تقسيم الأسباب التي شرعها الله إلى أسباب مادية وأسباب شرعية . حفظ
الشيخ : هنا في ملاحظة مهمة جدا وقل من يتنبه لها، وهي أن الأسباب التي شرعها الله عز وجل لمسببات تنقسم إلى قسمين أسباب مادية يشترك في معرفتها المسلم الصالح والطالح وبل المسلم والكافر كلاهما ...
أحكي مع الإخوان هنا في مسألة الأسباب أذكر هنا بأن كثير من الناس لا يتنبهون بهذا التقسيم الذي استفدناه من السنة الصحيحة، وهي أن من الأسباب تنقسم كما هو معلوم في الجملة إلى قسمين اثنين : أسباب مادية يشترك في معرفتها المسلم الصالح والطالح بل يشترك في معرفتها المؤمن والكافر، بل لعل الكافر اليوم أعرف بالأسباب المادية من المؤمنين ، أما القسم الثاني من الأسباب : فهي التي يتفرد بمعرفتها أفراد قليلون جدا من المؤمنين ومثل هذه مثال أبعد ما تكون عن الكافرين وهي الأسباب الشرعية المعنوية، فكنا في صدد الحديث عن الكسب الحرام ، وأنه من الأسباب التي تؤثر في حياة الإنسان تأثيرا معنويا لا يشعر به كثير من المسلمين من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام ( كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ) ويكتسب مالا حراما وهو لا يشعر أن هذا المال الحرام يفسد عليه أخلاقه وتربيته لنفسه ثم لمن يرميه به كما يفسد عليه حياته المادية إذا لم يأخذ بالأسباب فكلاهما سواء، وينتج من وراء ذلك أمر خطير جدا أشار إليه الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المروي في صحيح مسلم ( إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ تَعَالَى : (( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا )) ثُمَّ ذَكَرَ عليه الصلاةوالسلام الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ! يَا رَبِّ! مأكله حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى لذلك ) لأسباب التي تحول أن يكون مأكله ومشربه وملبسه وكل شيء حوله من حرام، ولذلك ينبغي على كل المسلم أن يكون بعيدا جدا عن الأسباب الشرعية التي تمرض بالمسلم في سلوكه في أخلاقه، ويبنغي أن يكون أحرص في التمسك بهذه الأسباب من حرصه على التمسك بالأسباب التي يحافظ به على صحته بدنيا، لأن النواحي البدنية أهم طبعا من النواحي المادية، وهذه ذكرى تنفع المؤمنين إن شاء الله .