تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإنما دين الله ما بعث به رسله وأنزل به كتبه وهو الصراط المستقيم وهو طريقة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير القرون وأفضل الأمة وأكرم الخلق على الله تعالى بعد النبيين , قال تعالى : (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه )) فرضي عن السابقين الأولين رضا مطلقا ورضي عن التابعين لهم بإحسان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة : ( خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ; أولئك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ; قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم وقال حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما : يا معشر القراء ! استقيموا وخذوا طريق من كان قبلكم فوالله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وخط حوله خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال : هذا سبيل الله وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ : (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) . ). وقد أمرنا سبحانه أن نقول في صلاتنا (( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون ) ; وذلك أن اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه والنصارى عبدوا الله بغير علم . ولهذا كان يقال : تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون ; " . حفظ
الطالب : " وَإِنَّمَا دِينُ اللَّهِ مَا بَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَهُوَ طَرِيقَةُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرِ الْقُرُونِ وَأَفْضَلِ الْأُمَّةِ ، وَأَكْرَمِ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَ النَّبِيِّينَ قَالَ تَعَالَى : (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ )) " .
الشيخ : أنت قلت : قال الله تعالى ، ثم قلت : قال تعالى . هذه لا بأس ، لأن الواحد إذا قال : قال الله تعالى ، ثم قال : قال تعالى . والمعنى واحد ، يمكن قال الله تعالى أحسن من قال تعالى .
الطالب : " قَالَ الله تَعَالَى : (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) فَرَضِيَ عَنْ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ رِضًا مُطْلَقًا وَرَضِيَ عَنْ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ " .
الشيخ : نعم لأن التابعين للأولين قد يكونون تبعوا بإحسان وقد يكونوا تبعوا بغير إحسان ، وهذا دليل على أن مذهب السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار مذهب صحيح ، ما فيه تقسيم إلى إحسان وعدم إحسان ، لكن المذاهب الأخيرة التي بعدهم هي التي فيها إحسان وغير إحسان ، وبه نعرف صحة قول من يقول : إن عمل الصحابة حجة ولو بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأنهم من المهاجرين والأنصار .
الطالب : " وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ : ( خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْت فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ فَإِنَّ الْحَيَّ لَا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَرُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا ، قَوْمٌ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِقَامَةِ دِينِهِ" " .
الشيخ : طبعا هو يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من كان مستناً فليستن بمن قد مات " هل هذا ينطبق على كل عصر .؟
الطالب : لا .
الشيخ : لأنه لو كان ينطبق على كل عصر لقلنا الذين جاءوا بعد عبد الله بن مسعود أيضاً أهل لأن يقتدى بهم ، لكن مراد ابن مسعود في العصر الذي هو يتكلم فيه ، والذين ماتوا في عهده ...
المهم كلام ابن مسعود يريد بذلك من ماتوا في عهده من الصحابة لأنهم ماتوا قبل الفتنة ، لكن يقول : الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، صحيح فكم من إنسان يكون في أول أمره مستقيماً ثم في آخر الأمر يفتتن ، فإذا قلدته أنت واتبعته واتخذته إماماً في حال استقامته ربما ينحرف وأنت لا تشعر لأنك وثقت فيه ، وحينئذ تهلك معه والحي لا تؤمن عليه الفتنة ؟ .
الطالب : ... جواز التقليد .؟
الشيخ : معلوم ، لكن الصحابة رضي الله تعالى عنهم يجوز تقليدهم ، الإمام أحمد رحمه الله يرى أن قول الصحابي حجة إذا لم يخالف ، هو يعني بذلك الصحابة ، لأنك تعرف ابن مسعود متى مات .؟ مبكر ، ولكن غير الصحابة ما نرى جواز التقليد إلا للضرورة .
الطالب : " فَاعْرِفُوا لَهُمْ حَقَّهُمْ وَتَمَسَّكُوا بِهَدْيِهِمْ فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ ، وَقَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ اسْتَقِيمُوا وَخُذُوا طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَوَاَللَّهِ لَئِنْ اتَّبَعْتُمُوهُمْ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا ، وَلَئِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا . وَقَدْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ( خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا وَخَطَّ حَوْلَهُ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ : هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ : (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )) .). وَقَدْ أَمَرَنَا سُبْحَانَهُ أَنْ نَقُولَ فِي صِلَاتِنَا : (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )) وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْيَهُودُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ )) وَذَلِكَ أَنَّ الْيَهُودَ عَرَفُوا الْحَقَّ وَلَمْ يَتَّبِعُوهُ وَالنَّصَارَى عَبَدُوا اللَّهَ بِغَيْرِ عِلْمٍ . ".
الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام : ( اليهود مغضوب عليهم ) ليس هذا معناه أن معنى قوله : (( غير المغضوب عليهم )) يعني اليهود ، وإنما المعنى أن اليهود من المغضوب عليهم ، وكل من عرف الحق وخالفه فهو مغضوب عليه ، وفيه شبه من اليهود .
وكل من عبد الله على ضلاله فهو ضال من الضالين ، وفيه شبه من النصارى ، وهذه الأمة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
قسم علم الحق وأتبعه، وهذا من الذين أنعم الله عليهم .
وقسم علم الحق وخالفه ، وهذا من المغضوب عليهم .
وقسم جهل الحق وعمل بالباطل ، فهذا من الضالين ، فخير هذه الأمة من علم الحق واتبعه نعم .
الطالب : " وَلِهَذَا كَانَ يُقَالُ : تَعَوَّذُوا بِاَللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْعَالِمِ الْفَاجِرِ وَالْعَابِدِ الْجَاهِلِ ، فَإِنَّ فِتْنَتَهُمَا فِتْنَةٌ لِكُلِّ مَفْتُونٍ " .
