كيف نوجه قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ( فإذا خرج وأنا فيكم فأنا حجيكم وإذا خرج ولست فيكم فكل امرئ حجيج نفسه ) وهو يعلم أن خروجه يكون بعد وفاته؟ حفظ
السائل : شيخنا هنا سؤال
الشيخ : تفضل
السائل : النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث من أحاديث المسيح الدجال قوله صلى الله عليه وسلم ( فإذا خرج وأنا فيكم فأنا حجيكم وإذا خرج ولست فيكم ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ( فكل امرئ منكم حجيج نفسه ) النبي صلى الله عليه وسلم لماذا قال هذه العبارة مع أنه هناك أحاديث أخرى صحيحة تبين أن الدحال سيخرج بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان فيعني هذه العبارة شو تأويلها يعني فإذا خرج وأنا فيكم.
الشيخ : ما تحتاج إلى تأويل أنت تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم باعتباره بشرا كان لا يعلم شيئا كما هو مصرح به في القرآن الكريم (( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان )) فحينما يتحدث عن شيء كهذا الحديث فيجب أن تقطع ولا تشك ولا تتردد بأنه لا يعلم أن المسيح الدجال يأتي وهو بين ظهرانيهم أو بعد وفاته عليه السلام فإذا ما جاء حديث آخر يقطع الواقف عليه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما تحدث بهذا الحديث الآخر يعلم بأن الدجال سوف لا يخرج في حياته عليه السلام إذا ما في تناقض بين هذا وبين هذا لأنه العلم الذي أنزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحيا من السماء من حيثية واحدة هو كالعلم الذي يحصله العالم في الدنيا لا يمكن أن يحصل العلم كل العلم الذي أنزله الله على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم طفرة وجملة واحدة كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكنه أيضا كذلك لأن الطاقة البشرية مهما سما الإنسان وعلا فهو لا يخرج عن كونه بشرا ولذلك قال تعالى آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول (( قل إنما أنا بشر مثلكم )) ثم ميزه الله تبارك وتعالى عن سائر البشر بتمام الآية وهو قوله تعالى (( يوحى إلي )) هذا الوحي نعلم جميعا أنه استمر نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وعشرين سنة إذا أول ما نزل عليه اقرأ هو لا يدري فيما سينزل بعدها وهكذا كل الآيات الكونية والأحاديث الغيبية التي صحت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهي ما جاءت طفرة واحدة ومن هنا يعني إذا استحضرنا هذه الحقيقة تحل أمام طالب العلم كثير من المشاكل ومما يظن أن النصوص تكون متعارضة لقد قال عليه السلام ( لا أدري الحدود كفارات أم لا ) بعدين جاء في بعض الأحاديث الصريحة أن ( الحدود كفارات ) من أتى شيئا منها فعوقب عليها في الدنيا فهو عفو ولا يؤاخذه الله ومن لم يعاقب عليها في الدنيا فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له على هذه الطريقة الجواب عما سألت.
السائل : الله يجزيك الخير.
الشيخ : واضح إن شاء الله.