موقف الشيخ من ردود الشيخ ربيع على سيد قطب. حفظ
السائل : كأنه سيد قطب في كتبه يكفر المجتمعات لأنهم لا يؤمنون بالحاكمية ولا يفرق أيضا بين الكفر الأصغر والأكبر ولا يهمه البدع التي حول القبور ودعاء غير الله وغيرها فقط إنما يدندن حول الحاكمية وبعضهم يلتمس له عذرا فما هو عذره؟
الشيخ : والله يا أستاذ نرى أننا ننشغل بالأحياء دون الأموات خير لنا، هذا أولا ثانيا أنا قلت لأخينا الدكتور ربيع سيد قطب رجل ليس بعالم وهو من الكتاب المصريين الذين لم ينشؤوا على العلم والعلم الصحيح ولكن كان عنده فيما يبدو قلم سيال وربما ينضاف إلى ذلك أنه كان عنده ككثير من الشباب اليوم عندهم عواطف إسلامية جامحة لكنهم كما قيل " أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " فكتبه كما بين الدكتور جزاه الله خيرا مشحونة بالأخطاء العلمية منها العقدية ومنها الفقهية فنحن حينما نقول أن ننشغل بالأحياء دون الأموات يكفينا أعني ما ننصب العداء بيننا وبين شخص ما وإنما بيننا وبين دعوته هذا بعد ما مات بصورة خاصة يعني وانتقل إلى عفو الله عز وجل إن شاء الله ورحمته هذا من جهة وقلت للدكتور ولا أزال أنا على هذا وأظن أن أكثر إخواننا من طلاب العلم ومشايخنا على هذا وهو أن الحق في طبيعة أمره ثقيل على عامة الناس إلا من شاء الله عز وجل (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) فإذا ضم إلى الدعوة وثقلها على الناس كما ذكرنا القسوة والشدة اجتمع قسوتان وشدتان ويكون ذلك مدعاة لتنفير الناس عن دعوة الحق بينما المقصود من الدعوة استجلابهم إليها وما منا من أحد من طلاب العلم إلا وهو يذكر آيات في القرآن الكريم وأحاديث كثيرة من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام التي تحض على الرفق واللين والآيات معروفة ولسنا بحاجة إلى تذكيرها من مثل الآية التي أمر الله عز وجل فيها موسى عليه السلام وأخاه هارون حينما قال (( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )).
وما أعتقد أن أحدًا ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وحسابه عند الله يُعلن هذه الكلمة، ما منا من أحدٍ يتصوَّر أنه مهما كان منحرفًا في دعوته وبخاصة إذا لم يكن قد استعمل القسوة والشدة بين من يدعوهم إلى دعوته مهما كانت منحرفة عن الحق، لا يبلغ شأنُه ذرة مما كان عليه فرعون هذا الذي أُرسل إليه موسى وهارون.
ومع ذلك فإذا كان الله عزَّ وجلَّ أمر هذين الرسولَين الكريمَين أو النبيَّين المصطَفَين بأن يُلينا القول مع أطغى رجل على وجه الأرض حيث قال (( فقال أنا ربكم الأعلى ))، ومع ذلك قال (( فقولا له )) إلخ.
فأنا أعتقد أن سيد قطب ما يبلغ شأنه شأن فرعون إطلاقًا، فالرد عليه يُراد به أتباعه الآن لأنه هو ذهب بعُجره وبُجره كما يقال، إذا كان المقصود إذن الأحياء، فأنا سأقول في الأحياء ما قلتُ في هذا الذي مات بأن هؤلاء لا يبلغ شرهم شر فرعون الذي ادعى النبوة.
لذلك ما ينبغي أن نجمعَ قسوتَين إحداهما لا بد منهما وهي دعوة الحق التي تفرِّق بين الحق والباطل، وتفرِّق بين المرء وأخيه، ولذلك كان من أسماء القرآن الكريم الفرقان، وكان من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام الفارِق لأنه أولًا فرَّق بين الحق والباطل، بين التوحيد والشرك، بل وفرَّق بين الرجل وابنه، بين الابن وأبيه وهكذا.
هكذا طبيعة دعوة الحق، فحسبُنا نحن إذن أن ندعو الناس إلى هذه الدعوة كما قال تعالى (( بالحكمة والموعظة الحسَنة ))، ومما يَحسُن ذِكره هنا هو من باب التذكير وليس من باب التعليم لأن هذا وذاك مما ذكرناه لا يخفى على الإنسان، ولذلك فنحن إنما نتمثل بقول ربنا عزَّ وجلَّ في القرآن (( وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ))، حينما جاء ذلك اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم سلام اليهودي الكافر الحاقد السام عليك يا رسول الله، فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن قال ( وعليك ) لكن السيدة عائشة التي كانت وراء الحجاب انتفضت وانشقت شقتَين، أخذتها حميَّة الإسلام على نبي الإسلام حيث قالت " وعليك السام واللعنة والغضب إخوة القرَدة والخنازير "، فلما خرج اليهودي أنكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على عائشة، وقال لها ( يا عائشة -وهنا الشاهد- ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه )، فبينتْ عذرَها وهذا عذر كل من يتحمس في الدعوة ويستعمل شيء من الشدة، قالت " يا رسول الله ألم تسمع ما قال؟ " قال عليه الصلاة والسلام ( ألم تسمعي ما قلتُ؟ قال السام، قلت وعليك ) انتهى الأمر، فبلاش هذه الشدة لأن الشدة لا تأتي بخير.
