كلام الشيخ عن الأحاديث التي تحرم التصوير وأنها عامة تشمل الصورة التي لها ظل والتي لا ظل لها . حفظ
السائل : الحمد لله الذي خلقنا من عدم بقدرته ورزقنا بقيوميته واستخلفنا في هذا الوجود بطاعته وعبادته وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وعلى أصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم برحمته إنه نعم المولى ونعم النصير أما بعد فلقد سبق وأن أعطيتك ورقة فيها سبعة أسئلة كلفت بحملها إليك من المدينة المنورة للإجابة عليها ضمن شريط ثم اتصل بي قبل ثلاثة أيام لأن أسأل سؤال الآتي بالإضافة للأسئلة التي أعطيتك إياها يقول الأخ الآن بالنسبة للفيديو والأشرطة والتصوير الذي يتم داخل المساجد يريد أن يعرفوا ما حكم هذا الفعل الآن المحدث وأن تسلط الأضواء عليه بما يفتح الله عليك ؟
الشيخ : لقد تكلمت كثيرا حول هذا الموضوع بالذات وهو جزء من ما يتعلق بالموضوع العام ألا وهو التصوير والمسلمون والحمد لله قد اتفقوا جميعا على أن أصل التصوير محرم بأدلة صريحة من السنة الصحيحة التي يمكننا أن نطلق عليها أنها أجمعت على تحريم التصوير وأن هذا التحريم أمر مقطوع به بكثرة الأحاديث التي تناولته فصار أمرا ثابتا بالقطع إلا أن هؤلاء المسلمين منذ القديم وإلى اليوم وكما قال رب العالمين تبارك وتعالى في القرآن الكريم (( ولا يزالون مختلفين إلا ما رحم ربك )) ولا شك أن هذه الآية لا تعني مطلقا أنه على المسلم أن يرضى بهذا الخلاف ما دام أنه لا بد منه لأن المقصود من مثل هذا النص تماما كما هو المقصود من نص سابق حينما تحدثنا عن بيع التقسيط وذكرنا قوله عليه السلام ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) لا يعني الرسول عليه السلام بهذا الحديثي مجرد الإخبار وإنما يعني التحذير بهذا الذي سيقع كذلك قوله تعالى (( ولا يزالون مختلفين إلا ما رحم ربك )) لا يعني بهذا الإخبار الرضا بهذا الاختلاف وإنما يخبرنا بأن هذا الاختلاف واقع فانج أيها المسلم من ان تكون عاملا في تحقيق وفي إيجاد مثل هذا الاختلاف وفي اعتقادي أن على كل طالب علم أن يربط بين هذه الآية ليتفهمها فهما صحيحا وبين حديث الفرق الثلاثة والسبعين فكلنا يعلم قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) هذا هو الافتراق وهذا هو الاختلاف المنصوص في الآية فهل وقف الرسول عليه السلام في هذا الحديث عند قوله ( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) فقط أم قال مبينا موضحا بما يجب على المسلم أن يكون عليه في زمن هذا الافتراق وهذا الاختلاف قال ( كلها في النار إلا واحدة ) قالوا " من هي يا رسول الله " قال ( هي التي ما أنا عليه وأصحابي ) إذا فالآية هذه تنبئ أن الخلاف سيقع وأن على المسلم أن ينجو من هذا الخلااف باتباع السنة الصحيحة التي جاء بها رسول الله صى الله عليه وآله وسلم فوقع الاختلاف في الصور قديما من جوانب عديدة المهم الآن أنهم اختلفوا على قولين منهم من قال وهو الحق أن الأحاديث التي جاءت في تحريم الصور وفي لعن المصورين تشمل سواء كانت الصورة مجسمة بعبارة أخرى لها ظل أو كان ليست مجسمة لا ظل لها أي لا فرق بين صنم تمثال حجر خشب ونحو ذلك وبين صورة تصور على الجدار على الورق على الستار ونحو ذلك سواء إذا الصورة كانت مجسمة أو غير مجسمة هذا أحد القولين وهو الصحيح لعموم الأحاديث التي وردت في النهي عن التصوير وفي لعن المصورين القول الثاني قال المقصود بهذه الأحاديث فقط الصور المجسمة والمصورين الذين يصورون هذه الصور المجسمة أما صورة كما قلنا على الجدار على السّتار على الورق فهذا لا يشمله تلك الأحاديث هذا كان يومئذ للسبب الذي قلناه آنفا أن بعض الأحاديث ترد عند بعض العلماء ولا ترد عند آخرين ولذلك فحجة الله تبارك وتعالى قائمة اليوم على أهل العلم قاطبة إذا اتقوا ربهم عز وجل لأن السنة مجموعة موجودة الأحاديث في كتب يعني سهلة التناول من هذه الأحاديث التي تبطل تأويل الأحاديث وحملها على الصور المجسمة حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها الذي أخرجه البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان غائبا في سفر فلما أقبل تهيأت له السيدة عائشة وكان من تهيئها لاستقبالها حبيبها وزوجها ونبيها أن وضعت ستارة عليها تماثيل ولما أراد الرسول أن يدخل وقف فسارعت إليه قالت " يا رسول الله إن كنت أذنبت فإني أستغفر الله " قال لها ( ما هذا القرام ؟ ) قالت " يا رسول الله قرام اشتريته لك " يعني أتزين لاستقبالك فقال عليه الصلاة والسلام وهنا الشاهد ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة هؤلاء المصورون يقال لهم أحيوا ما خلقتم ) هؤلاء المصورون هذه الصورة ما كانت مجسمة ما كانت صنما لها ظل وإنما كانت صورة إما مطرزة وإما مدهونة بدهان كما ترون اليوم هذه الأنواع من الثياب وقد تفننوا كثيرا في تصوير الصور وطبعها ... بحيث لا تزول ولو بأقوى المزيلات الله أكبر فإذا لما قال الرسول عليه السلام ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة هؤلاء المصورون يقال لهم أحيوا ما خلقتم ) إذا تلك الأحاديث التي أشرنا إليها آنفا تعني كل صورة سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة هذه مقدمة لا بد منها بين يدي الإجابة عن السؤال المطروح آنفا.
