التنبيه على الاصطلاحات الخاصة لبعض العلماء كقول الإمام الشافعي " حدثني الثقة " حفظ
الشيخ : كما قلنا في قول الحافظ ابن حجر في كتابه " تقريب التهذيب " في الراوي المقبول أنه اصطلاح خاص به وهو يعني مقبول عند المتابعة وإلا فإذا لم يتابع فهو لين الحديث، هذا ما نص عليه في المقدمة والذي يقع اليوم من كثير من الناشئين في هذا العلم الحديثي أنهم يدرسون ملتقطات من هنا ومن هنا لا يدرسون الكتاب من أوله إلى آخره حتى يعرفوا مصطلح المؤلف فكثيرا ما يقع من أحدهم أنه يحتج بحديث فيه رجل قال فيه الحافظ ابن حجر مقبول على أساس على أنه فهم هذه اللفظة بالاصطلاح العربي وليس بالاصطلاح العسقلاني حيث قال هو مقبول عند المتابعة وهذا الطالب للعلم وقف على هذا الراوي الذي قال فيه الحافظ ابن حجر مقبول فاحتج بحديثه لأنه لم يطلع على اصطلاحه في المقدمة، لذلك قلت في مطلع هذه المقدمة بأنه يجب على طالب العلم أن يكون ملما بمصطلحات العلماء من ذلك ما كنا بصدده بمناسبة حديث أم سلمة في كتاب " الأم " ففي الرواية الثانية التي قال فيها الحافظ ابن حجر ... .
السائل : الشافعي.
الشيخ : الشافعي نعم " أخبرني الثقة " هنا يجب أن يفسر على العكس تماما كما نفسر لفظة مقبول عند الحافظ ابن حجر ولكن ليس باعتبار نظرة الشافعي إلى هذا الثقة وإنما باعتبار نظرة علماء الحديث بعد الإمام الشافعي إلى هذا الذي قال عنه الإمام الشافعي الثقة ذلك أن الإمام الشافعي إذا قال " أخبرني الثقة " يعني رجلا بعينه هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي وهذا حينما نقرأ ترجمته في كتب الحديث نجده متروكا متّهما بالكذب حتّى أنّ بعض من ألّف في مناقب الإمام الشافعي وذكر حال هذا الشيخ من شيوخ الإمام الشافعي وأنه متهم بالكذب يقول ولم يقف الإمام الشافعي على حاله ولذلك فهو يقول عنه إذا حدث عنه أخبرني الثقة ولا يسميه، فإذا حينما نقرأ حديثا في كتاب الإمام الشافعي سواء كان كتاب " الأم " أو غيره إذا قال " أخبرني الثقة " فهو يعني إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي وهو غير ثقة عند جماهير علماء الحديث والإمام الشافعي لم يقف على حاله.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله، هذا ما أردت أن أبديه من ملاحظة حول قول الشافعي خاصة أخبرني الثقة وهو يعني فلانا وهو غير ثقة إلا عند الشافعي وهذا يفتح علينا بابا من علم الحديث الجديد المتعلق بعلم الحديث وهو إذا جاء إسناد ما في حديث ما مسلسل بأسماء الرواة إلا واحدا منهم يقول الراوي عنه حدثني الثقة ثم هذا الثقة يقول حدثني فلان فلو نظرنا إلى تراجم رجال هذا الإسناد سواء من كانوا فوق الثقة أو كانوا من دونه فكلهم عدول وكلهم حفاظ وثقات هل يصبح الإسناد صحيحا أم لا؟ الجواب لا، لم؟ لأن هذا الثقة لم يسم وهو مجهول لكن الذي روى عنه هو يوثقه لكن هذا لا يكفي عند علماء الحديث إلا أن يكشف عن هوية هذا الموثَق لأنه قد يكون شأنه شأن شيخ الإمام الشافعي إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى هو كذاب لكن ما تبين ذلك للإمام الشافعي فوثقه وهذا نوع من علوم الحديث.