إذا كان هناك جزء من الأرض لم تصل الدعوة أهلَه وهم نصارى فهل نعتبرهم على دينهم والكلام على حديث ( من سمع بي ولم يتبعني دخل النار ) . حفظ
السائل : على نفس السؤال هذا ، لكن على الإجابة القديمة يعني : ( من سمع بي ولم يتبعني دخل النار ) ولكن من لم يسمع بالرسول - صلى الله عليه وسلم -؟
الشيخ : الجواب في الحديث، الحديث كما يقول علماء الأصول له منطوق وله مفهوم، منطوقه: ( وسمع بي )، مفهومه: ( ولم يسمع بي ) ما يدخل النار، أي : في كل عصر وفي كل مصر يوجد غير مسلمين، سواءً كانوا يهودًا أو نصارى أو بوذيين أو دهريين أو أي شيء، غير مسلمين، هؤلاء يدور أمرهم بين واحد من اثنتين لا ثالث لههما: إما أن يكون بلغته دعوة الرسول - عليه السلام - أو لم تبلغهم، فإذا بلغته عرفت الجزاء من نفس الحديث، وإذا لم تبلغه فليس له هذا الجزاء، هذا هو الجواب عن سؤالك، ماشي؟
السائل : ماشي .
الشيخ : أو فيه شيء .؟
السائل : لكن نحن نسأل عن المصير، هل يجب أن أكون متبع دين معين، إذا لم يصل دين الإسلام، هل يحاسب على أعماله الشخصية، أو يصل إلى معرفة الخالق أو وحدانية الخالق ... ؟
الشيخ : أنت يا أستاذ، الحقيقة يكون في ذهنك أسئلة كثيرة جدًا، تظن لما توجه سؤال واحد لازم يكون هذا متضمن لكل الأسئلة، أنت كان سؤالك، وإذا لم يسمع، جاءك الجواب، الآن أنت تقول هل يحاسب؟ هل كذا؟ هل كذا؟ إلى آخره، كل سؤال له جواب، ما في عندي مانع أي إنسان يسأل سؤال وفي مطلع هذه الجلسة قلنا الذي عندنا جوابه بنجاوبه وإلا وكلنا العلم إلى الله - عزَّ وجلّ - لكن لازم يكون السؤال واضح، سؤالك أولاً قال : وإذا لم يسمع أخذت الجواب، إذا لم يسمع لا يكون له هذا الوعيد، ماشي؟
السائل : معروف.
الشيخ : معليش، لكن بقي في سؤالك ثاني الآن، حدد لي إياه حتى أجيبك عليه ، شو سؤالك الثاني؟
السائل : ناس لم تصلهم رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - مثل الإسكيمو في أي مناطق العالم .
الشيخ : قلنا لك.
السائل : حسابهم هنا يتم، نعلم أنه : وما من قرية إلا أتاها من رسول . هل الجماعة هنا يتبعوا دين معين إذا حوسب مثلا، اتبعوا النصرانية يحاسبوا على دين النصرانية؟
الشيخ : يا أخي سبق الجواب - بارك الله فيك - إما سمع بالإسلام أو لم يسمع، إذا سمع بالإسلام ولم يؤمن فهو في النار، إذا لم يسمع فليس في النار، أي لا يحاسب هذا الحساب الذي يحاسب عليه من سمع.
السائل : بارك الله فيك.
الشيخ : لا، لا اسمح لي شوية، لأنه أنا شاعر أنه هو ما أخذ الجواب، ما دام أنه لم يسمع بالرسول - عليه السلام - فهو ليس في النار، فسؤالك الآن شو هو: هل يُحاسب؟ كيف يحاسب وهو لم تبلغه الدعوة؟
السائل : نحن نعلم، أو من خلال قراءة التفاسير أن الطفل الصغير يحاسب.
