الضابط الثالث لنجاح الصحوة الواقعة في الأمة على الإنسان أن يزهد في الدنيا وأن لا يجعلها أكبر همه حفظ
العيد عباسي : ونقطة ثالثة التي ذكرتها أن نزهد في الدنيا ألا نجعلها أكثر همنا كما كان في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء آخر المجلس ( ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ) فإن ذلك من سيما الكفار كما يقول الله عز وجل (( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون )) فالمؤمنون بالمقابل يجب أن يكون علمهم الأكثر والأكبر هو بعلم الدين للكتاب والسنة وهدي السلف الصالح والله عز وجل يبين في كثير من الآيات جزاء من يقصد بعمله الدنيا ويبتغي مصالحها (( مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ * أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ )) (( مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها مَا نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً * وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً * كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً )) إذا كنا نريد الدار الآخرة فيجب أن يكون هذا ديدننا أن نسعى لرضا الله عز وجل (( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )) أكمل شيئا من الحديث في هذا الموضوع اليوم مما كان لم ينته بالأمس.