سؤال عن سكوت النبي صلى الله عليه وسلم على مبالغة أصحابه في تعظيمه؟ حفظ
السائل : ...؟
الشيخ : هذا سؤال هام، الواقع أن ذلك وقع ووقع على علم من الرسول عليه السلام وسكوت منه ولكن هذا السكوت كان برهة من الزمن ولم يستمر منه صلى الله عليه وآله وسلم ولقد ظهر حكمة ذلك السكوت المؤقت واضحا بينا جليا في صلح الحديبية حيث أخذ المشركون يرسلون سفيرا منهم وما أريد أن أقول رسولا منهم وإن كان هذا سائغا من حيث اللغة العربية فكلما أرسلوا سفيرا منهم ليحادثوا الرسول عليه السلام ويفهموا ما يريد كان يرى هذا السفير تلك المبالغة العجيبة التي لا يعرفونها في ملوك كسرى وقيصر من تهافت الصحابة على وَضوء النبي صلى الله عليه وآله وسلم الماء الذي كان يتوضأ وتبركهم به فكان من آثار ما شهدوا أنهم عادوا إلى رؤوس قريش وقالوا لهم صالحوا محمدا فوالله لقد رأينا كسرى وقيصر فما رأينا أحدا يعظمهم كما رأينا أصحاب محمد يعظمون محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وعلى هذا جرى الصلح المعروف بصلح الحديبية فكان سكوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مثل تلك المبالغة في التبرك به عليه السلام من السياسة الشرعية الحكيمة ولكنه لأنه طبع على ما وصف بحق في قوله تبارك وتعالى (( وإنك لعلى خلق عظيم )) وكما قال ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) وكما قال في حديث آخر ( لا تنزلوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها ) فهو تجاوب في نهاية المطاف مع هذا المبدأ الأساسي الذي كان يخشاه الرسول عليه السلام وذلك حينما شاهدهم مرة يتهافتون أيضا على التبرك بوضوءه فقال لهم ( ما الذي يحملكم على هذا ؟ ) قالوا " حب الله ورسوله " قال هنا الشاهد ( إن كنتم تحبون الله ورسوله فاصدقوا في الحديث وأدوا الأمانة ) انظر هذا اللطف في النقل من الأمر المفضول إلى الحكم الفاضل لم يصدهم الرسول عليه السلام صدا وإنما مهد لهم تمهيدا بأسلوب عظيم جدا ( ما الذي يحملكم على هذا؟ ) قالوا " حب الله ورسوله " وهو صادقون في ذلك فقال هذا لا يدل على حبكم لله والرسول والذي يدلكم على ذلك هو أن تعملوا بما جاء به الرسول عن ربه تبارك وتعالى ولهذا نحن نرى أن ما ثبت من التبرك هو ثابت وفي صحيح البخاري قصة الحديبية في صحيح البخاري لا مجال لإنكارها من حيث الرواية أبدا لكن بعض الناس يأخذون الأمور بالعجلة ولا يأخذونها بالروية فلو أنهم نظروا إلى الحكمة من ذلك السكوت ثم اطّلعوا على هذا الحديث الأخير لزال الإشكال ولعرفوا عظمة الرسول عليه السلام في ذاك وفي هذا الحديث.
الشيخ : هذا سؤال هام، الواقع أن ذلك وقع ووقع على علم من الرسول عليه السلام وسكوت منه ولكن هذا السكوت كان برهة من الزمن ولم يستمر منه صلى الله عليه وآله وسلم ولقد ظهر حكمة ذلك السكوت المؤقت واضحا بينا جليا في صلح الحديبية حيث أخذ المشركون يرسلون سفيرا منهم وما أريد أن أقول رسولا منهم وإن كان هذا سائغا من حيث اللغة العربية فكلما أرسلوا سفيرا منهم ليحادثوا الرسول عليه السلام ويفهموا ما يريد كان يرى هذا السفير تلك المبالغة العجيبة التي لا يعرفونها في ملوك كسرى وقيصر من تهافت الصحابة على وَضوء النبي صلى الله عليه وآله وسلم الماء الذي كان يتوضأ وتبركهم به فكان من آثار ما شهدوا أنهم عادوا إلى رؤوس قريش وقالوا لهم صالحوا محمدا فوالله لقد رأينا كسرى وقيصر فما رأينا أحدا يعظمهم كما رأينا أصحاب محمد يعظمون محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وعلى هذا جرى الصلح المعروف بصلح الحديبية فكان سكوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على مثل تلك المبالغة في التبرك به عليه السلام من السياسة الشرعية الحكيمة ولكنه لأنه طبع على ما وصف بحق في قوله تبارك وتعالى (( وإنك لعلى خلق عظيم )) وكما قال ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) وكما قال في حديث آخر ( لا تنزلوني فوق منزلتي التي أنزلني الله فيها ) فهو تجاوب في نهاية المطاف مع هذا المبدأ الأساسي الذي كان يخشاه الرسول عليه السلام وذلك حينما شاهدهم مرة يتهافتون أيضا على التبرك بوضوءه فقال لهم ( ما الذي يحملكم على هذا ؟ ) قالوا " حب الله ورسوله " قال هنا الشاهد ( إن كنتم تحبون الله ورسوله فاصدقوا في الحديث وأدوا الأمانة ) انظر هذا اللطف في النقل من الأمر المفضول إلى الحكم الفاضل لم يصدهم الرسول عليه السلام صدا وإنما مهد لهم تمهيدا بأسلوب عظيم جدا ( ما الذي يحملكم على هذا؟ ) قالوا " حب الله ورسوله " وهو صادقون في ذلك فقال هذا لا يدل على حبكم لله والرسول والذي يدلكم على ذلك هو أن تعملوا بما جاء به الرسول عن ربه تبارك وتعالى ولهذا نحن نرى أن ما ثبت من التبرك هو ثابت وفي صحيح البخاري قصة الحديبية في صحيح البخاري لا مجال لإنكارها من حيث الرواية أبدا لكن بعض الناس يأخذون الأمور بالعجلة ولا يأخذونها بالروية فلو أنهم نظروا إلى الحكمة من ذلك السكوت ثم اطّلعوا على هذا الحديث الأخير لزال الإشكال ولعرفوا عظمة الرسول عليه السلام في ذاك وفي هذا الحديث.