ولذلك الواقع نحن مسرورون جدًّا بنشاط أخينا الدكتور العلمي لكننا ننصحُه أن يستعمل الرفقَ مع هؤلاء الناس الذين انحرفوا عن دعوة الحق بدعوة رجل لا علمَ عنده.
ونحن قلنا للدكتور سيد قطب ليس بعالِم، بل ربما لا يُحشر في طلبة العلم ككثير من الكُتاب وبخاصة المصريين يعني يكتبون ويظنُّون أنهم ممن يُحسنون صنعًا هذا رأيي.
السائل : الشيخ ربيع في الزيارة السابقة تكلمنا عن كتاب " أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب " وقلتَ لي أن فيه شدة، فأنا طالبتُك بالدليل، ووعدتَني في مرة أخرى عند أخينا أبو كامل، أيضًا طالبتُك بالدليل قلت لي لا يحضرني الآن، فأريد أن أرى الشدة في كتبه حتى أنصحه.
الشيخ : طيب، وأنت ما قرأت كتبَه؟
السائل : قرأتُ كتبه لكن لم أجد الشدة.
الشيخ : سبحان الله!
السائل : نعم، أعطنا البرهان على شدته في كتابه " أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب "
الشيخ : أنا ما كنت أظن أنك بحاجة إلى مثل هذا الدليل.
السائل : أتثبت.
الشيخ : التثبُّت لمن لم يدرس، أما وأنتَ درستَ الكتاب من أوله إلى آ خره، ودرستَ كتبَه الأخرى ما وجدتَ شيئًا من الشدة؟
السائل : ما وجدت، حينما كتبتم له تزكية وأنتم موافِقون عليه، ثم قسَّمتُم المعارضين له إلى قسمَين قسم عالِم، وقسم ثم في الأخير قلتم هذا الثاني أيضًا يعني كلام قاسي جدًّا أكثر مما قاله.
الشيخ : الثاني إيش؟
السائل :الثاني الذي هو عن هوى أو عن كذا، فقلتم هذا يجب أن يقصم ويجب أن كذا وكذا وكذا فوجدت هذا فيه شدة أكثر!
الشيخ : شدة ممن؟
السائل : منك حينما كتبتَ له في الخطاب، كتبتَ للشيخ ربيع أنك تشكرُه على نشاطه العلمي وكذا وكذا وتنصحه وتقول المخالِفون له قسمان قسم كذا وقسم كذا والثاني هذا يجب أن يُقصم ويجب أن يُبعد وتكلمت كلامًا قاسيًا في القسم الثاني الذي.
الشيخ : طيب، أنت الآن تتبنى رأي الدكتور، أو أسلوب الدكتور؟
السائل : لا أنا ما أتبنى بس أريد الشدة.
الشيخ : عفوًا أنت الآن كما يقولون عندنا في الشام نصف الكلام ما عليه جواب! فهل فهمتَ ماذا أعني بـقولي أنت الآن؟
السائل : نعم
الشيخ : فاصبر علي، أنت الآن تتبنى أسلوب الدكتور الربيع، اسمع يا أخي الله يهديك اصبر علي، أعني حينما تقول أنه لا شدة في أسلوبه إذن أنت تتبنَّى هذا الأسلوب كيف تقول لا؟!
السائل : لأني أنا أنفي الشدة عنه! وأريد أن أرى الشدة أين هي؟!
الشيخ : سبحان الله! ما فيه فائدة من إعادة الكلام، إلا إذا لم يفهم بعضُنا بعضًا، أنا فهمتُ الآن منك، لكن أنا أقول الآن بناء على ما سمعتُ منكَ أنك تتبنَّى أسلوب الدكتور في ردِّه على سيد قطب وعلى الإخوان المسلمين وعلى كل المنحرِفين عن السنة، صحيح هذا الذي أقول؟
السائل : نعم.
الشيخ : الآن هل يصح أن نقول عن إنسان إنه قال هذا عن هوى ونحن ما شققنا عن قلبه؟ هذا أولًا، ألا يكفينا في أسلوب الدعوة أن نقول إن هذا خطأ، أو هذا ضلال، وبلاش نتعمَّق إلى ما في القلوب وأن نقول إنه قال ذلك عن هوى وبخاصة بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى إلى رحمة الله وفضله، أسألك أنا الآن هل هذا من أسلوب الدعوة اللينة التي مثلنا لها آنفًا ببعض الآيات والأحاديث؟
السائل : هو يقول عن هوى؟
الشيخ : أنت تقول هكذا.
السائل : أنا قلت أن الشيخ ربيع قال عن هوى؟ أنا أريد الشدة في كتاب الشيخ ربيع؟ والكتاب موجود عندك ووعدتني به.
الشيخ : أنت ماذا نسبتَ إلي في شيء قلت أن هذا الشيء يجب أن يؤخَّر ما هو؟
السائل : هذا كلامك أنت.
الشيخ : فهمت أنا كلامي نعم كلامي أن ندع اتهام الناس بالهوى.
السائل : لا أنت كنتَ تقول عمن يخالف الشيخ ربيع منهم من يخالفه عن هوى، ومنهم من يخالفه كذا، وهذا يجب أن يُفعل به كذا وكذا.
