ماذا يفعل العامي عند تعارض الأدلة ؟ حفظ
السائل : السؤال ماذا يفعل العامي إذا صح عنده الحديث مع وجود شبهة التعارض مع حديث آخر صحيح ؟
الشيخ : الذي نعتقده في هذه المسألة أن العامي كما يقول عامّة الفقهاء لا مذهب له وإنما مذهبه مذهب من يفتيه وما جاء في السؤال من القول إذا صح الحديث عند العامي فمن البداهة و... بأن مقصود صح عنده ليس بعلمه الخاص به وإنما بعلم بعض من يثق به وبمعرفته لعلم الحديث كذلك نقول فقه هذا الحديث لا يتمكن العامي من أن يفهمه وأن يتبناه غلا بدلالة عالم فقيه فالشأن في فقه الحديث كالشأن في متن الحديث نقول إن هذا العامي ثبت لديه أي ثبت لديه بدلالة عالم متخصص في علم الحديث فبقي عليه أن يفهم وأن يطّلع ويقف على فقه الحديث فهو لا يستطيع ولا يجوز أن نفتح باب الفهم الحديث ... لا نستطيع بل لا يجوز أن نفتح باب التفقّه في الحديث للعامة الذين هم لا يعلمون لأن وظيفة هؤلاء كما فصلنا القول في جلسة ماضية حينما قلنا إن قول الله تبارك وتعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) يجعل المجتمع الإسلامي قسمين : قسم عالم وقسم غير عالم وأوجب على كل من القسمين شيئا أوجب على القسم الثاني الذي وه العامي أن يسأل القسم الأول وهو العالم (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فالعامي المذكور في السؤال كما علم صحّة الحديث بواسطة العالم بقي عليه أن يعلم فقه الحديث بواسطة الفقيه وقد شرحنا في جلسة في غير هذا المكان من هو الفقيه وهو العالم بالكتاب والسّنّة، حينئذ إذا كان هذا العامي كما عرف صحّة الحديث عرف فقه الحديث لكنّه كما جاء في السّؤال دخله شبهة من حديث آخر هذه الشّبهة لا قيمة لها إذا ما كان اطمئنانه على صحّة الحديث وفقه الحديث إنما هو نابع من سؤاله لأهل العلم فالشّبهة قد تعترض سبيل العالم فضلا عن العامي فليس لها قيمة إلا إذا قويت الشّبهة وتردد الأمر بين فقه هذا الحديث أو فقه ذاك الحديث فحينئذ يقال له تابع السؤال حتى يطمئن البال فإن لم تجد مثل هذا الاطمئنان هناك يأتي قول الرسول عليه السلام ( استفت قلبك وإن أفتاك المفتون ) هذا جوابي على هذا السؤال .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : وإياكم .