كيف نوفق بين حديث ( من توضأ في بيته وأحسن وضوءه ثم أتى مسجد الجماعة ووجدهم قد صلوا كتب الله له مثل أجر صلاتهم دون أن ينقص من أجورهم شيء ) وبين ما هو معلوم بأن صلاة الجماعة تدرك بالركوع؟ حفظ
الشيخ : ونستأنف الآن سؤالا جديدا فما نصه عندك
السائل : نصه العلماء اختلفوا في موضوع متى يدرك الإنسان صلاة الجماعة
الشيخ : أي نعم
السائل : كما تعلم أهو بالسجود أم بركعة أم بشيء منها كما سمعت مرة منك
الشيخ : نعم
السائل : وأنت الآن تقول أنه حتى لو لم يدركها
الشيخ : أي نعم
السائل : يعني يدرك أجرها
الشيخ : أي نعم أنا ما أقول هكذا أنا أقول هكذا حديث الرسول عليه السلام فأنت إذن ينبغي أن يكون سؤالك كيف نوفق ؟
السائل : كيف نوفق؟
الشيخ : بين هذا وهذا
السائل : نعم
الشيخ : الجواب معلوم عند العلماء وطلاب العلم قوله عليه السلام المروي في الصحيحين ( يقول الله عز وجل لملائكته إذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة وإذا عملها فاكتبوها عشر حسنات إلى مئة حسنة إلى سبع مئة إلى أضعاف كثيرة والله يضاعف لمن يشاء )
السائل : بالله شيخنا إذا سمحت عيد الحديث عشان انقطع
الشيخ : في الحديث الذي رواه الشيخان في صحيحهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( يقول الله تبارك وتعالى لملائكته إذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة وإذا عملها فاكتبوها له عشر حسنات إلى مئة حسنة إلى سبع مئة إلى أضعاف كثيرة والله يضاعف لمن يشاء وإذا همّ عبدي بسيئة ولم يعملها فلا تكتبوها شيئاً ) في رواية أخرى في صحيح مسلم ( فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ) ( إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ) ليش ؟ قال عليه السلام ، حتى تعرفوا الفرق بين الروايتين الرواية الأول تقول ( إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها فلا تكتبوها شيئا ) الرواية الأخرى تقول: ( فاكتبوها له حسنة ) هو همّ بسيئة لكنه لم يعملها الرواية الثانية تقول ( اكتبوها له حسنة ) لماذا؟ الجواب ( فإنما تركها من جراي ) الله يقول أن هذا الذي همّ بالسيئة ولم يعملها اكتبوها له حسنة لأنه تركها خوفاً من الله أما الرواية الأول ( لا تكتبوها شيئاً ) هو من باب " ومن العصمة أن لا تجد " واحد فكر يروح على السينما مثلاً مد يده لجيبته ما وجد مصاري ما راح على السينما ما انكتب له سيئة لأنه ما فعل ما راح للسينما لكن واحد ثاني مد يده ووجد بعدين تذكر ربه فخاف وترك كتبت همه بالسيئة حسنة هكذا الحديث
إذا عرفنا هذه الحقيقة يجب أن نتذكر دائماً وأبداً أن الأعمال الصالحة تضاعفها يختلف من عشرة إلى سبع مئة إلى أضعاف كثيرة والله يضاعف لمن يشاء ، لما نحن تذكرنا الحديث ورتبنا عليه أن من كان حريصاً على المحافظة على صلاة الجماعة الجماعة الأولى فقط لا غير كما يقال ثم لسبب عرض له لم يتقصده كما جاء في سؤالك الأول