الكلام على التشبه بالكفار. حفظ
الشيخ : وقد ذكرت آنفا أن هذه القاعدة ألا وهي ... تأكيدا لها وتطبيقا منه إياها من ذلك مما جاء الأمر به معللا الحكم المأمور به بمثل هذه القاعدة وهو التشبه مثلا .. يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( صلوا في نعالكم وخفافكم وخالفوا اليهود ) هذا حكم شرعي ( صلوا في نعالكم وخفافكم ) لو أن الحديث انتهى إلى هنا كان كافيا لإثبات هذا الحكم وهو جواز الصلاة في النعال وفي الخفاف لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوحي من الله تبارك وتعالى زاد على هذا الأمر علة شرعية لكي يرسخ تلك القاعدة وهو النهي عن التشبه بالكفار وقال ( صلوا في نعالكم وخفافكم وخالفوا اليهود ) لماذا يأمرنا بأن نصلي في النعال وفي الخفاف؟ لأن اليهود يتنطعون في دينهم ويرون عدم جواز قيامهم في صلاتهم متنعلين ولذلك جاء في بعض الآثار السلفية أن ابن مسعود رضي الله عنه كان في مجلس وأقيمت الصلاة وكان في القوم أبو موسى الأشعري وهو ممن كان لهم الكعب المعلى في حسن تلاوة القرآن الكريم والذي جاء في حقه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طاف ليلة على أصحابه هو وزوجه عائشة رضي الله عنها فوقفا على أبي موسى وهو يتلو القرآن فأصغى إليه وأنصت إليه وقال عليه السلام ( لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير داود عليه السلام ) ولما أصبح الصباح حدثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه مر به البارحة وأنه أثنى على قراءته وتلاوته فقال " يا رسول الله لو علمت ذلك لحبرته لك تحبيرا " هذا الصحابي الجليل كان في مجلس ابن مسعود لما حضرت الصلاة فقدمه ليصلي بالناس إماما فما كان من أبي موسى رضي الله عنهما إلا أنه خلع نعليه فأنكر ذلك ابن مسعود عليه قال " أفي الوادي المقدس أنت؟ " يشير إلى أن هذه يهودية صحابي جليل يعترض على صحابي مثله ويقول لم خلعت نعليك؟ الله قال لموسى لما كان في الوادي المقدس (( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى )) أفي الوادي المقدس أنت؟ طبعا هو يشير بهذا الإنكار أو الإستفهام الإستنكاري كما يقول النحويون إلى أمرين اثنين سبق أن ذكرت أحدهما آنفا وهو قوله عليه السلام ( صلّوا في نعالكم وخفافكم وخالفوا اليهود ) الثاني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من سنّته أنّه يصلّي في نعليه فلا يتكلف كأنه يقول لأبي موسى ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلّف تكلّفك هذا ومعنى هذا الحكم أنّ المسلم إذا حضرته الصّلاة في مكان ما وهو متنعّل أو متخفّف فما ينبغي أن يتكلّف نزعهما وإنما يصلّي كما هو كما أن العكس أيضا لا يجوز أي أن يكون حافيا وإذا أراد أن يقوم إلى الصلاة يتنعل وقد يفعل هذا بعض المتشددين في التمسك بالسنة نكاية في أولئك الذين يحاربون السنة وقد وقعت حوادث في المسجد النبوي بل وفي المسجد المكي حيث كان بعض الشباب المتحمس يدخل في نعليه في المسجد وتعلمون المسجد مفروش بالفرش الثمينة يعني الغالية فكانوا يثيرون بذلك فتنا كانوا في غنى عن إثارتها فالشاهد فالنبي صلى الله عليه وسلم قال مؤكدا للقاعدة ( صلوا في نعالكم وخفافكم وخالفوا اليهود ) هذا فرع من الفروع التي بنيت على القاعدة المذكورة آنفا من ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) أي اليهودي والنصراني إذا شاب ترك شيبه على بياضها فأمر النبي صلى الله عليه وسلم تأكيدا لتلك القاعدة أن يخالف المسلم الكافر فقال اصبغوا ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) وهكذا تتعدد الفروع والأحكام الشرعية التي بنيت على هذه القاعدة كنت قد جمعت الكثير الطيب منها في