قال المصنف : " وإن كان قد عرف في الجملة أن كل واحد منهم قد سمع من صاحبه سماعا كثيرا، فجائز لكل واحد منهم أن ينزل في بعض الرواية، فيسمع من غيره عنه بعض أحاديثه، ثم يرسله عنه أحيانا، ولا يسمي من سمع منه، وينشط أحيانا فيسمي الذي حمل عنه الحديث ويترك الإرسال، وما قلنا من هذا موجود في الحديث مستفيض، من فعل ثقات المحدثين وأئمة أهل العلم، وسنذكر من رواياتهم على الجهة التي ذكرنا عددا يستدل بها على أكثر منها إن شاء الله تعالى، فمن ذلك. أن أيوب السختياني، وابن المبارك، ووكيعا، وابن نمير، وجماعة غيرهم، رووا عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ( كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله، ولحرمه بأطيب ما أجد ). فروى هذه الرواية بعينها الليث بن سعد، وداود العطار، وحميد بن الأسود، ووهيب بن خالد، وأبو أسامة، عن هشام، قال: أخبرني عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم " حفظ