تنبيه عن حكم لفظة " السيد " ؟ حفظ
أبو ليلى : ... شيخنا تفضل .
الشيخ : شكرا سأل سائل آنفا حينما سمع صاحبا له يخاطب الشيخ المزعوم بقوله سيدي هل يجوز قوله هذا هل يجوز؟ أنا لا أقول يجوز أو لا يجوز لكني سأقول لكم ما يجوز مما لا يجوز أنتم تعلمون الحديث الصحيح أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال أنت سيدنا فقال ( السيد الله السيد الله ) وتعلمون الحديث الآخر لما جاء سعد بن معاذ جريحا في غزوة بني قريظة قال عليه السلام لأصحابه سعد بن معاذ ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) قال ( قوموا إلى سيدكم ) فهنا يبدو أو قد يبدو لبعضهم شيء من التعارض بين إباء الرسول أنه يقال له أنت سيدنا وبين قول الرسول للأنصار أن قوموا لسيدهم وهذا سيادته مهما كانت فهي دون سيادة الرسول على أمته بل على البشر كلهم وهو القائل ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامة ) قد يبدو لبعضهم شيء من التعارض بين الحديثين والجواب أن لكل من الحديثين محمل يجب أن يوضع في محله المناسب له .
أما قوله عليه السلام لمن قال له أنت سيدنا ( السيد الله ) قال ذلك لأمرين اثنين الأمر الأول لفت نظر المادح له عليه السلام إلى أن السيد الحقيقي هو الله تبارك وتعالى الشيء الثاني أنه قال ذلك سدا لباب الذريعة أن يتوصل هو أو غيره مع الزمن إلى المبالغة في مدح الرسول فيجرهم الشيطان إلى ما لا يجوز شرعا وقد أشار عليه الصلاة والسلام إلى نحو هذا المعنى بقوله في حديث آخر حينما قال قائلهم أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا قال ( قولوا قولكم أو قولوا مثل قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) هنا الشاهد ( ولا يستجرينكم الشيطان ) يعني لا يجركم بمثل هذه المقدمة في مدحكم إياي بوصف أني سيد وأنا حقا سيد لأنه قال ( أنا سيد ولد آدم ) كما سبق في الحديث آنفا وفي الحديث الآخر وهو أصح من الأول ( أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون مما ذاك ) ثم ذكر عليه الصلاة والسلام حديث الشفاعة الطويل فقال لهم ( قولوا بقولكم) إلى آخره ( ولا يستجرينكم الشيطان ) أي لا يجركم يدسكم دسا أن الرسول سيد حقيقة ليش حتى ما نوقل سيدنا لا يجركم هو الحديث الأول الحديث الآخر قوله عليه الصلاة والسلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) لا بد من وقفة عند كلمة تطروني وبيان ما المراد منها الإطراء لغة يطلق ويراد مطلق المدح ويطلق ويراد المبالغة في المدح وتحديد أي المعنيين حسب المكان الذي جاء فيه هذا اللفظ فقد يكون بمعنى المبالغة في المدح والإطراء وقد يكون مطلق المدح حسب المكان الذي جاء فيه هذه اللفظة هنا الحديث يقول ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ) هنا لا بد أن نقف قليلا أن نستحضر سنة الله عز وجل في خلقه ومكر إبليس الرجيم بعدوه الإنسان هل هو ينقله رأسا إلى الضلال الأكبر أم إن صح التعبير يدهلز له يتخذ الأسباب الخفية التي لا ينتبه لها عدوه الإنسان فما يرى هذا الإنسان نفسه إلا في النهاية وقع على أم رأسه .