كتابي " حجاب المرأة المسلمة " في كثير من أبواب الشريعة وفي ظني أو في ذاكرتي أنها جاوزت أربعين حكما شرعيا كلها تدخل في باب خالفوا اليهود والنصارى من ذلك أخيرا ما ابتلي جماهير المسلمين خاصة ما قبل هذه الصحوة الطيبة إن شاء الله أنهم لما استعمروا من الكفار من البريطان، فنعود إلى ما كنا لما استعمرت كثير من البلاد الإسلامية من الكفار من البريطان أو الفرنسيين أو الهولنديين أو البلجيكيين وغيرهم نقلوا إلى البلاد التي استعمروها كثيرا من عاداتهم وأزيائهم ومن يومئذ انتشرت بين المسلمين أمور - يرحمك الله - أمور لم يكونوا يعرفونها من قبل وجماهيرهم كانوا يعيشون على العادات والتقاليد التي ورثوها عن آباءهم وأجدادهم فمثلا لم يكن بين المسلمين من قبل من يجرأ أن يمشي حاسر الرأس في الطرقات ذلك لأن هذا الحسر هو خلاف عادة المسلمين جميعا ولذلك كانت تصدر بعض الفتاوى منها أن من يمشي حاسر الرأس في الطرقات ولا مؤاخذة من بعض الحاضرين لأنه نحن أولا نحكي حكما كان صدر بناء على ذلك العرف القديم وهو عرف إسلامي بلا شك كانوا يقولون بأن هذا الذي يمشي في الطرقات حاسر الرأس فهو ساقط المروءة ويترتب من وراء ذلك أن لا تقبل له شهادة فالقضية ما هي سهلة ومن الذي لا تقبل له شهادة؟ هذا يساوي الفاسق، الفاسق هو الذي لا تقبل له شهادة والفاسق هو الذي يعلن بالمعصية ويجهر بها لا يخشى الله ولا يستحيي من عباد الله فأنزلوا بعض الأعراف الإسلامية منزلة المعصية المخالفة للشريعة منها هذا الحسر أن يمشي مكشوف الرأس لأن هذا يخل في العرف الإسلامي العام، من باب أولى أن المسلمين لا يعرفون من قبل رجلاً يحلق لحيته لأن هذا الأمر أخطر بكثير من حسر الرأس لأن ستر الرأس أدب إسلامي، عرف إسلامي، لكن ليس هناك في السنة فضلا عن الكتاب أمر بذلك لكن توارث المسلمون خلفا عن سلف أن يمشوا هكذا في الطرقات ساتري الرؤوس أما حلق اللحية ففي ذلك أمور كثيرة تؤكد على كل مسلم غيور على دينه وحريص على اتباع لا أقول سنة نبيه وإنما أقول حريص على اتباع أمر نبيه صلّى الله عليه وسلّم لأنّ الأمر منه أعلى في الأحكام الشرعية من مجرد السنة العملية التي جرى عليها عمل النبي صلّى الله عليه وسلم فحلق اللحية فيها مخالفات عديدة جدا أول ذلك المخالفة للنص الصريح الوارد في " الصحيحين " أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ( حفّوا الشّارب وأعفوا عن اللحى وخالفوا اليهود والنصارى ) خالفوا اليهود والنصارى من أفراد المسلم والمهم أن الذي يحلق يخالف هذا الأمر النبوي الكريم هذه أول مخالفة بالنسبة لمن يحلق لحيته حيث يخالف نصا صريحا لا يقبل الجدل ولا يقبل التأويل، مخالفة ثانية وهي خطيرة جدا حيث قال عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه كما في " صحيح البخاري " ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) وسبحان الله لو أن امرأة وضعت لحية مستعارة على خديها على طريقة اللوردات من البريطانيين الذين من تقاليدهم أنهم إذا دخلوا البرلمان فيجب ..
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فيجب أن يضعوا على وجوههم ليس اللحية التي رموها أرضا وإنما لحية مستعارة كالباروكة فيضعونها ويؤدون الجلسة وهي عليها ثم إذا ما خرجوا خارجها ألقوها لو أن امرأة فعلت مثل فعل هؤلاء البريطان الرجال لم يتردد أحد من الرجال في القول بأن هذه المرأة تشبهت بالرجل لأنها وضعت لحية مستعارة وهذا أمر لا مناقشة فيه فما أدري لماذا غفل الرجال عن تشبههم بالنساء حينما يكون واقع أمرهم أن الله عز وجل ميّزهم على النساء بأن خلق لهم لحية ليس لهم في هذا الخلق إرادة، خلقهم الله عز وجل رجالا بلحى وخلق الجنس الآخر نساء دون لحى ..
