لماذا نعبد الله ؟ هل طمعاً في الجنة أو خوفاً من النار أو لشيء آخر ؟ قصة الرهط . حفظ
الشيخ : تفضل يا أخي، أبو النظارة صار له زمان يتحرك لسؤال فلا مؤاخذة.
السائل : شيخنا، عدم المؤاخذة، عفوًا، لماذا نعبد الله؟ هل نعبد الله طمعًا في الجنة وخوفًا من النار؟ أم هناك شيء آخر؟ يعني سيء فطري في الإنسان .؟
الشيخ : نعم، يعني أنت سؤالك يدندن ، سؤالك يدندن حول ما يروى عن رابعة العدوية أنها كانت تقول في مناجاتها ، أقول يدندن ما تقصد، يدندن حول هذا، فيه فرق بين الذي تقصده وبين الذي يدندن حوله السؤال، ما عبدتك طمعًا في جنتك ولا خوفًا من نارك، وإنما عبدتك لأنك تستحق العبادة، الحقيقة أن هذه المسألة التي جاءت في هذه الكلمة التي تروى عن رابعة العدوية، ولا يهمني صح ذلك عنها أو لم يصح و لأني أنا أنظر إلى المقول، ولا أنظر إلى من قال ، هذه الكلمة خلاف الطبيعة البشرية، وخلاف ما ظننت أنه الفطرة، يعني الإنسان يعبد الله على خلاف مذهب رابعة إن صح نسبة القول إليها، يعبد الله طمعًا رغبًا ورهبًا، وهذا مما وصف الله به عباده في القرآن الكريم، ولا يمكن للبشر أن يتجرد عن الخوف من شيء عظيم رهيب مخيف، لا يمكن إلا إذا أُخرج عن طور البشرية، ونحن نتكلم عن البشر ، فانظر مثلاً موسى كليم الله - تبارك وتعالى - حينما جمعه الله مع سحرة فرعون، وإذا بالسحرة يأتون بسحرهم فإذا سحرهم يأخذ بألباب الناس الحاضرين ومنهم موسى، الذي قال عنه رب العالمين في صريح القرآن الكريم: (( فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى )) فموسى خاف من سحر السحرة وهو باطل، لكن الخوف طبيعة الإنسان، ولذلك إذا كان الإنسان يخاف من سبع، من أسد، من ضبع، من سحر ساحر وما شابه ذلك، فكيف لا يخاف من عذاب رب العالمين؟! وكيف لا يطمع فيما عند الله من نعيم مقيم؟! لا يمكن الإنسان أن يتجرد من هذا الشيء إطلاقًا، فهو يعبد الله طمعًا في جنته ورهبة من ناره، ولذلك جاء وصف الرسول - عليه السلام - لنفسه حينما ذكر لهم شيئًا لا يحضرني الآن، قال قائل منهم : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه غير قصة أنس بن مالك والرهط، فقال - عليه السلام - : ( والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم لله ) فإذًا هو يخشى الله، فكيف نتصور إنسانا يعبد الله ولا يخشاه، هذا مستحيل، الآن قل ما في نفسك.
السائل : هو يخشاه ويطمع في جنته، لكن الكون كله يسبح بحمد الله ويعبد الله، فهل الكون كله يطمع في جنة الله ويعبد لله ، وهناك جماد وهناك حيوان؟
الشيخ : لا، هذا سؤال ثاني، أنت عم تقول عن الكون - يضحك الشيخ رحمه الله - أنت عم تحكي عن عبد من عباد الله، هل يعبد الله لأنه يستحق العبادة، أم يعبده طمعًا في جنته وخوفًا من ناره، أنا ذكرت ما عندي، فإيش بقي عندك؟
السائل : أنا بقي عندي أنه أنا أخاف الله وأطمع في جنته، وأشعر بدافع أنه حب لعبادته، فإذا سجدت أريد أن أسجد ثانية.
الشيخ : جميل جدًا.
السائل : هذا هو القصد الذي أعنيه ، يعني هنالك دافع في الإنسان فطرة ... .
الشيخ : معليش يا أخي! لكن هذا الدافع الذي تشعر في نفسك لو لم تكن نفسك مشبعة بالخوف من ربك والطمع في جنتك، كنت تشعر بهذا الشعور؟
السائل : ... .
