الرد على شبهة من شبه القرآنيين. حفظ
السائل : في بعض الكتاب المعاصرين ممن درج على نهج القرآنيين الذين سموا بالقرآنيين وليسوا من القرآن في شيء أنهم اشترطوا في قبول الأحاديث عرضها على القرآن ومعلوم أن الأحاديث التي توجب عرض السنة على القرآن كلها موضوعة من وضع الزنادقة لكنهم استدلوا بأمر وقع في العصر الأول من السيدة عائشة أنها كان تعارض لما يبدو للناظر لأول وهلة أنها تعارض بعض الأحاديث ببعض الآيات فما هو الرد على مثل هؤلاء في هذا الإشكال الذي يطرحونه؟
الشيخ : جوابنا من ناحيتين لماذا لا يستدلون بالذين عارضوا السيدة عائشة في استدلالها وهم أكثر هذا أولا ثانيا السيدة عائشة باعتبار أنها كانت مصاحبة للرسول عليه السلام بل هي زوجه فهي تثق بعلمها وبحفظها لحديث زوجها ونبيها أكثر من ثقة غيرها بحديث نبيها صلى الله عليه وسلم فهي مثلا حينما استدلت بقوله تعالى (( لا تزر وازرة وزر أخرى )) في نفي حديث عمر وابن عمر حينما رويا عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ) لم تستدل فقط بالآية بل كان عندها علم مسبق أن الرسول عليه السلام قال هذا الحديث بخصوص رجل من اليهود مات ولذلك حملت الحديث على الكفار أما هؤلاء الذين يتسمون بالقرآنيين فهم من أجهل الناس بالسنة أما السيدة عائشة فهي من أعلم الناس بالسنة للسبب الذي ذكرته آنفا فلم يصح أن يقيسوا أنفسهم على السيدة عائشة هذا أولا ثانيا لقد كانت السيدة عائشة في هذه القصة وفي غيرها مصيبة بعض الإصابة فيما ذهبت إليه ومخطئة فيما أنكرته على غيرها من الصحابة وبخاصة أن الحديث الذي أنكرته وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ) لو كان بإمكاننا أو كان لا بد لنا من أن نخطئ طرفا من طرفي النزاع هما عائشة التي أنكرت الحديث والطرف الآخر الذي نسب الحديث إلى الرسول عليه السلام لو كان لا بد لنا من أن نتحيز لطرف من هذين الطرفين لتحيزينا للأكثر ولكان ذلك مما يبرر لنا وهذا هو الواقع أن نقول " من حفظ حجة على من لم يحفظ " ذلك لأن السيدة عائشة يقابلها عمر فعمر يقول سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ) السيدة أنكرت هذا المعنى المطلق السيدة عائشة أنكرت هذا المعنى المطلق ونحن نقول " من حفظ حجة على من لم يحفظ " وهذه القاعدة لا يستطيع أحد من أهل العلم بل أحد من أهل العقل إلا أن يلتزمها ولا تستقيم حياة الناس إلا بها ليس حياتهم الدينية فقط بل حتى حياتهم العادية الاجتماعية فهنا إذا طبقنا هذه القاعدة لقلنا عمر مثبت وعائشة نافية والمثبت مقدم على النافي من حفظ حجة على من لم يحفظ فكيف وعائشة وحدها نافية وعمر مثبت ومعه ابنه ومعه المغيرة بن شعبة ثلاثة من مشهوري الصحابة ومن كبارهم يروون هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كان لا بد لنا من التخطئة لقلنا أخطأت السيدة عائشة لكننا لا نطلق لفظة التخطئة نقول ما حفظت ما حفظ هؤلاء ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ثم نقول لهؤلاء الذين نسبوا أنفسهم ظلما إلى القرآن والقرآن يتبرأ منهم السيدة عائشة في قصة اثنتين ثلاثة واستغرقنا في الخيال خمسة عشرة كان لها مثل هذا الموقف لكن أنتم أنكرتم السنة كلها وقلتم نحن قرآنيون لا نأخذ إلا بالقرآن هل الشيدة عائشة كانت كذلك؟ الجواب لا إذا لا يفيدهم شيء تمسكهم ببعض الجزئيات التي وقع ذلك من بعض الصحابة ومنهم السيدة عائشة فهذا ردنا على هؤلاء الذين نسأل الله عز وجل أن يهديهم.