هل الأصل في الزواج التعدد؟ حفظ
السائل : اليوم كنا في اجتماع وبعدين أثير موضوع هناك من يقول أن الأصل في الزواج أو في الزوجات التعدد وليس الإفراد واستشهدوا ... .
سائل آخر : ... أبو يحيى.
السائل : أقول شو صار اليوم، فبيقول أنه يعني (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )) يقول أنه يعني الله سبحانه وتعالى ابتدأ بالمثنى والثلاث والرباع وأن الاستثناء أن يكون عندك وحدة الأصل هو التعدد ويقولوا إن أبو الأعلى المودودي جاء كتب في هذا الموضوع (( وإن خفتم أن تعدلوا فواحدة )) فأنا بقول له أنه طالما الاشتراط الآن بعدم ... فواحدة فبالتالي الرجوع إلى الأصل فالأصل هو الواحدة وليس التعدد فقلت والله ما أدري ... .
الشيخ : أنا سئلت هذا السؤال قريبا أمس وإلا أول أمس؟ أول أمس فأجبت بالتالي: أن الأصل هو التعدد عفوا إي هذا هو الأصل التعدد واحتججت بقوله عليه الصلاة والسلام ( تزوجوا الولود الودود فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ) فالرسول صلّى الله عليه وسلم أمر بهذا الأمر وعلّله بعلّة، هذه العلّة أولا تعبدية محضة أن الرسول عليه السلام يباهي الأمم يوم القيامة بكثرة أتباعه عليه الصلاة والسلام لكن الحوادث الحربية التي وقعت في كثير من القرون وخاصة في القرن الأخير الذي نحن فيه وبعض الكبار سنا قد أدركوا بعض الحروب الطاحنة الحرب العالمية الأولى ... يأخذون من هذا الحديث حكمة وهي أن الأمة إنما تكون قوية بكثرة أفرادها وأتباعها فإذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بأن يتقصد المسلم الزواج بامرأة ولودة ويقول ( فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ) فالمفروض في المسلم أن يسعى حثيثا في حدود استطاعته طبعا أن يحقق رغبة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أضف إلى ذلك أنه هو بتحقيقه هذه الرغبة النبوية يحقق مصلحة شرعية وهي كثرة سواد المة الإسلامية وذكرت ليلتئذ حديثا أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( عرضت علي الأمم فرأيت سوادا عظيما في الأفق فقلت ما هذا؟ قالوا هذا موسى وقومه ثم رأيت سوادا أعظم فقلت ما هذا؟ قالوا هذا أنت وأمتك -قال عليه السلام- ثم عرض علي النبي ومعه الرهط والرهطان والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد ) ووقفت قليلا عند آخر هذا الحديث حيث قال عليه السلام ( والنبي وليس معه أحد ) فذكّرت الحاضرين بأننا نأخذ من هذا الحديث بأن الدعوة الصالحة لا يكون دليل صلاحها كثرة أتباعها ولا يكون قلة أتباعها دليلا على بطلانها في ذاتها ذلك لأن الأنبياء جميعا من أولهم آدم عليه الصلاة والسلام إلى آخرهم وهو المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كلهم معصومون من حيث فهمهم للإسلام فهمًا صحيحا أولا ثم هم معصومون في أن يخطئوا طريق الدعوة إلى إسلامهم فهم أولى الناس بتطبيق المبدأ القرآني (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) قد يكون أحد الدعاة في هذا الزمان أو فيما قبل قد يكون صادقا في دعوته ولكن ذلك لا ينفي أن يكون منحرفا في جزء من أجزاء دعوته لأنه ليس معصوما كأولئك الأنبياء وقد يكون ينحرف عن أسلوب الحكمة في الدعوة أحيانا أو كثيرا لأنه ليس معصوما فيكون انحرافه الأول والآخر سبب لتنفير الناس وعدم تجاوب الناس معه أما النبي الذي قال عليه السلام ( وليس معه أحد ) فهو معصوم من الناحيتين تماما فبماذا نعلل بأن ذاك النبي لم يؤمن معه أحد ما دام هو معصوم إذا نقول قد تكون العلة أحيانا من الداعية وقد تكون العلة من المدعو، فلا ينبغي إذا أن نتصور أن داعية أتباعه كثيرون فنتخذ هذه الكثرة دليلا على صدق دعوته والعكس أيضا ليس صحيحا أي أن يكون الداعية وحيدا فنستدل بذلك على أن دعوته غير صحيحة الشاهد أن هذا السواد الأعظم الذي رآه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المرة الثانية هي سواد أمته هذا السواد لا شك ولا ريب أن له أسبابا ووسائل لا بد من اتخاذها لتكثير سواد الرسول عليه السلام الذي عرض له بطريقة أو بأخرى فأول هذا السبب هو الإكثار من التعدد لأن المسلم حينما يعدّد فسيكثر نسله وبالتالي نحن نتكلم عن المسلم أي المسلم الذي يقوم بما فرض الله عليه من مثل قوله تعالى (( قوا أنفسكم وأهليكم نارا )) فحينئذ سيقوم هذا المسلم بتربية هؤلاء الأولاد وبذلك يحقق الغاية النبوية التي أشار إليها في الحديث وبالتالي يحقق قوة مادية اجتماعية للأمة المسلمة يحاول الكفار اليوم بأساليب شتى للوقوف أمام هذا الهدف الذي رمى إليه الرسول عليه السلام حينما قال ( تزوجوا الولود ) فأنا في اعتقادي تهافت بعض الشعوب الإسلامية على ما يسمى بتنظيم النسل أو تحديد النسل ما هو إلا دسيسة غربية لإيصال الأمة المسلمة مع الزمن البعيد إلى أن تنحط قوتها بانحطاط عدد أفرادها وبذلك يصبح القضاء عليها لقمة سائغة لهؤلاء الكفار الذين يتخذون كل أسلوب سيء للقضاء على هذه الأمة تارة صراحة، وتارة خفية، تارة بأساليب قهرية تارة بأساليب براقة يعني ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، ومنها معاكسة دعوة الرسول عليه السلام إلى تكثير نسله بالتزوج من الولود أما الآية (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى )) أنا أرى أن قوله تعالى (( مثنى )) ولم يأمر بالواحدة لأن هذا أمر واجب أي أن يتزوج المسلم بالواحدة هذا أمر واجب وليس كما يقول قديما وحديثا بعض المسلمين أن تزوج المسلم هو سنة فقط ونعلم جميعا أن معنى السنة أن من فعلها يثاب عليها وتاركها لا يعاقب عليها ولذلك فيكون المسلم له الخيرة إن شاء تزوج فله أجر وإن شاء ترهب وليس عليه وزر ليس الزواج هكذا بل الزواج واجب أولا بالنص وثانيا بمراعاة القواعد الشرعية أما النص فهو قوله عليه الصلاة والسلام ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) تعليل الحكم وقل ما نجد الأوامر الشرعية أوامر معللة شرعا وهذا يعني من العلم المفيد جدا أن يتتبع المسلم الأحكام الشرعية المعلّلة بلسان الشرع نفسه وليس بعقولنا وآراءنا وأنا قلت ولا أزال أقول لا ينبغي أن يكون من منهج المسلم الطالب للبصيرة في دينه أن يتطلب حِكم التشريع لأنني عرفت ذلك بالتجربة تطلب حكم التشريع عاقبته إلقاء الشك في نفس المتطلب في بعض الأحكام الشرعية التي لم يتمكن هو من الوصول إلى معرفة حكمة هذه الأحكام فيبقى حيرانا مرتدا إن لم يكن كافرا بها لا سمح الله، ونحن نعلم أيضا بالتجربة أن تلمس وتتبع حِكم التشريع أمر نسبي يختلف ما بين عالم وآخر ثم مهما تصورنا عالما مبدعا في اكتشافه لحكم التشريع فلا بد أن يعجز أن يكتشف حكمة حكم ما أو عبادة ما فلا بد له والحالة هذه أن يسلم هو ومن يسمع الحكم الصادر منه كما قال الله في القرآن (( ويسلموا تسليما )) مهما سما وعلا أي عالم فلا