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والأمر كما قال تعالى (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )) وقال عز وجل (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون )) حينما يفكر كل من الجنسين في ذات نفسه فيرى نفسه ذكرا أو ترى نفسها أنثى يشعر بضرورة هذا الواقع لصدق الآية الكريمة (( ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون )) وكما قال (( خلق الذكر والأنثى )) فإذا كان الأمر هكذا أليس يكون من المشاقّة لله وللرسول أن يأتي هذا الرجل الذي خلقه الله رجلا ذا لحية فيطيح بها ويرميها أرضا أليس معنى ذلك أن لسان حاله يقول ربي خلقتني فما أحسنت خلقي! لأنه لو كان يرى أن الله لما خلقه رجلا وخلقه بلحية لقال كما جاء عن الرسول عليه السلام حينما كان يدعو فيقول ( اللهم حسن خُلقي كما حسّنت خَلقي -أو- اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلقي ) وفي رواية ضعبفة أنه كان يقول هذا حينما يتمرى بالمرآة ولسان حال الحليقين المبتلين اليوم هو بلا شك نقيض هذا تماما يقف أمام المرآة والشفرة في يده ليس من الضروري أن نسمع لفظه نقرأ لسان حاله حينما يكشطها هكذا كشطا أمام المرآة فلسان حاله يقول خلقتني ربي بلحية فما أحسنت فهو يرميها أرضا الحقيقة إنها لإحدى الكبر لأن فيها مشاكسة وفيها معارضة ومعاندة لما ليس لهم فيه الخيرة قلنا إن الله عز وجل قال (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة )) هذا ذكر وتلك أنثى، فالأنثى إذا جاءت وتشبهت بالرجل فقد خالفت الإرادة الإلهية الإرادة الكونية والعكس بالعكس تماما بل هو أولى أن يأتي الرجل إلى هذه اللحية التي زينه الله عز وجل بها فيرميها أرضا كيف تكون المشاكسة والمعاندة لله عز وجل أكثر من هذه فإذا في عندنا مخالفة للأمر الصريح وأعفوا اللحى بعدين مخالفة ثانية التشبه بالنساء، المخالفة الثالثة أن في حلق اللحية إطاعة للشيطان ومعصية للرحمن وهذا مذكور في القرآن حيث حكى ربنا عز وجل فيه أنه حينما لعن إبليس الرجيم وطرده من رحمته إلى يوم الدين انبرى إبليس يعارض شريعة رب العالمين فيقول (( ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) فالشيطان من تلك اللحظة عاهد الله عز وجل وهذا من ضلاله المبين أنه سيقف في مرصاد الإنسان ويحاول به أن يعصي الرحمن من ذلك (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) هذا هو تغيير خلق الله المرأة تضع لحية مستعارة وهذا ما رأيناه بعد لكن رأيناه في الرجال المتشبّهين بالنساء من البريطانيين كما ذكرنا آنفا ثم يعودون إلى أصلهم فيتّخذون لحى مستعارة وهذا من عجائب ضلال هؤلاء القوم فحينما قال إبليس (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) فلا شك أنّ المسلم الذي يحلق لحيته مع ما ذكرنا من الأمر الصريح بإعفائها ومن التشبه الصريح بالمرأة التي خلقها الله كوسجا لا لحية لها فإذا هو علم كل هذا ثم خالف أمر الله عز وجل وتشبه بالنساء فلا شك ولا ريب أنه والحالة هذه يكون عاصيا للرحمن مطيعا للشيطان في قوله السابق الذكر (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) وهذا مما أكده النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن لعن من أطاع الشيطان في بعض هذا التغيير وفي الجنس الذي ربما يقول بعض الناس إنه يليق به مثل هذا التغيير مع ذلك فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لعنه أعني بذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( لعن الله النامصات والمتنمصات والواشمات والمستوشمات والفالجات والمتفلجات المغيرات لخلق الله للحسن ) النمص هو النتف، والوشم معروف لديكم جميعا وهو تغيير لون البشر بنوع من الصباغ وهذا معروف في كثير البلاد العربية وغير البلاد العربية حيث أنهم يشمون أبدانهم شيء من الظاهر في الوجه شيء في الذراع شيء ربما في الصدر أو الظهر إلى آخره على حسب ما يوسوس الشيطان لأوليائه فقال عليه السلام مبينا للآية السابقة (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) فمن تغيير خلق الله النمص، ومن تغيير خلق الله الوشم، ومن تغيير خلق الله الفلج، هذا كان فيما يبدو قديما ولم نعد نراه حديثا تكون المرأة قد خلق الله لها من الأسنان ما زينها به في فمها وساعدها على هدم طعامها وتكون أسنانها كاللؤلؤ المرصوص بعضه إلى بعض فلا يعجبها ذلك فتأخذ المنشار وتبرد ما بين السنين فيصبح كل سن منفصل عن الآخر هذا يعجبها.
السائل : في الأول أحلى والله.