الشيخ : يُفعل فيه ماذا؟
السائل : في هذا الشخص الذي يقول هذا الكلام.
الشيخ : نحن يجب ألا نتجادل على الهوى، يجب أن نحضِر النصوص، وين هذا الكلام؟
السائل : من كلام الشيخ ربيع.
الشيخ : قل لي وين حتى نطالعه يا أخي.
السائل : التزكية التي كتبها الشيخ للشيخ ربيع في ورقة.
الشيخ : أعطينا كتب هذا الربيع!
السائل : فيه ورقة كانت خارجة عن الكتاب.
الشيخ : ثم ماذا وراء هذا يا أستاذ؟
السائل : يعني هو رجل إن شاء الله نحسبه على خير فالناس يقولوا خلاص الشيخ ناصر يقول هذا أسلوبه غير صحيح وعنده شدة، فنحن نريد نرى الشدة أين هي؟
الشيخ : في كل كتبه الشدة موجودة.
السائل : عندكم " أضواء إسلامية " ؟
الشيخ : الآن هنا يقول " فهذا يبيِّن إصرار سيد قطب على الطعن في أصحاب رسول الله، وإصراره على الاشتراكية الغالية التي قررها في هذا الكتاب، وإصراره على رمي المجتمعات الإسلامية كلها بأنها مجتمعات جاهليَّة أي كافرة ". هذا مش شدة؟
السائل : وين الشدة أين هي؟
الشيخ : أي كافرة.
السائل : ما قال الجاهلية، ما قال.
الشيخ : يا أخي لا تكرر الكلام الله يرضى عليك، خلينا في اللفظة التي نحن نتباحث فيها الآن، أنت تعرف في الحديث الصحيح ( إن فيك جاهلية ) هل هذا معناه أن هو كافر؟
السائل : لا.
الشيخ : طيب، فإذا السيد قطب وصف مجتمعه بأنه مجتمعه مجتمع جاهلي، من أين لنا أن نفسِّر وأن ننسب إليه أنه يكفِّر هذا المجتمع؟
السائل : حينما قال هؤلاء المؤذنون الذين يقولون لا إله إلا الله.
الشيخ : نحن هنا الآن، لا تجيب لي من بره يا أخي نحن نناقش العبارة التي بيننا ولكل عبارة ملاحظتنا فيها ونقاشنا فيها إلخ، أنا أقول الآن المجتمع جاهلي يقال أي كافر، نحن نقول أي كافر هل هذا لين؟
السائل : بالنسبة للكلمة هذه ما هي صحيحة، بس بالنسبة لما سبق.
الشيخ : يا أخي الله يرضى عليك يعني نحن نقول كل كلمة وكل عبارة هو متشدد فيها، أنتَ نفيتَ آنفًا أن يكون في كتاباته شدَّة وأنك ما رأيتَ فيها شيئًا من الشدة هذا شيءٌ من الشدة وحسبُك اعترافُك الآن وهذا من فضلك، ولذلك نحن لا نريد أن نتعصَّب لأشخاص ولا على أشخاص يعني لا نريد أن نتعصب لزيد ولا على زيد لا نريد أن نتعصب لأخينا الربيع لأن الحق معه ولا نريد أن نتعصب على سيد قطب لأن البطل والخطأ معه، نريد أن نكون بين ذلك ( سددوا وقاربوا )، أنا لو كنتُ متفرغًا من أجل الربيع فقط بضيّع وقتي حتى أعطي إشارة أن هذه فيها شدة، أنت بتحرك رأسك لكن كأني أنا سادد حيطان هنا بالتعبير السوري، اسمح لي الله يهديك أنت ولا أخونا أنتو بتظنوا أن الشيخ الألباني ما فيه عنده ما يشغله إلا أن يقرأ كتب أصدقاؤه وإخوانه في المنهج وكتب خصومه أيضًا ويقعد بقى ويصفي! لا، نحن يكفينا تصفية السنة وما فينا كفاية والحمد لله رب العالمين. ولذلك لا تتحمس أنت أيضًا مع صاحبنا القديم أنت تقول ليش ما تبيّن.
السائل : أنا أنقل له إذا كنت وجدت شيء أنا أنقل له وأبيِّن له.
الشيخ : ... .
السائل : كلمة كافرة نسأله لم قلت هذا؟
الشيخ : افهم علي ماذا أقول.
السائل : والله فاهم.
الشيخ : أنتَ تطلب مني أن أفلي له كتابه، ولا؟
السائل : نعم أنت تقول فيه شدة طيب من أين هذه الشدة؟ من هذه الكلمة مثلًا؟ أنا أقول بناء على ما قرأه من قبل أنه مجتمعات جاهلية ولم تحكم بالإسلام فسرها بما مضى بشيء ماضٍ.
