بعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها الداعية إلى الله. حفظ
العيد عباسي : هذه الصحوة يجب أن يقوم عليها رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله رجال يقومون بالدعوة إلى الله بحق وصدق بقوة (( يا يحيى خذ الكتاب بقوة )) (( خذوا ما آتيناكم بقوة )) فيجب أن يكون همنا وتفكيرنا ليل نهار صباح مساء شغلنا الشاغل يجب أن يكون الدعوة إلى الله والتفكير بتبليغ الناس وتربيتم وتعليمهم وإنذارهم وتبشيرهم إنذراهم من النار وتبشريهم بالجنة كأننا ننظر إليها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرق لدعوة قومه ولتخليصهم مما هم فيه من الشرك لأنه متيقن تماما مستحضر صورة الآخرة صورة النار والجنة كأنه يبصرها كما قال عليه الصلاة والسلام ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الطرقات تجئرون إلى الله تعالى بالدعاء ) هكذا وضع المسلم الحق طبعا هذا لا يستطيع الإنسان أن يكون طول وقته كذلك بهذه الحساسية والشفافية لكن إن لم يستطع أن يكون كذلك طول وقته فليكن في بعض الأوقات في نفحات إذا واتته يستفيد منها ويستغلها أحسن استغلال ولا يضيعها فبهذه الحساسية حينما يفكر الإنسان أبوه أمه إخوته جاره قريبه هؤلاء سيكونون طعمة للنار سيكون حطب جهنم إن لم يهتدوا إن لم تكن عقيدتهم صحيحة إن لم يكن سلوكهم مستقيما فلذلك يدفعه هذا إلى أن يعمل مبلغا وناصحا وواعظا وثقوا أن الكلام إذا خرج من القلب يدخل القلب ويؤثر في الناس وعدم تأثير كثير من الخطباء والوعاظ في الناس إنما هو بسبب عدم صدقهم وعدم تفاعل ما يقولون مع نفوسهم ولأن كثيرا منهم يقولون ما لا يفعلون فأما من كان متحرقا في الدعوة تفاعلت نفسه بها تغلغلت في أعماق ضميره واختلطت بلحمه ودمه فسيؤثر في الناس وسيقلبهم رأسا على عقب فالكلمات أيضا مثل كائنات تتحرك تؤثر وكما قيل " الكلمة إذا خرجت من القلب دخلت إلى القلب وإذا خرجت من اللسان لن تتجاوز الأذان " فعلينا أن نكون من هذا النوع الذي يتفاعل مع دعوته يصدق في ذلك فالصدق من أعظم علامات المؤمن من الصدق أن يكون حينما يدعو الناس فعلا يكون صادقا في سلوكه مستقيما يدعوهم إلى شيء يحسه ويعيشه وهو متغلغل في أعماقه فهذا هو الصدق ولذلك سيؤثر في الناس والحمد لله الأمة الإسلامية فيها الإستجابة الله عز وجل وصفها (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) بخلاف كثير من الأمم السابقة أمم الأنبياء الذين كانوا غلاظ الأكباد قساة القلوب لا يستجيبون لداعية ويضعون أصابعم في أذانهم حتى لا يسمعوا كلام الرسل ويغشون رؤوسهم بثيابهم ويعرضون ويستهزئون الحمد لله الآن لا نلق من الناس هذا أكثر الناس والحمد لله نرى نحن ثمار تعاملنا معهم الاستجابة الحمد لله الداعية المسلم إذا صدق وجلس في قرية ودعا إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة وكان ذا علم وذا تقوى نراه يؤثر في قرية في حدود عدة سنوات تنقلب القرية رأسا على عقب نرى أمثال ذلك رأيناه في سورية وفي غيرها الحمد لله الاستجابة وافرة وجيدة وتربة خصبة لكن تحتاج إلى عمل وإلى جد فإذا كان أصحاب الباطل يجدون ويعملون ويتعبون وتراهم ينشطون ويضحون بالمال وبالنفيس وبالجهد الشيوعي الذي لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا ينتظر جزاء ولا شكورا مع ذلك تراه يضحي ويتحمل التعب ويأمرونه بتوزيع المنشورات في الظلام في الصباح الباكر يوزعها يتحمل المغامرات يسافر من بلد إلى بلد لتبليغ كذا وكذا فيفعله وهكذا طلاب الدنيا وليس لهم يعني طمع في آخرة ولا في جزاء عظيم كالذي ينتطره المسلم فأين نحن الذين نؤمن باليوم الآخر ونؤمن بأن الجزاء لا يتصور كما قال الله عز وجل في الحديث القدسي ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) ما بالنا نعرض عن ذلك كله فنكتفي بأن نهب دعوتنا ساعة أو نصف ساعة في فضلة أوقاتنا وفي يعني ما يزيد من شواغلنا إن فرغنا من أمور الدنيا عند ذلك نعمل الحقيقة إذا كانا صادقين في دعوتنا فيجب