الشيخ : لقد تكلمت كثيرا حول هذا الموضوع بالذات وهو جزء من ما يتعلق بالموضوع العام ألا وهو التصوير والمسلمون والحمد لله قد اتفقوا جميعا على أن أصل التصوير محرم بأدلة صريحة من السنة الصحيحة التي يمكننا أن نطلق عليها أنها أجمعت على تحريم التصوير وأن هذا التحريم أمر مقطوع به بكثرة الأحاديث التي تناولته فصار أمرا ثابتا بالقطع إلا أن هؤلاء المسلمين منذ القديم وإلى اليوم وكما قال رب العالمين تبارك وتعالى في القرآن الكريم (( ولا يزالون مختلفين إلا ما رحم ربك )) ولا شك أن هذه الآية لا تعني مطلقا أنه على المسلم أن يرضى بهذا الخلاف ما دام أنه لا بد منه لأن المقصود من مثل هذا النص تماما كما هو المقصود من نص سابق حينما تحدثنا عن بيع التقسيط وذكرنا قوله عليه السلام ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ) لا يعني الرسول عليه السلام بهذا الحديثي مجرد الإخبار وإنما يعني التحذير بهذا الذي سيقع كذلك قوله تعالى (( ولا يزالون مختلفين إلا ما رحم ربك )) لا يعني بهذا الإخبار الرضا بهذا الاختلاف وإنما يخبرنا بأن هذا الاختلاف واقع فانج أيها المسلم من ان تكون عاملا في تحقيق وفي إيجاد مثل هذا الاختلاف وفي اعتقادي أن على كل طالب علم أن يربط بين هذه الآية ليتفهمها فهما صحيحا وبين حديث الفرق الثلاثة والسبعين فكلنا يعلم قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) هذا هو الافتراق وهذا هو الاختلاف المنصوص في الآية فهل وقف الرسول عليه السلام في هذا الحديث عند قوله ( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) فقط أم قال مبينا موضحا بما يجب على المسلم أن يكون عليه في زمن هذا الافتراق وهذا الاختلاف قال ( كلها في النار إلا واحدة ) قالوا " من هي يا رسول الله " قال ( هي التي ما أنا عليه وأصحابي ) إذا فالآية هذه تنبئ أن الخلاف سيقع وأن على المسلم أن ينجو من هذا الخلااف باتباع السنة الصحيحة التي جاء بها رسول الله صى الله عليه وآله وسلم فوقع الاختلاف في الصور قديما من جوانب عديدة المهم الآن أنهم اختلفوا على قولين منهم من قال وهو الحق أن الأحاديث التي جاءت في تحريم الصور وفي لعن المصورين تشمل سواء كانت الصورة مجسمة بعبارة أخرى لها ظل أو كان ليست مجسمة لا ظل لها أي لا فرق بين صنم تمثال حجر خشب ونحو ذلك وبين صورة تصور على الجدار على الورق على الستار ونحو ذلك سواء إذا الصورة كانت مجسمة أو غير مجسمة هذا أحد القولين وهو الصحيح لعموم الأحاديث التي وردت في النهي عن التصوير وفي لعن المصورين القول الثاني قال المقصود بهذه الأحاديث فقط الصور المجسمة والمصورين الذين يصورون هذه الصور المجسمة أما صورة كما قلنا على الجدار على السّتار على الورق فهذا لا يشمله تلك الأحاديث هذا كان يومئذ للسبب الذي قلناه آنفا أن بعض الأحاديث ترد عند بعض العلماء ولا ترد عند آخرين ولذلك فحجة الله تبارك وتعالى قائمة اليوم على أهل العلم قاطبة إذا اتقوا ربهم عز وجل لأن السنة مجموعة موجودة الأحاديث في كتب يعني سهلة التناول من هذه الأحاديث التي تبطل تأويل الأحاديث وحملها على الصور المجسمة حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها الذي أخرجه البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان غائبا في سفر فلما أقبل تهيأت له السيدة عائشة وكان من تهيئها لاستقبالها حبيبها وزوجها ونبيها أن وضعت ستارة عليها تماثيل ولما أراد الرسول أن يدخل وقف فسارعت إليه قالت " يا رسول الله إن كنت أذنبت فإني أستغفر الله " قال لها ( ما هذا القرام ؟ ) قالت " يا رسول الله قرام اشتريته لك " يعني أتزين لاستقبالك فقال عليه الصلاة والسلام وهنا الشاهد ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة هؤلاء المصورون يقال لهم أحيوا ما خلقتم ) هؤلاء المصورون هذه الصورة ما كانت مجسمة ما كانت صنما لها ظل وإنما كانت صورة إما مطرزة وإما مدهونة بدهان كما ترون اليوم هذه الأنواع من الثياب وقد تفننوا كثيرا في تصوير الصور وطبعها ... بحيث لا تزول ولو بأقوى المزيلات الله أكبر فإذا لما قال الرسول عليه السلام ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة هؤلاء المصورون يقال لهم أحيوا ما خلقتم ) إذا تلك الأحاديث التي أشرنا إليها آنفا تعني كل صورة سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة هذه مقدمة لا بد منها بين يدي الإجابة عن السؤال المطروح آنفا.