بد من أن يعجز عن معرفة حكم بعض العبادات أو المعاملات أو نحو ذلك فإذا ما تعود طالب العلم أن يتطلب حكمة التشريع فقد يعجز أو لا يجد من يفتيه بالحكمة ثم الأمر أكثر من ذلك أحيانا يأتي العالم بحكمة يراها السائل ليست من الفطنة في شيء إطلاقا فيقول هكذا الشرع فيكون الجواب بالحكمة صارفا له عن الإيمان بالأصل وهو الأمر الشرعي أعود لأقول قليل من العبادات أو الأحكام أو الأوامر الشرعية ما يوجد فيها تعليل فيكون ما كان من هذا النوع من التعليلات التي لا يأتيها الباطل من بين يديه ولا من خلفه فحينما قال عليه السلام في الحديث السابق ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) كأن قائلا يقول لم يا رسول الله؟ ( فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) لأمر عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بأمرين اثنين، الأول هو الزواج لكنه قيده بالاستطاعة وهذا القيد هو قيد لكل الأحكام الشرعية (( فاتقوا الله ما استطعتم )) فهو في الحقيقة هذا الحديث كتفصيل لهذه الآية جزئية داخل عموم الآية كما أن قوله عليه السلام ( ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) كله ذلك لأن المناهي هي بالنسبة للفاعل سلب أي هو لما يريد أن يعصي الله فينبغي أن يأتي بفعل الشارع بيقلك ... على هذا الشيء ولذلك فيجب عليه أن ينتهي عن كل شيء أما الأفعال التي هي أمور إيجابية لا بد من عمل يصدر من المكلف فهي في حدود الاستطاعة فهنا قال عليه السلام ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) وذكر التعليل ثم كأن هناك سائلا يقول فماذا يفعل من لا يستطيع؟ يأتيه الجواب دون أي سؤال ( فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) الوجاء من الوجئ وهو دق الخصيتين.
سائل آخر : ... أبو يحيى.
السائل : أقول شو صار اليوم، فبيقول أنه يعني (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )) يقول أنه يعني الله سبحانه وتعالى ابتدأ بالمثنى والثلاث والرباع وأن الاستثناء أن يكون عندك وحدة الأصل هو التعدد ويقولوا إن أبو الأعلى المودودي جاء كتب في هذا الموضوع (( وإن خفتم أن تعدلوا فواحدة )) فأنا بقول له أنه طالما الاشتراط الآن بعدم ... فواحدة فبالتالي الرجوع إلى الأصل فالأصل هو الواحدة وليس التعدد فقلت والله ما أدري ... .
الشيخ : أنا سئلت هذا السؤال قريبا أمس وإلا أول أمس؟ أول أمس فأجبت بالتالي: أن الأصل هو التعدد عفوا إي هذا هو الأصل التعدد واحتججت بقوله عليه الصلاة والسلام ( تزوجوا الولود الودود فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ) فالرسول صلّى الله عليه وسلم أمر بهذا الأمر وعلّله بعلّة، هذه العلّة أولا تعبدية محضة أن الرسول عليه السلام يباهي الأمم يوم القيامة بكثرة أتباعه عليه الصلاة والسلام لكن الحوادث الحربية التي وقعت في كثير من القرون وخاصة في القرن الأخير الذي نحن فيه وبعض الكبار سنا قد أدركوا بعض الحروب الطاحنة الحرب العالمية الأولى ... يأخذون من هذا الحديث حكمة وهي أن الأمة إنما تكون قوية بكثرة أفرادها وأتباعها فإذا كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بأن يتقصد المسلم الزواج بامرأة ولودة ويقول ( فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ) فالمفروض في المسلم أن يسعى حثيثا في حدود استطاعته طبعا أن يحقق رغبة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أضف إلى ذلك أنه هو بتحقيقه هذه الرغبة النبوية يحقق مصلحة شرعية وهي كثرة سواد المة الإسلامية وذكرت ليلتئذ حديثا أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( عرضت علي الأمم فرأيت سوادا عظيما في الأفق فقلت ما هذا؟ قالوا هذا موسى وقومه ثم رأيت سوادا أعظم فقلت ما هذا؟ قالوا هذا أنت وأمتك -قال عليه السلام- ثم عرض علي النبي ومعه الرهط والرهطان والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد ) ووقفت قليلا عند آخر هذا الحديث حيث قال عليه السلام ( والنبي وليس معه أحد ) فذكّرت الحاضرين بأننا نأخذ من هذا الحديث بأن الدعوة الصالحة لا يكون دليل صلاحها كثرة أتباعها ولا يكون قلة أتباعها دليلا على بطلانها في ذاتها ذلك لأن الأنبياء جميعا من أولهم آدم عليه الصلاة والسلام إلى آخرهم وهو المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كلهم معصومون من حيث فهمهم للإسلام فهمًا صحيحا أولا ثم هم معصومون في أن يخطئوا طريق الدعوة إلى إسلامهم فهم أولى الناس بتطبيق المبدأ القرآني (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) قد يكون أحد الدعاة في هذا الزمان أو فيما قبل قد يكون صادقا في دعوته ولكن ذلك لا ينفي أن يكون منحرفا في جزء من أجزاء دعوته لأنه ليس معصوما كأولئك الأنبياء وقد يكون ينحرف عن أسلوب الحكمة في الدعوة أحيانا أو كثيرا لأنه ليس معصوما فيكون انحرافه الأول والآخر سبب لتنفير الناس وعدم تجاوب الناس معه أما النبي الذي قال عليه السلام ( وليس معه أحد ) فهو معصوم من الناحيتين تماما فبماذا نعلل بأن ذاك النبي لم يؤمن معه أحد ما دام هو معصوم إذا نقول قد تكون العلة أحيانا من الداعية وقد تكون العلة من المدعو، فلا ينبغي إذا أن نتصور أن داعية أتباعه كثيرون فنتخذ هذه الكثرة دليلا على صدق دعوته والعكس أيضا ليس صحيحا أي أن يكون الداعية وحيدا فنستدل بذلك على أن دعوته غير صحيحة الشاهد أن هذا السواد الأعظم الذي رآه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في المرة الثانية هي سواد أمته هذا السواد لا شك ولا ريب أن له أسبابا ووسائل لا بد من اتخاذها لتكثير سواد الرسول عليه السلام الذي عرض له بطريقة أو بأخرى فأول هذا السبب هو الإكثار من التعدد لأن المسلم حينما يعدّد فسيكثر نسله وبالتالي نحن نتكلم عن المسلم أي المسلم الذي يقوم بما فرض الله عليه من مثل قوله تعالى (( قوا أنفسكم وأهليكم نارا )) فحينئذ سيقوم هذا المسلم بتربية هؤلاء الأولاد وبذلك يحقق الغاية النبوية التي أشار إليها في الحديث وبالتالي يحقق قوة مادية اجتماعية للأمة المسلمة يحاول الكفار اليوم بأساليب شتى للوقوف أمام هذا الهدف الذي رمى إليه الرسول عليه السلام حينما قال ( تزوجوا الولود ) فأنا في اعتقادي تهافت بعض الشعوب الإسلامية على ما يسمى بتنظيم النسل أو تحديد النسل ما هو إلا دسيسة غربية لإيصال الأمة المسلمة مع الزمن البعيد إلى أن تنحط قوتها بانحطاط عدد أفرادها وبذلك يصبح القضاء عليها لقمة سائغة لهؤلاء الكفار الذين يتخذون كل أسلوب سيء للقضاء على هذه الأمة تارة صراحة، وتارة خفية، تارة بأساليب قهرية تارة بأساليب براقة يعني ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، ومنها معاكسة دعوة الرسول عليه السلام إلى تكثير نسله بالتزوج من الولود أما الآية (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى )) أنا أرى أن قوله تعالى (( مثنى )) ولم يأمر بالواحدة لأن هذا أمر واجب أي أن يتزوج المسلم بالواحدة هذا أمر واجب وليس كما يقول قديما وحديثا بعض المسلمين أن تزوج المسلم هو سنة فقط ونعلم جميعا أن معنى السنة أن من فعلها يثاب عليها وتاركها لا يعاقب عليها ولذلك فيكون المسلم له الخيرة إن شاء تزوج فله أجر وإن شاء ترهب وليس عليه وزر ليس الزواج هكذا بل الزواج واجب أولا بالنص وثانيا بمراعاة القواعد الشرعية أما النص فهو قوله عليه الصلاة والسلام ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) تعليل الحكم وقل ما نجد الأوامر الشرعية أوامر معللة شرعا وهذا يعني من العلم المفيد جدا أن يتتبع المسلم الأحكام الشرعية المعلّلة بلسان الشرع نفسه وليس بعقولنا وآراءنا وأنا قلت ولا أزال أقول لا ينبغي أن يكون من منهج المسلم الطالب للبصيرة في دينه أن يتطلب حِكم التشريع لأنني عرفت ذلك بالتجربة تطلب حكم التشريع عاقبته إلقاء الشك في نفس المتطلب في بعض الأحكام الشرعية التي لم يتمكن هو من الوصول إلى معرفة حكمة هذه الأحكام فيبقى حيرانا مرتدا إن لم يكن كافرا بها لا سمح الله، ونحن نعلم أيضا بالتجربة أن تلمس وتتبع حِكم التشريع أمر نسبي يختلف ما بين عالم وآخر ثم مهما تصورنا عالما مبدعا في اكتشافه لحكم التشريع فلا بد أن يعجز أن يكتشف حكمة حكم ما أو عبادة ما فلا بد له والحالة هذه أن يسلم هو ومن يسمع الحكم الصادر منه كما قال الله في القرآن (( ويسلموا تسليما )) مهما سما وعلا أي عالم فلا بد من أن يعجز عن معرفة حكم بعض العبادات أو المعاملات أو نحو ذلك فإذا ما تعود طالب العلم أن يتطلب حكمة التشريع فقد يعجز أو لا يجد من يفتيه بالحكمة ثم الأمر أكثر من ذلك أحيانا يأتي العالم بحكمة يراها السائل ليست من الفطنة في شيء إطلاقا فيقول هكذا الشرع فيكون الجواب بالحكمة صارفا له عن الإيمان بالأصل وهو الأمر الشرعي أعود لأقول قليل من العبادات أو الأحكام أو الأوامر الشرعية ما يوجد فيها تعليل فيكون ما كان من هذا النوع من التعليلات التي لا يأتيها الباطل من بين يديه ولا من خلفه فحينما قال عليه السلام في الحديث السابق ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) كأن قائلا يقول لم يا رسول الله؟ ( فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) لأمر عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بأمرين اثنين، الأول هو الزواج لكنه قيده بالاستطاعة وهذا القيد هو قيد لكل الأحكام الشرعية (( فاتقوا الله ما استطعتم )) فهو في الحقيقة هذا الحديث كتفصيل لهذه الآية جزئية داخل عموم الآية كما أن قوله عليه السلام ( ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه ) كله ذلك لأن المناهي هي بالنسبة للفاعل سلب أي هو لما يريد أن يعصي الله فينبغي أن يأتي بفعل الشارع بيقلك ... على هذا الشيء ولذلك فيجب عليه أن ينتهي عن كل شيء أما الأفعال التي هي أمور إيجابية لا بد من عمل يصدر من المكلف فهي في حدود الاستطاعة فهنا قال عليه السلام ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) وذكر التعليل ثم كأن هناك سائلا يقول فماذا يفعل من لا يستطيع؟ يأتيه الجواب دون أي سؤال ( فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) الوجاء من الوجئ وهو دق الخصيتين.