الضابط الأول لنجاح الصحوة الإسلامية أن تكون مبنية على العقيدة الصحيحة. حفظ
العيد عباسي : بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد فإتن خير الحديث كتاب الله وأفضل الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
مما يحسن التذكير به في مثل هذه المناسبة أني ذكرت لكم في البارحة وأظن أكثركم كانوا موجودين أن هذا الزمان في هذه السنين الأخيرة نشهد صحوة إسلامية يستبشر الإنسان بها هنا وهناك فيجد المساجد تمتلأ والشباب يقبلون على الدين والقراءة والكتب الإسلامية تطبع ولها رواج وهي أكثر الكتب التي لها ذيوع ورواج في المكتبات وفي المناسبات ويجد الحمد لله النساء يتجلببن ويكثرون ذلك والذين يلتحون ويطبقون السنة في ثيابهم وكلامهم ومظاهرهم كذلك كثيرين فذكرت أن هذا يستوجب علينا مسؤولية ويحملنا هذه المسؤولية الكبيرة ذلك أن هذه الصحوة إن لم تكن راشدة إن لم تكن معتصمة بالعلم الصحيح فإنها ستضيع سدى وهذه الصحوة لا شك أنها تحتاج إلى ضوابط تضبطها وتوجيه يوجهها وهذا كله يحتاج إلى العلم الغزير الذي يستمد من كتاب الله وسنة رسوله وذكرت لكم في البارحة بعض الضوابط التي يجب أن تسترشد بها هذه الصحوة
أولها أن تكون مبنية على العقيدة الإسلامية الصحيحة وأعني بصراحة أنها يجب أن تكون مبنية على العقيدة السلفية بصراحة لا غموض فيها ولا غمغمة ولا تردد فما لم تكن كذلك فإنها ستعود بالمسلمين القهقرى ولا يجوز أن يكون السبب أحد الأسباب التي أدت بالمسلمين إلى هذا الانحطاط وهذا التقهقر وهذا الذل وهذا البؤس والشقاء الذي هم فيه لا يجوز أن يكون أحد الأسباب التي أدت بهم إلى ذلك هي السبيل الذي يستمر ونظنه يعود بنا إلى مجدنا وإلى قوتنا ونستمر فيه ويبقى ينخر كالسوس في جسم الأمة الإسلامية فمثلا علم الكلام في العقيدة والجمود المذهبي والتقليد في الفقه وطرق الصوفية في الأخلاق والمناهج السياسية التي تقلل أمم الكفر وأفكار الكفر في المنهج والحركة والسياسة لا يجوز أن تكون هذه الأسس التي نقيم عليها نهضتنا وصحوتنا ولن أطيل في هذه فقد تعرضت لها البارحة بما يكفي.