هل يجوز لإنسان أن يفكر بامرأة دون أن يتكلم ثم يفضي هذا التفكير إلى إنزال؟ وهل يكون آثما ؟ حفظ
السائل : هل يجوز لإنسان أن يفكر بامرأة دون أن يتكلم ثم يفضي هذا التفكير إلى إنزال هل يكون آثما وهو يقول السائل وأنا أتعمد أن أتصور امرأة ما، هل يجوز ذلك؟
الشيخ : قال عليه السلام ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم او تعمل به ) أنا أسأل السائل عمل بخاطرته أم لا؟
السائل : مش هون.
الشيخ : الجواب واضح آثم هو لأنه خرج التصور إلى حيز العمل فلا يجوز، ولذلك الإسلام من كماله أنه حرم أشياء هي في حدّ ذاتها غير محرّمة لكن لأنه يخشى أن تؤدي إلى محرّم وهذا الذي يكني عنه علماء الفقه بباب سد الذرائع يعني قال عليه السلام في حديث معروف ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار فيها الخمر ) هو لا يشرب كثير من الناس يقول لك يا أخي أنا لا أشرب لكن أنت لا تشرب أول مرة ثاني مرة وثالث مرة وعاشر مرة، لكن بعدين يقولوا لك يا أخي مصة يتشجع يشرب مصة تجي بعد منها المصة الثانية وهكذا وهكذا كما قال ذلك الشاعر العربي " وما معظم النار إلا من مستطر الشرر " ولذلك فينبغي على كل مسلم أنه إذا خطر في باله خاطرة سيئة أن يجاهدها وأن يحاول صرفها عن نفسه ليس لأن هذه الخاطرة يعذب عليها لا، أول ما يرد في بال الإنسان من معصية ما فهي الخاطرة فإذا استقرت هذه الخاطرة في بال الشخص صارت هما، فإذا قوي هذا الهم في نفس هذا الذي خطرت في باله تلك الخاطرة صار عزما ولا يكون بعد العزم إلا التنفيذ إما قولا وإما عملا فمن فضل الله عز وجل على أمة الإسلام أنه لا يؤاخذها بالخاطرة ولا بالهم ولا بالعزم إلا إذا نفّذ عُمل به أو قِيل به فلذلك من باب سد الذريعة نحن نقول على المسلم أن يجاهد الخاطرة خشية أن تتقوى في نفسه وتصبح همّا ثم خشية أن يقوى هذا الهم ويقوى حتى يصير عزما ثم لا يبقى بعد ذلك من وراء العزم إلا التنفيذ فهكذا ينبغي على المسلم أن يجاهد الخواطر السيئة التي تخطر في باله وإن كان لا يؤاخذ.