سؤال عن حكم الاستعانة بالجن في الرقى ؟ حفظ
الشيخ : تفضل .
السائل : شيخنا نحن في هذه الأيام نسمع ونرى كثيرا من إخواننا يقرؤون على أناس مصابين بالجن وويخرجون منهم الجن طبعا بقراءة القرآن ولكن أحيانا مع تلاوتهم القرآن عليهم يستعلمون بعض الأشياء التي لم ترد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم صراحة مثل كتابة القرآن على صحن مثلا بلون قلم معين ثم وضعه بالماء ثم يجعلون المصاب يشرب هذا الماء أو مثلا بعض الإخوان عندما أخرجوا الجني وأسلم هذا الجني قال له أريد منك أن تعلمني طريقة أستطيع أن أساعد الناس المسحورين بها فقال له هذا الجني تأتي بسبع بيضات ثم تأتي بماء الزعفران وتكتب على كل بيضة (( إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى )) وتضع هذه البيضات في ماء ثم المريض أو المسحور يغتسل بهذا الماء فيشفى بإذن الله هذا الرجل الذي يقرأ على هؤلاء الناس على المصابين قال استعملت هذه الطريقة ونجحت بإذن الله عز وجل وسألت بعض العلماء فقال ما لم تكن شركا فهي جائزة واستدل بعض الناس بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( اعرضوا عليّ رقاكم ما لم تكن شركا ) فنرجوا التفصيل في هذه المسألة وما هو الجائز؟ وما هو المخالف للسنة؟ وهل مما ذكرت أنا شيئا مخالفا للسنة أم لا جزاك الله خيرا ؟
الشيخ : أولا : ليس لذلك الوصف الذي ذكرته من الكتابة بالحبر وبقلم معين علاقة بالرقى لأن الرقى عبارة أدعية يرقي بها الراقي بعض المرضى هذا ليس من هذا بسبيل إطلاقا ولذلك فلا يجوز الاستدلال على هذه الرقى بدعوى أو على هذا النوع من التداوي بدعوى أنها من الرقى التي ليس فيها شرك .
ثانيا : نحن لا نرى أن يستعمل من نصب نفسه لمعالجة المصابين بنفس من الجن بأكثر مما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من القراءة عليه من آيات من القرآن الكريم أو تعاويذ ثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما مخاطبة الجني والإصغاء إلى نصيحته أو تعليمه وبخاصة على هذه الصورة التي طرقت سمعي آنفا ولأول مرة أقول لو مثل هذه الوصفة جاءت منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتطلب الأمر للإيمان بها أن يكون مرويا بالسند الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا هيهات هيهات لأن السند بين هذا الإنسي وذاك الجني ذاك الجني يقدم هذه الوصفة ليستعملها ذلك الذي يرقي المصابين بالمس من الجن هذه الوصفة فيها إيمان بما وراء الغيب وهذا لا يجوز إلا إذا كان من كتاب الله أو من حديث رسول الله والصحيح منه أعتقد أن انتشار الاستعانة بالجان في هذا الزمان هو من بلايا هذا الزمان وفتنه الجديدة بعد أن تخلص الناس من فتنة سبقتها ولا بد أنكم سمعتم شيئا منها وربما لا يزال لها بعض الآثار الباقية حتى اليوم وهي ما يسمى باستحضار الأرواح ، استحضار الأرواح هي من عمل الشياطين الإنس والجن معا والآن تطورت هذه الصورة باسم إرقاء المصابين بالمس إلى الاستعانة بالجان علنا وصراحة سابقا كانوا يزعمون أنهم يستحضرون أرواح الأموات سواء كانوا من المؤمنين أو من الكافرين وسواء كانوا من المؤمنين الصالحين أو كانوا من الطالحين يستحضرون الأرواح وهذا أمر مستحيل كما نقول دائما وأبدا الروح إن كانت مؤمنة فهي في نعيم تنعم من ثمار الجنة كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة وإن كان على العكس من ذلك والعياذ بالله فهي في جحيم كما جاء في بعض الأحاديث أيضا أن روح الميت يتنعم في قبره إذا كان مؤمنا من نافذة يطل منها على مقعدة من الجنة فيأتيه من روحها ورحيها ونعيمها وعلى العكس من ذلك إذا كان شقيا فيفتح له نافذة إلى مكانه من النار فيأتيه من ريحها ودخانها ولهبها فلا يزال يعذب حتى تقوم الساعة فكيف يمكن استحضار هذه الروح وهي تعذب أو استحضار تلك الروح وهي تنعم وهي لا تتمنى أن تعود إلى الدنيا وشقائها إلا أرواح الشهداء كما جاء في الحديث الصحيح يتمنون أن يعودوا لماذا ؟ ليجاهدوا مرة أخرى في سبيل الله لا ليشقوا بشقاء الناس في هذه الحياة الدنيا ومع ذلك فقد جاء في الحديث بيان أنه سبق الوعد من الله أنهم إليها لا يرجعون فالشاهد كانت هذه الضلالة سابقا من ضلالات بلاد الكفر استحضار الأرواح واغتر بها كثير من بعض المسلمين ولقد عز عليّ أن يكون من هؤلاء بعض المفسرين المصرين حيث ألف كتابا ضخما سماه * الأرواح * وذكر هناك حوادث وقصص كثيرة وكثيرة جدا لإثبات أن هذه حقيقة لا يمكن المجادلة فيها وهي استحضار أرواح الأموات وهذا أمر مستحيل وأظن أنه ظهر أخيرا أن ذلك من دجل العصر الحاضر فقام مقام ذلك الآن هو مكالمة الجن والاستعانة بهم وعجب من المسلمين أن يقعوا في مثل هذه الورطة أيضا والله عز وجل يقول (( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا )) أي تعبا وضلالا فالاستعانة بالجن ومكالمتهم هو مزلق من المزالق التي ينحرف بها المسلم من أن يكون عبدا مخلصا لله عز وجل كما أمره الله وهداه إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لذلك فمعالجة الصرعى الممسوسين من الجن لا أرى أنا الزيادة على الإرقاء بما جاء في الكتاب والسنة أما زيد أن كتابة أن زيد إلى آخره فأنا كله تدجيل عسكري لا ينبغي للمسلم أن يتورط فيه نعم .