الشيخ : أقلك هذا يعجبها فما الذي أعجبها الشيطان وسوس بذلك إليها فأفسد فطرتها هذه الفطرة التي قال الله عز وجل عنها (( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله )) فإذا حينما خلق الله عز وجل المرأة لها مثلا حاجبين مقرونين لا بياض بينهما فلا يعجبها خلق الله فتأخذ المنقاش وتنتف ما بين الحاجبين أو يكون لها حاجبان تراها بعقلها الغليظ غليظين فتأخذ أيضا وتدقق الحاجب حتى تجعله كالهلال في أول ليلة هذا يعجبها وأخريات من النساء لا يعجبها شيء من ذلك فتحلقه ثم تصبغه حسب ما يوحي إليها قرينها وشيطانها، هذا كله تغيير لخلق الله ثم وهذه بلية عامة وأذكر من كان ربما ابتلي في أهله، في زوجته، في بناته بشيء من ذلك فبعض النساء يكون خلقهن الله عز وجل لهم شعور في بعض الأماكن كالذراع وكالساق فتأتي وتنتف ذلك كله هذا كله أيضا تغيير لخلق الله أولا ومخالفة للعن الذي جاء ذكره في الحديث السابق النامصات ( لعن الله النامصات ) الشاهد لماذا جاء هذا الحديث يدل على أنواع من التغيير لخلق الله وأن هذا الجنس من المغير لخلق الله لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث نفسه في نهايته يعلل الحكم القاسي هذا الشديد وهو اللعن قال ( المغيرات لخلق الله للحسن ) فقوله عليه السلام ( للحسن ) هو سبب اللعن وحكمة التشريع وإلا لو كان التغيير لمرض أو لأمر عارض كإنسان مثلا أصيب في وجهه فانحرف بسبب هذه الإصابة حاجبه أو أنفه التوى أو انفطس أو أي شيء آخر هذا له أن يعيد ذلك الذي أصيب به إلى وضعه الذي كان من خلق ربه عز وجل، أما إذا كان الله عز وجل خلق إنسانا له أنف كبير أو له أنف أفطس لا يجوز له أن يتعاطى ما يسمى اليوم بالتجميل، هذا تغيير لخلق الله كله وباختصار لا يجوز للمسلم أن يقدم على تغيير شيء مما خلقه الله عز وجل عليه إلا بسببين اثنين السبب الأول إذن الله بذلك فأنتم تعلمون جميعا قوله صلّى الله عليه وآله وسلم ( خمس من الفطرة ) ذكر في حديث آخر ( عشر من الفطرة ) فمن هذه الفطرة أن يقص المسلم أظافره هذا تغيير لأن الله خلق الإنسان ولو جعل الأظافر تركها على سجيتها لطالت وصارت كأنياب السباع أو كمخالب السباع كذلك من الفطرة نتف الإبط وحلق العانة وقص الشارب هذه كلها من الفطرة أن لا تترك على ما خلقها الله عز وجل عليها لأنها من الأمور التي ابتلى بها ربنا إبراهيم عليه السلام فالإبتلاء هنا الحقيقة فيه معنى دقيق إنه من جهة يأمر أن لا نخالف الفطرة بعامة الأمور ومن جهة أخرى يأمرنا بأن نخالف خلق الله في هذه الأشياء التي جاء ذكرها في الحديث الصحيح فهذا هو الأمر الأول الذي يجيز للمسلم أن يغيّر شيئا من خلق الله، والأمر الآخر أنه إذا كان يتأذى بشيء مما خلقه الله عز وجل عليه فدفعا للأذى له أن يغير ذلك وليس تجملا وحسنا لأن الأمر أن ما خلقه الله عز وجل هو حسن، مثلا لو فرضنا شخصا لا فرق في ذلك بين أن يكون ذكرا أو أنثى له سن ناتئ عن سوية الأسنان بحيث أنه يصاب بأن يقرض شفته في أثناء طعامه فهنا يمكن أن يتعاطى عملية جراحية لتحويل السن عن وضعه بحيث يزول بهذا التحويل شيء من ذلك الضرر الذي كان يصيبه وكثيرا ما يأتي السؤال بعض الناس خلق الله له أصبعا زائدة فهل يجوز استئصال هذه الأصبع الزائدة أم لا؟ الجواب حسب التفصيل السابق إن كان لا يتضرر بهذه الأصبع الزائدة في عمله فلا يجوز له أن يستأصلها وإلا جاز أخيرا نأتي إلى قضية بعض النساء المشعرانيات قد ينبت لهن لحية أو شبه لحية فهل يجوز لها أن تحلق؟ الجواب القاعدة العامة لعن الله النامصات لم؟ المغيرات لخلق الله للحسن فإذا أرادت أن تحلق للحسن أو تنتف وكلاهما في الجرم سواء فإذا أرادت أن تحلق أو أن تتنف تجملا وتزينا فلا يجوز وإلا جاز وفي ظني أنه ليس هناك ما يبرّر للمرأة أن تستأصل الشعر من وجهها في ما إذا نبت كالرجل تماما وهنا لا بد لي من التذكير بحديث وبه أختم هذا الحديث إن شاء الله وفي هذا الحديث النبوي الذي سأذكره فيه لفت نظر لعامة الناس إلى أن الجمال والحسن ليس هو فيما يرونه هم وإنما فيما يراه خالقهم وربهم لقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا من أصحابه وقد أطال ثوبه إلى ما تحت الكعبين فقال له يا فلان ( ارفع من ثوبك فإنه أتقى وأنقى ) قال " يا رسول الله إني أحنف " يعني مقوس الساقين وعامل هيك مو كالناس عادة ما بيطلع بيدك تقلده بقى المهم الساق ليس مستقيما يعني بتقول أفكح ولا شو بتقولوا؟
السائل : نقول أفكح.