الشيخ : كيف يحاسب؟
السائل : يمتحن ، في كذا تفسير يعني القرآن والتفاسير أنه الطفل الصغير ، إذا مات طفل غير مبلغ سنتين أو خمس سنوات أو أقل أو أكثر تحت التبليغ، فإنه يمتحن يوم القيامة من الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : وبعد الامتحان شو يكون؟
السائل : يقرر إما جنة أو نار، إذا أطاع أو خالف.
الشيخ : لا، هذا غير صحيح.
السائل : هذا ما قرأت.
الشيخ : لا هذا مو صحيح.
السائل : علمه عند الله.
الشيخ : ما تقرأ معي قوله تعالى ، هذا علمه عند الله ، هذا علم الله في القرآن، شو يقول ربنا عز وجل في القرآن الكريم : (( ألحقنا بهم ذرياتهم ))، من يأتي بالآية قبلها .؟
(( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء )) أين أنت؟ ها هي الآية ، شلون تقول أنت أن الأطفال هؤلاء يحاسبون؟
السائل : نحن قرأنا في تفاسير كثيرة صحيحة ... .
الشيخ : لا، - بارك الله فيك - هذه الآية عندك صريحة.
السائل : الإخوان يشاركونني وقرؤوا الموضوع هذا.
الشيخ : لا ما قرؤوا هذا الموضوع، قرؤوا موضوع ثاني أنا أقول لك عنه ما هو . أطفال المشركين، هذا الموضوع الذي قرأته ، أما أطفال المسلمين (( ألحقنا بهم ذريتهم )) ... .
هذا ما فيه إشكال أبدًا، أطفال المؤمنين ملحقون بآباءهم، حتى في أشياء لها فضيلة كبيرة جدًا جدًا، وما أدري كيف يعين مريت عليها، قال - عليه السلام -: ( ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث ) أي التكليف ( إلا لن تمسه النار إلا تحلة القسم )، وليس هذا فقط يعني أنهم ما يدخلوا النار وهم ملحقون بآبائهم، بل يكونون شفعاء لآبائهم، جاء في صحيح مسلم : ( أن الأطفال الصبيان الغير بالغين يقفون عند باب الجنة يبكون ، فيرسل الله إليهم جبريل - عليه السلام - سلهم ما بهم وهو أعلم ما بهم، ربنا عزَّ وجلّ ، فيأتيهم : ما بالكم؟ قالوا: لا ندخل الجنة إلا وآباءنا معنا، فيقول الله عزَّ وجلّ : أدخلوهم وآباءهم معهم ) وين أنت دخلت لنا إياهم؟ - الإخوة يضحكوا - طول بالك، طول بالك،
البحث الذي قرأته والله أعلم هم أطفال المشركين، فيه ثلاث أقوال لعلماء المسلمين: أطفال المشركين في الجنة وهم خدم أهل الجنة، هذا قول.
القول الثاني: هم يمتحنون في عرصات يوم القيامة كما امتحن آباءهم في الدنيا.
القول الثالث: هم وآباءهم في النار، حتى بهذه المناسبة يروى حديث وأنا أذكره لتحذيري لكم منه، أنه السيدة خديجة - رضي الله عنها وأرضاها - تعلمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تزوجها كانت متزوجة من قبل رجلاً، وخلفت منه أولادًا ، فسألت يومًا الرسول - عليه السلام - عن أولادها من زوجها الأول الذي مات في الجاهلية وماتوا، قال لها - وانتبهوا والحديث غير صحيح - ( إن شئت أسمعتك تباغيهم في النار ) هذا حديث غير صحيح.
السائل : العقل ما يقبل هذا.
الشيخ : معليش، بس العقل ليس هو الحكم، لكن كيف أنت حكمت أكثر من هيك - يضحك الأخوة - أين كنت يا أستاذ؟ أبو إيش يقولوا لك؟
السائل : أبو محمد.
الشيخ : يا أبو محمد أين كنت لما أعطيت ذاك الحكم .؟ ...
ما دام ولد اثنين ثلاثة ماتوا من زوج خديجة الأول، تقول مش معقول، وبعدين عقلت أنه كل أولاد الكفار يكونوا بالنار، هذا الذي مش معقول؟
السائل : أنا قصدت مش معقول الكلام الصحيح أنه هذا لم يرد في أي موضوع آخر مثل هيك، يعني أنه أسمعك النار أو أسمعك الجنة أو أريك ... .