ماذا تعرفون من الشيطان يعني هو خبيث يحسن المكر ببني الإنسان أم رأسا يقول له اكفر لا هو يمهد يمهد خطوات خطوات الشيطان - جزاك الله خيرا - (( لا تتبعوا خطوات الشيطان )) (( إن الشيطان للإنسان عدو مبين )) فإذا الشيطان من مكره ببني الإنسان لا يضلله يوصله إلى الكفر خطوة واحدة وإنما على الطريقة الأمريكية خطوة خطوة ، خطوة خطوة . فالرسول صلى الله عليه وسلم لما قال ( لا تطروني ) يحتمل يكون يقصد لا تبالغوا ويحتمل لا تمدحوا مطلقا هذا الاحتمال الثاني هو المقصود في الحديث والدليل أولا من نفس الحديث وهو ( إنما أنا عبد ) ثم قال ( فقولوا عبد الله ورسوله )كأن الرسول يجيب على سؤال مقدر في ذهن كل إنسان يسمع قول الرسول عليه السلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد ) فيتساءل ماذا نقول؟ يأتي الجواب سلفا ( قولوا عبد الله ورسوله ) إذا يعني هنا ( لا تطروني ) يعني لا تمدحوني أنا عبد ورسوله فأنا عبد الله ورسوله هذا من جهة مراعاة اللفظ لكن إذا نظرنا نظرة دقيقة في قوله عليه السلام الذي عرجت إليه أولا ثم ذهلت وعرجت عنه أخيرا ثم عدت إليه قلت سنة الله في خلقه أن الشر الصغير يؤدي إلى الشر الكبير كما ضربنا لكم مثلا بخطوات الشيطان كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ترى هل للنصارى قالوا في عيسى رأسا هو ابن الله أم درجهم الشيطان وخطى بهم خطوة بعد خطوة حتى هيأهم لأن يقولوا في نبيهم المرسل من ربهم هو ابن الله إذا حتى في هذه الملاحظة في هذا التشبيه نستطيع أن نأخذ قرينة قوية جدا في أن المقصود بالنهي هنا الإطراء أو المدح مطلقا ذلك لأن المبالغة في الإطراء يؤدي إلى أن يقول المادح والمطري ما لا ينبغي وهذا ما يقع بالرغم من قوله عليه السلام هذا الحديث فقد وقع ما يخشى من المبالغة في الإطراء حسبكم دليلا على ذلك شاعر الصوفية البوصيري الذي يقول في مدح الرسول عليه السلام : " دع ما دعته النصارى في نبيهم *** واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم " .
بس لا تقول إنه ابن الله ! وقل ما شئت من مدح هذا هو المبالغة التي يجر إليها فتح باب المدح ولذلك فقوله عليه السلام ( السيد الله ) إنما قال ذلك لأمرين اثنيين أولا لإلفات النظر إلى أن الله هو السيد الحق وثانيا لسد باب مدح الرسول عليه السلام الذي قد يجرهم إلى أن يقال فيه من الغلو ما لا يليق إسلاميا هذا ما ذكرت .
الشيخ : شكرا سأل سائل آنفا حينما سمع صاحبا له يخاطب الشيخ المزعوم بقوله سيدي هل يجوز قوله هذا هل يجوز؟ أنا لا أقول يجوز أو لا يجوز لكني سأقول لكم ما يجوز مما لا يجوز أنتم تعلمون الحديث الصحيح أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال أنت سيدنا فقال ( السيد الله السيد الله ) وتعلمون الحديث الآخر لما جاء سعد بن معاذ جريحا في غزوة بني قريظة قال عليه السلام لأصحابه سعد بن معاذ ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) قال ( قوموا إلى سيدكم ) فهنا يبدو أو قد يبدو لبعضهم شيء من التعارض بين إباء الرسول أنه يقال له أنت سيدنا وبين قول الرسول للأنصار أن قوموا لسيدهم وهذا سيادته مهما كانت فهي دون سيادة الرسول على أمته بل على البشر كلهم وهو القائل ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامة ) قد يبدو لبعضهم شيء من التعارض بين الحديثين والجواب أن لكل من الحديثين محمل يجب أن يوضع في محله المناسب له .