الشيخ : أفكح فهذا الصحابي رأى هذا عيبا فيه ولذلك أطال ثوبه سترا لهذا العيب المزعوم فأجابه الرسول عليه السلام بقوله وهنا الشاهد ( يا فلان كل خلق الله حسن ) ولذلك فأنا أقول ما يجوز للمسلم ولا للمسلمة أن يتصرف هذا أو هذه تصرفا يندفع من عقلها من رأيها من عاطفتها بزعم أنه والله هذه اللحية هاللي بدأت تنبت ما هي حلوة ليش؟ لأن زغبة نتف شوية هون شوية هون إذا هو يحلقها لتنبت مستوية هو خلقك أنت وإلا خلق الله؟ كذلك نقول بالنسبة للمرأة التي ينبت لها لحية أو رجل كوسج نراه لا لحية له الرجل الذي ليس له لحية هو كوسج في اللغة العربية.
السائل : الأمرد.
الشيخ : الأمرد هو الشاب الجرودي لكن هذه ما نعرفها في اللغة فإذا رأينا رجلا كوسجا فهذا من خلق الله والله يرينا آياته بكل مناسبة فالحكمة الإلهية تقتضي أن يخرق العادة حتى ما يغلب الظن على بعض الجهلة أنه فيه هناك نظام مفروض على خالق النظام لا (( ربك يفعل يخلق ما يشاء ويختار )) كما ذكرنا في الآية السابقة وليدل الناس ولكي لا يركن الناس إلى العادة وينسوا القدرة الإلهية يخلق لهم أحيانا ما لا يعتادونه عادة فيخلق رجلا لا لحية له وفي المقابل قد يخلق امرأة لها لحية فماذا يفعل هذا وتلك؟ ذاك الرجل يستحي لكن كان هذا يوم كان الرجال يحافظون على لحاهم يستحي يجلس بين الرجال ولا لحية له فإما أن يتخذ لحية مستعارة وإما أن ينطوي على نفسه ويصير معه ما يقولون اليوم عقدة نفسية وهكذا المرأة التي تكون لها لحية شو يصيبها عقدة نفسية ولو أن هذا أو تلك تذكروا هذه الحكمة الإلهية أنه يريد ربنا عز وجل أن يذكّر الناس بأنه فعال لما يريد وبأنه يخلق ما يشاء فيريد أن يري الناس الرجال رجلا بدون لحية ويريد أن يري النساء امرأة بلحية فلا يقول الرجل هذا ليس بالجميل لأنه لا لحية له ولا يقولن تلك المرأة إنو والله هذه المرأة ليست حلوة ليه؟ لأن لها لحية لأن شأنه وشأنها كشأن ذلك الرجل الأحنف الذي كان يستر هذا الخلق الإلهي بثوبه الطويل فقال له عليه الصلاة والسلام ( كل خلق الله حسن ) فحينما ينطلق المسلم من هذا المنطلق ويسلّم أمره لله عز وجل فلا يبادر إلى تغيير شيء من خلق الله إلا بإذن من الله وإلا لأذى يلحقه لسبب هذا الشيء الذي يعني شذّ فيه عن سائر الناس وبهذا القدر الكفاية ولعلي أطلت عليكم فعليكم تتحملوني.
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فيجب أن يضعوا على وجوههم ليس اللحية التي رموها أرضا وإنما لحية مستعارة كالباروكة فيضعونها ويؤدون الجلسة وهي عليها ثم إذا ما خرجوا خارجها ألقوها لو أن امرأة فعلت مثل فعل هؤلاء البريطان الرجال لم يتردد أحد من الرجال في القول بأن هذه المرأة تشبهت بالرجل لأنها وضعت لحية مستعارة وهذا أمر لا مناقشة فيه فما أدري لماذا غفل الرجال عن تشبههم بالنساء حينما يكون واقع أمرهم أن الله عز وجل ميّزهم على النساء بأن خلق لهم لحية ليس لهم في هذا الخلق إرادة، خلقهم الله عز وجل رجالا بلحى وخلق الجنس الآخر نساء دون لحى ..
