الكلام على فتنة التصوير والقيام للداخل. حفظ
الشيخ : أنا أريد أن ألقي كلمة مذكرة بما ابتلي الناس منذ أزمنة قديمة أقول إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِه اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدا عبدُه ورسولُه، أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، مما ينبغي التنبيه عليه أن الذكرى التي أمر الله بها في مثل قوله عز وجل (( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) إنما هو ما كان متعلقا بمخالفات شرعية اعتادها الناس منذ أزمنة بعيدة حتى صارت جزءا من حياتهم لا تكاد تفارقهم فانقلبت السنة إلى بدعة والبدعة إلى سنة وانقلب الأمر المنهي عنه إلى أمر جائز لا يكاد يتنبه له جماهير الناس ولا يكاد ينبه عليه إلا قليل من خاصة الناس مثل هذه الأمور هي التي ينبغي على أهل العلم وطلابه أن يعنوا بتذكير عامة الناس به وليس التذكير وإن كان هذا ينفع بأن الزنا حرام وأن السرقة والحرام والغيبة حرام والنميمة حرام لأن هذه الأمور أصبحت معلومة عند جميع الناس وإنما ينبغي التذكير بما قد يخفى أمره وحكمه على أكثر الناس
السائل : السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : كيف حالك سيدي الشيخ؟
الشيخ : الله يبارك فيك كيف حالك؟
السائل : الحمد لله. بدي أقول ... أنور.
الشيخ : نور الله قلوبنا.
السائل : ... جزاكم الله خيرا أهلا وسهلا.
الشيخ : لا إله إلا الله، من هذه الأمور التي انتشرت بين الناس بخاصة في العصر الحاضر الصور التي لا يكاد ينجو بيت منها مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينهى عن الصور صناعة وقنية وتداولا فمن المعلوم من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام قوله ( من صوّر صورة كلّف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ ) كذلك قال ( كل مصور في النار ) ولما جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من سفرة كانت له تهيأت السيدة عائشة لاستقباله فوضعت مزينة دارها قراما ستارا فيه صورة فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يدخل وقف فسارعت السيدة عائشة رضي الله عنها إليه قالت " يا رسول الله إن كنت أذنبت فإني أستغفر الله " قال لها ( ما هذا القرام؟ ) قالت " اشتريته لك يا رسول الله " فقال عليه الصلاة والسلام وهنا الشاهد ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون يقال لهم أحيوا ما خلقتم ) والذي أريد التذكير بخاصة في هذا الموضوع هو أن تعلموا أن قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الأول والثاني إنما دلالته في تحريم الصور بعامة أما حديثنا هذا الثالث وهو حديث عائشة فدلالته خاصة ومهمة جدا بالنسبة لبعض الناس الذين يخصون الصور المحرمة بالصور المجسمة فهذا خطأ لأن حديث عائشة إنما أنكر فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصور التي كانت على الستارة وهذه ليست مجسّمة وقال في هؤلاء الذين صوروا الصورة على الستارة هم أشد الناس عذابا يوم القيامة ويقال لهم احيوا ما خلقتم، فالذي ينبغي أن نتبه له أن كل صورة هي محرمة سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة مصورة على الثياب أو على الأوراق أو على البسط والسجاجيد ونحو ذلك فمما نشاهده اليوم في المساجد وبخاصة يوم الجمعة نقف مصطفين في الصلاة وإذا أمامنا بعض الشباب يلبس قميصا على ظهره صورة قد تكون صورة حيوان سبع أو نمر أو ما شابه ذلك وأفظع ما تكون الصورة حينما تمثل