تتمة الكلام على وجوب الرجوع إلى فهم السلف الصالح في فهم الكتاب والسنة. حفظ
الشيخ : من هنا تظهر هذه النكتة في قوله تعالى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) هذه آية وهناك أحاديث تؤكد وتوضح هذا المعنى كما هو دائما شأن السنة مع القرآن الكريم لا تنسوا الآية السابقة (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) والله عز وجل أوحى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحيين وحي القرآن المتلو المتقرب بتلاوته إلى الله عز وجل ووحي غير متلو وهو حديث الرسول عليه السلام وحديثه كما تعلمون ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قول وفعل وتقرير لذلك يعبر عنه العلماء بأنه وحي غير متلو فيتميز القرآن على هذا الوحي بأنه متلو الشاهد ففي السنة ما يؤكد هذه الجملة المباركة (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) من ذلك حديث الفرق وحديث الفرق ذكرناها مرارا وتكرارا فلا نطيل المجلس بذكره وإنما أذكركم بآخره حيث قيل له عليه السلام ما هي الفرقة الناجية من ثلاث سبعين فرقة واحدة هي الناجية قال: ( هي التي على ما أنا عليه وأصحابي ). نجد هنا الحديث ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنته ما هو عليه ثم لم يكتف بذلك فعطف وقال ( وأصحابي ) إذا هنا شيء ثالث على الكتاب والسنة كما فهمنا من الآية (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) أي لا يجوز اتباع غير سبيل المؤمنين كذلك هنا الرسول عليه السلام ذكر ما عليه هو وأضاف إلى ذلك ما عليه أصحابه لماذا ؟ لأن الصحابة هم الذين أولا تلقوا القرآن غضا طريا من فم الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تلقوه مبينا مفسرا إما بقوله وإما بفعله وإما بتقريره هل لنا نحن سبيل إلى معرفة هذه الأمور الثلاثة إلا من طريق الصحابة إذا لا مجال لنا أن نفهم كتاب الله وسنة رسول الله القولية إلا على ما فهمه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أجل ذلك كان من صفة الفرقة الناجية أن يكونوا على ما كان عليه الرسول وأصحابه أكد هذا المعنى عليه الصلاة والسلام بحديث العرباض بن سارية أيضا لا أطيل المجلس بذكر الحديث وإنما آتي بالشاهد منه قال عليه السلام ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) أيضا نقول هنا كما قلنا في حديث الفرقة الناجية ما قال عليه السلام فعليكم بسنتي وبس وإنما أضاف إلى ذلك قال: ( وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) لماذا ؟ الجواب عرفتموه فإنه لا يمكن لمن جاء بعد السلف الأول أن يفهموا كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخاصة ما كان منه فعلا أو تقريرا إلا بطريق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.