الشيخ : بس تعقل أن أولاد الكفار الذين ما اجترحوا ولا إثم يكونوا في النار كلهم، بتعقل هذا؟!
السائل : مش فيها.
الشيخ : أنت قلت تلك الساعة .
السائل : أنا قلت أني قرأت .
الشيخ : إيه وقرأت وما آمنت.
السائل : مش شرط ... .
الشيخ : معليش الآن ما لنا بهذا الكتاب .
السائل : يعني شيخنا : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) نحن عامة الناس.
الشيخ : وأنا شو عم أسوي الآن؟
السائل : خليك معي، تجد عندنا أهل الذكر أئمة المساجد، يعني تجد إمام هنا تسأله سؤال تروح مسجد ثان وتسأله نفس السؤال، من هنا إجابة وهناك إجابة ... فأنت تسألني وأنا أول مرة أجلس في جلسة مثل هذه.
الشيخ : هذه أنا أعطيك حق فيها، قضية أن هذا تسأله وهذا تسأله أعطيك حق، لكن يا أخي الذي تسألهم ليسوا علماء، مع الأسف ليسوا علماء.
السائل : ممكن أنا لا أعرف أنهم مش علماء، أعرف أنهم أعلم مني.
الشيخ : يمكن أعلم منك، لكنهم ليسوا علماء.
السائل : لكن عامة الناس ... .
الشيخ : المهم يا أبو محمد، خلينا نرجع نكمل حديثنا، أينعم القول الصحيح بالنسبة للأقوال الثلاثة أن الأطفال الصغار المشركين حكمهم حكم المجانين وحكم الشيوخ الخرفانين وحكم أهل الفطرة الذين حكينا عنهم، وهم الذين لم تبلغهم دعوة الرسول - عليه السلام - هؤلاء جاء في الحديث الصحيح أن الله - عزَّ وجلّ - يُرسل إليهم في عرصات يوم القيامة رسولاً، فيأمرهم بأن يلقوا بأنفسهم في النار، وأمامهم النار، فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، تمامًا كما هو الشأن في هذه الحياة، ولكن مع فارق كبير، والفارق هنا يا إخواننا أرجو أن تنتبهوا، يتعلق بالمرسل والمرسل إليهم، المرسل هنا في الدنيا في عنده معجزات، وعنده براهين تتناسب مع حياة المرسل إليهم المادية التي يعيشون فيها، المرسل هناك يأتي أيضًا بعلامة يختبر المرسلون إليه بأنه هذا فعلاً مرسل من رب العالمين، والابتلاء هناك كالابتلاء هنا مع فارق كبير، هنا من يؤمن فسوف يصاب بما جاء في الحديث: ( حُفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) فالذي يريد أن يؤمن بده يحف ويصاب بنار معنوية، أما هناك فنار حقيقية مادية، لكن الرسول الذي يُرسل إليهم يعلمون يقينًا أنه هذا من الله، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، فإذًا لا تكليف قبل بلوغ النذارة، لا تكليف قبل مجيء الرسول أو الدعوة ، وهذا من تمام حكم الله - عزَّ وجلّ - ورحمته بعباده التي أودعها فيما يتعلق بهذا الموضوع في قوله: (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ))، فهؤلاء الصبيان من المشركين ما جاءهم رسول لأنهم بعد ما دخلوا في دائرة التكليف، أولئك الأقوام الذين لم تبلغهم دعوة الرسول، ما جاءهم الرسول ولذلك فربنا لا يعذبهم، هذا قولاً واحدًا، أما يا ترى ماذا يعمل بهم ربنا؟ من كان عنده علم بالحديث الذي ذكرناه آنفًا فجوابه لهم أنه امتحان في عرصات يوم القيامة:
فهذا هو الحق ما به خفاء ... فدعني عن بنيات الطريق .