أما قوله عليه السلام لمن قال له أنت سيدنا ( السيد الله ) قال ذلك لأمرين اثنين الأمر الأول لفت نظر المادح له عليه السلام إلى أن السيد الحقيقي هو الله تبارك وتعالى الشيء الثاني أنه قال ذلك سدا لباب الذريعة أن يتوصل هو أو غيره مع الزمن إلى المبالغة في مدح الرسول فيجرهم الشيطان إلى ما لا يجوز شرعا وقد أشار عليه الصلاة والسلام إلى نحو هذا المعنى بقوله في حديث آخر حينما قال قائلهم أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا قال ( قولوا قولكم أو قولوا مثل قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ) هنا الشاهد ( ولا يستجرينكم الشيطان ) يعني لا يجركم بمثل هذه المقدمة في مدحكم إياي بوصف أني سيد وأنا حقا سيد لأنه قال ( أنا سيد ولد آدم ) كما سبق في الحديث آنفا وفي الحديث الآخر وهو أصح من الأول ( أنا سيد الناس يوم القيامة أتدرون مما ذاك ) ثم ذكر عليه الصلاة والسلام حديث الشفاعة الطويل فقال لهم ( قولوا بقولكم) إلى آخره ( ولا يستجرينكم الشيطان ) أي لا يجركم يدسكم دسا أن الرسول سيد حقيقة ليش حتى ما نوقل سيدنا لا يجركم هو الحديث الأول الحديث الآخر قوله عليه الصلاة والسلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) لا بد من وقفة عند كلمة تطروني وبيان ما المراد منها الإطراء لغة يطلق ويراد مطلق المدح ويطلق ويراد المبالغة في المدح وتحديد أي المعنيين حسب المكان الذي جاء فيه هذا اللفظ فقد يكون بمعنى المبالغة في المدح والإطراء وقد يكون مطلق المدح حسب المكان الذي جاء فيه هذه اللفظة هنا الحديث يقول ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ) هنا لا بد أن نقف قليلا أن نستحضر سنة الله عز وجل في خلقه ومكر إبليس الرجيم بعدوه الإنسان هل هو ينقله رأسا إلى الضلال الأكبر أم إن صح التعبير يدهلز له يتخذ الأسباب الخفية التي لا ينتبه لها عدوه الإنسان فما يرى هذا الإنسان نفسه إلا في النهاية وقع على أم رأسه .
ماذا تعرفون من الشيطان يعني هو خبيث يحسن المكر ببني الإنسان أم رأسا يقول له اكفر لا هو يمهد يمهد خطوات خطوات الشيطان - جزاك الله خيرا - (( لا تتبعوا خطوات الشيطان )) (( إن الشيطان للإنسان عدو مبين )) فإذا الشيطان من مكره ببني الإنسان لا يضلله يوصله إلى الكفر خطوة واحدة وإنما على الطريقة الأمريكية خطوة خطوة ، خطوة خطوة . فالرسول صلى الله عليه وسلم لما قال ( لا تطروني ) يحتمل يكون يقصد لا تبالغوا ويحتمل لا تمدحوا مطلقا هذا الاحتمال الثاني هو المقصود في الحديث والدليل أولا من نفس الحديث وهو ( إنما أنا عبد ) ثم قال ( فقولوا عبد الله ورسوله )كأن الرسول يجيب على سؤال مقدر في ذهن كل إنسان يسمع قول الرسول عليه السلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد ) فيتساءل ماذا نقول؟ يأتي الجواب سلفا ( قولوا عبد الله ورسوله ) إذا يعني هنا ( لا تطروني ) يعني لا تمدحوني أنا عبد ورسوله فأنا عبد الله ورسوله هذا من جهة مراعاة اللفظ لكن إذا نظرنا نظرة دقيقة في قوله عليه السلام الذي عرجت إليه أولا ثم ذهلت وعرجت عنه أخيرا ثم عدت إليه قلت سنة الله في خلقه أن الشر الصغير يؤدي إلى الشر الكبير كما ضربنا لكم مثلا بخطوات الشيطان كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ترى هل للنصارى قالوا في عيسى رأسا هو ابن الله أم درجهم الشيطان وخطى بهم خطوة بعد خطوة حتى هيأهم لأن يقولوا في نبيهم المرسل من ربهم هو ابن الله إذا حتى في هذه الملاحظة في هذا التشبيه نستطيع أن نأخذ قرينة قوية جدا في أن المقصود بالنهي هنا الإطراء أو المدح مطلقا ذلك لأن المبالغة في الإطراء يؤدي إلى أن يقول المادح والمطري ما لا ينبغي وهذا ما يقع بالرغم من قوله عليه السلام هذا الحديث فقد وقع ما يخشى من المبالغة في الإطراء حسبكم دليلا على ذلك شاعر الصوفية البوصيري الذي يقول في مدح الرسول عليه السلام : " دع ما دعته النصارى في نبيهم *** واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم " .
بس لا تقول إنه ابن الله ! وقل ما شئت من مدح هذا هو المبالغة التي يجر إليها فتح باب المدح ولذلك فقوله عليه السلام ( السيد الله ) إنما قال ذلك لأمرين اثنيين أولا لإلفات النظر إلى أن الله هو السيد الحق وثانيا لسد باب مدح الرسول عليه السلام الذي قد يجرهم إلى أن يقال فيه من الغلو ما لا يليق إسلاميا هذا ما ذكرت .