الشيخ : هذا منه الشيء الكثير بارك الله فيك، بس أنت اقرأ الكتاب بروية بإمعان لا مع زيد ولا على عمرو وإنما مع الحق حيثما كان أسلوبًا وغاية، فإذا أنت قرأتها ستجد أشياء كثيرة وكثيرة جدًّا نحن معه علمًا باختصار لسنا معه أسلوبًا، والمجتمع الآن أنا في الأمس القريب كان عندي هنا ناس جرى حديث حول أسلوب الدعوة، ومما دار الحديث حوله الهجر الشرعي ومقاطعة المسلم للكافر بل وللمسلم المبتدِع، فأنا قلت وهذا ما أدينُ اللهَ به وأنصح الناس به أن مبدأ الهجر في الإسلام مبدأ رائع ووسيلة تربوية عظيمة جدًّا ولكن يجب أن توضَع في مكانها وفي زمانها. ويكفي في ذلك دلالة قصة الثلاثة الذين خلِّفوا، لكن أنا لا أرى اليوم المسلم أن يقاطع أخاه المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لأنه انحرف إما فكرا وإما عملا بل عليه أن يصاحبه وأن يناصحه، إذا خشي أن يصاب هو بشيء مما في صاحبه من لوثة فكرية أو خلقية يبتعد عنه، أما من كان ذا حجة وذا عصمة في نفسِه وخلق قويم إلخ فهذا لا ينبغي في هذا العصر أن يعلن مبدأ المهاجرة والمقاطعة. وذكرت أنا بهذه المناسبة أمس القريب ومرارا وتكرارا ولعل هذا مسجل في بعض الأشرطة الحكاية التي تحكى عندنا في سورية أن رجلا كان مبتلى بترك الصلاة ثم تاب وأناب إلى الله عزَّ وجلَّ فيما ظهر منه، وعزم أن أول صلاة يذهب إلى المسجد ويصليها فلما ذهب إلى المسجد وإذا المسجد مغلق فقال أنت مسكر وأنا مبطل تعرف هالنكتة السورية؟ طيب اليوم مثلنا ومثل المنحرِفين عن الدعوة مثل هذا الرجل تمامًا، بمعنى نحن الآن في زمن الغربة التي تحدث عنها الرسول عليه السلام في أكثر من حديث واحد، ومنها أنه وصف الغرباء أنهم ( ناس قليلون صالِحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ).
فالآن إذا نحن بدأنا نرفع راية الهجر والمقاطعة ما راح يبقى حولنا حتى أولئك الناس الذين قد نظن أن فيهم استعداد لجلبهم إلى الخير هذا كذا وهذا كذا.
لا الآن نحن أشبه ما نكون في العهد الأول يعني نحن الآن غرباء ويكفي وصف الرسول عليه السلام، نحن مضطهدون سواء من الحكام أو من المجتمع العام الذي سماه سيد قطب بالمجتمع الجاهلي لأنه يغلب عليهم أفعال الجاهلية الأولى، الآن تبرج النساء سبقوا نساء الجاهلية إلخ، فضلا عن انحرافات عقدية وفكرية وعمليَّة وانتشار الربا والزنا والفاحشة مما لم يكن في زمن الجاهلية الأولى، الشاهد فإذا ما نحن استعملنا الشدة ومن ذلك الهجر المشروع معنى ذلك أننا ابتعدنا عن الدعوة وكما يُعبِّرون اليوم تقوقعنا على أنفسنا، فأنا أريد والله مخلصا لصديقنا ولا أقول لتلميذنا قديما أن يظل مستمرا في علمه وجهاده ولكن أن يلين قوله مع خصومه وبس.
السائل : هذا قلت مات ونحن نريد الأحياء منهم أخوه الآن محمد قطب هو الذي يتولى تحقيق كتابه " الظلال " ويطبع منه الملايين والألوف ... هاتفا قلت يا أستاذ محمد أنت مسؤول عن " الظلال " وطبعته لماذا لا تعلق على كتاب أخيك " الظلال " ؟ قال أنا لا أبدل ولا أغير.
الشيخ : ما شاء الله.
السائل : قلت أنا لا أطالبك بالتبديل ولا التغيير أطالبك بالتعليق امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ) فأنت تستطيع بقلمك أن تقول في الحاشية عند وحدة الوجود في سورة الحديد هذه زلة قدم من أخي وهذا خطأ وهذه وحدة وجود عند الصوفية منافية للتوحيد إلى غيرها من التعليق وغيرها من الأخطاء فسكت قليلا ثم قال شكر الله سعيك قلت له إن شاء الله بتعلق وبتعطيني نسخة فيها تعليقك فهذا أرى من النصح للأحياء الذين يشرفون على طبع كتبه.
الشيخ : وهل في هذا خلاف؟
السائل : كويس نعم.
الشيخ : أسألك في هذا خلاف؟
السائل : لا إن شاء الله ما فيه.
الشيخ : هذا الذي ننشده وهذا الذي ندندن حوله ولعلك تعلم أن أول من رد على سيد قطب قوله بوحدة الوجود هو الذي أنت تتكلم معه الآن ورد عليه في مجلة المجتمع وبعنوان أن الشيخ الألباني يكفر سيد قطب.
السائل : هذا عبد الله عزام ... فنحن لا نكفره لكن كما قلت وأيضا محمد قطب يقول في كتابه لا إله إلا الله التفلت من طبيعة الإنسان ... وآدم تفلت وجاب الآية (( وعصى آدم ربه فغوى )) قلت له يا شيخ محمد آدم عصى (( فنسي ولم نجد له عزما )) آدم تفلت من التكاليف الشرعية .
الشيخ : يا جماعة هدول ليسوا بعلماء أنت خليك معاي علماء لا يحسنون التعبير علماء يكونون أعلم منا لا يحسنون التعبير فهدول كتاب وليسوا بعلماء أنا بقلك.
السائل : ننصحهم.
الشيخ : أنا بقلك لا تنصحهم.
