فهم الكتاب والسنة لا سبيل له إلا وفق فهم السلف الصالح. حفظ
الشيخ : هل هناك شيء ثالث ها وهنا بيت القصيد هناك شيء ثالث بعض الألفاظ بل والجمل من كتاب الله ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على اعتبار أن كلا منهما جاء بلسان عربي مبين يمكن أن تتحمل هذه الألفاظ أو هذه الجمل أكثر من معنى واحد يكفي مثلا أن نذكر الناس بما هو معلوم عند علماء اللغة والبلاغة مثلا بيقولوا أن الكلام ينقسم إلى حقيقة وإلى مجاز آه يا ترى إذا جاءت كلمة ممكن أن تفسر بالحقيقة ويمكن أن تفسر بالمجاز ورأينا السلف فسروا نصا ما بالحقيقة ثم جاء الخلف أو بعض الخلف على الأقل ففسروا تلك العبارة التي فسرها السلف بالحقيقة فسرها هؤلاء بالمجاز فماذا نفعل ؟ هنا يأتي الشيء الثالث الذي لا بد من التزامه في فهم النصوص الشرعية كما وجب علينا التزام السنة الصحيحة في فهم الآيات القرآنية ما هو هذا الشيء الثالث هو ما كان عليه سلفنا الصالح ما فهمه السلف الصالح من نصوص الأصلين المذكورين الكتاب والسنة الصحيحة على هذا يجب نحن أن نفهم الشريعة بعامة والعقيدة بصورة خاصة لأن المسلمين أكثر ما تسلطت عليهم الآراء الخلفية إنما هي في العقيدة أما في الأحكام الشرعية فنادرا جدا جدا ما يختلفون في فهم النصوص هل هو حقيقة أم هو مجاز أما فيما يتعلق بالعقيدة وبخاصة فيما يتعلق بالصفات الإلهية في الأمور الغيبية فهنا وقع خلاف شديد بين المسلمين منذ نهاية القرن الأول من الهجرة وهكذا والأمر كما قال عليه السلام ( ما من يوم إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) اليوم تسمعون خلافات كثيرة وكثيرة جدا سواء في العقيدة أو في الحكام الشرعية مصداق قوله عليه السلام ( ما من يوم إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) فالمسلمون اختلفوا قديما والأمر كما قال تعالى (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ) فالآن في عندنا مشاكل تثار من كل أطراف الدنيا حول ما يتعلق بمسألتين هامتين جدا.
المسألة الأولى تتعلق بالعقيدة والأخرى تتعلق بجانب من جوانب الأحكام الفقهية أما العقيدة فموضوع أحاديث آيات الصفات وأحاديث الصفات أما ما يتعلق ببعض الأحكام الفقهية فهو البدعة الرسول يقول ( كل بدعة ضلالة كل ضلالة في النار ) كثر من الفقهاء المتأخرين قالوا لا البدعة تنقسم إلى خمسة أقسام هذا يؤجل البحث فيه فيما بعد إن اتسع لنا القوت لكننا نعود إلى ما هو الأهم الذي يتعلق بالعقيدة التي تتعلق بالله عز وجل الذي هو غيب عنا بل هو غيب الغيوب وقد قال رب العالمين تبارك وتعالى في فاتحة سورة البقرة (( الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه * هدى للمتقين )) كأن هنا سؤال مقدر جاء الجواب سلفا (( هدى للمتقين )) من هم ؟ جاء الجواب (( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة )) إلى آخر الآية نعم فالشاهد أن الله عز وجل قدم هنا في الذكر الإيمان بالغيب على إقامة الصلاة الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة إذا الإيمان بالغيب مطلقا سواء كان ما كان منه متعلقا بالآيات الكونية أو بالآيات أشراط الساعة أو بصورة خاصة ما كان متعلقا بذات الله تبارك وتعالى فإذا أول شرط في المؤمن حقا أن يؤمن بالغيب الذي أخبر الله به لا فرق في ذلك بين الكتاب وبين السنة إذا ذكرنا السنة فلا بد هنا أن نذكر انحرافا انحرف فيه الخلف عن السلف ذلك أن الخلف الذين خالفوا السلف في كثير من العقائد المتعلقة بصفات الله عز وجل أولا ثم في كل ما يتعلق بالعقيدة ثانيا خالفوا السلف بسببين اثنين السبب الأول أنهم سلكوا طريق المجاز في فهم آيات الصفات وأحاديث الصفات لم يفهموها أولا على القاعدة العربية التي عليها جرى السلف الصالح ولا بد لأنهم هم العرب الأقحاح الذين نزل القرآن عليهم مباشرة أقول اللغة العربية تقرر أن الأصل في كل جملة كاملة تامة أن تفسر على الحقيقة وليس على المجاز إلا إذا تعذرت الحقيقة أي لم يمكن حمل الجملة العربية على المعنى الحقيقي فحينذاك يمكن أن يصار من الحقيقة إلى المجاز لأن القاعدة أن الأصل في الجملة العربية أن تحمل على الحقيقة إلا إذا تعذرت فلم يمكن فحينئذ نقول المعنى كذا وكذا أي مجازا فالسلف رضي الله عنهم جميعا حينما فسروا آيات القرآن وأحاديث الرسول عليه السلام المتعلقة بصفات الله عز وجل فسروها على الأصل العربي وهو الحقيقة وليس المجاز لأنه من الممكن ومن السهل جدا أن تفسر كل آيات الصفات وأحاديث الصفات على هذه القاعدة العربية وهو الحقيقة إلا إذا تعذرت فالمجاز على هذا جرى السلف الصالح الخلف خالفوهم فلجأوا إلى المجاز في كثير من الآيات ولا أريد الخوض بتفصيل في الآيات والأحاديث التي تأولوها ولكني أريد أن أضرب مثلا يثار الآن الجدل والنقاش في هذا الزمان وألفت كتب بعضها في مصر وبعضها في غير مصر والآن صدر هنا كتاب خطير جدا لبعض من لا علم عنده يؤيد منهج الخلف على منهج السلف في تفسير آيات الصفات وأحاديث الصفات.