فتاة امرأة ناشرة شعرها فهذا الشاب دخل المسجد يريد أن يصلي أن يتقرب إلى الله عز وجل وإذا به دخل المسجد يعصي الله تبارك وتعالى لأنه قبل كل شيء دخل المسجد وهو حامل لصورة وثاني شيء أنه يلهي الذين خلفه يصلون مستقبلي القبلة لكنهم في الواقع يصلون مستقبلي الصورة لأن هذه الصورة في ظهر ذلك الشاب والذي خلفه يستقبلها وقد جاء في الحديث الصحيح في البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( صلى يوما وبعد ان صلى قال للسيدة عائشة أميطي عنا هذه الصور ) علما أنه ليس في الحديث أن الصور كانت صور حيوان قد تكون يعني زخارف ونقوش ومع ذلك فهي تلهي المصلي عن الصلاة فما بالكم إذا كانت هذه الصور صور في أصلها محرمة لأن هذه النقوش في هذه الكنبات مثلا ما هي صور محرمة لكنها بالنسبة للمصلي تلهيه عن صلاته وقد جاء أيضا في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى ذات يوم في خميصة له والخميصة ثوب له أعلام أزرق أبيض أحمر أخضر إلى آخره هذه بيسموها في بلاد الشام بالصاية فلما صلى قال عليه الصلاة والسلام ( خذوا خميصتي هذه وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها كادت أن تلهيني آنفا عن صلاتي ) فقط بهذه الأعلام المختلفة الألوان فما بالكم إذا كانت الألوان التي نراها اليوم هي تمثل صورة صورة حيوان أو صورة حيوان في صورة إنسان كتلك الفتاة مثلا النافشة شعرها كيف دخلت الصور في بيوت الله تبارك وتعالى وهي محرمة؟! لقد زين الشيطان لكثير من الناس في آخر الزمان أن الصور المحرمة إنما هي كما ذكرنا أولا عن بعضهم الصور المجسمة زين لهم الشيطان حصر الصور المحرمة في الصور المجسمة والواقع أن كل الصور محرمة سواء كانت مجسمة أو كانت غير مجسمة كما هو في حديث قرام السيدة عائشة فهذا تعطيل لنص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي خص بالذكر بعد أن عمم الصور التي لا ظل لها ولو كانت مصوّرة على القرام وعلى الستارة من هذا الباب دخل الشيطان على الناس في هذا الزمان، وهناك باب ثاني حيث أنهم فرقوا بين الصور اليدوية والصور الفوتوغرافية فأباحوا الصور الفوتوغرافية وخصوا التحريم بالصور اليدوية وهذا يخالف الحديثين الأوليين ألا وهو قوله عليه السلام ( كل مصور في النار ) وهذا بحث طويل وكما قلت في مطلع هذه الكلمة إنما أردت التذكير بما ابتلي به الناس من انتشار الصور في البيوت بشبهة من شبهتين إما أنها صور غير مجسمة أو أنها صور فوتوغرافية الناس اليوم تكاد الطفل الصغير يحمل الكاميرا بجانبه ويصور ما شاء له هواه وما أكثر الصور التي تسمى بصور الذكريات خرجوا نزهة مثلا أو سفرة أو ما شابه ذلك فتجدهم يقفون في جانب الطريق يصورون عائلتهم أو أصدقائهم أو ما شابه ذلك ولقد رأينا هذه الظاهرة بمناسبة الثلج الذي عم هذه البلاد أكثر من مرة فكنت تجد بعض الناس حتى من النساء يقفن بجانب الثلج والرجل أو الشاب يصورهم هذا كله محرم في الإسلام ولذلك نقول كما قال رب الأنام (( فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) الشيء الثاني الذي أريد أن أذكر به أنه ينبغي على عامة المسلمين أن يبتعدوا عن التكلف وعن التصنع في استقبال الناس بخلاف السنة أعني بذلك أن يقوم الجالسون للداخل أو للداخلين قياما، هذا القيام لم يشرع مطلقا في عهد نزول قوله تبارك وتعالى (( اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم )) ولقد كان أولى الناس بالقيام له والتعظيم له إنما هو نبينا صلوات الله وسلامه عليه ومع ذلك فقد كان إذا دخل مجلسا كمثل هذا المجلس من أصحابه عليه الصلاة والسلام لا يقوم له أحد هل كان عدم قيامهم عدم احترام لنبيهم؟ حاش لله احترام الرسول فرض لازم وإذا تعمد المسلم ألا يحترمه عليه السلام ولا يعظمه كفر بالله وبرسوله ولكن الاحترام ينبغي أن يكون موافقا للشرع وليس مخالفا له فقد جاء في الحديث الصحيح أن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه كان سافر سفرة إلى الشام فلما رجع ووقع بصره على النبي صلى الله عليه وآله وسلم همّ أن يسجد له فقال له عليه الصلاة والسلام ( مه لا تفعل هذا -أو- ما هذا؟ ) قال معاذ " يا رسول الله أتيت الشام فوجدت النصارى يقومون لقسيسيهم وعظمائهم فرأيتك أنت أحق بالقيام منهم بالسجود منهم " فقال عليه الصلاة والسلام ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ولكن لا يصلح السجود إلا لله ) فإذا أراد معاذ أن يعظم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسجود فنهاه عن ذلك لأن السجود لا يليق إلا لله عز وجل، كذلك قريب منه هذا القيام الذي اعتاده الناس في هذا الزمان القيام كما تعلمون ركن من أركان الصلاة كالسجود تماما فلا تصح صلاة المستطيع للقيام وهو جالس وإنما عليه أن يقف فهذا القيام ينبغي أيضا أن نخصه لله عز وجل في صلاتنا من أجل ذلك يقول أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه " ما كان شخص أحب إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك " فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أحق الناس للإكرام والاحترام كان إذا دخل مجلسا فيه أصحابه لم يقم أحد منهم له ذلك ليس كسلا منهم أو عدم احترام منهم له عليه السلام وإنما تجاوبا منهم مع رغبته عليه السلام في عدم القيام لأنه كان يكرهه عليه الصلاة والسلام " ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك " فإذا على المسلمين وبخاصة من كان منهم من طلاب العلم وخاصة إذا كان العلم هذا من الكتاب والسنة عليهم دائما وأبدا أن يتعاونوا على أن يتعارفوا ترك هذا التكلف وترك هذا الرياء الإجتماعي هذا القيام وأقول الرياء الإجتماعي وهذا مجسد لأنه إذا دخل رجل من عامة الناس وهو مسلم صالح ما أحد يأبه له ولا أحد يقوم له ولو أن رجلا فاسقا فاجرا له مركز اجتماعي في الدولة مثلا لقام له الناس كلهم هذا نفقا والذين يقولون بجواز القيام أو باستحبابه يخصون القول بالقيام لأهل العلم وأهل الصلاح والفضل، أما القيام للفساق والفجار فهذا لا يجوز إطلاقا ولكن لما اعتاد الناس القيام ما عاد يفرقوا بين الصالح والطالح بين العالم والجاهل فأصبح هذا القيام نفاقا اجتماعيا كيف يمكن استئصاله أن نعتاد نحن الذين ندعي أننا نتمسك بالكتاب والسنة أن نعتاد نحن قبل كل شيء ترك هذه العادة الذميمة حتى تسري بين الناس كما هو الشأن في بعض البدو إذا جلسوا في مكان ما في خيمتهم ودخل عليهم إنسان ما يقومون هذا القيام الموجود اليوم في هذا الزمان لهذا نقول أن السنة ترك هذا القيام والعبرة كما قال بعض العلماء صفاء القلوب " وإذا صحت الضمائر منا *** اكتفينا من أن نتعب الأجسام
كلنا واثق بود أخيه *** ففيم انزعاجنا وعلام؟ " هكذا يقول بعض أهل العلم والفضل هذا ما أردت التذكير به والحمد لله رب العالمين.
السائل : السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل : كيف حالك سيدي الشيخ؟
الشيخ : الله يبارك فيك كيف حالك؟
السائل : الحمد لله. بدي أقول ... أنور.
الشيخ : نور الله قلوبنا.
السائل : ... جزاكم الله خيرا أهلا وسهلا.
