الضوابط لمعرفة كون هذا الشيء تغييرا لخلق الله جل جلاله ولماذا صبغ الشعر قبل أن يشيب تغييرا لخلق الله عندكم ؟ حفظ
السائل : يا شيخنا ما هي الضوابط لمعرفة كون هذا الشيء تغييرا لخلق الله جل جلاله أو ليس كذلك مع الأدلة ولماذا صبغ الشعر قبل أن يشيب تغييرا لخلق الله عندكم وليس كذلك عند البعض ؟
الشيخ : يتردد السؤال عندكم وعند البعض فالجواب سبق ! أما لماذا أو ما هو الضابط لما يجوز للتغيير ولما لا يجوز ! فقد ذكرت ذلك أكثر من مرة فربنا عز وجل كما علمنا في السنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو وكان يقول في جملة ما يدعو به ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) في هذا الحديث نوع طريف من الفقه ولعلي يعني ألهمت بذكره لأول مرة فيما أذكر من ذاكرتي الكليلة أقول هذا الحديث يبين أن في الإنسان أمرين اثنين أحدهما لا ملك له فيه والآخر فيه له تصرف وملك الأمر الأول فيما خلقه الله طويلا قصيرا أبيض أسمر أسود إلى آخره ذكرا أو أنثى (( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه )) هذا لا يمكن تغييره أو تبديله لأن هذا خلق الله (( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله )) الشيء الآخر الذي خلق فيه الإنسان وهي الأخلاق يمكن تعديلها يمكن تغييرها يمكن تحسينها يمكن تقبيحها ولذلك كان من دعاءه عليه السلام إقرار النوع الأول وطلب تحسين النوع الثاني فقال عليه السلام ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) إذا كان خلق الله عز وجل كما قال (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )) فإذا هذا الخلق لا يجوز للخلق أن يتصرفوا في تغييره وتبديله ما كان من خلق الله وليس ما طرأ على خلق الله فما كان من خلق الله فلا يجوز تغييره وتبديله إلا بإذن من الله تبارك وتعالى طبعا حينما نقول إلا بإذن من الله يدخل فيه ضمنا عند المسلمين وإلا ما جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه كما قال تعالى (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) إذا عرفنا هذه الحقيقة القاعدة أن ما خلق الله فهو جميل وأنه لا يجوز تغيير شيء من خلق الله إلا بإذن من الله ورسوله هذه هي الضابطة فأنتم تعلمون مثلا قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( خمس من الفطرة ) ذكر منها قص الشارب وذكر منها قص الأظافر وذكر منها نتف الإبط وذكر منها حلق العانة كل هذا تغيير لخلق الله لأن الله ذكر الإنسان وفطره على هذه الأشياء فلا بد له إذا كان رجلا من شارب ومن لحية ويستوي بعد ذلك في كل الخصال الأخرى فنحن نخضع لهذا التغيير وهذا من جملة الابتلاء الذي جاء ذكره في القرآن مما ابتلى الله به خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام .
فما سوى ما استثني في الشرع من التغيير يبقى على القاعدة وخذوها قاعدة لا يجوز التغيير إلا بما أذن به الشرع الشعر هذا يجوز حلقه استئصاله ويجوز تقصيره وهذا من خلق الله لكن هل يجوز للمرأة أن تحلق شعرها كالرجل؟ الجواب لا ... لأن الله عز جل على هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرق في هذه الناحية بين الذكر والأنثى ففي الحج مثلا تعلمون قوله عليه السلام ( اللهم اغفر للمحلقين اللهم اغفر للمحلقين اللهم اغفر للمحلقين ) وقالوا وللمقصرين قال ( وللمقصرين ) ترى هل يشمل هذا الحديث النساء؟ الجواب لا وأنا أرى من المفيد أن أذكر بأن النصوص القولية الصادرة منه عليه الصلاة والسلام يجب أن تفسر على ضوء تطبيق الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام لها في زمانهم فنحن هنا في هذا الحديث وهو من عشرات الأمثلة فيما أنا في صدده الآن ، نص عام ( اللهم اغفر للمحلقين ) إلى آخره فهو من حيث عمومه يشمل النساء أيضا فتساءلنا آنفا تساءل المستنكر هل المرأة الحاجة أو المعتمرة تحلق شعرها؟ الجواب لا من أين أخذنا هذا الجواب النافي؟ من تطبيق السلف الصالح لهذا الحديث وعلى ذلك تقف كثيرا من الأمور التي فيها نصوص عامة لكن هذا العام في جزء من أجزاءه لم يطبق في العهد الأول ولا يجوز نحن أن نطبقه في العصور المتأخرة فإذا ماذا كان السؤال الشيب ؟ كان في السؤال لماذا لا يسوغ صبغ الشعر قبل الشيب؟ الجواب وضح لأن الله عز وجل فاوت في شعور الرجال والنساء معا فهذا أسود الشعر وهذا أسود فاتح كما يقولون اليوم ... وهذا أشقر وهذا ربما يكون أبرص وو إلى آخره (( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه )) فلا يجوز نحن إذا أن نغير لون هذا الشعر إلا بإذن من الشارع رجعنا إلى القاعدة السابقة وقد قال عليه السلام ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) ولما جاء أبو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في غزوة الفتح ولحيته بيضاء كالثُغامة ولا الثَّغامة بالفتح أو الضم ؟ بالضم لحيته كالثغامة نبت كالقطن فقال عليه الصلاةوالسلام ( غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد ) فهكذا ما جاء الصبغ للشعر إلا إذا وخطه الشيب على الأقل مش ضروري يبيض كله وإنما خطوط وهكذا كان الرسول عليه السلام شيبه في مقدمة لحيته شعرات يمكن إحصاءها وعدها مع ذلك فقد قال عليه الصلاة والسلام يصبغ لحيته بالحناء والكتم وعلى ذلك جرى العمل من أبي بكر وسائر الصحابة رضي الله عنهم جاء عن بعضهم ولا تغتروا أنهم كانوا يصبغون بالسواد وهؤلاء فيما نقطع به عذرهم أنه لم يبلغهم نهي الرسول عليه السلام المذكور آنفا ( وجنبوه السواد ) ولا بلغهم أيضا قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( سيكون أو يكون في أمتي أقوام يصبغون بالسواد كحواصل الطير لا يريحون رائحة الجنة ) فإذا اطلعتم على مثل هذه الروايات في بعض الكتب أو سمعتم شيئا منها ونقل إليكم رأي لبعض المذاهب بني عليها كما قول في مذهب الحنابلة أنه يجوز الصبغ بالسواد فعذرهم أعني المتقدمين منهم أنهم لم يبلغهم النهي في الحديثين المذكورين آنفا أما المتأخرون منهم ففي اعتقادي أنني أستبعد عدم اطلاعهم على هذه الأحاديث ولكنهم يغلب عليهم التمذهب وهذا من آفة التمذهب بالمذهب والإعراض عن التمسك بما هو أصل المذهب ألا وهو الكتاب والسنة بقي شيء هناك؟ .
السائل : هل صبغ الشعر للوجوب .
الشيخ : للوجوب نعم لكن ليس دائما وأبدا ولعلك تفعل أنت مثلي أحيانا .
الشيخ : يتردد السؤال عندكم وعند البعض فالجواب سبق ! أما لماذا أو ما هو الضابط لما يجوز للتغيير ولما لا يجوز ! فقد ذكرت ذلك أكثر من مرة فربنا عز وجل كما علمنا في السنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو وكان يقول في جملة ما يدعو به ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) في هذا الحديث نوع طريف من الفقه ولعلي يعني ألهمت بذكره لأول مرة فيما أذكر من ذاكرتي الكليلة أقول هذا الحديث يبين أن في الإنسان أمرين اثنين أحدهما لا ملك له فيه والآخر فيه له تصرف وملك الأمر الأول فيما خلقه الله طويلا قصيرا أبيض أسمر أسود إلى آخره ذكرا أو أنثى (( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه )) هذا لا يمكن تغييره أو تبديله لأن هذا خلق الله (( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله )) الشيء الآخر الذي خلق فيه الإنسان وهي الأخلاق يمكن تعديلها يمكن تغييرها يمكن تحسينها يمكن تقبيحها ولذلك كان من دعاءه عليه السلام إقرار النوع الأول وطلب تحسين النوع الثاني فقال عليه السلام ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) إذا كان خلق الله عز وجل كما قال (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )) فإذا هذا الخلق لا يجوز للخلق أن يتصرفوا في تغييره وتبديله ما كان من خلق الله وليس ما طرأ على خلق الله فما كان من خلق الله فلا يجوز تغييره وتبديله إلا بإذن من الله تبارك وتعالى طبعا حينما نقول إلا بإذن من الله يدخل فيه ضمنا عند المسلمين وإلا ما جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه كما قال تعالى (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) إذا عرفنا هذه الحقيقة القاعدة أن ما خلق الله فهو جميل وأنه لا يجوز تغيير شيء من خلق الله إلا بإذن من الله ورسوله هذه هي الضابطة فأنتم تعلمون مثلا قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( خمس من الفطرة ) ذكر منها قص الشارب وذكر منها قص الأظافر وذكر منها نتف الإبط وذكر منها حلق العانة كل هذا تغيير لخلق الله لأن الله ذكر الإنسان وفطره على هذه الأشياء فلا بد له إذا كان رجلا من شارب ومن لحية ويستوي بعد ذلك في كل الخصال الأخرى فنحن نخضع لهذا التغيير وهذا من جملة الابتلاء الذي جاء ذكره في القرآن مما ابتلى الله به خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام .
