لا يشترط في العقيقة ما يشترط في الأضحية. حفظ
الشيخ : أخيرا أقول لا يجب في العقيقة ما يجب في الأضحية من بعض الشروط منها مثلا أنه يشترط في الأضحية أن تكون سليمة من العوراء من العور ألا تكون عوراء ولا أن تكون هزيلة لا تنقي ليس لها مخ في العظم وهذا كناية عن الهزال ثم لا يشترط في العقيقة ما يشترط في الأضحية أنه يجب عليه أن يجمع في الأضحية بين أمور ثلاثة أن يأكل منها في العيد وأن يدخر منها وأن يتصدق منها ثلاثة أمور قد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أول الأمر نهى أصحابه عليه السلام عن إدخار الأضاحي فقال ( كنت نهيتكم عن إدخار الأضاحي ألا فادخروا وكلوا وتصدقوا ) بعد ذاك النهي رفع الرسول عليه السلام بأمر ربه بطبيعة الحال هذا الحكم توسعة على الأمة وأمرهم بثلاثة أمور أن يأكلوا في العيد ليدخلوا السرور على أنفسهم وعلى أهليهم وأن يدخروا ليذكروا بذلك نعمة الله عليهم وألا ينسوا حق الفقراء في أضحيتهم هذه ثلاثة أمور أوجبها الله على لسان الرسول في الأضحية لكن هذه لا تجب في العقيقة لا شروط في الأضحية كما ذكرنا ولا هذه الأوامر الثلاثة إذا ماذا يفعل العاق عن مولوده له الخيرة التامة يفعل فيها ما بدا له لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما سن العقيقة وأمر بأمور وسكت عن أمور فما سكت عن أمر فإنما هو رحمة ولذلك فالذي يذبح عن ولده له الخيرة أن يفعل في العقيقة ما شاء له أن يأكلها كلها هو وأهله هنيئا مريئا وله أن يتصدق بها إذا كان غنيا وكان غالب أيامه بسبب غناه يأكل لحما طريا وله أن يجمع بين هذا وهذا أن يأكل وأن يتصدق وله أيضا أن يدعوا من شاء من إخوانه وله في ذلك بلا شك أجر دعوة إخوانه المسلمين على دعوة طعام لقوله عليه الصلاة والسلام ( خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلام وصل في الليل والناس نيام ) فمن باب خيركم من أطعم الطعام له أن يطعم إخوانه من هذه العقيقة وأنا أرى وهذا رأي يقبل المناقشة لأنه ليس نابعا من كتاب الله ولا من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنما هو رأي قام على قاعدة مراعاتها ألا وهي " المصالح المرسلة " قاعدة المصالح المرسلة قاعدة عظيمة جدا ومنها أنا أنطلق لأقول لما كانت هذه السنة قد أماتها الناس في سنين كثيرة وطويلة كما أشرت إلى ذلك في مطلع هذه الكلمة فأنا أقترح على كل من رزقه الله عز وجل مولودا أن يعق أولا وجوبا كما ذكرنا وأن يلاحظ كل الأحكام التي سبق بيانها ويضيف إلى ذلك أن يدعو بعض إخوانه ليبين للناس ما كاد أكثر الناس أن يجهلوا هذه السنة حتى تنتشر فيكون للمحيي لهذه السنة بطريق دعوة الناس إليها يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء هذا ما بدا لي أن أتكلم حول هذه المناسبة الطيبة التي نرجو الله تبارك وتعالى أن يجزي خير الجزاء أخانا أبا أسامة الداعي لنا إلى هذه الدعوة الطيبة المباركة ونرجو له أن يكون قد دخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أمورهم شيء ).