الشيخ : لذلك لابد أن أذكر الآن قصة الرهط، وفيها شيء مما يدندن أو يقترب من الدندنة حول هذا الدافع الذي أنت تتحدث عنه، ولكن لا حجة فيه، جاء رهط إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يجدوه، وجدوا أهله نساءه ، فسألوهن عن عبادة الرسول - عليه السلام - عن قيامه في الليل، وصيامه في النهار، وقربانه من النساء؟ فقلن : إنه - عليه السلام - يقوم الليل وينام، هم كانوا يتصورون يقوم الليل كله - سمعوا خلاف ما تصوروا سيد البشر - يقوم وينام عجيبة هذه، ويصوم ويفطر، كمان كانوا يتصورون أنه صائم الدهر، وأيضا يأتي النساء، قال أنس: " فتقالوها " أي وجدوا عبادة الرسول يقوم الليل وينام، ويصوم ويفطر، ويأتي النساء، هذا قليل بالنسبة للرسول - عليه السلام - هذا حسب تصورهم، لكن عادوا يُعللون لماذا الرسول مقتصد في عبادته، لماذا يفطر ولا يصوم الدهر، وليش ينام وما يقوم الليل كله، وشو بدو بالنساء، بعض العلماء يقولوا: " ضاع العلم بين أفخاذ النساء " قالوا هذا رسول الله، هم يسألوا وهم يجاوبوا، قالوا : هذا رسول الله، قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، هذا الجواب خطير جدًا، لولا أنها هفوة يكفر صاحبها، هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كأنهم يقولون ليش الرسول يتعب حاله، يقوم الليل كله، ويصوم الدهر كله، ويترهب وما يقضي شهوته مع النساء، لماذا؟ أولاً: الله غفر له: (( إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) حط رجليه بماء بارد، وانتهى الأمر، ليش يتعب حاله؟! أما نحن - وهم يقولوا عن أنفسهم - لازم بقي نجتهد في عبادة الله، حتى يغفر الله لنا، قال أحدهم : أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، قال الثاني: أنا أقوم الليل ولا أنام، قال الثالث: أنا لا أتزوج النساء، انصرفوا متعاهدين على هذا ... .
السائل : شيخنا، عدم المؤاخذة، عفوًا، لماذا نعبد الله؟ هل نعبد الله طمعًا في الجنة وخوفًا من النار؟ أم هناك شيء آخر؟ يعني سيء فطري في الإنسان .؟
الشيخ : نعم، يعني أنت سؤالك يدندن ، سؤالك يدندن حول ما يروى عن رابعة العدوية أنها كانت تقول في مناجاتها ، أقول يدندن ما تقصد، يدندن حول هذا، فيه فرق بين الذي تقصده وبين الذي يدندن حوله السؤال، ما عبدتك طمعًا في جنتك ولا خوفًا من نارك، وإنما عبدتك لأنك تستحق العبادة، الحقيقة أن هذه المسألة التي جاءت في هذه الكلمة التي تروى عن رابعة العدوية، ولا يهمني صح ذلك عنها أو لم يصح و لأني أنا أنظر إلى المقول، ولا أنظر إلى من قال ، هذه الكلمة خلاف الطبيعة البشرية، وخلاف ما ظننت أنه الفطرة، يعني الإنسان يعبد الله على خلاف مذهب رابعة إن صح نسبة القول إليها، يعبد الله طمعًا رغبًا ورهبًا، وهذا مما وصف الله به عباده في القرآن الكريم، ولا يمكن للبشر أن يتجرد عن الخوف من شيء عظيم رهيب مخيف، لا يمكن إلا إذا أُخرج عن طور البشرية، ونحن نتكلم عن البشر ، فانظر مثلاً موسى كليم الله - تبارك وتعالى - حينما جمعه الله مع سحرة فرعون، وإذا بالسحرة يأتون بسحرهم فإذا سحرهم يأخذ بألباب الناس الحاضرين ومنهم موسى، الذي قال عنه رب العالمين في صريح القرآن الكريم: (( فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى )) فموسى خاف من سحر السحرة وهو باطل، لكن الخوف طبيعة الإنسان، ولذلك إذا كان الإنسان يخاف من سبع، من أسد، من ضبع، من سحر ساحر وما شابه ذلك، فكيف لا يخاف من عذاب رب العالمين؟! وكيف لا يطمع فيما عند الله من نعيم مقيم؟! لا يمكن الإنسان أن يتجرد من هذا الشيء إطلاقًا، فهو يعبد الله طمعًا في جنته ورهبة من ناره، ولذلك جاء وصف الرسول - عليه السلام - لنفسه حينما ذكر لهم شيئًا لا يحضرني الآن، قال قائل منهم : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه غير قصة أنس بن مالك والرهط، فقال - عليه السلام - : ( والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم لله ) فإذًا هو يخشى الله، فكيف نتصور إنسانا يعبد الله ولا يخشاه، هذا مستحيل، الآن قل ما في نفسك.