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والأمر كما قال تعالى (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت )) وقال عز وجل (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون )) حينما يفكر كل من الجنسين في ذات نفسه فيرى نفسه ذكرا أو ترى نفسها أنثى يشعر بضرورة هذا الواقع لصدق الآية الكريمة (( ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون )) وكما قال (( خلق الذكر والأنثى )) فإذا كان الأمر هكذا أليس يكون من المشاقّة لله وللرسول أن يأتي هذا الرجل الذي خلقه الله رجلا ذا لحية فيطيح بها ويرميها أرضا أليس معنى ذلك أن لسان حاله يقول ربي خلقتني فما أحسنت خلقي! لأنه لو كان يرى أن الله لما خلقه رجلا وخلقه بلحية لقال كما جاء عن الرسول عليه السلام حينما كان يدعو فيقول ( اللهم حسن خُلقي كما حسّنت خَلقي -أو- اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلقي ) وفي رواية ضعبفة أنه كان يقول هذا حينما يتمرى بالمرآة ولسان حال الحليقين المبتلين اليوم هو بلا شك نقيض هذا تماما يقف أمام المرآة والشفرة في يده ليس من الضروري أن نسمع لفظه نقرأ لسان حاله حينما يكشطها هكذا كشطا أمام المرآة فلسان حاله يقول خلقتني ربي بلحية فما أحسنت فهو يرميها أرضا الحقيقة إنها لإحدى الكبر لأن فيها مشاكسة وفيها معارضة ومعاندة لما ليس لهم فيه الخيرة قلنا إن الله عز وجل قال (( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة )) هذا ذكر وتلك أنثى، فالأنثى إذا جاءت وتشبهت بالرجل فقد خالفت الإرادة الإلهية الإرادة الكونية والعكس بالعكس تماما بل هو أولى أن يأتي الرجل إلى هذه اللحية التي زينه الله عز وجل بها فيرميها أرضا كيف تكون المشاكسة والمعاندة لله عز وجل أكثر من هذه فإذا في عندنا مخالفة للأمر الصريح وأعفوا اللحى بعدين مخالفة ثانية التشبه بالنساء، المخالفة الثالثة أن في حلق اللحية إطاعة للشيطان ومعصية للرحمن وهذا مذكور في القرآن حيث حكى ربنا عز وجل فيه أنه حينما لعن إبليس الرجيم وطرده من رحمته إلى يوم الدين انبرى إبليس يعارض شريعة رب العالمين فيقول (( ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) فالشيطان من تلك اللحظة عاهد الله عز وجل وهذا من ضلاله المبين أنه سيقف في مرصاد الإنسان ويحاول به أن يعصي الرحمن من ذلك (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) هذا هو تغيير خلق الله المرأة تضع لحية مستعارة وهذا ما رأيناه بعد لكن رأيناه في الرجال المتشبّهين بالنساء من البريطانيين كما ذكرنا آنفا ثم يعودون إلى أصلهم فيتّخذون لحى مستعارة وهذا من عجائب ضلال هؤلاء القوم فحينما قال إبليس (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) فلا شك أنّ المسلم الذي يحلق لحيته مع ما ذكرنا من الأمر الصريح بإعفائها ومن التشبه الصريح بالمرأة التي خلقها الله كوسجا لا لحية لها فإذا هو علم كل هذا ثم خالف أمر الله عز وجل وتشبه بالنساء فلا شك ولا ريب أنه والحالة هذه يكون عاصيا للرحمن مطيعا للشيطان في قوله السابق الذكر (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) وهذا مما أكده النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن لعن من أطاع الشيطان في بعض هذا التغيير وفي الجنس الذي ربما يقول بعض الناس إنه يليق به مثل هذا التغيير مع ذلك فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لعنه أعني بذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( لعن الله النامصات والمتنمصات والواشمات والمستوشمات والفالجات والمتفلجات المغيرات لخلق الله للحسن ) النمص هو النتف، والوشم معروف لديكم جميعا وهو تغيير لون البشر بنوع من الصباغ وهذا معروف في كثير البلاد العربية وغير البلاد العربية حيث أنهم يشمون أبدانهم شيء من الظاهر في الوجه شيء في الذراع شيء ربما في الصدر أو الظهر إلى آخره على حسب ما يوسوس الشيطان لأوليائه فقال عليه السلام مبينا للآية السابقة (( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )) فمن تغيير خلق الله النمص، ومن تغيير خلق الله الوشم، ومن تغيير خلق الله الفلج، هذا كان فيما يبدو قديما ولم نعد نراه حديثا تكون المرأة قد خلق الله لها من الأسنان ما زينها به في فمها وساعدها على هدم طعامها وتكون أسنانها كاللؤلؤ المرصوص بعضه إلى بعض فلا يعجبها ذلك فتأخذ المنشار وتبرد ما بين السنين فيصبح كل سن منفصل عن الآخر هذا يعجبها.
