كلمة حول ارتباط الظاهر بالباطن. حفظ
السائل : فأقول مفتتحا بخطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمها أصحابه إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
إن كثيرا من المجالس العلمية التي تقام في مثل هذا المكان الذي أنا أدندن حوله ذلك نأخذه من مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم حينما دخل المسجد فوجد الناس متفرقين حلقات فقال لهم ( ما لي أراكم عزين ) أي غير مجتمعين متفرقين غير مجتمعين كذلك نأخذ هذا المعنى من التقارب بالأبدان من حكمة بعض الأحكام الشرعية التي هي أحكام بدنية ظاهرة مع ذلك فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ربط أمرا هاما جدا بمخالفتها ومع أن المخالفة هي ظاهرة لكن ربط أثر المخالفة فيما ليس بظاهر ألا وهي القلوب أعني بهذا الكلام مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) فهو اعتبر تسوية الصفوف في الصلاة تمكينا للمودة والمحبة في القلوب والعكس بالعكس أي إذا تفرق المسلمون في صفوفهم ولم يصطفوا كما تصطف الملائكة وكما كان عليه السلام يعنى بتسوية الصفوف كما يعنى بتسوية القداح رتب عليه السلام أن الإخلال بهذه التسوية المادية يضر فيما في القلوب ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) وهناك أشياء كثيرة وكثيرة جدا لا أريد الإطالة بذكرها الآن فهناك كثير من الأشرطة فيها التفصيل مثل هذا الكلام كلها تلتقي أن الباطن مرتبط بالظاهر فالجلوس متقاربين متضامين يؤكد المحبة والمودة في القلوب والعكس بالعكس لذلك قال عليه السلام وبذلك أنهي الكلام على هذه الظاهرة ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم كما تعلمون في الحديث الصحيح ضرب مثلا لمسلمين كالجسد الواحد إذا كيف يكون الجسد الواحد متقاربا أعضاءه أم متباعدا لا بد أن تكون متقاربة ولذلك ما جرى عرف كثير من الناس في المساجد ومن بعض أهل العلم يجلس المدرس في كرسي مثلا وحلقة كبيرة جدا حوله هذا تعظيم لجلسة العلم لا وإنما كل ما ضاقت الحلقة وتضام المتحلقون بعضهم إلى بعض كان هذا هو الإجلال الحقيقي للعلم الذي سيلقى عليهم لهذا أذكركم بارك الله فيكم أن تلاحظوا أن الجلوس للعلم لا يكون هكذا فوضى سبهللا كل واحد يقعد على كيفه بينه وبين أخيه أمتار وإنما تضاموا لتتضام قلوبكم نسأل الله عز وجل أن يلهمنا العمل بشرع ديننا ويؤلف قلوبنا بيننا.