الشيخ : لا إله إلا الله، من هذه الأمور التي انتشرت بين الناس بخاصة في العصر الحاضر الصور التي لا يكاد ينجو بيت منها مع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان ينهى عن الصور صناعة وقنية وتداولا فمن المعلوم من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام قوله ( من صوّر صورة كلّف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ ) كذلك قال ( كل مصور في النار ) ولما جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من سفرة كانت له تهيأت السيدة عائشة لاستقباله فوضعت مزينة دارها قراما ستارا فيه صورة فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يدخل وقف فسارعت السيدة عائشة رضي الله عنها إليه قالت " يا رسول الله إن كنت أذنبت فإني أستغفر الله " قال لها ( ما هذا القرام؟ ) قالت " اشتريته لك يا رسول الله " فقال عليه الصلاة والسلام وهنا الشاهد ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون يقال لهم أحيوا ما خلقتم ) والذي أريد التذكير بخاصة في هذا الموضوع هو أن تعلموا أن قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الأول والثاني إنما دلالته في تحريم الصور بعامة أما حديثنا هذا الثالث وهو حديث عائشة فدلالته خاصة ومهمة جدا بالنسبة لبعض الناس الذين يخصون الصور المحرمة بالصور المجسمة فهذا خطأ لأن حديث عائشة إنما أنكر فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصور التي كانت على الستارة وهذه ليست مجسّمة وقال في هؤلاء الذين صوروا الصورة على الستارة هم أشد الناس عذابا يوم القيامة ويقال لهم احيوا ما خلقتم، فالذي ينبغي أن نتبه له أن كل صورة هي محرمة سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة مصورة على الثياب أو على الأوراق أو على البسط والسجاجيد ونحو ذلك فمما نشاهده اليوم في المساجد وبخاصة يوم الجمعة نقف مصطفين في الصلاة وإذا أمامنا بعض الشباب يلبس قميصا على ظهره صورة قد تكون صورة حيوان سبع أو نمر أو ما شابه ذلك وأفظع ما تكون الصورة حينما تمثل فتاة امرأة ناشرة شعرها فهذا الشاب دخل المسجد يريد أن يصلي أن يتقرب إلى الله عز وجل وإذا به دخل المسجد يعصي الله تبارك وتعالى لأنه قبل كل شيء دخل المسجد وهو حامل لصورة وثاني شيء أنه يلهي الذين خلفه يصلون مستقبلي القبلة لكنهم في الواقع يصلون مستقبلي الصورة لأن هذه الصورة في ظهر ذلك الشاب والذي خلفه يستقبلها وقد جاء في الحديث الصحيح في البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( صلى يوما وبعد ان صلى قال للسيدة عائشة أميطي عنا هذه الصور ) علما أنه ليس في الحديث أن الصور كانت صور حيوان قد تكون يعني زخارف ونقوش ومع ذلك فهي تلهي المصلي عن الصلاة فما بالكم إذا كانت هذه الصور صور في أصلها محرمة لأن هذه النقوش في هذه الكنبات مثلا ما هي صور محرمة لكنها بالنسبة للمصلي تلهيه عن صلاته وقد جاء أيضا في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى ذات يوم في خميصة له والخميصة ثوب له أعلام أزرق أبيض أحمر أخضر إلى آخره هذه بيسموها في بلاد الشام بالصاية فلما صلى قال عليه الصلاة والسلام ( خذوا خميصتي هذه وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها كادت أن تلهيني آنفا عن صلاتي ) فقط بهذه الأعلام المختلفة الألوان فما بالكم إذا كانت الألوان التي نراها اليوم هي تمثل صورة صورة حيوان أو صورة حيوان في صورة إنسان كتلك الفتاة مثلا النافشة شعرها كيف دخلت الصور في بيوت الله تبارك وتعالى وهي محرمة؟! لقد زين الشيطان لكثير من الناس في آخر الزمان أن الصور المحرمة إنما هي كما ذكرنا أولا عن بعضهم الصور المجسمة زين لهم الشيطان حصر الصور المحرمة في الصور المجسمة والواقع أن كل الصور محرمة سواء كانت مجسمة أو كانت غير مجسمة كما هو في حديث قرام السيدة عائشة فهذا تعطيل لنص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي خص بالذكر بعد أن عمم الصور التي لا ظل لها ولو كانت مصوّرة على القرام وعلى الستارة من هذا الباب دخل الشيطان على الناس في هذا الزمان، وهناك باب ثاني حيث أنهم فرقوا بين الصور اليدوية والصور الفوتوغرافية فأباحوا الصور الفوتوغرافية وخصوا التحريم بالصور اليدوية وهذا يخالف الحديثين الأوليين ألا وهو قوله عليه السلام ( كل مصور في النار ) وهذا بحث طويل وكما قلت في مطلع هذه الكلمة إنما أردت