السائل : في الأول أحلى والله.
الشيخ : أقلك هذا يعجبها فما الذي أعجبها الشيطان وسوس بذلك إليها فأفسد فطرتها هذه الفطرة التي قال الله عز وجل عنها (( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله )) فإذا حينما خلق الله عز وجل المرأة لها مثلا حاجبين مقرونين لا بياض بينهما فلا يعجبها خلق الله فتأخذ المنقاش وتنتف ما بين الحاجبين أو يكون لها حاجبان تراها بعقلها الغليظ غليظين فتأخذ أيضا وتدقق الحاجب حتى تجعله كالهلال في أول ليلة هذا يعجبها وأخريات من النساء لا يعجبها شيء من ذلك فتحلقه ثم تصبغه حسب ما يوحي إليها قرينها وشيطانها، هذا كله تغيير لخلق الله ثم وهذه بلية عامة وأذكر من كان ربما ابتلي في أهله، في زوجته، في بناته بشيء من ذلك فبعض النساء يكون خلقهن الله عز وجل لهم شعور في بعض الأماكن كالذراع وكالساق فتأتي وتنتف ذلك كله هذا كله أيضا تغيير لخلق الله أولا ومخالفة للعن الذي جاء ذكره في الحديث السابق النامصات ( لعن الله النامصات ) الشاهد لماذا جاء هذا الحديث يدل على أنواع من التغيير لخلق الله وأن هذا الجنس من المغير لخلق الله لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحديث نفسه في نهايته يعلل الحكم القاسي هذا الشديد وهو اللعن قال ( المغيرات لخلق الله للحسن ) فقوله عليه السلام ( للحسن ) هو سبب اللعن وحكمة التشريع وإلا لو كان التغيير لمرض أو لأمر عارض كإنسان مثلا أصيب في وجهه فانحرف بسبب هذه الإصابة حاجبه أو أنفه التوى أو انفطس أو أي شيء آخر هذا له أن يعيد ذلك الذي أصيب به إلى وضعه الذي كان من خلق ربه عز وجل، أما إذا كان الله عز وجل خلق إنسانا له أنف كبير أو له أنف أفطس لا يجوز له أن يتعاطى ما يسمى اليوم بالتجميل، هذا تغيير لخلق الله كله وباختصار لا يجوز للمسلم أن يقدم على تغيير شيء مما خلقه الله عز وجل عليه إلا بسببين اثنين السبب الأول إذن الله بذلك فأنتم تعلمون جميعا قوله صلّى الله عليه وآله وسلم ( خمس من الفطرة ) ذكر في حديث آخر ( عشر من الفطرة ) فمن هذه الفطرة أن يقص المسلم أظافره هذا تغيير لأن الله خلق الإنسان ولو جعل الأظافر تركها على سجيتها لطالت وصارت كأنياب السباع أو كمخالب السباع كذلك من الفطرة نتف الإبط وحلق العانة وقص الشارب هذه كلها من الفطرة أن لا تترك على ما خلقها الله عز وجل عليها لأنها من الأمور التي ابتلى بها ربنا إبراهيم عليه السلام فالإبتلاء هنا الحقيقة فيه معنى دقيق إنه من جهة يأمر أن لا نخالف الفطرة بعامة الأمور ومن جهة أخرى يأمرنا بأن نخالف خلق الله في هذه الأشياء التي جاء ذكرها في الحديث الصحيح فهذا هو الأمر الأول الذي يجيز للمسلم أن يغيّر شيئا من خلق الله، والأمر الآخر أنه إذا كان يتأذى بشيء مما خلقه الله عز وجل عليه فدفعا للأذى له أن يغير ذلك وليس تجملا وحسنا لأن الأمر أن ما خلقه الله عز وجل هو حسن، مثلا لو فرضنا شخصا لا فرق في ذلك بين أن يكون ذكرا أو أنثى له سن ناتئ عن سوية الأسنان بحيث أنه يصاب بأن يقرض شفته في أثناء طعامه فهنا يمكن أن يتعاطى عملية جراحية لتحويل السن عن وضعه بحيث يزول بهذا التحويل شيء من ذلك الضرر الذي كان يصيبه وكثيرا ما يأتي السؤال بعض الناس خلق الله له أصبعا زائدة فهل يجوز استئصال هذه الأصبع الزائدة أم لا؟ الجواب حسب التفصيل السابق إن كان لا يتضرر بهذه الأصبع الزائدة في عمله فلا يجوز له أن يستأصلها وإلا جاز أخيرا نأتي إلى قضية بعض النساء المشعرانيات قد ينبت لهن لحية أو شبه لحية فهل يجوز لها أن تحلق؟ الجواب القاعدة العامة لعن الله النامصات لم؟ المغيرات لخلق الله للحسن فإذا أرادت أن تحلق للحسن أو تنتف وكلاهما في الجرم سواء فإذا أرادت أن تحلق أو أن تتنف تجملا وتزينا فلا يجوز وإلا جاز وفي ظني أنه ليس هناك ما يبرّر للمرأة أن تستأصل الشعر من وجهها في ما إذا نبت كالرجل تماما وهنا لا بد لي من التذكير بحديث وبه أختم هذا الحديث إن شاء الله وفي هذا الحديث النبوي الذي سأذكره فيه لفت نظر لعامة الناس إلى أن الجمال والحسن ليس هو فيما يرونه هم وإنما فيما يراه خالقهم وربهم لقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا من أصحابه وقد أطال ثوبه إلى ما تحت الكعبين فقال له يا فلان ( ارفع من ثوبك فإنه أتقى وأنقى ) قال " يا رسول الله إني أحنف " يعني مقوس الساقين وعامل هيك مو كالناس عادة ما بيطلع بيدك تقلده بقى المهم الساق ليس مستقيما يعني بتقول أفكح ولا شو بتقولوا؟
السائل : نقول أفكح.
الشيخ : أفكح فهذا الصحابي رأى هذا عيبا فيه ولذلك أطال ثوبه سترا لهذا العيب المزعوم فأجابه الرسول عليه السلام بقوله وهنا الشاهد ( يا فلان كل خلق الله حسن ) ولذلك فأنا أقول ما يجوز للمسلم ولا للمسلمة أن يتصرف هذا أو هذه تصرفا يندفع من عقلها من رأيها من عاطفتها بزعم أنه والله هذه اللحية هاللي بدأت تنبت ما هي حلوة ليش؟ لأن زغبة نتف شوية هون شوية هون إذا هو يحلقها لتنبت مستوية هو خلقك أنت وإلا خلق الله؟ كذلك نقول بالنسبة للمرأة التي ينبت لها لحية أو رجل كوسج نراه لا لحية له الرجل الذي ليس له لحية هو كوسج في اللغة العربية.
السائل : الأمرد.
الشيخ : الأمرد هو الشاب الجرودي لكن هذه ما نعرفها في اللغة فإذا رأينا رجلا كوسجا فهذا من خلق الله والله يرينا آياته بكل مناسبة فالحكمة الإلهية تقتضي أن يخرق العادة حتى ما يغلب الظن على بعض الجهلة أنه فيه هناك نظام مفروض على خالق النظام لا (( ربك يفعل يخلق ما يشاء ويختار )) كما ذكرنا في الآية السابقة وليدل الناس ولكي لا يركن الناس إلى العادة وينسوا القدرة الإلهية يخلق لهم أحيانا ما لا يعتادونه عادة فيخلق رجلا لا لحية له وفي المقابل قد يخلق امرأة لها لحية فماذا يفعل هذا وتلك؟ ذاك الرجل يستحي لكن كان هذا يوم كان الرجال يحافظون على لحاهم يستحي يجلس بين الرجال ولا لحية له فإما أن يتخذ لحية مستعارة وإما أن ينطوي على نفسه ويصير معه ما يقولون اليوم عقدة نفسية وهكذا المرأة التي تكون لها لحية شو يصيبها عقدة نفسية ولو أن هذا أو تلك تذكروا هذه الحكمة الإلهية أنه يريد ربنا عز وجل أن يذكّر الناس بأنه فعال لما يريد وبأنه يخلق ما يشاء فيريد أن يري الناس الرجال رجلا بدون لحية ويريد أن يري النساء امرأة بلحية فلا يقول الرجل هذا ليس بالجميل لأنه لا لحية له ولا يقولن تلك المرأة إنو والله هذه المرأة ليست حلوة ليه؟ لأن لها لحية لأن شأنه وشأنها كشأن ذلك الرجل الأحنف الذي كان يستر هذا الخلق الإلهي بثوبه الطويل فقال له عليه الصلاة والسلام ( كل خلق الله حسن ) فحينما ينطلق المسلم من هذا المنطلق ويسلّم أمره لله عز وجل فلا يبادر إلى تغيير شيء من خلق الله إلا بإذن من الله وإلا لأذى يلحقه لسبب هذا الشيء الذي يعني شذّ فيه عن سائر الناس وبهذا القدر الكفاية ولعلي أطلت عليكم فعليكم تتحملوني.