معنى قول عائشة رضي الله عنها لرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ) حفظ
أبو ليلى : لو سمحت شيخنا في عند أخونا أحمد السفاريني بعض الأسئلة.
الشيخ : تفضل
السائل : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد إذا سمحتم شيخنا عندنا بعض الأسئلة نرجو من فضيلتكم التكرم بالإجابة عليها.
الشيخ : تفضل.
السائل : حديث عائشة رضي الله عنها ( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ) للرسول صلى الله عليه وسلم هذا الحديثي ماذا يعني؟
الشيخ : يعني قوله عليه وسلم في الحديث القدسي ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ) إلى آخر الحديث ذاكر أنت هذا الحديث ( كنت سمعه وبصره ) عارف شو معنى الحديث إذا كنت عارف شو معنى الحديث ففسر حديثك بهذا الحديث؟
السائل : شيخنا يا ريت تفسر؟
الشيخ : يعني أن الله عز وجل إذا كان من القواعد التي وضعها - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - في القرآن - وعليكم السلام أهل ما شاء الله امبين رجل كريم كل واحد باتسلف سلام أهل مرحبا كيف حالك أهلين - فربنا يقول في القرآن مثلا (( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )) ويقول (( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون )) وفضل الله عز وجل يعني لا حساب له كما نعلم جميعا من مثل حديث مسلم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( إني لأعرف آخر رجل يخرج من النار وآخر رجل يدخل الجنة رجل يخرج من النار يحبو حبوا إلى الجنة فتبدو له شجرة عظيمة من بعيد فيقول يا رب أوصلني إلى هذه الشجرة حتى أستظل بظلها وآكل من ثمرها وأشرب من ماءها فيقول الرب تبارك وتعالى أي عبدي هل عسيت إن فعلت ألا تسألني غيرها يقول لا يا رب لا أسألك غيرها فيوصله الله عز وجل إلى هذه الشجرة ويأكل ويشرب ويستظل ) إلى آخره ثم يتابع طريقه إلى الجنة وباختصار للحديث ثلاث شجرات ضخام كل ما جلس عند واحدة تبدو له الثانية ويجري هذا الحديث بين العبد وبين الرب ويعاهد ربه أن لا يسأل غيرها ثم يطمع في رحمة الله عز وجل فيسأله حتى الشجرة الثالثة ( ثم ينطلق حتى إذا ما اقترب من الجنة وجاءه من ريحها وأصوات أهلها قال يا رب أدخلني الجنة ) هو عاهد أنه ما يسأل غير الشجرة هذه الثالثة ( فيقول الله عز وجل له أدخل الجنة ولك فيها مثل الدنيا وعشرة أضعافها فيقول العبد أي رب أتضحك بي وأنت الرب فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، هنا فسأله أصحابه لم ضحكت يا رسول الله ؟ قال: لأن العبد حينما قال أتضحك بي وأنت الرب ضحك الرب فضحكت ) وهكذا توارد الحديث وتناقله أئمة الحديث بالسلسلة بالضحك فابن مسعود ضحك قال له التابعي لم ضحكت قال لأن الرسول ضحك قيل له حتى يوصل الأمر للرب وهكذا الرواة تلقوا هذا الحديث بسلسلة فضحك فضحك إلى آخره الشاهد أن هذا الحديث يدل المسلم على أن الله عز وجل يعامل عباده ليس بعدله فقط بل وبفضله ومنذ يومين أو ثلاثة جاءني سؤال من أحد إخواننا الجزائريين هاتفيا طبعا وهم كثيروا الاتصال والسؤال لكن مع الأسف الهواتف عندهم سيئة جدا قال لي كيف التوفيق بين قوله تعالى (( ادخلوا الجنة بما كنتم تعلمون )) أو (( وتلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )) وقوله عليه السلام ( لا يدخل أحدكم الجنة بعمله ولكن بفضل الله ورحمته، قالوا ولا أنت يا رسول الله ؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضله ورحمته ) فأجبته بما خلاصته بأن الباء في الآية يسميها بعض العلماء بالباء السببية والباء في الحديث بالباء الثمنية يعني الإنسان مهما عمل صالحا ومهما طال عمره فهو لا يستحق تلك الجنة التي وعد بها المتقون التي فيها ما لا عين رأت ولاأذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فيها من السعة ما سمعتم مما يمن الله عز وجل به على آخر رجل يخرج من النار مثل الدنيا وعشرة أضعافها هل هذا بإيمانه الذي أنجاه من الخلود في النار هل هو بهذا الإيمان الضئيل يستحق هذه الجنة وهذا النعيم المقيم ؟ الجواب لا فإذا كان هذا فضل الله عز وجل لآخر من يخرج من النار وآخر من يدخل الجنة أفلا يسارع ربنا عز وجل إلى مرضاة الرسول عليه السلام وقضاء حاجته وهواه وهو طبعا لا يهوى شيئا يخالف الشرع فهذا هو معنى قول السيدة عائشة ( إني لأرى ربك يسارع في هواك ) واضح هذا؟
السائل : واضح.
الشيخ : فرجوعا إلى ذاك السؤال كيف التوفيق بين الآية (( أدخلوا الجنة بما كنتم تعلمون )) ( ولا يدخل أحدكم الجنة بعمله ) فالمنفي هذا تعبير أهل العلم فالمنفي في الحديث غير المثبت في الآية المثبت في الآية (( أدخلوا الجنة بما كنتم تعلمون )) غير المنفي في حديث ( لا يدخل أحدكم الجنة بعمله ) هناك أدخلوا الجنة بعملكم هنا لا يدخل أحدكم الجنة بعمله كيف التوفيق ؟ المثبت غير المنفي والمنفي غير المثبت وتفصيل ذلك كما قلنا لابد لدخول الجنة من السبب وهو الإيمان لكن ما في المدخل هذا من النعيم المقيم الأبدي اللأزلي ليس هو لا ليس ثمن هو هذا العمل الذي يفعله الإنسان في هذه الحياة الدنيا القصيرة إذا الدخول سبب الإيمان أما التمتع بهذا النعيم المقيم الذي كما قلنا آنفا في الجنة ما لا عين رأت إلى آخره هذا لا يستحقه الإنسان بعمله فإذا هذا العمل ليس ثمنا لدخول الجنة ولكنه هو سبب دخلو الجنة وأنا كنت في الشام أضرب مثلا تقريبيا رجل كريم ملك كريم في عنده حدائق غناء يعلن أن كل من يريد أن يدخل لا بد من أن يقدم قرشا فلسا دينارا إلى آخره ومنهم من يفعل ومنهم من لا يفعل هؤلاء الذين فعلوا واستجابوا لرغبة الملك عاشوا في هذه الجنة ما شاء الملك ... إلى آخره هم شو دفعوا ؟ دفعوا قرش فلس دينار اللي هو لكن هذه القيمة المدفوعة ليست ثمنا لهذه الكرامة التي تمتعوا بها في هذه الجنة وهي في الدنيا فما بالك في الجنة جنة الآخرة وفيها كما علمتم واضح الجواب.
السائل : جزاك الله خيرا
الشيخ : غيره