السائل : ولو كان يدرسون في الجامعة ويكتبون للناس والناس يثقون بهم فنحن واجب علينا أن نبين.
الشيخ : ما أحد يخالفك في هذا المهم تحسيين الأسلوب.
الشيخ : والله يا أستاذ نرى أننا ننشغل بالأحياء دون الأموات خير لنا، هذا أولا ثانيا أنا قلت لأخينا الدكتور ربيع سيد قطب رجل ليس بعالم وهو من الكتاب المصريين الذين لم ينشؤوا على العلم والعلم الصحيح ولكن كان عنده فيما يبدو قلم سيال وربما ينضاف إلى ذلك أنه كان عنده ككثير من الشباب اليوم عندهم عواطف إسلامية جامحة لكنهم كما قيل " أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " فكتبه كما بين الدكتور جزاه الله خيرا مشحونة بالأخطاء العلمية منها العقدية ومنها الفقهية فنحن حينما نقول أن ننشغل بالأحياء دون الأموات يكفينا أعني ما ننصب العداء بيننا وبين شخص ما وإنما بيننا وبين دعوته هذا بعد ما مات بصورة خاصة يعني وانتقل إلى عفو الله عز وجل إن شاء الله ورحمته هذا من جهة وقلت للدكتور ولا أزال أنا على هذا وأظن أن أكثر إخواننا من طلاب العلم ومشايخنا على هذا وهو أن الحق في طبيعة أمره ثقيل على عامة الناس إلا من شاء الله عز وجل (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) فإذا ضم إلى الدعوة وثقلها على الناس كما ذكرنا القسوة والشدة اجتمع قسوتان وشدتان ويكون ذلك مدعاة لتنفير الناس عن دعوة الحق بينما المقصود من الدعوة استجلابهم إليها وما منا من أحد من طلاب العلم إلا وهو يذكر آيات في القرآن الكريم وأحاديث كثيرة من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام التي تحض على الرفق واللين والآيات معروفة ولسنا بحاجة إلى تذكيرها من مثل الآية التي أمر الله عز وجل فيها موسى عليه السلام وأخاه هارون حينما قال (( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )).
وما أعتقد أن أحدًا ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وحسابه عند الله يُعلن هذه الكلمة، ما منا من أحدٍ يتصوَّر أنه مهما كان منحرفًا في دعوته وبخاصة إذا لم يكن قد استعمل القسوة والشدة بين من يدعوهم إلى دعوته مهما كانت منحرفة عن الحق، لا يبلغ شأنُه ذرة مما كان عليه فرعون هذا الذي أُرسل إليه موسى وهارون.
ومع ذلك فإذا كان الله عزَّ وجلَّ أمر هذين الرسولَين الكريمَين أو النبيَّين المصطَفَين بأن يُلينا القول مع أطغى رجل على وجه الأرض حيث قال (( فقال أنا ربكم الأعلى ))، ومع ذلك قال (( فقولا له )) إلخ.
فأنا أعتقد أن سيد قطب ما يبلغ شأنه شأن فرعون إطلاقًا، فالرد عليه يُراد به أتباعه الآن لأنه هو ذهب بعُجره وبُجره كما يقال، إذا كان المقصود إذن الأحياء، فأنا سأقول في الأحياء ما قلتُ في هذا الذي مات بأن هؤلاء لا يبلغ شرهم شر فرعون الذي ادعى النبوة.
لذلك ما ينبغي أن نجمعَ قسوتَين إحداهما لا بد منهما وهي دعوة الحق التي تفرِّق بين الحق والباطل، وتفرِّق بين المرء وأخيه، ولذلك كان من أسماء القرآن الكريم الفرقان، وكان من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام الفارِق لأنه أولًا فرَّق بين الحق والباطل، بين التوحيد والشرك، بل وفرَّق بين الرجل وابنه، بين الابن وأبيه وهكذا.
هكذا طبيعة دعوة الحق، فحسبُنا نحن إذن أن ندعو الناس إلى هذه الدعوة كما قال تعالى (( بالحكمة والموعظة الحسَنة ))، ومما يَحسُن ذِكره هنا هو من باب التذكير وليس من باب التعليم لأن هذا وذاك مما ذكرناه لا يخفى على الإنسان، ولذلك فنحن إنما نتمثل بقول ربنا عزَّ وجلَّ في القرآن (( وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ))، حينما جاء ذلك اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم سلام اليهودي الكافر الحاقد السام عليك يا رسول الله، فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن قال ( وعليك ) لكن السيدة عائشة التي كانت وراء الحجاب انتفضت وانشقت شقتَين، أخذتها حميَّة الإسلام على نبي الإسلام حيث قالت " وعليك السام واللعنة والغضب إخوة القرَدة والخنازير "، فلما خرج اليهودي أنكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على عائشة، وقال لها ( يا عائشة -وهنا الشاهد- ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه )، فبينتْ عذرَها وهذا عذر كل من يتحمس في الدعوة ويستعمل شيء من الشدة، قالت " يا رسول الله ألم تسمع ما قال؟ " قال عليه الصلاة والسلام ( ألم تسمعي ما قلتُ؟ قال السام، قلت وعليك ) انتهى الأمر، فبلاش هذه الشدة لأن الشدة لا تأتي بخير.
