ذكر بعض الأمثالة على أخذ الأجر في الأمور الدينية أو الجعالة والتعليق على بعض الأدلة والتوفيق بينها حفظ
من هنا جاء ذلك الأثر الصحيح عن ابن عمر والذي يجب أن نأخذ منه درسا في الإخلاص لله عز وجل في الطاعة والعبادة ( أن رجلا جاء إليه رضي الله تعالى عنه فقال يا عبد الله إني أحبك في الله قال: أما أنا فأبغضك في الله ، قال عجبا أنا أحبك وأنت تبغضني في الله قال: نعم لأنك تلحن في أذانك وتأخذ عليه أجرا ) تطرب في أذانك وتأخذ عليه أجرا وقد جاء الحديث الصحيح أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أرسل عثمان بن أبي العاص الثقفي إماما في بني ثقيف قال له موصيا ( أنت إمامهم واقتد بأضعفهم واتخذ مؤذنا لا يأخذ عليه أجرا ) نحن نعلم أنه في عهد الخلافة الراشدة كانوا يجعلون للقضاة والمفتين والأئمة يجعلون لهم رواتب فهل ذلك ينافي قوله عليه السلام آنفا ( واتخذ مؤذنا لا يأخذ عليه أجرا ) هل ينافي قول ابن عمر في مقاطعته ومباغضته لذلك الرجل الذي أعلن له أنه يحبه في الله " أما أنا فابغضك في الله لأنك تلحن في أذانك وتأخذ عليه أجرا " هل ينافي توظيف الرواتب لأولئك الأئمة مع هذا الحديث وهذا الأثر في ألا يتخذ مؤذنا يأخذ عليه أجرا الجواب لا لأن الأجر يتعلق بالذي يأخذه وليس يتعلق بالذي يعطيه فأنت إذا إذا جعل لك راتب على وظيفتك الدينية فلك أن تأخذه بشرط ألا تأخذه أجرا تعطاه على عبادتك ومن هنا جاء ذاك الحديث الذي أشكل على بعض الناس وهو قوله صلى الله عليه وسلم والحديث في * صحيح البخاري * ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) كيف هذا لما كان ظاهر الحديث يتنافى مع ما سبق ذكره من وجوب الإخلاص في عبادة الله ومن هذه العبادة تلاوة القرآن فكيف جاء هذا الحديث يصرح بخلاف ما سبق في ظاهر دلالته ( أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) لما وجد بعض العلماء ظاهر هذا الحديث ينافي تلك الأصول والقواعد التي لا مجال لمخالفتها اضطروا إلى أن يفسروا الحديث على خلاف ما يتبادر لذهن السامع ( أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) في الرقية بقيد في الرقية وليس في تعليم والتلاوة كما يفعلون اليوم مع الأسف في القراءة على الموتى والمآتم التي تقام لكل ميت وفي مناسبات متعددة لا ليس المقصود بهذا الحديث أخذ الأجر على تلاوة القرآن القارئ الآن يتلو عشر من القرآن يرجو عشرة من الدراهم أو الددنانير هذا حرام لا يجوز وقد قال عليه الصلاة والسلام تأكيدا لهذا المعنى الذي تأولوه في حديث ( أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) أي في الرقية قال عليه الصلاة والسلام ( تعاهدوا هذا القرآن وتغنوا به قبل أن يأتي أقوام يتعجلونه ولا يتأجلونه ) أي يتعجلون أجره ثوابه في الدنيا ولا يبتغون ثواب تلاوتهم وتعاهدهم للقرآن الكريم في الآخرة إذا النصوص متكاثرة متوافرة مجتمعة على تحريم أخذ أجر مقابل تلاوة القرآن وتعليم القرآن ولذلك فهذا الحديث لا ينبغي أن يفسر على ظاهره ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ) أي الترقي بكتاب الله ويؤكد هذا المعنى المناسبة التي ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الحديث فيها وهي أن القصة معروفة أيضا وهي في الصحيح ( أن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا في سرية فنزلوا على بعض العرب فما استقبلوهم ولا اهتموا بهم كضيوف فنزلوا جانيا بعيدا عنهم ثم قدر الله عز وجل أن سلط عقربا على أمير أولئك العرب فلدغته فلم يستطع أن ينام فأمر أحدهم بأن يذهب إلى الصحابة وقال هؤلاء من أهل الحضر لعل عندهم علاجا ) فجاء الرسول من طرف ذلك الأمير وعرض عليه شكوى الأمير فاشترط مقابل إرقاءه إياه عددا من النعاج أو من الغنم أظن عشرة رؤوس أو أكثر لم أعد أذكر
السائل : عشرة
الشيخ : نعم عشرة فجاء ورقاه بالفاتحة فيقول راوي الحديث وهو أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ( فكأنما نشط من عقال ) كان الرجل كأنه مربوط بسبب مرضه فرجع صحيحا كأنه لم يمس بسوء فأخذوا الجعالة هذه مقابل رقية ليس مقابل تلاوة قرآن فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي نفسهم شيء من الشك والتساؤل أيحل هذا أم لا؟ فذكر لهم عليه السلام هذا الحديث الصحيح ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله تبارك وتعالى ) فإذا الأجر بالمعنى الظاهر منه لا يجوز أن يؤخذ إطلاقا في عبادة من العبادات ولكن يمكن أن يؤخذ في عمل يقوم به الإنسان ليس هو يعني عبادة محضة وإنما هو عمل عادي فبهذا التفريق بين الأجر وبين الجعالة وما يضاهيها من معاني تختلف عن الأجر تحل المشكلة ولا تتنافى مع التوظيف الذي أشار إليه الأستاذ آنفا.
غيره
السائل : عشرة
الشيخ : نعم عشرة فجاء ورقاه بالفاتحة فيقول راوي الحديث وهو أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ( فكأنما نشط من عقال ) كان الرجل كأنه مربوط بسبب مرضه فرجع صحيحا كأنه لم يمس بسوء فأخذوا الجعالة هذه مقابل رقية ليس مقابل تلاوة قرآن فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي نفسهم شيء من الشك والتساؤل أيحل هذا أم لا؟ فذكر لهم عليه السلام هذا الحديث الصحيح ( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله تبارك وتعالى ) فإذا الأجر بالمعنى الظاهر منه لا يجوز أن يؤخذ إطلاقا في عبادة من العبادات ولكن يمكن أن يؤخذ في عمل يقوم به الإنسان ليس هو يعني عبادة محضة وإنما هو عمل عادي فبهذا التفريق بين الأجر وبين الجعالة وما يضاهيها من معاني تختلف عن الأجر تحل المشكلة ولا تتنافى مع التوظيف الذي أشار إليه الأستاذ آنفا.
غيره