أن نكون على غير هذه الشاكلة ألا تكون الدنيا أكبر همنا وألا نريها هذا الاهتمام الكبير الذي يمثل إيماننا يعني إذا كان يعني ليفكر أحدنا كم ساعة يعمل للدنيا فمعنى ذلك اهتمامه هذا بهذه النسبة فيجب كما قال الله عز وجل (( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبع الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين )) (( وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ )) فأقول هذه الصحوة إن أردناها راشدة يجب أن يقوم عليها أناس يريدون وجه الله ويريدون الدار الآخرة ويزهدون في الدنيا ويكونون صادقين في أقولهم وأفعالهم كثير من الدعاة تراهم لا يصدقون في أقوالهم فيجرب الناس عليهم كذبة يزعمون أنه لمصلحة الدعوة أحيانا تكتشف بعض الكذبات لماذا لمصلحة الدعوة أي دعوة ودعوتك قائمة على الصدق ولا يجوز الكذب إلا في مواضع محددة قد بينتها الأحاديث فما بالك تلجأ في الكذب على إخوانك على الذين يشاركونك في الدعوة أحدهم يعني كان أخبرني خبرا ثم تبين كذبه فسألته قال لي مصلحة الدعوة أين مصلحة الدعوة وليك يعني كيف تجوز لنفسك ما لا يجوز كذلك في السجن يعني كنا أحيانا وجدنا بعضهم يحلف الأيمان ثم نكتشف أنها كذب يقول إي كنت ناوي كذا أين أنت من حديث ( اليمين على نية المستحلف ) فترى فتاوى شيطانية يعني لا تلتقي مع التقوى ولا تلتقي مع الإيمان ما في صدق يعني في الأقوال كنت تسمع المبالغات نعوذ بالله يعني هذا أيضا ظاهرة من ظواهر التعصب الحزبي يعني أحدهم مثلا مما سمعته واحد كان كثيرين الذين كنت معهم طبعا الإخوان بعضهم يقول لي لإغارء الناس بالسير معه ومع جماعته يقول " البنا بايعه الكاشاني إمام الشيعة السابق في الخمسينات الستينيات بايعه المودودي أكثر من ذلك قالوا آخر خليفة عثماني أعطاه أوراق السلطنة أوراق الخلافة ليكون خليفة بعده "وينسون حقائق التاريخ يا أخي وين آخر خليفة عثماني سنة تسع مائة وثلاث وعشرون كان البنا عمره عشرون سنة ما أدراه به وما كان بعد له أي ذكر فتراهم على أوهام لا يصدقون في حديثهم فحتى يعني مع اتباعهم هكذا يجلبونهم بهذه المبالغات وهذه الترهات وهذه الأقوال من هنا وهناك
فالصدق من أهم صفات الداعية المسلم إذا أراد أن يكون على السنة بالإضافة إلى الصدق في الأفعال أن يكون صادقا يطبق ما يفعل لا يأمر الناس بالبر وينسى نفسه كثير من الدعاة الحقيقة تبين لمن يعاشرهم ويخالطهم صلوات الجماعة لا يحضرونها ربما بعضهم تراهم حليقا أولاده وبناته ليسوا على مقدار من التقوى ولم يربهم التربية الإسلامية تراه يعد فلا يوفي وكثير من أعماله تراها تنصرف إلى الدنيا ولغير وجه الله فأين الصدق في الأفعال والأقوال والنيات حتى تؤهلهم لنصر الله عز وجل فيجب على الدعاة الذين يشرفون على هذه الصحوة أن تكون فيهم هذه الصفات صفة الزهد في الدنيا الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس )
والصفة الثانية الصدق في الأقوال والأفعال والنيات والدعوة الصفة
الثالثة التواضع فكثير من الدعاة تراهم إذا قرأوا عدة كتب يتعالون على الناس صار مثقف ما شاء الله يجادل ويفحم وقد يتجرأ على بعض العلماء وينشر أنه جادلهم وأفحمهم وأقام عليهم الحجة وترى كثيرا من هذا الكلام يجري على ألسنتهم والله أقمت الحجة على مثلا فلان فلذلك نجد أنه هذا على خلاف هدي المرسلين وخلاف هدي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تواضع يجب أن يكون عليه المسلم الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتواضع للصغير والكبير للجارية للطفل لا يتكبر على أحد تأخذ الجارية بيده حتى يقضي لها حاجتها فأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام يقول الله عز وجل (( فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ )) فالتواضع صفة تحبب الناس فيك وتقربهم إليك وتجلعهم يقبلون دعوتك ويستجيبون لك
الصفة الرابعة صفة العدل والعدل والإنصاف أقصد في الأقوال والأفعال العدل قل أن تجدها عند إنسان إلا من رحم ربك.