فما سوى ما استثني في الشرع من التغيير يبقى على القاعدة وخذوها قاعدة لا يجوز التغيير إلا بما أذن به الشرع الشعر هذا يجوز حلقه استئصاله ويجوز تقصيره وهذا من خلق الله لكن هل يجوز للمرأة أن تحلق شعرها كالرجل؟ الجواب لا ... لأن الله عز جل على هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرق في هذه الناحية بين الذكر والأنثى ففي الحج مثلا تعلمون قوله عليه السلام ( اللهم اغفر للمحلقين اللهم اغفر للمحلقين اللهم اغفر للمحلقين ) وقالوا وللمقصرين قال ( وللمقصرين ) ترى هل يشمل هذا الحديث النساء؟ الجواب لا وأنا أرى من المفيد أن أذكر بأن النصوص القولية الصادرة منه عليه الصلاة والسلام يجب أن تفسر على ضوء تطبيق الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام لها في زمانهم فنحن هنا في هذا الحديث وهو من عشرات الأمثلة فيما أنا في صدده الآن ، نص عام ( اللهم اغفر للمحلقين ) إلى آخره فهو من حيث عمومه يشمل النساء أيضا فتساءلنا آنفا تساءل المستنكر هل المرأة الحاجة أو المعتمرة تحلق شعرها؟ الجواب لا من أين أخذنا هذا الجواب النافي؟ من تطبيق السلف الصالح لهذا الحديث وعلى ذلك تقف كثيرا من الأمور التي فيها نصوص عامة لكن هذا العام في جزء من أجزاءه لم يطبق في العهد الأول ولا يجوز نحن أن نطبقه في العصور المتأخرة فإذا ماذا كان السؤال الشيب ؟ كان في السؤال لماذا لا يسوغ صبغ الشعر قبل الشيب؟ الجواب وضح لأن الله عز وجل فاوت في شعور الرجال والنساء معا فهذا أسود الشعر وهذا أسود فاتح كما يقولون اليوم ... وهذا أشقر وهذا ربما يكون أبرص وو إلى آخره (( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه )) فلا يجوز نحن إذا أن نغير لون هذا الشعر إلا بإذن من الشارع رجعنا إلى القاعدة السابقة وقد قال عليه السلام ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) ولما جاء أبو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في غزوة الفتح ولحيته بيضاء كالثُغامة ولا الثَّغامة بالفتح أو الضم ؟ بالضم لحيته كالثغامة نبت كالقطن فقال عليه الصلاةوالسلام ( غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد ) فهكذا ما جاء الصبغ للشعر إلا إذا وخطه الشيب على الأقل مش ضروري يبيض كله وإنما خطوط وهكذا كان الرسول عليه السلام شيبه في مقدمة لحيته شعرات يمكن إحصاءها وعدها مع ذلك فقد قال عليه الصلاة والسلام يصبغ لحيته بالحناء والكتم وعلى ذلك جرى العمل من أبي بكر وسائر الصحابة رضي الله عنهم جاء عن بعضهم ولا تغتروا أنهم كانوا يصبغون بالسواد وهؤلاء فيما نقطع به عذرهم أنه لم يبلغهم نهي الرسول عليه السلام المذكور آنفا ( وجنبوه السواد ) ولا بلغهم أيضا قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( سيكون أو يكون في أمتي أقوام يصبغون بالسواد كحواصل الطير لا يريحون رائحة الجنة ) فإذا اطلعتم على مثل هذه الروايات في بعض الكتب أو سمعتم شيئا منها ونقل إليكم رأي لبعض المذاهب بني عليها كما قول في مذهب الحنابلة أنه يجوز الصبغ بالسواد فعذرهم أعني المتقدمين منهم أنهم لم يبلغهم النهي في الحديثين المذكورين آنفا أما المتأخرون منهم ففي اعتقادي أنني أستبعد عدم اطلاعهم على هذه الأحاديث ولكنهم يغلب عليهم التمذهب وهذا من آفة التمذهب بالمذهب والإعراض عن التمسك بما هو أصل المذهب ألا وهو الكتاب والسنة بقي شيء هناك؟ .
السائل : هل صبغ الشعر للوجوب .
الشيخ : للوجوب نعم لكن ليس دائما وأبدا ولعلك تفعل أنت مثلي أحيانا .