مواصلة الكلام على التصوير وما ابتليت به هذه الأمة من الآلات الحديثة للتصوير وأنها تدخل في معنى التصوير مع الكلام على فتوى مفتي الأزهر الشريف الذي يجيز التصوير بهذه الآلة . حفظ
الشيخ : في هذا الزمن ومنذ تقريبا أكثر من نصف قرن من الزمان حينما بدأت تنتشر بين المسلمين الآلات الحديثة التي تسمى بالكاميرا فحدث في العالم الإسلامي آلة تنتج الصورة بأوضح معالمها بطريقة كبس وضغط على زر وإذا بالصورة تطبع على ورق لا شك أن الإسلام يعالج كل أمر يحدث ويعطي له حكما ولكن من الذي يستطيع أن يصدر حكما شرعيا على كل ما يحدث مما يمك أن يقال فيه جائز أو غير جائز هنا حقيقة لا بد من لفت النظر إليها لا يستطيع إصدار الحكم الشرعي في كل ما يحدث على مر الزمان والسنين إلا من كان فقيها ليس بالمعنى المصطلح عليه يعني فقيه في المذهب الحنفي وفي المذهب المالكي أو الشافعي أو الحنبلي فضلا عن المذاهب الأخرى الشيعة والزيدية والإباضية ونحوها لا ليس هذا هو الفقيه الذي يتمكن من أن يعطي حكما لأي أمر يحدث لأنه سوف يصدر حكما قائما على قواعد مذهبين وليست على قواعد شرعية قرآنية أو حديثية الفقيه هو الذي أراده الرسول عليه السلام في حديثه المشهور في البخاري ومسلم ( من يرد الله يه خيرا يفقهه في الدين ) الآن لو وقفنا عند هذه الكلمة الدين ما هو ؟ الدين قال الله قال رسول الله (( إن الدين عند الله الإسلام )) (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) فإذا الفقه الذي ذكره الرسول عليه السلام في هذا الحديث هو الفقه في الدين الذي هو ليس أكثر مكن كلام الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك فمن لم يكن متفقها في الكتاب وفي الحديث فهذا لا يستطيع أن يعطي حكما شرعيا صحيحا طرح أول ما طرح فيما بدأ ... السؤال حول الصور الفوتوغرافية بالكاميرا وجه إلى مفتي مصر يومئذ وكانت الصولة والدولة العلمية يومئذ لمصر لأن الحقيقة هي عريقة بالأزهر دراسة الشريعة الإسلامية أكثر من أي بلد إسلامي آخر ولذلك فالمصريون وخصوصا في أزهرهم توارثوا هذه المنزلة ووجه السؤال إلى مفتي مصر يومئذ المعروف بالشيخ بخيت فكان منه أن أجاب بأن هذه الصور الفوتوغرافية هي جائزة وبتعليلات عجيبة جدا لم ينح مطلقا إلى أن يدرس الأحاديث التي جاءت في التصوير ومراعاة ما دلت عليه هذه الأحاديث من الحكمة أو الغاية من تحريم الشارع الحكيم لهذه الصور وإنما فلسف الموضوع فلسفة علمية مادية جامدة فقال إن هذا ليس تصويرا هذا عبارة عن حبس الظل في هذه الورقة وتعرض بشيء من التفصيل بطبيعة الحال أنا لست مصورا ولا أستطيع أن آتي بالتفصيل وليس ذلك بالمهم لكن المهم في الموضوع أنه أباح هذا التصوير بزعم أنه لا يخرج عن كونه فيه حبس الظل وأن هذا الحبس هو من قوانين الإله في هذا الكون وليس للإنسان فيه كسب هنا بقى تظهر المكابرة وتظهر أن المقصود هو يعني هو يعني بزعمهم التيسير على الناس وعدم التضييق والتحجير عليهم حيث يقول بأن هذا ليس من عمل الإنسان فهو يتناسى حقائق لا يمكن للإنسان أن يجهلها الحقيقة الأولى من الذي صنع هذا الجهاز رب العالمين كما خلق الشمس والقمر وأوجد بواسطة الشمس الظل كذلك رب العالمين خلق هذه الآلة ؟ الجواب لا إنما تكونت هناك جهود مستمرة ومتتالية من هؤلاء الكفار حتى أوجدوا هذه الآلة وأخيرا حينما يريد المصور أن يصور بهذه الآلة هل الآلة يضعها هكذا فهي تصور أم لا بد من شيئين بل أشياء معروفة أن يوجه الجهاز إلى ما يريد تصويره والأمر الثاني لا بد من كبس ومن ضغط على زر تجاهل هذه الحقائق مع الأسف والناس أكثر الناس كما قال رب العالمين بحق (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) (( لا يعقلون )) وشاعت هذه الفتوى وتبناه طلاب الأزهر وأساتذة الأزهر ودكاترة الأزهر وجمعتني مصادفات وظروف كثيرة مع بعضهم وهم يحتجون بفتوى مفتى مصر في زمانه الشيخ بخيت أذكر جيدا أنه جرت بيني وبين أحد كبار الإخوان المسلمين المصريين قديما مناقشة حول هذه القضية يحتج بنحو ما ذكرت لكم نقلا عن بخيت قلت له أرأيت اليوم هناك معامل ومصانع ضخمة جدا بكبسة زر بضغط على زر تخرج أصناما في دقيقة وحدة بالعشرات بل بالمئات وهذا تعرفونه الأصنام مثلا كالدمى تبع الأطفال الصغار بل فيه أصنام من رخام من معدن تمثل امرأة رقاصة مثلا وبجانبها كلب ونحو ذلك هذه كلها صبت صبا بهذه الأجهزة أرأيت إن هذا ليس فيه إلا كبسة أخت الكبسة هل ترى هذه الأصنام جائزة ؟ فبهت الرجل وما وسعه إلا أن يقول لا هذا ما يجوز قلت لم ؟ قال لأن هذا مجسم لكن أتيته من نفس الباب الذي هو أتاني قلت له هذا صحيح مجسم لكن هذا بالآلة وليس بالنحت ... ومطرقة و و و إلى آخره سكت الرجل وأقل شيء أفحم .
ومضى على العالم الإسلامي أكثره يتبنى هذه الفتوى التي فيها استباحة ما يدخل في عموم النص هنا الآن أعود إلى الفقه من الأحاديث هذا الذي يصور بهذا الجهاز ما اسمه لغة مصور فالرسول يقول ( كل مصور في النار ) لماذا نخالف إذا هذه الكلية بمثل هذه التعليلات العقلية المنطقية والتي ... بها نفس متبنيها في ما يتعلق بالصور الفوتوغرافية التي لا ظل لها ( كل مصور في النار ) كلية هذا مصور من صور صورة هذه الصورة لا يمكن أن يقال لها إلا صورة إذا عطلت دلالات هذه النصوص العامة والتي يتفق علماء الأصول على أنه يجب إعمال النص العام إلا إذا دخله مخصص وليس هناك مخصص بطبيعة الحال فإذا هذا التصوير دخل في عموم تلك النصوص فسواء إذا صورت الصورة بالقلم بالريشة بالدهان هذا الجهاز الذي وفر على المصورين أتعاب وأزمان كثيرة