هل هناك تعارض بين قوله تعالى (( خذوا زينتكم عند كل مسجد )) والنهي عن الترجل إلا غبا؟ حفظ
السائل : ... بالآية (( خذوا زينتكم عند كل مسجد )) هلا نحن مأمورون أن نصلي في المسجد خمسة أوقات لما بدو الواحد يأخذ زينته عند كل زيارة للمسجد معناه يظل طول النهار.
الشيخ : هذه تناسب المسألة أخوك بقى أبو عدنان الذي يدخل في المسجد يمكن أنه بنطلونه مزفت أو مغبر أو ما شابه ذلك فحينئذ نقول له خذ زينتك عند المسجد أولا يجب أن نتذكر هنا حقيقتين اثنتين ، الحقيقة الأولى أن المقصود بالآية أصالة هو ستر العورة المقصود بالآية أصلا سترة العورة لأنها نزلت في تأديب العرب الذين كانوا يطوفون عراة حول الكعبة بفلسفة منطقية عقليلة سخيفة جدا كانوا يقولون نحن لا ينبغي أن نطوف حول بيت الله بثياب قد عصينا الله فيها لذلك ربي كما خلقتني حتى المرأة كانت إذا قدمت وأرادت أن تطوف خلعت ثيابها ووضعت يديها هكذا وهي تطوف وتنشد وتقول :
" اليوم يبدو بعضه أو كله *** وما بدا منه فلا أحله " .
غمضوا عيونكم بقى يا رجال ! سخافة متناهية فأنزل الله عز وجل هذه الآية (( خذوا زينتكم عند كل مسجد )) أي استروا عوراتكم ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم بحكم كونه مبينا للقرآن بنص القرآن (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) وسع معنى هذه الزينة فقال عليه الصلاة والسلام ( إذا صلى أحدكم فليرتد وليتزر - أو قال فليتزر وليرتد - فإن الله أحق أن يتزين له )، ثم جاء في السنة تفصيل لهذا الأمر قال ( من كان له إزار ورداء فليتزر وليرتد فإن الله أحق أن يتزين له ) ( من كان له ) جاء سؤال ربما بمثل هذه المناسبة وحينئذ يكون السؤال مستهجنا كما أقول أنا لبعض الناس يا أخي هذا سؤالك مأخوذ من الكلام السابق أو يكون السؤال الذي جاء وسأذكره جاء في مجلس آخر قال عليه السلام ( من كان له إزار ورداء ) مفهومه من ليس له فليس له ذلك ، فأريد أن أقول جاء سؤال قال يا رسول الله أيصلي أحدنا في ثوب واحد؟ هذا جواب مفهوم ضمنا بمفهوم المخالفة كما يقول الفقهاء من كان له إزار ورداء الذي ما له إزار ورداء فالثوب الذي عنده يتزر فيه ويستر العورة التي هي عورة في الصلاة وخارج الصلاة لكن جاء هذا السؤال إما من إنسان غافل ما يعرف يفهم من قول الرسول ( من كان ) أو في مناسبة أخرى لم يذكر الرسول عليه السلام هذا الحديث قال السائل أيصلي أحدنا في ثوب واحد فقال عليه الصلاة والسلام ( أوكلكم يجد ثوبين؟ ) أيضا هذا الكلام لا يقال اليوم في هذا الزمان ما شاء الله تلاقي رجل فقير لابس أحسن من غني أحيانا أه ، ما عاد فيه الفقر الشديد المدقع الذي ما يلاقي شو يستر بدنه أعلى وأدنى هذا الذي ما يقدر يلاقي غدا وعشاء في يوم و احد وين وين كانت أحوالهم غير أحوالنا ثم فتح الله عليهم البلاد والأموال بينما سكرها علينا اليوم كل ذلك بسبب تمسكهم في دينهم ، كان الجواب ( أو كلكم يجد ثوبين؟ ) جاء تفصيل قال عليه الصلاة والسلام ( من كان له ثوب واحد فإن كان واسعا فليتوشح به أو ليلتحف به وإذا كان ضيقا فليأتزر به ) لماذا يلتحف بدو يستر قسمه الأعلى أي من تمام الزينة بل قال عليه الصلاة والسلام ( لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ) أنتم تشوفون الناس اليوم كم ربنا موسع عليهم تلاقي كسلا منه لابس قميص ... ويصلي ليش ساتر العورة ما يدري هذا المسكين أنه بالنسبة لصلاته فيه عورة ثانية وهي القسم الأعلى من البدن لازم يرتدي مو قال الرسول ( من كان له إزار ورداء فليتزر وليرتد فإن الله أحق أن يتزين له ) في حديث عن ابن عمر أو رواية في هذا الحديث رأى مولاه نافعا يصلي في ثوب واحد قال له " أليس كنت قدمت إليك ثوبين؟ " قال بلى قال " أرأيت لو أنك ذهبت إلى مقابلة أحد هؤلاء يعني الأمراء فكنت تذهب بثوب واحد أم بثوبين؟ " قال لا بثوبين قال " فالله أحق أن تتزين له " هذا المعاني اليوم صارت مفقودة من المسلمين فيقوم أحدهم يصلي في بيته بقميص ... ليه؟ عورته مستورة لكن الصلاة لها أدب خاص ما نصلي عورة القسم الأعلى لكن هذا أدب يتعلق بالصلاة تعليل أنه يبقي على أكتافه قميص والقميص اليوم سهل لبسه عباية سهل جدا جلابية إلى آخره أما هيك قميص ... هذا قلة أدب مع الله حينما يقف المؤمن يناجي ربه تبارك وتعالى هذا إذا قوله عز وجل (( خذوا زينتكم عند كل مسجد )) أول شيء يجب أن نفهمه استروا عوراتكم اللباس ثاني شيء نتوسع كما توسع الرسول ( من كان له إزار رداء فليتزر وليرتد فإن الله أحق أن يتزين له ) لكن الإنسان ليس يتيسر له دائما هذا كما قلنا تماما بالنسبة للحد لازم نحط في بالنا أن الحي لما يقوم يصلي بين يدي الله يتزين إذا أمكنه الميت إذا أدفناه نكسيه باللحد نحكي عن الثياب نحن هلا نكسيه باللحد لا والله هذا مو ممكن وهذا والله مو ميسور معليش لا حرج تعرفون جواب الرسول لما كانوا يسألونه في الحج هذا يقول له أنا ما رميت إلا ما أمسيت قال ( لا حرج ) قال هذا إيش سوى ما عاد أذكر الحديث إي نعم قال لا حرج لا حرج ولكن ضعوا نصب أعينكم أن تحققوا شريعة ربكم فإن لم يتيسر فلا حرج .