ولذلك الواقع نحن مسرورون جدًّا بنشاط أخينا الدكتور العلمي لكننا ننصحُه أن يستعمل الرفقَ مع هؤلاء الناس الذين انحرفوا عن دعوة الحق بدعوة رجل لا علمَ عنده.
ونحن قلنا للدكتور سيد قطب ليس بعالِم، بل ربما لا يُحشر في طلبة العلم ككثير من الكُتاب وبخاصة المصريين يعني يكتبون ويظنُّون أنهم ممن يُحسنون صنعًا هذا رأيي.
السائل : الشيخ ربيع في الزيارة السابقة تكلمنا عن كتاب " أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب " وقلتَ لي أن فيه شدة، فأنا طالبتُك بالدليل، ووعدتَني في مرة أخرى عند أخينا أبو كامل، أيضًا طالبتُك بالدليل قلت لي لا يحضرني الآن، فأريد أن أرى الشدة في كتبه حتى أنصحه.
الشيخ : طيب، وأنت ما قرأت كتبَه؟
السائل : قرأتُ كتبه لكن لم أجد الشدة.
الشيخ : سبحان الله!
السائل : نعم، أعطنا البرهان على شدته في كتابه " أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب "
الشيخ : أنا ما كنت أظن أنك بحاجة إلى مثل هذا الدليل.
السائل : أتثبت.
الشيخ : التثبُّت لمن لم يدرس، أما وأنتَ درستَ الكتاب من أوله إلى آ خره، ودرستَ كتبَه الأخرى ما وجدتَ شيئًا من الشدة؟
السائل : ما وجدت، حينما كتبتم له تزكية وأنتم موافِقون عليه، ثم قسَّمتُم المعارضين له إلى قسمَين قسم عالِم، وقسم ثم في الأخير قلتم هذا الثاني أيضًا يعني كلام قاسي جدًّا أكثر مما قاله.
الشيخ : الثاني إيش؟
السائل :الثاني الذي هو عن هوى أو عن كذا، فقلتم هذا يجب أن يقصم ويجب أن كذا وكذا وكذا فوجدت هذا فيه شدة أكثر!
الشيخ : شدة ممن؟
السائل : منك حينما كتبتَ له في الخطاب، كتبتَ للشيخ ربيع أنك تشكرُه على نشاطه العلمي وكذا وكذا وتنصحه وتقول المخالِفون له قسمان قسم كذا وقسم كذا والثاني هذا يجب أن يُقصم ويجب أن يُبعد وتكلمت كلامًا قاسيًا في القسم الثاني الذي.
الشيخ : طيب، أنت الآن تتبنى رأي الدكتور، أو أسلوب الدكتور؟
السائل : لا أنا ما أتبنى بس أريد الشدة.
الشيخ : عفوًا أنت الآن كما يقولون عندنا في الشام نصف الكلام ما عليه جواب! فهل فهمتَ ماذا أعني بـقولي أنت الآن؟
السائل : نعم
الشيخ : فاصبر علي، أنت الآن تتبنى أسلوب الدكتور الربيع، اسمع يا أخي الله يهديك اصبر علي، أعني حينما تقول أنه لا شدة في أسلوبه إذن أنت تتبنَّى هذا الأسلوب كيف تقول لا؟!
السائل : لأني أنا أنفي الشدة عنه! وأريد أن أرى الشدة أين هي؟!
الشيخ : سبحان الله! ما فيه فائدة من إعادة الكلام، إلا إذا لم يفهم بعضُنا بعضًا، أنا فهمتُ الآن منك، لكن أنا أقول الآن بناء على ما سمعتُ منكَ أنك تتبنَّى أسلوب الدكتور في ردِّه على سيد قطب وعلى الإخوان المسلمين وعلى كل المنحرِفين عن السنة، صحيح هذا الذي أقول؟
السائل : نعم.
الشيخ : الآن هل يصح أن نقول عن إنسان إنه قال هذا عن هوى ونحن ما شققنا عن قلبه؟ هذا أولًا، ألا يكفينا في أسلوب الدعوة أن نقول إن هذا خطأ، أو هذا ضلال، وبلاش نتعمَّق إلى ما في القلوب وأن نقول إنه قال ذلك عن هوى وبخاصة بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى إلى رحمة الله وفضله، أسألك أنا الآن هل هذا من أسلوب الدعوة اللينة التي مثلنا لها آنفًا ببعض الآيات والأحاديث؟
السائل : هو يقول عن هوى؟
الشيخ : أنت تقول هكذا.
السائل : أنا قلت أن الشيخ ربيع قال عن هوى؟ أنا أريد الشدة في كتاب الشيخ ربيع؟ والكتاب موجود عندك ووعدتني به.
الشيخ : أنت ماذا نسبتَ إلي في شيء قلت أن هذا الشيء يجب أن يؤخَّر ما هو؟
السائل : هذا كلامك أنت.
الشيخ : فهمت أنا كلامي نعم كلامي أن ندع اتهام الناس بالهوى.
السائل : لا أنت كنتَ تقول عمن يخالف الشيخ ربيع منهم من يخالفه عن هوى، ومنهم من يخالفه كذا، وهذا يجب أن يُفعل به كذا وكذا.
الشيخ : يُفعل فيه ماذا؟
السائل : في هذا الشخص الذي يقول هذا الكلام.
الشيخ : نحن يجب ألا نتجادل على الهوى، يجب أن نحضِر النصوص، وين هذا الكلام؟
السائل : من كلام الشيخ ربيع.
