الضابط الثاني لنجاح الصحوة الواقعة في الأمة هوالعلم والإخلاص فيه حفظ
العيد عباسي : وقلت الضابط الثاني هو العلم الواسع وهذا يحتاج إلى أن يكثر في المسلمين الذين يطلبون العلم من أصوله فيكثر العلماء والمجتهدون بحيث يقومون بحاجة المسلمين ويفون بالغرض المطلوب يفتونه في كل طارئ ويجيبون عن كل سؤال فلا يكون هناك مجتهد واحد ومرجع واحد وإنما تكثر هذه المراجع والبلاد الإسلامية كثيرة والمسلمون أعدادهم وافرة فلا يجوز أن يبقى عدد المجتهدين مع الأسف محصورا في بعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة أو اليدين هذا عار وشنار على المسلمين فيجب أن يكثر هؤلاء ولا يكثرون إلا إذا هيأنا لهم الجو المنشود لهذا بأن يقبل طلاب العلم على العلم بكل همة وبكل حماس وذكرت لكم البارحة بعض ما كان من جهود السلف وتضحياتهم في تحصيل العلم كيف كان أبو هريرة رضي الله عنه يصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطنه لا يريد عملا لا يتفرغ حتى لطعام ولا لأكل وفي سير علماء الحديث والسلف كثير من هذه الأخبار أحدهم الآن ناسي اسمه بقي هو يطلب العلم لعله سفيان وآخر ذهبا يبحثان يعني كانا جائعين فمرا بطريق واشترى أحدهما سمكة ليأكلوها في البيت يشووها فبلغهم أنه فلان المحدث يحدث عنده حديث سارعوا وتركوها ومن حديثه لطلب العلم مستمر بعضه يتلاحق بعض بقيت السمكة ثلاثة أيام ثم لم يتفرغوا لشويها وأكلواها نيئة فالقصص في هذه كثيرة وذكرت قضة جابر ورحل إلى مصر ليسأل عبد الله بن أنيس الجهني سؤال عن حديث واحد فمثل هذه الهمة تحتاج من طالب العلم يجب أن نعيد سيرتنا الأولى وأن نكون خير خلف لخير سلف (( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده )) قال الله ذلك عن الأنبياء وأتباع الأنبياء هم قريبون لهم في ذلك فلا يجوز أن نبقى يعني بقي عندنا في اليوم نصف ساعة نقرأ ونطالع ونتسلح ما بقي مشي الحال أو نقضي الأوقات في لغو وكلام فارغ وما أكثره اجتماعات الشباب يعني يتجهون الوجهة الإسلامية ترى كثيرا منهم على هذه الشاكلة.
فيجب أن نقبل جميعنا على طلب العلم ونبتغي به وجه الله عز وجل ونخلص فيه لا لنماري به العلماء ولا لنجاري به السفهاء بل لنعمل به مبتغين بذلك وجه الله لا نريد جزاءا ولا شكورا ولا نريد ثناء الناس ولا سمعة ولا شهرة ولا ربحا ولا مصالح فهذا العلم الواسع العميق يجب أن يكون هو الموجه للمسلمين الذين يقبلون على الإسلام ويستجيبون لدعوة الإسلام وتؤثر قفيهم هذه الصيحات من هنا وهناك فيجب أن نزودهم بالعلم النافع ونجيب عن كل سؤال يسألونه طبعا لا أقول أنه إذا لم نعرف نجيب كيفما اتفق وإنما يكون في المسلمين إذا لم يجيب هذا فيجيب ذاك لكثرة الاطلاع سيجد جوابه لأن الشريعة تامة وفيها تبيان لكل شيء كما قال الله عز وجل (( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء )) ففي كل الاختصاصات وتعلمون أن الحياة توسعت والعلوم كثرت فالآن مجتهد واحد لا يمكن أن يحيط بكل شيء أمور الاقتصاد من أوسع ما يكون وأمور السياسة وأمور المجتمع والاختراعات أمور يعني كثيرة جدا تحتاج إلى جهود وافرة أن يترادف تترادف جهود كثيرين لتلبي بعض حاجة المسلمين الحاضرة