الشيخ : العالم الفاجر والعياذ بالله مضل ، لأنه عالم لا يخفى عليه الحق ، والعابد الجاهل مضل لأنه يعبد الله على جهل ، فيظن من يراه أنه على خير ، وهؤلاء الأئمة أئمة الكفر ، إنما غروا الناس بسبب جهلهم ، يظنون بهم خيرا وهم ليسوا على خير أي نعم .
الشيخ : أنت قلت : قال الله تعالى ، ثم قلت : قال تعالى . هذه لا بأس ، لأن الواحد إذا قال : قال الله تعالى ، ثم قال : قال تعالى . والمعنى واحد ، يمكن قال الله تعالى أحسن من قال تعالى .
الطالب : " قَالَ الله تَعَالَى : (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) فَرَضِيَ عَنْ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ رِضًا مُطْلَقًا وَرَضِيَ عَنْ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ " .
الشيخ : نعم لأن التابعين للأولين قد يكونون تبعوا بإحسان وقد يكونوا تبعوا بغير إحسان ، وهذا دليل على أن مذهب السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار مذهب صحيح ، ما فيه تقسيم إلى إحسان وعدم إحسان ، لكن المذاهب الأخيرة التي بعدهم هي التي فيها إحسان وغير إحسان ، وبه نعرف صحة قول من يقول : إن عمل الصحابة حجة ولو بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأنهم من المهاجرين والأنصار .
الطالب : " وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ : ( خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْت فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ فَإِنَّ الْحَيَّ لَا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَرُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا ، قَوْمٌ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِقَامَةِ دِينِهِ" " .
الشيخ : طبعا هو يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من كان مستناً فليستن بمن قد مات " هل هذا ينطبق على كل عصر .؟
الطالب : لا .
الشيخ : لأنه لو كان ينطبق على كل عصر لقلنا الذين جاءوا بعد عبد الله بن مسعود أيضاً أهل لأن يقتدى بهم ، لكن مراد ابن مسعود في العصر الذي هو يتكلم فيه ، والذين ماتوا في عهده ...
المهم كلام ابن مسعود يريد بذلك من ماتوا في عهده من الصحابة لأنهم ماتوا قبل الفتنة ، لكن يقول : الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، صحيح فكم من إنسان يكون في أول أمره مستقيماً ثم في آخر الأمر يفتتن ، فإذا قلدته أنت واتبعته واتخذته إماماً في حال استقامته ربما ينحرف وأنت لا تشعر لأنك وثقت فيه ، وحينئذ تهلك معه والحي لا تؤمن عليه الفتنة ؟ .
الطالب : ... جواز التقليد .؟
الشيخ : معلوم ، لكن الصحابة رضي الله تعالى عنهم يجوز تقليدهم ، الإمام أحمد رحمه الله يرى أن قول الصحابي حجة إذا لم يخالف ، هو يعني بذلك الصحابة ، لأنك تعرف ابن مسعود متى مات .؟ مبكر ، ولكن غير الصحابة ما نرى جواز التقليد إلا للضرورة .
الطالب : " فَاعْرِفُوا لَهُمْ حَقَّهُمْ وَتَمَسَّكُوا بِهَدْيِهِمْ فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ ، وَقَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ اسْتَقِيمُوا وَخُذُوا طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَوَاَللَّهِ لَئِنْ اتَّبَعْتُمُوهُمْ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا ، وَلَئِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا . وَقَدْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ( خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا وَخَطَّ حَوْلَهُ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ : هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ : (( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )) .). وَقَدْ أَمَرَنَا سُبْحَانَهُ أَنْ نَقُولَ فِي صِلَاتِنَا : (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )) وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْيَهُودُ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ وَالنَّصَارَى ضَالُّونَ )) وَذَلِكَ أَنَّ الْيَهُودَ عَرَفُوا الْحَقَّ وَلَمْ يَتَّبِعُوهُ وَالنَّصَارَى عَبَدُوا اللَّهَ بِغَيْرِ عِلْمٍ . ".
الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام : ( اليهود مغضوب عليهم ) ليس هذا معناه أن معنى قوله : (( غير المغضوب عليهم )) يعني اليهود ، وإنما المعنى أن اليهود من المغضوب عليهم ، وكل من عرف الحق وخالفه فهو مغضوب عليه ، وفيه شبه من اليهود .
وكل من عبد الله على ضلاله فهو ضال من الضالين ، وفيه شبه من النصارى ، وهذه الأمة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :
قسم علم الحق وأتبعه، وهذا من الذين أنعم الله عليهم .
وقسم علم الحق وخالفه ، وهذا من المغضوب عليهم .
وقسم جهل الحق وعمل بالباطل ، فهذا من الضالين ، فخير هذه الأمة من علم الحق واتبعه نعم .
الطالب : " وَلِهَذَا كَانَ يُقَالُ : تَعَوَّذُوا بِاَللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْعَالِمِ الْفَاجِرِ وَالْعَابِدِ الْجَاهِلِ ، فَإِنَّ فِتْنَتَهُمَا فِتْنَةٌ لِكُلِّ مَفْتُونٍ " .
الشيخ : العالم الفاجر والعياذ بالله مضل ، لأنه عالم لا يخفى عليه الحق ، والعابد الجاهل مضل لأنه يعبد الله على جهل ، فيظن من يراه أنه على خير ، وهؤلاء الأئمة أئمة الكفر ، إنما غروا الناس بسبب جهلهم ، يظنون بهم خيرا وهم ليسوا على خير أي نعم .