ما االسبب في اضطراب الحافظ ابن حجر في العقيدة حيث يقرر مذهب الأشاعرة واضحا في مواطن ويقرر مذهب السلف واضحا في مواطن؟ حفظ
السائل : بالنسبة لاضطراب الحافظ ابن حجر في العقيدة يعني حتى إحنا نتعظ بأنفسنا وين السبب في اضطراب الحافظ ابن حجر في هذا الشيء? خصوصا يعني يمكن ما قرأنا يقرر مذهب الأشاعرة واضحاً ويقرر مذهب السلف واضحا في مواطن والله يجزيكم الخير
الشيخ : هذا الموقف مصغر عن مواقف تراها اليوم عِياناً بين بعض المشايخ لماذا هو مثلا مذهب يتمسك بالمذهب الشافعي لماذا لم يكن شأنه شأن ابن تيمية في الصدع باتباع الكتاب والسنة سواء وافق المذهب أو خالفه لأنه مخالفة الجمهور والصدع بالحق يحتاج إلى نخبة معينة من الرجال لا تأخذهم في الله لومة لائم فابن حجر هو والنووي وأمثالهم كانوا يعيشون في أجواء مذهبية تقليدية قد يكونون في قرارة نفسوهم يعتقدون المذهب الحق في العقيدة والمذهب الصواب في الأحكام الفقهية لكن لشدة ضغط الجو العام ما يستطيعون إلا أن يساددوا ويقاربوا نحن لا نقول هذا تبريراً أو تسويغاً لواقعهم لكن هذا واقع ما له من دافع فإذن هو الجواب هو الضعف البشري ، هل يجوز هذا؟ هذا تفسيره في حديث أبي سعيد الخدري ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) لماذا جعل الرسول هذه المراتب لأن الناس يختلفون في الحديث المعروف اللي بقول فيه الرسول عليه السلام ( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) كم ترى من العلماء قالوا كلمة الحق عند سلطان جائر قلة جدا ... درجة بقى من المرتبة العليا إلى الأقسام الثلاثة وهذا هو السبب أن تجد هذه الظاهرة التي تسأل عنها يتعجب طالب العلم لماذا هذا أنا أقول يجب لكل طالب أن يأخذ عبرة وأن يسأل الله عز وجل متذكرا قوله عليه الصلاة والسلام ( قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ) فالمهم أن الناس درجات وطبقات ناس من أولي العزم لا تصدهم ولو المنشار كما جاء في الحديث في الصحيح ( كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه ليرتد عن دينه حتى يقع على الأرض فلقتين )
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فملاحظة طبيعة النفس البشرية أولا واختلاف نسبة قوة إيمان الناس ثانيا بطلع هذا التفاوت بين العلماء ولذلك فلم تجد في الصحابة في قوة إيمان أبي بكر وعمر وكلهم رضي الله عنهم لكن شتان ( إيه يا ابن الخطاب لو سلكت فجا سلك الشيطان فجا غير فجك ) ( لو لم أبعث لبعث عمر ) هكذا العلماء الذين جاؤوا من بعد منهم من يخالف السلاطين وقد ينصحهم وقد يوقع على مراسيمهم كما هو الواقع اليوم تماما منهم يخشى من يخشى على نفسه فلا يدوس بساطهم ويرى في ذلك السلامة ومنهم يخاطبهم كأي إنسان آخر لا يبالي هذا أندر من كبريت الأحمر كما كانوا يقولون قديما ولما أصبحت الوظائف في بعض الدول الإسلامية في بعض فيما بعد مرتبطة بالمذاهب سواء كانت مذاهب عقدية أو مذاهب يعني الأحكام الشرعية صاروا العلماء يقنعون بأن يكون قاضيا أو أن يكون مفتيا ويعلمون أنه قد يصدر منهم شيء يخالف الشرع لكن يقول في نفسه حنانيك بعض الشر اهون من بعض ولذلك أو بهذا أنا أعلل استمرار كثير من كبار العلماء على المذهبية الضيقة وعلى الإفتاء بما يعلمون أن السلف الصالح كانوا على خلاف ذلك فنحن يجب أن نأخذ عبرة وما نقعد نشغل أنفسنا بانتقاد من سبقنا وإنما نأخذ من مواقفهم عبرة لنا حتى لا نكون كأمثالهم
السائل : شيخنا لو سمحت ... صاحب البيت