حكم قراءة الإمام بالمصحف في الصلاة. حفظ
السائل : يعني ظاهرة غريبة تنتشر في البلاد الآن وهي القراءة من المصحف في صلاة التراويح فما حكم الإمام الذي يقرأ وهل صلاة المأموم باطلة أو غير باطلة؟
الشيخ : أما الصلاة فهي بلا شك صحيحة لأن هذا المصلي أو هذا الإمام الذي يقرأ من المصحف بين يديه وهذا المصلي الذي يقتدي من خلفه ما أخلوا بشرط من شروط صحة الصلاة أو ركن من أركانها، أما الحكم فالعلماء لهم في المسألة قولان أحدهما الجواز والآخر الكراهة، والكراهة هي التي نتبناها نحن لسببين اثنين الأول أن هذه الظاهرة التي انتشرت الآن بين أئمة المساجد من جهة، وبين بعض المقتدين من جهة أخرى حيث بلغنا أن بعض المقتدين أيضا يحمل المصحف في يده لكي يفتح على الإمام إذا ما ارتجع عليه فهذه الظاهرة التي انتشرت الآن في هذا الزمان لا شك ولا ريب أنها لم تكن في عهد السلف الصالح وقديما قال أهل العلم " وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف " فحمل الإمام فضلا عن المقتدي للمصحف أمر حادث لم يكن منتشرا معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد الصحابة والتابعين وبقية القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية هذا أولا، ومن كان لديه سؤال حول ما قد يسمع من جوابي هذا فأرجو أن لا يتعجل بتوجيه السؤال لأن هذا سيستلزم قطع الجواب وهذا قد يضر في كلام المجيب أولا وقد يضر في أفهام السامعين ثانيا، فأقول وأرجو الانتباه لما أقول لأن بعض الناس يدرسون ما في أفكارهم ولا ينتبهون لما يلقى في أفكارهم فينطلق فيوجه سؤالا نابعا من فكره وليس مما ألقي على ذهنه فأنا أقول أرجو الإنتباه لما قلت آنفا، هذه الظاهرة لم تكن منتشرة في عهد السلف الصالح، لا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد بقية القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية هذا أولا، وثانيا إن اتخاذ هذه العادة وسيلة للفتح على الإمام إذا ما ارتج عليه هي وسيلة كما عرفتم أولا محدثة وثانيا وهذا هو المقصود الآن بهذا الأمر الثاني أنه يعارض توجيها نبويا كريما ومهما جدا ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( تعاهدوا هذا القرآن وتغنوا به فوالذي نفسي بيده إنه أشد تفلتا من صدور الرجال من الإبل من عقلها ) ( تعاهدوا هذا القرآن ) ما معنى تعاهدوا هذا القرآن؟ أي اجعلوا ديدنكم دراسته وتكراره حتى يستقر في أذهانكم وفي صدوركم ولا ينفلت منها انفلات الإبل من عقلها، فالإبل مع أنها تربط بالعقال مع ذلك فهي تشرد عادة لما غلب عليها من طبع الشراسة في الطبع، القرآن الكريم كما وصفه رب العالمين بقوله مخاطبا النبي عليه السلام (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) فالقرآن ثقيل ولا عجب فإنه من كلام الله عز وجل ولذلك جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا نزل عليه القرآن وهو على ناقته لم تطق الناقة أن تحمله فتبرك من ثقل القرآن الكريم أما الرسول عليه الصلاة والسلام فقد قدره الله عز وجل ومكنه من تحمل هذا القرآن ولكن مع شيء أيضا من الصعوبة حيث كان يتعرق جبينه في اليوم البارد بسبب ثقل الوحي، فهذا القرآن الكريم لا يثبت في الصدور إلا مع تعاهده ومتابعة مذاكرته، فإذا قيل لأئمة المساجد إما بلسان القال أو بلسان الحال لا بأس أن تأخذوا المصحف وأن تقرأوا في إمامتكم منه هذا سيكون وسيلة غير مشروعة مصادمة لقوله عليه السلام ( تعاهدوا هذا القرآن ) أي سوف يقل لا أقول الحفاظ وإنما سأقول سيقل الأئمة لأننا مع الأسف نجد في العالم الإسلامي حفاظا للقرآن الكريم كثيرين ولكننا لا نجدهم أئمة في المساجد وعلى العكس منهم تماما نجد أئمة المساجد لا حفظ عندهم ولذلك هم يركنون إلى وسيلة الاعتماد في إمامة الناس في تلاوتهم من القرآن من المصحف الكريم، ولذلك فنحن نقول كما قال عليه الصلاة والسلام ( تعاهدوا هذا القرآن ) أي اعتنوا بمدارسته وحفظه ولا تتكلوا على المصحف في إمامتكم للناس لأن هذا سيصرفكم عن تعاهده ومن المتفق عليه بين علماء المسلمين قاطبة أن كل وسيلة عارضت سنة مشروعة فهي بدعة ضلالة يقول هذا حتى العلماء الذين يقسمون البدعة إلى قسمين حسنة وسيئة حتى هؤلاء الذين جاؤوا بهذه القسمة التي تخالف السنة الصحيحة ولسنا الآن في صدد بيان ذلك حتى هؤلاء الذين قسموا البدعة إلى قسمين حسنة وسيئة يقولون البدعة الضلالة هي التي تخالف سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسواء كانت سنة قولية أو سنة فعلية، وهاأنتم الآن قد عارضتم أو من فعل منكم من أم الناس من المصحف قد خالف سنة النبي والسلف الصالح فعلا وقولا فعله عليه السلام ما أم الناس من المصحف، قوله ( تعاهدوا هذا القرآن وتغنوا به ) إلى آخر الحديث الآن صار الوقت عندكم بسم الله.
السائل : يعني شيخنا نقول هؤلاء يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا؟
الشيخ : ما نقول هذا، إنما نقول بأنهم يظنون أنهم يحسنون فعلا ولكنهم سينتهون إن شاء الله إذا ما عرفوا الحقيقة. أين إمام المسجد؟
السائل : لا تؤذن حتى يأذن لك إمام المسجد ... .
الشيخ : على تمرات فهذه سنّة ... أنت سمعت ما قلت وين هذا؟ سمعت ما قلت الآن؟