي ذَلِكَ ، وَيَصِيرُونَ أَيْضًا مُعْتَزِلِينَ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ وَسُنَّتِهِمْ ، فَهُمْ مُعْتَزِلَةٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَقَدْ يَكُونُ مَا وَقَعُوا فِيهِ مِنْ الْبِدْعَةِ شَرًّا مِنْ بِدْعَةِ أُولَئِكَ الْمُعْتَزِلَةِ وَكِلْتَا الطَّائِفَتَيْنِ نَشَأَتْ مِنْ الْبَصْرَةِ ".
الشيخ : طيب المعتزلة هم في تعظيم الأمر والنهي والوعد والوعيد خير من الجبرية ، وش وجه ذلك أنهم خير من الجبرية .؟ نريد وجه ذلك .؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب المعتزلة القدرية يرون أن الإنسان يفعل باختياره ، وإذا كان يفعل باختياره فإنه يلحقه اللوم إذا فعل ما لا ينبغي ، ويدرك الثواب إذا فعل ما ينبغي ، والإنسان الذي يشعر بأن الثواب والعقاب على حسب فعله لابد أن يكون قائماً بالأوامر تاركاً للنواهي ، فهو معظم لها لأنه يعرف أنه ملام على المعصية ، ومثاب على الطاعة ، وأما الجبرية فيقولون إن الإنسان مجبر على عمله فلا يلام على مكروه ولا يحمد على محبوب ، فعلى هذا إذا شعر الإنسان أنه لا لوم عليه بالمعصية ، وأنه لا مدح له بالطاعة ، فإنه لا يعظم الأمر والنهي لأنه لا يهمه ، يقول : أنا العاصي والمطيع سواء ، كل منهما لا اختيار له في مراده وفعله ، فلا يستحق هذا اللوم ولا هذا المدح ، فلهذا لا يعظمون الأمر والنهي لأنهم يرون أن الإنسان مجبور على عمله .
طيب عندنا الصوفية يقول : " هم في القدر خير من المعتزلة ، لكن فيه من فيه نوع بدع ... " إلى آخره ، لأن هؤلاء المعتزلة يرون أن الإنسان مستقل في عمله فلا يستعينون بالله ، الذي يرى أن الإنسان مستقل بعمله ليس لله فيه تعلق ، طبعا لا يستعين بالله ولا يتوكل عليه ، لأنه يرى نفسه مستغن عن ربه ، لكن الصوفية لا يرون ربهم كذلك ، يرون أن الإنسان محتاج إلى ربه تبارك وتعالى إلا أنهم يخطئون في المبالغة في مشاهدة الربوبية ، وقد سبق أن الواحد منهم يفنى بمشهوده عن شهوده وبمعبوده عن عبادته ... إلى آخره .
الطالب : القسم الرابع ما ذكر ... .
الشيخ : لا ، ليس قصده التمثيل لكل قسم ، لأن القسم الرابع وهم أهل السنة والجماعة الذين يعبدوه الله تعالى ويستعينونه .
الطالب : القدرية ... .
الشيخ : لا القدرية يراد بهم المعتزلة فقط ، بين القدرية في الأخير الغالون في القدر ، والقدرية بالأول الذي هو الإطلاق عليهم هم النافون للقدر ، لأن القدرية يطلق على النافي للقدر وهو الأصل ، إذا قال القدرية يعني الذين ينفون القدر بالنسبة لفعل العبد ، ويطلق على القدرية المثبتة للقدر لكنه لا يقال إلا مقيدة ، ولهذا شف قال : الجبرية القدرية ، لو قال خير من هؤلاء القدرية ما صح .