فائدة عن الإمام أحمد في جواز التخلف عن جماعة المسجد إذا كان المجلس مجلس علم وخير ولا حرج في إقامة الجماعة فيه دون المسجد . حفظ
الشيخ : بعد صلاتنا العصر في هذا المكان وبخاصة أن أحد الإخوان حينما أقميت الصلاة سألني لماذا لم نصل في المسجد فقلت أما بالنسبة إليّ فما تنبهت للأذان لكن الحقيقة أنني ... فيما يتعلق بهذه المسألة فيه رخصة استفدتها من إمام من أئمة السنة الكبار المشهورين بعلمهم وبإحاطتهم لأكبر كمية ممكنة من السنة المحمدية ألا وهو الإمام أحمد رحمه الله ذلك أنه كان في مجلس علم مع بعض كبار أقرانه من أئمة الحديث فيهم علي بن المديني ويحيى بن معين وأمثالهما من كبار حفاظ الحديث فحضرت صلاة الظهر فذكر الإمام أحمد بحضور الصلاة في وقت دخول الصلاة خلافا لمن ذكرني بعد إقامة الصلاة هنا فكان جواب الإمام أحمد وهنا الفائدة أن قال نحن الآن في مجلس علم ونحن في عبادة وبس ! وأقره على ذلك أولئك الأئمة الذين سميت لكم بعضكم وكنت وأنا في دمشق الشام قضيت سنين طويلة ألقي الدرس بعد صلاة المغرب إلى العشاء فما نكاد نسمع الأذان إلا وننطلق إلى المسجد انطلاقا أيضا مني وتمسكا بالنصوص العامة ( من سمع النداء ولم يجب ولا عذر له فلا صلاة له ) ، أو ( فلا صلاة له إلا من عذر ) بقيت على هذا سنين كنت أتساءل في نفسي ترى ألسنا معذورين في حالة اجتماعنا في مجلس علم والحمد لله علم بالكتاب والسنة ترى ألا يكون هذا عذرا لنا وبخاصة أن هناك أئمة المساجد بعضهم عقيدته خراب يباب وبعضهم لا يحسنون الصلاة كما جاء في السنة الصحيحة فأتساءل ترى بهذا وهذا ألا يكون ذلك عذرا لنا في أن نتخلف عن الصلاة وسنقيمها في مجلس العلم وبجمع أكثر من الذي يكون عادة في المسجد كنت أتساءل ولا أطمئن لأنفرد بالاستقلال بتبني الرفقة حتى عثرت على هذا الأثر الذي أسمعتكم أياه آنفا أن إمام السنة الإمام أحمد اعتبر انشغاله وأصحابه بالعلم عذرا لهم ألا يذهبوا إلى المسجد وأن يصلوا حيث هم في مجلس العلم فهكذا نحن الآن ومنذ أكثر من عشر سنين نتعامل مع هذا الأثر الأحمدي ولا أقول الحنبلي خشية أن يفهم أنه مذهب الحنابلة وإنما هذا أثر رواه الإمام ابن أبي حاتم الرازي في مقدمة كتابه القيم المعروف * بالجرح والتعديل * فلو سمعت إذا الأذان لما تحرجت من البقاء فيما كنا فيه من العلم وأن نصلي هنا جماعة فهذا مسجد ولو أنه لا يعتبر مسجدا شرعا بحيث من دخله وجب عليه أن يصلي ركعتي التحية لا ليس مسجد بهذا المعنى الشرعي العام لكنه مصلى يصلى فيه بمثل هذه المناسبة العلمية هذا ما أردت التذكير به بمناسبة ذلك السؤال .
السائل : أثر عن ابن عباس سمعته في شريط.
الشيخ : وهو ؟
السائل : وهو أن رجلا قال له الصلاة فقال له " لا أم لك أتعلمني السنة " لو أضفته للأثر هذا ؟
الشيخ : أيه لكن الاستدلال بهذا لا يتم إلا إذا أثبت به أنه كان قريبا من المسجد ودون ذلك خرط القتاد .
السائل : نعم يعني لا ينطبق على مثل هذه الحال ؟
الشيخ : لا ولذلك قلت لك ينبغي أن تثبت أنه كان قريبا من المسجد وبالتالي أن الذي قال له الصلاة لا يعني أنه يصلي الآن لأنه حضر وقت الصلاة وإنما يعني أن الصلاة في المسجد ليس في الحديث هذا ما يناسبنا نحن نستدل به ولسنا نحن من أهل الأهواء الذي يديرون الأدلة لصالحهم ولو كانت لا تدل لهم تفضل .
علي حسن : شيخنا كنت ذكرت لكم على الهاتف لكن الآن يليق في هذا المقام الأثر الذي رواه ابن عبد البر في * جامع بيان العلم وفضله *عن ابن وهب تلميذ الإمام مالك قال كنت جالسا مع مالك أتذاكر الحديث فأذن لصلاة الظهر فأردت أن أقوم للصلاة فقال لي " اجلس فما الذي أنت بقائم إليه خير بالذي أنت بقائم عنه " ؟
الشيخ : هذا كويس أيضا لكن هنا يرد شيء ما نعرفه من مذهب مالك هل يرى وجوب الجماعة أو لا يرى ! فهمت علي !
علي حسن : فهمت شيخنا .
الشيخ : على كل حال هذا مفيد في الموضوع.