الشيخ : قل لي وين حتى نطالعه يا أخي.
السائل : التزكية التي كتبها الشيخ للشيخ ربيع في ورقة.
الشيخ : أعطينا كتب هذا الربيع!
السائل : فيه ورقة كانت خارجة عن الكتاب.
الشيخ : ثم ماذا وراء هذا يا أستاذ؟
السائل : يعني هو رجل إن شاء الله نحسبه على خير فالناس يقولوا خلاص الشيخ ناصر يقول هذا أسلوبه غير صحيح وعنده شدة، فنحن نريد نرى الشدة أين هي؟
الشيخ : في كل كتبه الشدة موجودة.
السائل : عندكم " أضواء إسلامية " ؟
الشيخ : الآن هنا يقول " فهذا يبيِّن إصرار سيد قطب على الطعن في أصحاب رسول الله، وإصراره على الاشتراكية الغالية التي قررها في هذا الكتاب، وإصراره على رمي المجتمعات الإسلامية كلها بأنها مجتمعات جاهليَّة أي كافرة ". هذا مش شدة؟
السائل : وين الشدة أين هي؟
الشيخ : أي كافرة.
السائل : ما قال الجاهلية، ما قال.
الشيخ : يا أخي لا تكرر الكلام الله يرضى عليك، خلينا في اللفظة التي نحن نتباحث فيها الآن، أنت تعرف في الحديث الصحيح ( إن فيك جاهلية ) هل هذا معناه أن هو كافر؟
السائل : لا.
الشيخ : طيب، فإذا السيد قطب وصف مجتمعه بأنه مجتمعه مجتمع جاهلي، من أين لنا أن نفسِّر وأن ننسب إليه أنه يكفِّر هذا المجتمع؟
السائل : حينما قال هؤلاء المؤذنون الذين يقولون لا إله إلا الله.
الشيخ : نحن هنا الآن، لا تجيب لي من بره يا أخي نحن نناقش العبارة التي بيننا ولكل عبارة ملاحظتنا فيها ونقاشنا فيها إلخ، أنا أقول الآن المجتمع جاهلي يقال أي كافر، نحن نقول أي كافر هل هذا لين؟
السائل : بالنسبة للكلمة هذه ما هي صحيحة، بس بالنسبة لما سبق.
الشيخ : يا أخي الله يرضى عليك يعني نحن نقول كل كلمة وكل عبارة هو متشدد فيها، أنتَ نفيتَ آنفًا أن يكون في كتاباته شدَّة وأنك ما رأيتَ فيها شيئًا من الشدة هذا شيءٌ من الشدة وحسبُك اعترافُك الآن وهذا من فضلك، ولذلك نحن لا نريد أن نتعصَّب لأشخاص ولا على أشخاص يعني لا نريد أن نتعصب لزيد ولا على زيد لا نريد أن نتعصب لأخينا الربيع لأن الحق معه ولا نريد أن نتعصب على سيد قطب لأن البطل والخطأ معه، نريد أن نكون بين ذلك ( سددوا وقاربوا )، أنا لو كنتُ متفرغًا من أجل الربيع فقط بضيّع وقتي حتى أعطي إشارة أن هذه فيها شدة، أنت بتحرك رأسك لكن كأني أنا سادد حيطان هنا بالتعبير السوري، اسمح لي الله يهديك أنت ولا أخونا أنتو بتظنوا أن الشيخ الألباني ما فيه عنده ما يشغله إلا أن يقرأ كتب أصدقاؤه وإخوانه في المنهج وكتب خصومه أيضًا ويقعد بقى ويصفي! لا، نحن يكفينا تصفية السنة وما فينا كفاية والحمد لله رب العالمين. ولذلك لا تتحمس أنت أيضًا مع صاحبنا القديم أنت تقول ليش ما تبيّن.
السائل : أنا أنقل له إذا كنت وجدت شيء أنا أنقل له وأبيِّن له.
الشيخ : ... .
السائل : كلمة كافرة نسأله لم قلت هذا؟
الشيخ : افهم علي ماذا أقول.
السائل : والله فاهم.
الشيخ : أنتَ تطلب مني أن أفلي له كتابه، ولا؟
السائل : نعم أنت تقول فيه شدة طيب من أين هذه الشدة؟ من هذه الكلمة مثلًا؟ أنا أقول بناء على ما قرأه من قبل أنه مجتمعات جاهلية ولم تحكم بالإسلام فسرها بما مضى بشيء ماضٍ.