التذكير بما ابتلي به الناس من انتشار الصور في البيوت بشبهة من شبهتين إما أنها صور غير مجسمة أو أنها صور فوتوغرافية الناس اليوم تكاد الطفل الصغير يحمل الكاميرا بجانبه ويصور ما شاء له هواه وما أكثر الصور التي تسمى بصور الذكريات خرجوا نزهة مثلا أو سفرة أو ما شابه ذلك فتجدهم يقفون في جانب الطريق يصورون عائلتهم أو أصدقائهم أو ما شابه ذلك ولقد رأينا هذه الظاهرة بمناسبة الثلج الذي عم هذه البلاد أكثر من مرة فكنت تجد بعض الناس حتى من النساء يقفن بجانب الثلج والرجل أو الشاب يصورهم هذا كله محرم في الإسلام ولذلك نقول كما قال رب الأنام (( فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) الشيء الثاني الذي أريد أن أذكر به أنه ينبغي على عامة المسلمين أن يبتعدوا عن التكلف وعن التصنع في استقبال الناس بخلاف السنة أعني بذلك أن يقوم الجالسون للداخل أو للداخلين قياما، هذا القيام لم يشرع مطلقا في عهد نزول قوله تبارك وتعالى (( اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم )) ولقد كان أولى الناس بالقيام له والتعظيم له إنما هو نبينا صلوات الله وسلامه عليه ومع ذلك فقد كان إذا دخل مجلسا كمثل هذا المجلس من أصحابه عليه الصلاة والسلام لا يقوم له أحد هل كان عدم قيامهم عدم احترام لنبيهم؟ حاش لله احترام الرسول فرض لازم وإذا تعمد المسلم ألا يحترمه عليه السلام ولا يعظمه كفر بالله وبرسوله ولكن الاحترام ينبغي أن يكون موافقا للشرع وليس مخالفا له فقد جاء في الحديث الصحيح أن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه كان سافر سفرة إلى الشام فلما رجع ووقع بصره على النبي صلى الله عليه وآله وسلم همّ أن يسجد له فقال له عليه الصلاة والسلام ( مه لا تفعل هذا -أو- ما هذا؟ ) قال معاذ " يا رسول الله أتيت الشام فوجدت النصارى يقومون لقسيسيهم وعظمائهم فرأيتك أنت أحق بالقيام منهم بالسجود منهم " فقال عليه الصلاة والسلام ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ولكن لا يصلح السجود إلا لله ) فإذا أراد معاذ أن يعظم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسجود فنهاه عن ذلك لأن السجود لا يليق إلا لله عز وجل، كذلك قريب منه هذا القيام الذي اعتاده الناس في هذا الزمان القيام كما تعلمون ركن من أركان الصلاة كالسجود تماما فلا تصح صلاة المستطيع للقيام وهو جالس وإنما عليه أن يقف فهذا القيام ينبغي أيضا أن نخصه لله عز وجل في صلاتنا من أجل ذلك يقول أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه " ما كان شخص أحب إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك " فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أحق الناس للإكرام والاحترام كان إذا دخل مجلسا فيه أصحابه لم يقم أحد منهم له ذلك ليس كسلا منهم أو عدم احترام منهم له عليه السلام وإنما تجاوبا منهم مع رغبته عليه السلام في عدم القيام لأنه كان يكرهه عليه الصلاة والسلام " ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك " فإذا على المسلمين وبخاصة من كان منهم من طلاب العلم وخاصة إذا كان العلم هذا من الكتاب والسنة عليهم دائما وأبدا أن يتعاونوا على أن يتعارفوا ترك هذا التكلف وترك هذا الرياء الإجتماعي هذا القيام وأقول الرياء الإجتماعي وهذا مجسد لأنه إذا دخل رجل من عامة الناس وهو مسلم صالح ما أحد يأبه له ولا أحد يقوم له ولو أن رجلا فاسقا فاجرا له مركز اجتماعي في الدولة مثلا لقام له الناس كلهم هذا نفقا والذين يقولون بجواز القيام أو باستحبابه يخصون القول بالقيام لأهل العلم وأهل الصلاح والفضل، أما القيام للفساق والفجار فهذا لا يجوز إطلاقا ولكن لما اعتاد الناس القيام ما عاد يفرقوا بين الصالح والطالح بين العالم والجاهل فأصبح هذا القيام نفاقا اجتماعيا كيف يمكن استئصاله أن نعتاد نحن الذين ندعي أننا نتمسك بالكتاب والسنة أن نعتاد نحن قبل كل شيء ترك هذه العادة الذميمة حتى تسري بين الناس كما هو الشأن في بعض البدو إذا جلسوا في مكان ما في خيمتهم ودخل عليهم إنسان ما يقومون هذا القيام الموجود اليوم في هذا الزمان لهذا نقول أن السنة ترك هذا القيام والعبرة كما قال بعض العلماء صفاء القلوب " وإذا صحت الضمائر منا *** اكتفينا من أن نتعب الأجسام
كلنا واثق بود أخيه *** ففيم انزعاجنا وعلام؟ " هكذا يقول بعض أهل العلم والفضل هذا ما أردت التذكير به والحمد لله رب العالمين.