أنواع الإيثار ومثال ذلك التنازل عن الصف الأول للغير . حفظ
الشيخ : ... إلى أن هذا التزاحم على التقدم في الصفوف كما رأيت أخانا أبا عبد الله هذا يذكرني بأن كثيرا من إخوانه عندهم أنانية لكن ترى هذه الأنانية مشروعة أو غير مشروعة هذا الذي ينبغي لفت النظر إليه عندهم أنانية في الخير فهم لا يطبقون ظاهر وأعني ما أقول لا يطبقون ظاهر قوله تعالى (( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )) فترى خصاصة ظاهر هذه الآية يعمل بها كثير من الناس وليس هذا الظاهر بمراد منها لأن الإيثار ينقسم إلى قسمين إيثار في العبادة وفي الطاعة وإيثار في أمور الدنيا. فالإيثار المذكور في الآية هو في أمور الدنيا في الطعام والشراب ونحو ذلك أما في العبادة والطاعة فالعكس من ظاهر الآية لا يشرع في ذلك الإيثار وهذا كثيرا ما يقع في الصف الأول والثاني في الصلاة فتجد الرجل في الصف الأول فينظر خلفه فيجد مثلا رجلا أكبر سنا منه فيتأخر ويقدمه لا لأنه ممن عناهم قوله عليه الصلاة والسلام ( ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ) وإنما لأنه كبير السن صاحبه صديقه فيؤثره بفضل الصف الأول هذا خطأ وعلى ذلك فقس فالإيثار في الطاعات والعبادات هذا مكروه شرعا أما الإيثار المذكور في الآية السابقة فهو في الطعام والشراب ونحو ذلك ما الأمور العاديات وهذا ما أردت التذكير بهذه في تلك المناسبة. ولذلك نستطيع أن نقول في ذلك فليتنافس المتنافسون .