الشيخ : هذا منه الشيء الكثير بارك الله فيك، بس أنت اقرأ الكتاب بروية بإمعان لا مع زيد ولا على عمرو وإنما مع الحق حيثما كان أسلوبًا وغاية، فإذا أنت قرأتها ستجد أشياء كثيرة وكثيرة جدًّا نحن معه علمًا باختصار لسنا معه أسلوبًا، والمجتمع الآن أنا في الأمس القريب كان عندي هنا ناس جرى حديث حول أسلوب الدعوة، ومما دار الحديث حوله الهجر الشرعي ومقاطعة المسلم للكافر بل وللمسلم المبتدِع، فأنا قلت وهذا ما أدينُ اللهَ به وأنصح الناس به أن مبدأ الهجر في الإسلام مبدأ رائع ووسيلة تربوية عظيمة جدًّا ولكن يجب أن توضَع في مكانها وفي زمانها. ويكفي في ذلك دلالة قصة الثلاثة الذين خلِّفوا، لكن أنا لا أرى اليوم المسلم أن يقاطع أخاه المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لأنه انحرف إما فكرا وإما عملا بل عليه أن يصاحبه وأن يناصحه، إذا خشي أن يصاب هو بشيء مما في صاحبه من لوثة فكرية أو خلقية يبتعد عنه، أما من كان ذا حجة وذا عصمة في نفسِه وخلق قويم إلخ فهذا لا ينبغي في هذا العصر أن يعلن مبدأ المهاجرة والمقاطعة. وذكرت أنا بهذه المناسبة أمس القريب ومرارا وتكرارا ولعل هذا مسجل في بعض الأشرطة الحكاية التي تحكى عندنا في سورية أن رجلا كان مبتلى بترك الصلاة ثم تاب وأناب إلى الله عزَّ وجلَّ فيما ظهر منه، وعزم أن أول صلاة يذهب إلى المسجد ويصليها فلما ذهب إلى المسجد وإذا المسجد مغلق فقال أنت مسكر وأنا مبطل تعرف هالنكتة السورية؟ طيب اليوم مثلنا ومثل المنحرِفين عن الدعوة مثل هذا الرجل تمامًا، بمعنى نحن الآن في زمن الغربة التي تحدث عنها الرسول عليه السلام في أكثر من حديث واحد، ومنها أنه وصف الغرباء أنهم ( ناس قليلون صالِحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ).
فالآن إذا نحن بدأنا نرفع راية الهجر والمقاطعة ما راح يبقى حولنا حتى أولئك الناس الذين قد نظن أن فيهم استعداد لجلبهم إلى الخير هذا كذا وهذا كذا.
لا الآن نحن أشبه ما نكون في العهد الأول يعني نحن الآن غرباء ويكفي وصف الرسول عليه السلام، نحن مضطهدون سواء من الحكام أو من المجتمع العام الذي سماه سيد قطب بالمجتمع الجاهلي لأنه يغلب عليهم أفعال الجاهلية الأولى، الآن تبرج النساء سبقوا نساء الجاهلية إلخ، فضلا عن انحرافات عقدية وفكرية وعمليَّة وانتشار الربا والزنا والفاحشة مما لم يكن في زمن الجاهلية الأولى، الشاهد فإذا ما نحن استعملنا الشدة ومن ذلك الهجر المشروع معنى ذلك أننا ابتعدنا عن الدعوة وكما يُعبِّرون اليوم تقوقعنا على أنفسنا، فأنا أريد والله مخلصا لصديقنا ولا أقول لتلميذنا قديما أن يظل مستمرا في علمه وجهاده ولكن أن يلين قوله مع خصومه وبس.
السائل : هذا قلت مات ونحن نريد الأحياء منهم أخوه الآن محمد قطب هو الذي يتولى تحقيق كتابه " الظلال " ويطبع منه الملايين والألوف ... هاتفا قلت يا أستاذ محمد أنت مسؤول عن " الظلال " وطبعته لماذا لا تعلق على كتاب أخيك " الظلال " ؟ قال أنا لا أبدل ولا أغير.
الشيخ : ما شاء الله.
السائل : قلت أنا لا أطالبك بالتبديل ولا التغيير أطالبك بالتعليق امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ) فأنت تستطيع بقلمك أن تقول في الحاشية عند وحدة الوجود في سورة الحديد هذه زلة قدم من أخي وهذا خطأ وهذه وحدة وجود عند الصوفية منافية للتوحيد إلى غيرها من التعليق وغيرها من الأخطاء فسكت قليلا ثم قال شكر الله سعيك قلت له إن شاء الله بتعلق وبتعطيني نسخة فيها تعليقك فهذا أرى من النصح للأحياء الذين يشرفون على طبع كتبه.
الشيخ : وهل في هذا خلاف؟
السائل : كويس نعم.
الشيخ : أسألك في هذا خلاف؟
السائل : لا إن شاء الله ما فيه.
الشيخ : هذا الذي ننشده وهذا الذي ندندن حوله ولعلك تعلم أن أول من رد على سيد قطب قوله بوحدة الوجود هو الذي أنت تتكلم معه الآن ورد عليه في مجلة المجتمع وبعنوان أن الشيخ الألباني يكفر سيد قطب.
السائل : هذا عبد الله عزام ... فنحن لا نكفره لكن كما قلت وأيضا محمد قطب يقول في كتابه لا إله إلا الله التفلت من طبيعة الإنسان ... وآدم تفلت وجاب الآية (( وعصى آدم ربه فغوى )) قلت له يا شيخ محمد آدم عصى (( فنسي ولم نجد له عزما )) آدم تفلت من التكاليف الشرعية .
الشيخ : يا جماعة هدول ليسوا بعلماء أنت خليك معاي علماء لا يحسنون التعبير علماء يكونون أعلم منا لا يحسنون التعبير فهدول كتاب وليسوا بعلماء أنا بقلك.
السائل : ننصحهم.
الشيخ : أنا بقلك لا تنصحهم.
السائل : ولو كان يدرسون في الجامعة ويكتبون للناس والناس يثقون بهم فنحن واجب علينا أن نبين.
الشيخ : ما أحد يخالفك في هذا المهم تحسيين الأسلوب.