رد الشيخ على الذين ينهون الناس عن الهجرة من وطنهم ولو احتل من ألد أعدائهم بدعوى أن هذا بيت المقدس . حفظ
الشيخ : وأن لا يقولوا كما قال هذا الجائر الظالم الذي يأمر الناس بأن لا يخرجوا من وطنهم ولو احتُل من ألد عدو من أعدائهم بدعوى أن هذا بيت المقدس وكأن بيت المقدس أفضل من مكة المكرمة أو كأن أهل بيت المقدس هم أتقى لله عز وجل وأرضى له من أصحاب رسول الله ، بل هو أتقى من رسول الله نفسه الذي أولاً أمر الصحابة بأن يهاجروا بأنفسهم إلى الحبشة مرتين ثم أمرهم أن يهاجروا إلى المدينة وهاجر هو بنفسه وفتح الطريق لهم ثم بدأوا يفدون عليه أفواجاً ، فما قالوا مكة بلد فاضل بل هو كما قال عليه الصلاة والسلام حينما هاجر : ( ألا إنك من أحب بلاد الله إلى الله ، ومن أحب بلاد الله إلي ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت ) فخرج لماذا ؟ لأنه لا يريد بالمسلمين أن يعذبوا في سبيل تمسكهم بأرضهم ولو كانت الأرض أرضاً مباركة كمكة لأن الحقيقة كما يقال في بعض البلاد : " الدار ليست بالجدران وإنما بالسكان " كذلك البلدة الفاضلة ، لا تبقى فاضلةً بالنسبة لسكانها إذا لم يتمكنوا من القيام بما هو أفضل لهم من المقام في ذلك المكان .
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فبعض العلماء ممن أوتوا علماً وفهماً وبالتعبير الصوفي فتوحاً في العلم يقول أن البلاد كالأشخاص ، فكما أن الشخص الواحد تارة يكون صالحاً ، وتارة يكون طالحاً وبالعكس: تارة يكون طالحاً ويصبح صالحاً ، كذلك البلد والبلد ليس بأفضل من الإنسان ، فالبلد الصالح إذا تسلط عليه من الكافر وأصبح على سكان البلد الصالح يصعب عليهم القيام بما فرض عليهم من الطاعات وما إلى ذلك، يصبح البلد الآخر الذي هو الذي هو في الأصل مفضول بالنسبة إليه فاضلا بالنسبة إليه لأن الأمر بما قام في هذا الشخص وليس بما كان كذلك العبرة بما قام في هذا البلد لا بما كان ، وهذا الحكي من الأمور الدقيقة التي يجهلها عامة المشتغلين بطلب العلم فإنسان يكون كافر ولا مؤاخذة المثل أمامنا وإذا هو يصبح مسلماً ، هو هو هو هو لكن ما حل فيه تطور هذا الإنسان وتغير حكمه كذلك الأرض المقدسة ، فلسطين مثلاً الشام مثلاً وهي تشمل سوريا ولبنان فلسطين عمان ، ولكن هذه البلاد فيها مدح بالغ جداً في بعض الأحاديث
الشام
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مهجر إبراهيم عليه السلام وأمر الرسول عليه السلام في حديث عبد الله بن حوالة قال له: (ستجند ستجندون أجناداً فجند باليمن وجند بالشام فعليكم بالشام فإن ملائكة الله باسطة أجنحتها على الشام ) لكن وين الشام اليوم في سوريا؟ حكم النصيرية ، وين فلسطين وهي من الشام ؟ حكم اليهود ، إذن لا نظل نتمسك بالأرض وقد تغيرت الأحوال بتلك الأرض وإلا فالموقف حينما يتعصب الإنسان لأرضه وقد تطورت تطور ذلك الإنسان الصالح ، فصار إنساناً طالحاً ، التمسك بالأرض هو مذهب مادي يهودي محض قال تعالى في حقهم : (( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم ، أو اخرجوا من دياركم ، ما فعلوه إلا قليلاً منهم )) الآن حينما نقول : هاجروا بأنفسهم ، انجوا من حكم اليهود وخلاعة اليهود وفسق اليهود وبيعهم لأعراضهم في سبيل الحصول على أمر مادي هذا معروف عن اليهود ، فهذه المعاملة يجب مراعاتها ، وعدم التمسك بالأرض وإنما أن يهاجر الإنسان من أرضه التي نشأ فيها وترعرع فيها وتربى فيها وله ذكريات جميلة ولطيفة فيها ، فهذا هو الجهاد أن تدع أرضك التي أنت عشقتها لكي تتمكن من طاعة الله عز وجل فيما إذا هاجرت منها .