ضرورة فهم السلف حفظ
الشيخ : ثم لا يكفي التمسك في آخر الزمان لا يكفي التمسك بالكتاب والسنة لماذا؟ للسبب الذي ذكرته لكم آنفاً بيننا وبين السنة أربعة عشر قرناً إذن ما هو المضاف؟ ما هو الملحق بهذين المصدرين؟ أُلحق بالمصدر الأول القرآن سنة الرسول عليه السلام بدليل القرآن وبدليل حديث الرسول عليه السلام الملحق الثالث: هو سبيل الصحابة سبيل المؤمنين الأولين كما ذكرنا آنفاً في أول الجلسة قوله تعالى: (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً )) إذن ما اقتصر ربنا عز وجل في هذه الآية على قوله (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) ما اقتصر عليها وقال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى )) أي كان من الممكن والله على كل شيء قدير كان من الممكن أن يقول ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً فلماذا قال: (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ليذكر المؤمنين بآخر الزمان بضرورة التمسك بهدي المؤمنين الأولين لأنهم كما ذكرنا فيما مضى أنهم كانوا أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم تلقياً وفهما ووعيا وتطبيقاً لذلك فهم الذين ينقلون إلينا هديه عليه الصلاة والسلام وسنته بأقسامها الثلاث ويكفيكم مثالاً الآن يكفيكم مثالاً الآن ما بشرب الشيخ ما بتشرب
الطالب : لأ
طالب آخر : في في
الشيخ : لا لا اشرب بارك الله فيك
الطالب : في في في
الشيخ : لا بد لنا في آخر الزمان لنكون على هدى من ربنا أن نتمسك بالكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، السلف الصالح نقلوا لنا السنة بأقسامها الثلاثة ومن لم يأخذ بهذه الأقسام الثلاثة فمثله تماما كمثل الموحد الذي لا يأخذ بأقسام التوحيد الثلاثة فإذا أنقص واحدا منها لم يكن توحيده كاملا وإذا كان توحيده ناقصا لم يكن مؤمنا كذلك إذا لم يأخذ الاقتداء بالكتاب والسنة ومعه الاقتداء بالسلف الصالح لا يكون على هدى من ربه لماذا لأننا نقول من اقتفى أو اقتصر على أخذ الإسلام من القرآن دون السنة فقد أعرض القرآن لأن الله قال ما قال فيما سبق من البيان وأقول الآن (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) فإذا قال أنا ما آخذ الإسلام إلا من القرآن فليس مسلماً ليس مسلماً لأنه في قوله هذا قد كفر بالقرآن نفسه كما ذكرت آنفا ولا حاجة للتكرار
ومن أخذ القرآن والسنة فقط لم يكن على هدى من ربه لأن الله عز وجل قد أمرنا باتباع سبيل المؤمنين فحينما لا نتبع سبيل المؤمنين لا نكون أيضاً متبعين للقرآن الكريم فضلاً عن أننا لا نكون قد طبقنا الرسول عليه السلام بما حدثنا به من كثير من أحاديثه تعرفون جميعاً إن شاء الله حديث الفرِق ثلاثة وسبعين حين قال عليه السلام في الفرق الناجية هي واحدة ووصفها بقوله ( من كان على ما كان أنا عليه وأصحابي ) هذا اقتباس من الآية السابقة (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) عطف رب العالمين على مشاققة الرسول بين بمخالفة سبيل المؤمنين كذلك هنا الرسول عليه السلام ما اقتصر على قوله كعلامة فارقة ومميزة للفرقة الناجية على الفرق الهالكة ما قال ما أنا عليه وبس، وإنما ( ما أنا عليه وأصحابي ) إذن كلما نريد أن نفهم القرآن والسنة ما نستقل بفهم القران والسنة على علمنا فقط بل وعلى جهلنا كما يفعل كثير من الناس اليوم بل لا بد أن نتلقى تفسير القرآن والسنة على ما فهمه السلف الصالح وعلى ما طبقوه وإلا ضللنا ضلالا بعيداً