السائل : هو يخشاه ويطمع في جنته، لكن الكون كله يسبح بحمد الله ويعبد الله، فهل الكون كله يطمع في جنة الله ويعبد لله ، وهناك جماد وهناك حيوان؟
الشيخ : لا، هذا سؤال ثاني، أنت عم تقول عن الكون - يضحك الشيخ رحمه الله - أنت عم تحكي عن عبد من عباد الله، هل يعبد الله لأنه يستحق العبادة، أم يعبده طمعًا في جنته وخوفًا من ناره، أنا ذكرت ما عندي، فإيش بقي عندك؟
السائل : أنا بقي عندي أنه أنا أخاف الله وأطمع في جنته، وأشعر بدافع أنه حب لعبادته، فإذا سجدت أريد أن أسجد ثانية.
الشيخ : جميل جدًا.
السائل : هذا هو القصد الذي أعنيه ، يعني هنالك دافع في الإنسان فطرة ... .
الشيخ : معليش يا أخي! لكن هذا الدافع الذي تشعر في نفسك لو لم تكن نفسك مشبعة بالخوف من ربك والطمع في جنتك، كنت تشعر بهذا الشعور؟
السائل : ... .
الشيخ : لذلك لابد أن أذكر الآن قصة الرهط، وفيها شيء مما يدندن أو يقترب من الدندنة حول هذا الدافع الذي أنت تتحدث عنه، ولكن لا حجة فيه، جاء رهط إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يجدوه، وجدوا أهله نساءه ، فسألوهن عن عبادة الرسول - عليه السلام - عن قيامه في الليل، وصيامه في النهار، وقربانه من النساء؟ فقلن : إنه - عليه السلام - يقوم الليل وينام، هم كانوا يتصورون يقوم الليل كله - سمعوا خلاف ما تصوروا سيد البشر - يقوم وينام عجيبة هذه، ويصوم ويفطر، كمان كانوا يتصورون أنه صائم الدهر، وأيضا يأتي النساء، قال أنس: " فتقالوها " أي وجدوا عبادة الرسول يقوم الليل وينام، ويصوم ويفطر، ويأتي النساء، هذا قليل بالنسبة للرسول - عليه السلام - هذا حسب تصورهم، لكن عادوا يُعللون لماذا الرسول مقتصد في عبادته، لماذا يفطر ولا يصوم الدهر، وليش ينام وما يقوم الليل كله، وشو بدو بالنساء، بعض العلماء يقولوا: " ضاع العلم بين أفخاذ النساء " قالوا هذا رسول الله، هم يسألوا وهم يجاوبوا، قالوا : هذا رسول الله، قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، هذا الجواب خطير جدًا، لولا أنها هفوة يكفر صاحبها، هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كأنهم يقولون ليش الرسول يتعب حاله، يقوم الليل كله، ويصوم الدهر كله، ويترهب وما يقضي شهوته مع النساء، لماذا؟ أولاً: الله غفر له: (( إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) حط رجليه بماء بارد، وانتهى الأمر، ليش يتعب حاله؟! أما نحن - وهم يقولوا عن أنفسهم - لازم بقي نجتهد في عبادة الله، حتى يغفر الله لنا، قال أحدهم : أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، قال الثاني: أنا أقوم الليل ولا أنام، قال الثالث: أنا لا أتزوج النساء، انصرفوا متعاهدين على هذا ... .